أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له














المزيد.....

فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 00:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له

في كل الديانات السماوية والكثير من بقايا الديانات الأرضية وبعض الأفكار الإنسانية والأساطير القديمة تتناول فكرة الحياة الآخرة والخلود فيها على أعتبار أن الحياة التي نعيشها بوعينا الآن مجرد تمهيد وتدريب على التعاطي مع أصل الفكرة وتصور ما في جماليات هذه الحياة هو جزء بسيط من جماليات العالم الآخر ,والحقيقة المؤكدة أن ماعدا ما ورد بالنصوص والحكايات المروية بطريق خارج الوعي الحسي بها لا يوجد دليل عقلي ولا منطقي يؤكد الفكرة أو ينفيها وبالتالي تبقى في حدود الميثولوجيا والفكر الديني المجرد من تجربة معاشة .
القوانين العلمية تحكم من جهة بتجدد وتحول المادة من شكل لأخر وتبدل في ماهيات المادة والطاقة دون أن تنكر أو تثبت أن المادة الحالية بعد هلاكها الشكلي تتحول إلى ذات الكيفية في عالم أخر ,لأن صورة العالم الأخر في النص الديني الوصل لنا أن حياتنا هذه وبنفس الكيفية تتكون ولكن بمحددات الزمان والمكان والحال وفق قواعد وأسس متغايرة عن واقع وأسس وجودنا , الرجل سيبقى رجل يمارس آدميته بذات الطريقة وتمارس عليه وقائع المادة الآنية وإن بشكل مكثف فهو مثلا يحرق بالنار وتجري كافة عمليات الحرق عليه وما يصحبها من عوارض مادية .
إذن الواقع هو ذات الواقع في عالم الخلود أما ما يخص الزمن والمكان وهما الإشكاليتان التي نطق بهما النص وسكت , نطق أن الزمن يتوقف عند حد الخلود فلا يشعر الموجود في ذلك العالم بمرور الزمن والمكان هو ذات مكاننا وإن كان مستجمع بكثافة في منطقتين هما الجنة والنار أي أن المكان منقسم بسبب حاله التكيفي فهناك مكان سلبي وهناك مكان إيجابي , ولكن عند التمعن بنص الوصف نجد أن التعارض واقع بين أن يكون الزمن واقف وبين واقع الفعل الحادث في ذلك العالم , التوقف الزمني يعني توقف الفعل عن الأداء وما ورد إلينا أن الأفعال مستمرة ولا تتوقف , فكيف لنا أن نفارق ونوافق بين توقف الزمن واستمرار الفعل .
أما من ناحية المكان فهناك أضطراب في تحديد المعالم وتحديد الوصف فإذا كانت الجنة هي نهاية المطاف إلا من خلد في النار هذا يعني أن بقاء المكانين على حالهما طالما بقى حد الخلود وتوقف الزمن نافذ ونحن نعلم أن مجرد توقف المكان عن الحركة يوقف الزمن والخلود هو توقف ذاتي لحركة الزمن مما يعني أن المكان لا بد أن يشهد توقف حركته الجوهرية عند حد ما , السؤال هذا الحد يبطل مفعول قانون المادة والطاقة أي أن المادة لا تتحول لطاقة ولا الطاقة تتحول إلى مادة وبالتالي لا يمكن أن تكون النار مستعرة أبدية ولا بد أن تنتهي في لحظة ما مما يعني أن الخلود في المكان السلبي نار جهنم سيكون خياليا وغير واقعي طالما أن المنطق الديني يقول بعملية التحول منها خلقناكم ومنها نعيدكم تارة أخرى .
فكرة الخلود فكرة ليست من متبنيات العلم المجرد لا يؤمن بما فيها وإن كان يسلم ببقاء المادة وببقاء الحركة الجوهرية داخل أجزاء المادة المتناهية في عالم الذرات ولكن لا يمكنه أن يؤمن بتعطل الزمن وانقسام المكان وذلك لأن وجود المكان بوجود المادة يعني أن هناك زمن متحرك زمن يؤشر لحركة المادة من خلال أنتقالها وتبدلاتها والفعل الذي لا بد من الإحساس به , فكيف مثلا أن تتكون الثمار في الجنة أو تتحرك المياه في الأنهار أو كيف يمارس الموجود هناك حياته دون حركة , فما أن تتحرك جزيئات المادة حتى يتولد الزمن هذا القانون الأساسي في العلم والذي يدحض مسألة توقف الزمن وعندها تصبح مسألة الخلود مسألة وهمية لا أبدية وتفشل معها قناعة الإنسان بالتوفيق بين أبدية المادة وحركيتها مع مرور الزمن .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد ... سياسة الخطوة خطوة
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح2
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح1
- قصة حبي
- القيم الأخلاقية في السياسة الوطنية
- أوجبية التحديث في قواعد ومقدمات ومعطيات الفكر الإسلامي
- المعارضة الشعبية وممارسة الديمقراطية
- أنطباعات قارئة لكتابي الأحلام دراسة في سايكلوجيا العقل
- الثلاثاء الثاني ... انفراج أو مزيدا من الضياع
- أنا أقوى ... زأزرع قمحا
- من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح2
- من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح1
- أغنية حزينه في قبر محزون
- رسائل حب متبادلة
- تداعيات وادعاءات
- أمريكا والسيرك العراقي
- محاكمة آدم _ قصة قصيرة
- الحكومة العراقية القادمة والمهمات العاجلة
- مستقبل العراق وصراع الماضي
- رحلة هابيل والحسين


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له