أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضا كارم - المثلّث الخبري المعرفيّ : من يملك الحقيقة يسيطر على التّاريخ و يمتلك السّلطة














المزيد.....


المثلّث الخبري المعرفيّ : من يملك الحقيقة يسيطر على التّاريخ و يمتلك السّلطة


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 13:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحقيقة-التاريخ-السّيادة: المثلّث المعرفي الخبريّ السياسي.
____________________
الإعلام سلطة بالفعل. سلطة تقرير حقيقة و ضبط رأي عامّ و توجيه حقل ثقافي برمّته وجهة المتنفّذ الأعلى أو رأس المال. العلاقة النّفعيّة بين كارتلات الاحتكار و وسائل الإعلام المختلفة، بحاجة إلى واسطة متنفذة تمتلك السّلاح و ترسم تكتيكات و مناهج تمرير "الحقائق-الخدع" المراد سيطرتها على العقل و التجربة في واقع ما، يهتمّ رأس المال بتشيئته و اختزال قيمه ضمن إحدى مقولاته المتواترة.(الخبز، العِيش،الشغل،رفع الأجور، التنمية الجهوية، النمط المجتمعي،الانتقال الديمقراطي،العدالة الانتقالية...)
بالسؤال عن الجهاز الضّخم الذي يمكن أن يتضمّن ضمن بنيته الأطر التنظيمية من عسكر و قضاء و إدارة و خلافها، ستتوجه الأحكام نحو الدولة في صيغتها الحديثة ، أي دولة ما بعد الثورة الفرنسية ، دولة الفصل بين السلطات بعد إنشائها...
تمكّن رأس المال من استلاب كل معنى خصوصيّ هوويّ طبيعيّ، كلّ معطى أوّليّ خال من الإديولوجي و الثقافي ، و توغّل بين مكوّنات الدولة و مؤسّساتها ، حتى أُدغِم معها، و بات الفصل مستحيلا. و بفعل التطوّر التّاريخيّ ، ازدادت أشكال الإدغام نفاذا و تلبّسا و انتهى النّقاش كلّيا حول الوظيفة الحقيقيّة للدّولة و مرتبة الإنسان فيها و موقع التجربة الإنسانيّة منها. ثمّ أوجد رأس المال مؤسسات "موازية" مثل النقابات تحديدا. و تحكّم بأجنداتها و نظمها الداخلية، و قرّر من يكون على رأسها بعد أن مركز قراراتها بأيدي شخوص تمكن مفاوضتهم حول "الثّمن المناسب الذي يطلبونه"...
إن الدولة لا تتجاوز أن تكون واسطة أداتيّة بيد كارتلات الجريمة المنظّمة، و منفّذ بارع لتك الجرائم، ثمّ صانع للمجرمين و منشئ لمحاكم تجرّدهم من آخر معاقل الإنسانيّة فيهم.
و لأن أدوارها خفيّة و مركّبة، فهي تواصل خداع الغالبيّة المقصيّة من دوائر الرّفاه و الكرامة و الحرّية. بل تزداد قداسة و جلالا و هي تلاحق "الإرهابيين " في الشعانبي، أو دير الزّور ، أو سنجار بضواحي الموصل الحزينة.
لم يكن لرأس المال و رموزه الإرهابية المجرمة المعادية للإنسان، أن يضمن ما له من مقدرة على الهيمنة و الاستغلال دون تركيب وسائط لتلك الهيمنة،تحظى بثقة مطلقة من الجماهير و لا يُناقش دورها أو وظيفتها أو طبيعتها أو رهانها.
سأسوق مثالا من التجربة الاستعباديّة للإنسان في لبنان. يجترّ الإعلام ، أخبار سيطرة "داعش" على قرية عرسال. لكن لا أحد سأل عن هذه العرسال. و هو أمر طبيعي لعقول مستلبة فاقدة للحسّ النّقديّ و متورّمة انتهازيّا و تسطيحا.
عرسال قرية تعيش على التجارة الموازية اي المناقضة للرسمي المدولن، مع قرى سورية على خطّ "سايكس -بيكو" الحدودي المفروض بالقسر. لم تقدّم الدّولة الفاسدة في بيروت شيئا لتحسين شروط البقاء "العبوديّ" في تلك المنطقة. و من الطبيعي أن تنشأ حالة تمرّد و كراهية بين العرساليين ضدّا لدولة لبنان. إنها منطقة لم تطأها غير القدم الطائفية لعسكر تيار المستقبل لتوابع السعودية في لبنان اي سعد الحريري. وحده ذلك المجرم الفاسد، من يقدّم رشى انتخابية و هبات مناسباتية لجموع جماهير "السنّة" في عرسال.
بعد ما يكفي من الإقصاء و التجاهل و القمع، يتذكّر لبنان اليوم أنّ عرسال تقاتل جيشه، و انّ طرابلس تساندها قبل أن تنضم بيروت و صيدا و "كل السنّة"...
عرسال تنتقل من سيطرة فاسدين إلى سيطرة مجرمين ، و تعاود الطريق الى الفاسدين المجرمين التأسيسيّين للجريمة و الخيانة . و يكتفي الإعلام بنقل مشاعر الغضب " اللبناني الرسميّ على ضياع عرسال، التي لم تكن يوما لبنانية .
إنه وضع مجرّب . منوال مكرور . و أشكال تعامل متعاودة.

وضمن هذا الوضع المكرّس بدقّة و المختبر بعناية، يتمكّن الإعلام من متابعة مراحل الإيهام و العزل و التحريض و الإرهاب.
أن تستضيف نسمة "الممثل التجاري" لميليشيا ليبيّة، أو تردّ التّونسيّة أو قناة مصريّة باستضافة ّممثل تجاري" لميليشيا عدوّة، لن يعدو ذلك مجاوزة الحقل الإجرامي المراد تعميمه بعد زرعه. إن الإعلام يواصل حرب الشوارع على أستديوهاته الجاهزة للشّراء لمن يدفع أكثر. تأمل ما الذي يجمع نداء تونس بعبد الحكيم بلحاج بنبيل القروي ؟
برلسكوني مثلا؟
هل يعني ذلك أن توافق الدساترة الخوانجية.....

لا أدري، لا يهمّني أن يكون الأمر كذلك. لكنّ لا شيء ممّا يكتب أو يذاع أو يناقش على فضاءات الإعلام، يبدو حقيقيّا .
___________________
رضا كارم -قلعة سنان
06/08/2014



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 23أكتوبر في مقاهي الهزيمة القرار، و الهزيمة المختارة
- العشرون من مارس 56: بنود -استقلال دولة- أو شرعنة احتلالها؟من ...
- لماذا هي كتابات أخرى؟ و لماذا يعلو الصّوت؟
- التوافقات الطّبقيّة تشكيل من خارج دائرة الحرمان لموجبات عناص ...
- لكن الكاميرا سقطت
- المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا
- 17 ديسمبر يا 20 فبراير:معركتنا واحدة يا جماهير التغيير اللاط ...
- فري كربول، فري عبد المجيد الشرفي
- أيّ مشروع لأيّة صيرورة؟
- ما معنى العمل بين الجماهير لتحريضها و تحريرها؟
- الأول من ماي: ذاكرة الحرّية.
- إرهابي بقناع قاض، إرهابي بمهنة بوليس
- ثم صاح بأعلى صوته: حرّية، حرّية ،حرّية
- الخبز و الماء أو نشيد الجوعى في محفل المقاومة.
- السّياق و أزمة التّغيير
- ديمقراطيّ دون أنسنة، زاهد دون محبّة
- روايات -الوطن- ، واقع الاستعباد
- أزف زمن التقاطعات، للهزيمة أصل
- 17ديسمبر مجدّدا
- يمين الكاميرا، يسار الكاميرا


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضا كارم - المثلّث الخبري المعرفيّ : من يملك الحقيقة يسيطر على التّاريخ و يمتلك السّلطة