أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - فقه التفسيرات في قصف الطائرات














المزيد.....

فقه التفسيرات في قصف الطائرات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 10:31
المحور: كتابات ساخرة
    


سألني أحدهم، وكنتُ جالسا ضمنَ مجموعة من الجالسين:
لماذا قصفتْ الطائراتُ الإسرائيلية، قبل قليل المبنى السكني الزجاجي الكبير الواقع في وسط غزة ؟
لم ينتظر الجالسون جوابي،كأنهم كانوا ينتظرون الفرصة لعرض تفسيراتهم، فاشتبكوا في معركةٍ لفظيةٍ، وشرعوا ينحتون الإجابات التالية:
الأول: " لقد قصفوا البرج الكبير، لأن القاطنين فيه هم من قيادات المقاومة، ممن اعتقدوا بأن المكان سيكون آمنا لهم"
الثاني بحِدَّةٍ:
لا... هذا ليس صحيحا، لقد قصفوه عدة مرات لتدمير أجهزة الإرسال المنصوبة فوقه، انظروا فإنهم يدمرون كل ما هو عالٍ.
وتدخَّل متحدثٌ ثالث مستهزئا بأقوال سابقَيه:
"أنتم لا تعرفون تكتيكات المخابرات الإسرائيلية؛ إنهم يقصفونه حتى يُهجَّروا مَن فيه،ويُخرجونهم من مكمنهم، ويتتبعون آثارهم، واحدا وراء الآخر"
وقال رابعٌ ساخرا:
كلٌّ تفسيراتكم ليست صحيحة، فالمبنى فارغٌ ، وليس مسكونا، وليس مقرا للمقاومين، بل قصفوه لأن صورته جميلة، وهم يريدون إزالة الجمالَ كلَّه عن وجه غزة!!
وقال خامسٌ، مُنْكِرا كلَّ أقوالهم:
" إنهم يقصفونه عدة مرات لأنه يقع في وسط المدينة، وهذا يُثير ذُعر السكان، ويجعلهم قلقين خائفين، هم وأطفالهم، وهذا يدفعهم للتفكير في الهجرة من غزة!!
وقال سادسُ مخالفا:
"إنهم قبل القصف يتَّصلون بصاحب المبنى لإخلائه فورا، فصاحبه يعرفُ السبب"!!
نسي صاحبُ السؤال،أنني لم أُجبْ على سؤاله، وأنه وجَّه السؤال أولا إليَّ، كان راغبا في إسكات معركةٍ لسانية بين المتحدثين السابقين فقال:
صحيح لم نسمع تفسيرَك لقصف هذا المبنى الكبير؟
قلتُ:
إن مديري أجهزة مخابرات إسرائيل نجحوا بالفعل فيما يقومون به من أفعال، فقد جعلوا من القنابل التي قصفوا بها المبنى مثارا للنقاش والجدل والخلاف، ليس الخلاف الذي يُثري النقاش، بل الخلافُ الموصلُ للعُنف اللفظي، وجعلوا من الدمارِ وإبادة العائلات جدلا فقهيالتعزيزِ الإحباطِ والقهرِ والكبت، والغضب والعنف.
كما أنهم أيضا، نجحوا في دعاياتهم الأزلية، وهي أن القصفَ الذي ما يزال جاريا حتى هذا اليوم، لكل شيء في غزة 2/8/2014، قصفٌ مبرمجٌ وفق التكنلوجيا، التي لا تُخطئ أبدا، فهم يقصفون –حسب زعمهم- مواقع إرهابية!!
وهم كذلك يهدفون إلى ترسيخ دعايتهم، بأنهم لا يقتلون المدنيين، فهم يتصلون بعيِّناتٍ من الأفراد،لغرض الدعاية فقط، يُنذرونهم قبل قصف بيوتهم، أو بيوت جيرانهم،لينشروا هذه الأخبار، حتى يُرسِّخوا دعايتهم: بأن جيش الاحتلال، جيشٌ مُنصفٌ عادلٌ !! وفي الوقت نفسه، وفي المكان نفسه، يُبيدون بقنابل طائراتهم أسرا فلسطينية بأكملها، الرجالَ، والنساءَ، والأطفال، وهم نائمون على أسرتهم، بدون أن يُنذروهم!!
وهكذا، هم يجعلون هذه الإبادة للأسر الفلسطينية ملفا مُثيرا للجدل والخلاف بيننا، للتعمية على ممارساتهم الإرهابية، بعد أن نجحوا في إنامتنا وإنامة العالم قانونيا، وجعلوا مُعظم دول العالم تَغضُّ النظرَ عن أبشع جرائم التاريخ، وذلك حينما تَقتل طائراتُهم، الفلسطينيين المدنيين الآمنين على الأرض، بدون محاكمة أو قانون، ثم تفتخر بذلك، بأنها قامت بتصفية (خلايا إرهابية)!!
أما نحنُ فما نزالُ نحافظُ على تقاليدنا نفسِها:
حينَ نؤبِّنُ شهداءنا بخُطَبٍ بلاغيةٍ رنانةٍ، فورَ سماعنا أخبارَ قتلهم،ثم نحتسبهم عند الله شهداءً، ثم نحولهم بعد أقلَّ من ساعةٍ من الزمن إلى أرقامٍ، تُضافُ إلى سجلاتنا الرقمية!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب إعلان جيش إسرائيل جيشا إرهابيا
- جنود الاحتلال حاملو الجنسيات الأجنبية
- أربع قصص من غزة
- حروب الألفية السهلة
- لماذا يتحول شهداؤنا إلى أرقام؟
- ليلة وسط أربعة قنابل
- الفلسطينيون يقفون على الأطلال
- غزة مدينة العماليق الصلعاء
- الفلسطيني سلحفاة هذا العصر
- كيف تصبح معلقا وخبيرا؟
- شكرا لكنيسة برس بتيرينز
- غزة مدينة المن والسلوى
- 150 دبابة لإسرائيل بنكتة واحدة
- أبقار بيرس الصهيونية
- ما سبب نكبة العرب الفكرية والثقافية؟
- كراسي توفيق وكرسي الحاخام
- مرض عسر النقد الحزبي في غزة
- إلى سفرائنا في دول العالم
- لا يحدث إلا في غزة
- نوابغ ومجانين العرب


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - فقه التفسيرات في قصف الطائرات