الكل شركاء في الجريمة

أمل حميدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الكل شركاء في الجريمة
في عصر الطوائف أمراء وملوك الطوائف ،اختلطت الأوراق تعالت الأصوات والغوغاء والكل ينادي الحق معي! والحقيقة الحق هجر الجميع بل بعيد كل البعد عن الواقع العربي والكل مسؤول عن مأساة العرب والمسلمين .وأول مسؤول عن مصائبهم العرب والمسلمين أنفسهم على تنوع أطيافهم وأعراقهم.
الشيعي العربي نسي أنه عربي قبل أن يكون شيعي، والمسلم العجمي نسي أنه مسلم قبل كل شيء, والسني ظن نفسه وصي على الاسلام والمسلمين, والكل نسي أن هناك أعراب غير مسلمين وأقوام ضمن المسلمين غير أعراب ،بل حتى الحقوقي لبس ثوب السياسي والسياسي لبس ثوب الحقوقي والكل ينادي حقي حقي وأنا مع الحق ...لكن لم نرى سوى الظلم القهر والجرائم في حق البشرية. أما الحقوق والإصلاح فبعيدين كل البعد عن ما نحن اليوم عليه: انحلال فتن وآخرتها الهمجية والكل يرمي المسؤولية على غيره.
آخر حلقة في مسلسل ضربني وبكى وسبقني واشتكى هي مسلسل الدواعش!حلقة الدواعش اللتي تجسد ما آل له العالم العربي من تدهور تحطم وانهيار بكل همجية ووحشية ، أخشى أنها فقط البداية والقادم ابشع.

الكل يلوم الدواعش ويتبرء منها والحقيقة الكل شريك في المأساة. لا أحد يستطيع أن ينفي أن صفوف الدواعش يعززها كل مهزوم مكبوت فاشل فقد الأمل في الإصلاح في بلاد المسلمين أو همش في بلاد الغرب. هؤلاء ما يسمى جنود المنفذيين القطيع الفاشل المحبط المغرور بهم الملعوب عليهم وعلى غبائهم لا أحد ينفي أنهم في أغلبيتهم سنة! لكن ما رأيكم في قياديي الدواعش أصحاب الخطة والرأية الداعشية من يتحالف أحيانا مع مليشيات حزب الله في ريف سوريا أو هجوماتهم الهمجية اللتي اتضح وليس للمرة الأولى أنها تتلقى دعم الأسد...الأسد اللذي رفظ الخضوع لمطالب ثورة شعبه فحرق أرضه ومن عليها فاتحا باب جهنم بسويا ليطلع ويخرج منها وحش الدواعش ليس فقط على قومه بل على الشرق الأوسط برمته...

هل اتضحت لكم الصورة؟ الكل على تنوع طوائفهم شركاء في الجريمة.

الدواعش يجسدون أبشع ما في قلوب المسلمين: تآمرهم وخياناتهم لإخوتهم حقدهم على بعضهم ثقافة الكراهية والعنصرية والكل يبيع سلعته الفاسدة بل سم الكراهية تحت غطاء الدين أو حتى أحيانا حقوق الانسان على حسب مفهومهم الخاص والمحدود لحقوق الانسان...الأقنعة تسقط يوما بعد يوم وصار واضح قرب حتمنا كقومية ودين وأمة كان أساسها كما جاء به رسولها(ص) وقرآنها الكريم: أمة تنوع واحترام الديانات، أمة السلام والإسلام ،خير أمة أخرجت للناس تدعوا للمساوات والعدل حررت من العبودية وحرمت الانتهاكات بدون حق. نعم حررت وأنصفت المرأة واعترفت بحقوق المضطهدين ....أيننا منها في عصر الغوغاء عصر الطوائف أمراء وملوك الطوائف؟ بالعكس صرنا أمة تحرم وتنفي كل ما جاء به دينها السموح الحنيف باسم نفس الدين وجوهر ديننا إسلامنا بريء مما أقترفته أيدي الجهلة المجرمين . بل صرنا أمة ستعرف حتمها على أيدي أبنائها الجبناء الأغبياء الشركاء في أبشع جريمة في حق المسلمين والانسانية برمتهاز.جريمة قبل أن تكون في حق الانسانية إنها جريمة شنعاء في حق أمتنا وديننا الذي اختطفه الجبناء المجرمون وكل أصحاب المصالح الضيقة! نعم كفوا رمي اللوم على بعضكم فالكل شركاء شيعة وسنة فيما حل بنا من مصائب.

أمل حميدالله

#أمل_حميدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات