أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا (2)















المزيد.....

أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا (2)


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4536 - 2014 / 8 / 7 - 12:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان أرسطو، مثل أفلاطون، يرى أنه من الضروري، وقبل كل شئ، فهم كيف يفكر الإنسان، وكيف يعقل الأسباب ويسوق الحجج، وأيها الصالح الذي يمكن الأخذ به، وأيها الباطل الذي لا يعتمد عليه.

هذا ما فعله في عدة مقالات، تسمى "المنطق" (Logic)، أو "أورجانون". أورجانون في اللغة الإغريقية تعني أداة. منطق أرسطو، هو عبارة عن أداة، تجعل تفكيرك متسلسلا واضحا يصلح لبرهان صحة نتيجة معينة.

كنت أتساءل وأنا صغير عن فائدة تدريس الهندسة المستوية في مراحل مبكرة من التعليم. فائدة تدريس الهندسة المستوية هو تدريبك على استخدام منطق أرسطو في ترتيب التفكير والتسلسل المنطقي.

إذا لم يكن تفكيرك منطقيا، يبدأ من البديهيات، ويستشهد بالنظريات، التي ثبتت صحتها بالبرهان، فلن تستطيع حل أي تمرين هندسي. ولن تستطيع حل أية مشكلة في الحياة أو الوصول إلى أية نتيجة صحيحة.

وياريت نلم كل مشايخنا المبجلين، ورجال الدين عندنا المحترمين، وكل من طالت لحيته وجحظت عيناه وتيبس تفكيره، أن نعيد تعليمه وتدريبه على استخدام منطق أرسطو والهندسة المستوية، قبل أن نسمح له بالصعود على المنبر أو الظهور في القنوات الفضائية أو افتراش مساحات كبيرة في صحفنا ومجلاتنا.

هدف أرسطو من المنطق، هو وضع خطوات ثابتة، يبنى عليها أي علم أو معرفة. من بديهيات واضحة لا تحتاج إلى برهان، لا نشك في صحتها، يمكن بناء صرح ضخم من المعرفة.

كل علم من العلوم، كما يقول أرسطو، يجب أن يبدأ بالبديهيات أو الحقائق العامة. ليس من الضروري أن يكون لها برهان، لكن العقل يقبلها على أنها حقائق صحيحة لا شك فيها. بدون ذلك، لا يمكننا البدء في بناء أي شئ، أو الصول إلى أية نتيجة.

الطالب يجب أن يقبل بديهيات هندسة إقليدس، قبل أن يبدأ في برهان النظريات الهندسية. الطبيب يجب أن يقبل بديهية أن المرض يصيب الجسم السليم فيجعله يمرض، قبل أن يحاول إيجاد العلاج المناسب له.

إيمان الطبيب ببديهية أن المرض يصيب الأجسام السليمة، وليست الأرواح الشريرة أو العين والحسد، هو الذي يجعله قادرا على بناء صرح طبي كبير، مؤسس على هذا الفرض أو البديهية. مثل هذه البديهيات، لا نحتاج لبرهانها، لبناء نظام كبير من المعرفة والعلوم.

هناك شئ يعرف بالقياس المنطقي (syllogism). ما معنى هذا الكلام الكبير؟ معناه أنه هناك شئ لزوم الشئ. هذا يذكرنا بالحوار الذي قام في فيلم أبو حلموس بين عباس فارس ونجيب الريحاني، عندما كان يزور للركب، في دفاتر الحسابات. لكن أرسطو يقصد هنا شيئا آخر.

ما يقصده أرسطو، هو أنه هناك مقولة، يستدل منها على مقولة أخرى بدون الحاجة إلى برهان أو دليل. هذا يسمى المنطق الاستنباطي. مثلا: تأمل هذه المقولة: "كل الرجال ستموت". تأمل أيضا مقولة: "سقراط رجل". ألا يعني هذا أن سقراط سيموت؟

ما سبق يمكن كتابته بلغة الاختزال كالآتي:
إذا كانت كل أ هي ب
ج جزء من أ
إذن: ج هي ب

بالنسبة للطبيب، إذا كانت أعراض المرض تشبه أعراض الحصبة، ألا يقود هذا إلى أن المريض، مريض بالحصبة؟

لكن أرسطو هنا يحذرنا. علينا أن نتأكد تماما أن البديهية الأولى التي نعتمد عليها، يجب أن تكون مفهومة وتشمل كل الحالات. إذا كانت هذه الأعراض، في بعض الأحيان، هي أعراض الحصبة، وفي أحيان أخرى أعراض مرض آخر، فالنتيجة المؤكدة غير ممكنة.

إذا بدأنا بفرض خاطئ مثل مقولة: "كل الأولاد أغبياء"، و"حسن ولد"، لذلك "حسن غبي"، فالنتيجة خاطئة لأن الفرض الأساسي خاطئ. خطورة المنطق الاستنباطي، هو أن تبنيه على مبدأ عام لا يغطي كل الحالات، أو يكون المبدأ نفسه خاطئا.

نوع آخر من التفكير المنطقي يمكن أن يقود إلى نتيجة خاطئة، هو المنطق الاستقرائي. نبدأ من حالات فردية خاصة صحيحة، ثم نقوم بتعميمها.

فمثلا، وجدنا الشمس تشرق بالأمس من الشرق، ووجدناها تشرق اليوم من الشرق. نستنتج من ذلك أن الشمس تشرق من الشرق بصفة عامة. أيضا، نجد أن الأجسام الصلبة عندما نقذفها إلى أعلى، تعود ثانية إلى الأرض.

من هذه التجارب الخاصة العديدة، يمكننا الوصول إلى قانون طبيعي عام، يقول بأن الأرض تجذب الأجسام الصلبة. وهي حقيقة عامة جاءت من مشاهدة حالات خاصة عديدة.

هنا يحزرنا أرسطو من الإسراع في اشتقاق النتيجة. مالم تكون الحالات الخاصة التي يتحقق فيها القانون كثيرة بقدر كاف، قد تكون هناك حالات لا يتحقق فيها القانون وتفسد استنتاجنا. بذلك تكون النتيجة شيئا خاطئا وخطيرا.

مثال ذلك، إذا وجدت بعض الفقراء يقومون بالسرقة، واشتققت من ذلك أن كل الفقراء لصوص. هذه مقولة قد تصلح للدعاية أو لغرض آخر، ولكنها لا تصلح لكي تكون حقيقة ثابتة. خطر المنطق الاستقرائي، هو استخدامه للوصول إلى نتيجة من قراءات وشواهد غير كافية.

منطق أرسطو به الكثير من المبادئ التي تنظم وتحلل أسلوبنا في التفكير، وطريقة استخدامنا للغة. به تعليمات كيف نتجنب خداع أنفسنا، بسبب تعريفات غير مناسبة، أو بسبب عدم فهم المشكلة من أساسها. هذا يجعلنا ندور في دائرة مفرغة، ولا نصل إلى النتيجة الصحيحة.

لا يوجد فيلسوف آخر قبل أرسطو، ترك منهجا عميقا لأجيال عديدة من البشر، يبين لهم بوضوح كيف يقوم العقل بدراسة نفسه، ويقوم بتحليل أسلوب وطريقة تفكيره.

أرسطو، كفيلسوف، كان عليه أن يجد جوابا للسؤال الأساسي عن سبب وجود هذا الكون. في كتابه عن الميتافيزيقا، قام بعرض كل نظريات المفكرين الإغريق الذين سبقوه عن الموضوع، بما في ذلك، نظريات أفلاطون. لكنه رفضها كلها، على أساس أنها غير كافية من الناحية التحليلية.

هناك نقاط تم إغفالها، ومشاكل لابد من حلها. خذ على سبيل المثال سؤال "لماذا هناك مادة في كل مكان؟" كثير من الناس تعتقد أنها أجابت على السؤال، عندما تقول من أي شئ تتكون هذه الأشياء.

في الواقع، هذه أول قطرة الغيث. لأن كل شئ موجود، يلزمه أربعة أسباب لوجوده، قبل أن نقول ما هو.

الميتافيزيقا تعني "ما وراء الطبيعة". هو اسم لم يكن مستخدما أيام أرسطو أو أيام من سبقوه من الفلاسفة. إنما الاسم المستخدم كان "الفلسفة الأولى"، كما جاء في فلسفة الكندي "المسألة الأولى".

الميتافيزيقا هو علم المبادئ الأساسية العامة للعالم. يشمل المعرفة والوجود،...الخ. العلوم الأخرى تعتبر ثانوية بالنسبة له.

لم تستخدم كلمة الميتافيزيقا إلا منذ نحو نصف قرن قبل الميلاد. عندما نُشرت كتب أرسطو، ووضع باب "البحث في الفلسفة الأولى" بعد باب "البحث في الطبيعة". أي الباب الذي يأتي بعد باب الطبيعة. من ثم جاء الاسم "ما وراء الطبيعة" أو "ما بعد باب الطبيعة".

بالنسبة للوجود، يرى أفلاطون عالمين: عالم علوي من "المُثُل"، وعالم آخر سفلي من الأشياء المحسوسة. التي هي بمثابة صور تقليد رديئة من الأصول، وهي "المُثُل". المُثُل جمع مثال ويعني الشبيه.

عندما نتحدث عن المثلث بصفة عامة، فلا نقصد مثلثا بعينه، هذا هو المثل. أما إذا قمنا برسم مثلث على ورقة بيضاء، فهذا مثلث محسوس يمكن أن نراه ونقيس أبعاده.

لكن أرسطو يختلف مع أستاذه أفلاطون. يرى أرسطو أن نظرية أفلاطون الخاصة بالمُثُل بها أخطاء. أرسطو يرى عالما واحدا، بدلا من اثنين، نحن نوجد وسطه. كانت حجة أرسطو في رفضه نظرية أفلاطون الآتي:

نظرية أفلاطون لا تبين نشأة العالم وبدايته، وكيف وجدت الأشياء في هذا الكون، بشقيه المثل والعالم المحسوس. إضافة عالم آخر لهذا العالم المحسوس، لا تحل المشكلة. إنما تضاعف الموجودات وتزيد الارتباك. هذا يذكرني بنكتة سمعتها منذ مدة تقول:

اثنان من البسطاء أرادا الاتجار في البطيخ. فقاما بشراء حمولة "عربية نقل" بطيخ بسعر البطيخة خمس جنيهات. ثم وقفوا على ناصية الشارع يبيعون البطيخة الواحدة بخمس جنيهات.

في نهاية اليوم وبعد حساب حصيلة البيع ومقارنته بجملة ثمن الشراء، وجدوا أنفسهم لم يكسبوا شيئا. فقام أحدهم بصفع الآخر على قفاه قائلا: "ألم أقل لك خليهم عربتين؟" المشكلة هنا ليست في عدد العربات أو عدد العوالم، كما يقول أرسطو.

إذا كان اللون الأبيض له مثال ثابت لا يتغير في عالم آخر كما يقول أفلاطون، فكيف نشأت عنه الأشياء البيضاء في عالمنا هذا، وهي أشياء متغيرة لا تستقر على حال؟

يقول أفلاطون أن المُثُل، هي أشياء مجردة أزلية، لا تدرك بالحس. لكن أرسطو يعتقد أنها يمكن أن تدرك بالحس.

المُثُل عند أفلاطون، هي بمثابة صفة للأشياء. صفة الشئ، كما يقول أرسطو، يجب أن تكون فيه لا خارجه. لكن أفلاطون فصل المُثُل عن الأشياء، وجعلها عالما مستقلا. وجعل لكل مثال وجودا مستقلا. أرواح يمكن أن توجد بدون الجسد.

العدل والحرارة والبرودة والإنسانية، مفاهيم ليس لها وجود خارجي عن الأشياء نفسها. إنما الموجود هي المفردات. القضيب الحار والشئ البارد والإنسان. الإنسانية لا وجود لها إلا في أذهاننا. ولا توجد مستقلة عن الإنسان، إنما توجد مع وجود الأفراد.

ليس بضروري ما ذهب إليه أفلاطون، من أن كل مانتصوره لا بد أن يكون له صورة موجودة. فإننا قد نتصور ما ليس له وجود خارجي، كجبل من ذهب وبحر من ذئبق.

الفلاسفة المحدثين يفرقون الآن بين العلة والحكمة، بمعني الغرض. السبب والهدف. العلة هي السبب الميكانيكي الذي ينشأ عنه الشئ. البرودة تسبب تحول الماء إلى ثلج. هذه علة ميكانيكية. لكن لا تبين لنا حكمة تحول الماء إلى ثلج.

أما العلة عند أرسطو، فتشمل العلة الميكانيكية والحكمة معا. أرسطو، وحد بين السبب والهدف. قال أرسطو إن للعلة أربعة أنواع. تعمل جميعا في كل حالة من حالات الوجود، التي تشمل كل ما تنتجه الطبيعة أو الإنسان، وهي:

1-العلة المادية، هي المادة التي يتكون منها التمثال مثلا. لأنه بدونها، لن يكون هناك تمثال.
2-العلة المحركة، هي القوة التي عملت على تغيير الشئ واتخاذه شكلا جديدا. هنا تكون العلة المحركة هي صانع التمثال.
3-العلة الصورية، هي صورة الشئ أي ما يجعل التمثال تمثالا بدلا من شئ آخر، كرسي مثلا.
4-العلة الغائية، هي الغرض أو الهدف وهي التمثال نفسة.

ثم قام أرسطو بعد ذلك بدمج العلل الأربع في علتين، أسماهما المادة والصورة. وأطلق كلمة "الهيولي" على المادة. بذلك يكون الهيولي والصورة هما أساس فلسفة أرسطو الميتافيزيقية. وبهما شرح العالم.

كلمات مثل هيولي وميتافيزيقا هي كلمات الناس المثقفة (الكلاس). يمكن استخدامها في الحفلات العامة لإبهار الناس ولفت إنتباههم.

الهيولي والصورة لا ينفصلان. كل موجود يتكون من كلاهما، وهما ليسا منفصلين إلا في عقولنا. خواص الأشياء لا وجود لها بمفردها، وهذا عكس ما يقوله أفلاطون. اللون الأحمر، لا يوجد بدون شئ لونه أحمر.

الصورة عند أرسطو ليست الشكل فقط، إنما تشمل كل الصفات من ثقل ولون ورائحة وجمال وخلافه. أما الهيولي فهو الشئ الذي يمكن أن يوصف بهذه الصفات.

الشئ، بما له من هيولي وصورة، أطلق عليه أرسطو كلمة "الجوهر". ومن الجواهر المختلفة، تتكون الحقيقة. الحقيقة عند أرسطو، تقع في هذا العالم الذي نعيش فيه. هي تختلف عن الحقيقة عند أفلاطون، التي تتكون من عالمين: عالم علوي هو عالم "المُثُل" والروح، وعالم سفلي هو عالم المادة، التي هي تقليد رديئ للمثل.

الحقيقة عند أرسطو تعددية، منازل أو كتب كثيرة مثلا. لكن عند أفلاطون الحقيقة ثنائية. ثنائية لكنها تقترب من المثالية، لأن العالم العلوي فقط عند أفلاطون هو العالم الحقيقي.


الهيولي في ذاته لا صورة له ولا صفة. لذلك يحتاج إلي الصورة لكي تجعله يوصف ويظهر. الهيولي يختلف عن العناصر الكيميائية مثلا. لأن العناصر لها خواصها وصفاتها الخاصة بها، بينما الهيولي لا صفات له ولا يوجد بمفرده.

يعبر أرسطو عن ذلك بأن الهيولي شئ "ممكن". عن طريق الصورة يتحول إلى شئ "فعلي". أطلق أرسطو على "الممكن"، "ما بالقوة". و"الفعلي"، "ما بالفعل".

الوجود ناتج من تحول "الممكن" إلى شئ بالفعل. وكل حركة أو تغيير هي مجرد تحول من الممكن إلى الفعلى. أو من الهيولي إلى الصورة.


الحركة من الهيولي إلى الصورة تسيرها غاية وهدف. هذه الغاية سابقة في الفكر علي الوجود. هذا عكس مذهب الوجودية، التي تقول بأن الوجود سابق على الماهية. نظرية داروين تقول بأن الوجود سابق على الماهية.

يقول أرسطو أن العالم هو سلسلة انتقال من صورة إلى صورة أرقى منها. أي في تقدم مستمر نحو هدف. العالم يسير في ارتقاء مستمر، تجذبه نحوها قوة الغاية، أو العلة الغائية.

هذه الغاية، هي الذروة العليا للموجودات. هي التى يسميها أرسطو "الله". هو الموجود حقا، لأن له أتم صورة. كلما اقترب الشئ من كمال الصورة، كان أقرب إلى الحقيقة. الله عند أرسطو غير مجسم. الله هو السبب في وجود هذا العالم.

أي أن الله هو العلة الغائية المحركة لهذا العالم. إذا كان الله عقلا، كان هو غاية الغايات. هو الذي يسعى إليه كل موجود. وإذا كان هو العلة المحركة، كان هو المحرك الأول للعالم ومصدر كل حركة.

العالم، لا أول له في الزمن. لا بداية زمنية له. إنما سبقه الله كما تسبق المقدمة النتيجة. كذلك لا نهاية للعالم. لأنه لو كانت له نهاية، وأصبح كما نقول بالبلدي "بح"، لكانت هذه النهاية صورة مجردة بدون مادة. الصور المجردة لا وجود لها بمعزل عن المادة.

كان أفلاطون يفترض أن النفس لها معرفة بالمُثُل قبل حلولها في الجسد. أنت تعرف نظرية فيثاغورث قبل أن تولد. أما أرسطو فيقول، إن المعرفة موجودة في عالمنا هذا، وما علينا سوي انتزاعها من الأشياء التي حولنا. أفلاطون يقول العلم في الرأس، وأرسطو يقول العلم في الأشياء نفسها. نظرية فيثاغورث في المثلث، لا تولد مع الشخص.

معرفتنا بالعالم من حولنا تبدأ بالحواس. ثم نقوم بتجريد هذه المعلومات حتي نصل إلي المعرفة العقلية. ما من فكرة في العقل إلا وأصلها في الحس. هذا يعني أن فلسفة أرسطو فلسفة تجريبية.

النفس عند أرسطو هي الدافع الداخلي الأول في الكائن. لا تأتي من الخارج أو من السماء. وبالتالي لا تذهب إلى البرزخ بعد الموت. يعني كده مافيش عذاب قبر ولا ثعبان أقرع ولا يحزنون.

الإنسان عبارة عن مادة هي الجسد، كما يقول أرسطو، وصورة هي النفس. مثل باقي الكائنات. لا فرق بين الإنسان وباقي المخلوقات.

إذا كان هناك حياة أخرى للإنسان، فلابد أن يكون هناك حياة أخرى للحيوانات والحشرات والنباتات والباكتيريا والفيروسات. آسف يا كلبي العزيز، لا مكان لك في الجنة، مع المؤمنين الأبرار وبتوع داعش وخليفتهم المكار.

لكي يكون الكائن قادرا علي النمو، يجب أن تكون له نفس نامية، ونفس غذائية. هذان النفسان توجدان لدي كل كائن حي. يوجد لكل كائن حي نفس حاسة. أما الإنسان فله فوق ذلك نفس عاقلة، قادرة على التجريد وإدراك المعقولات وماهية الأشياء وحقيقتها.

في كل أعمال أرسطو، يرى أن هذا الكون يسير إلى الأفضل. قبة السماء شكلها كروي، لأن الشكل الكروي شكل هندسي جميل كامل. لذلك شكل العالم لابد أن يكون كروي، حتى يكون كاملا. كما أن هذا العالم، هو الوحيد الموجود. لأن كل المادة لابد من أن تنجذب إليه.

وللحديث عن أعمال أرسطو، معلم البشرية، بقية، فإلى اللقاء.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا
- البيت المسكون، لبلاوتوس
- الخديوي إسماعيل المفترى عليه
- الكستيس، ليوريبيديس - هل يمكن أن تفدي الزوجة زوجها بحياتها؟
- نساء طروادة، ليوريبيديس - صرخة ضد الحرب والعبودية
- إفيجينيا، ليوريبيديس - التضحية بالأبناء إرضاء للرب
- إلكترا، لسوفوكليس
- أنتيجون لسوفوكليس، أقدم صرخة في وجه الدكتاتورية
- الدراما الإغريقية
- بروميثيوس مغلولا لأسخيلوس
- هل يمكن أن نقتدي بعصر النهضة الأوربية
- إراسموس – من رواد عصر النهضة
- قصة الموسيقى الغربية – ديفورجاك-تشايكوفسكي-آخرون
- في عيد أمنا الأرض
- قصة الموسيقى الغربية – فاجنر
- قصة الموسيقى الغربية – ميربير-ليست-برامز
- قصة الموسيقى الغربية – مندلسون
- قصة الموسيقى الغربية – شومان
- من نحن – أصل الإنسان
- من نحن – الجانب المظلم


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا (2)