|
من وحي داعش
بن جبار محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 00:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من وحي داعش
يتـحـول المتدين البسيط بمرور الزمن إلى متدين "فناتيك" أو متشدّد حسب الجرعـة الإيمانيـة التي يتلقاهـا ، فيتدرج في السلم الإيمــاني سلبيا إلى تصل به القناعة الذاتية أنه هـو "الوكيل بإسمـه " لأن هنـاك أدبيات دينيـة تجعـل منـه جزءا لا يتجزأ من الربوبيـة ، و في الكتابات المعـاصرة دائما ما يستشهـد بقـول النبي حــول نهـي عن المنكــر ، المنـكر عند المتدين هـو المعــادل الموضــوعي لمخالفـة الشرع و السلف الصالح لباسا و مأكلا و سلـوكــا ، فمن هنـا يتدخــل ليعطي الشرعيـة الدينيـة لكل أعمــالـه و هنـاك مئات الروايات و الأحاديث تجعـلـه بطريقـة مباشرة يتدخـل لنهـي المنـكـر أو يتبوأ مكانــة الله في المسجــد ، أنظر إلى هـذا المثال، حديث نبوي :خيركم من تعـلـم القـرآن و عــلمـه ، في أول وهـلـة يظهـر أن الحديث عـادي جدا و لكن على المستوى الشخصي ، يعتبر الشخص نفسـه الحافظ للقــرآن أنـه خير ما أنجبت الأمــة و يتصـرف تبعـا لذلـك و يتحــول إلى وصي و النـاهـي و الآمــر بل و إلى مشرع و مفسـر لكلام الله وهنا يقع المحظــور ! 2
داعش تفـرج عن المحــامي جاسم العلوش بعد تنفيذه لشروطهم وهي تمزيق شهادة القانون ، بإعتبار ذلـك مخـالفـة لشرع الله حيث لامجـال للمرافعة و لا للقانون و القضاء في دولـة الخــلافـة ، حسنـا فعـلت داعش بإجتهادهـا و تشكـر عليـه ، لأن بوجود داعش لا مجـال للقضـاء و العدل و لا العدالـة ، القـانون الوحيد الذي يسيطـر هـو قانون السيف و قانون الصعلـكـة و قانون الأعـراب و قانون حــزّ الرؤوس ، فقـد يغيضهـم أن يروا الشهـادات العلميـة و القانونية و الأكاديميـة لأنـه لا يتفق و ميولاتهـم الصحـراويـة و البدويـة .
3
نجحت دولـة الخـلافـة فيما فشلت فيـه الفصـائل الإسلاميـة الأخرى ، هـذه الأخيرة تنظـر إليهـا بعين الحسـد و الغيرة لأنهـا أستطاعت بشجـاعـة/خساسـة و نذالـة منقطعـة النظير أن تمكن من دين الله بوضـع نصـوص دينيـة موضـع التنفيذ خلافـا للتنظيمات الإسلاميـة التي كانت تكذب على الشعـوب الإسلاميـة بالتزويق و التجميل و إخفـــاء نصـوص بحجم hardcore ، داعش ضربت بقـوة و تطبق حرفيا مــا جاء في تراث السلف الصـالح بلا زيف و لا مراوغـة و لا مواراة بل في نقاءه و وضـوحـه لتطبق آيـة الله " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"التوبة 29 هـذا كمثال و ليس حصرا . 4
لي صديقـة تكبرني سنـا و تجـربـة و معـرفـة و خبرة بهـذه الحياة ، أنـا أمــامهـا كالطفـل الصغير، نظرا لقـوة حجتهـا و تصميمهـا و نظـرتهـا السويــة للحياة ، كنت أتحدث إليهـا عن غـزة و إسرائيل و داعش و الإسـلام و غيرهـا من مواضيع السـاعـة ، قالت لي بلهـجـة حــازمـة : سأجيبـك عن كــل انشغالاتك واحدة بواحدة ! ما يخص دولـة الخـلافـة في موصل و غيرها هـي نتيجـة الانقسامات الطــائفية في العـراق و الاتهامات المتبادلـة بينهـم و كل جهـة تعمـل على دحــر الفئــة الأخـرى و سكان الموصل سببا في دخــول داعش إليها ، لأنهـم نظروا إليـهم نظرة المخلص و اليـوم يدفعـون الثمن بأرواحهـم و بنـاتهـم ، أمـا ما يخص إسرائيل فإنهـا دولـة نوويـة في حوزتها 3600 قنبلة نوويـة يمكنهـا أن تدمر العالم العربي 1000 مرة و لا دولـة عـربيـة تحوز قنبلـة واحدة ! و مع ذلـك إسرائيل تعطي لهـم متسعا من البكاء و العويل و الكــلام الفاضي عن العروبـة و الشهــامـة ، صديقي عــواد الأمــر لا يتعـلق بالكــلام و الوقفات ، القضيـة قضيـة مـا تملكـه من مقـومــات علميـة و تكنولوجيـة و عسكريـة ، إسرائيل تصنـع أسلحـة بأيديها و تطـورهـا و العرب لا يزالـون يحملـون أيديهـم إلى السمــاء لكي يسلط على أعــدائهـم جنود الله ! من ضفادع و جراد و عـواصف و زلازل ،نحن عـاطفيـون أكثر من اللازم يا عــواد 5
لستُ ملحدا و لن أكون كذلـك مهمـا طال بي العمر أو قصـر ، ليس بيني و بين الله عتاب أو اختلاف أو مسألـة ، عـرفت من خـلال الكتب المدرسيـة في مراحل الإبتدائيـة و المتوسطـة أنـه جميل يحب الجمال و أنــه رحيم متسامح و كــريم و يغفـر الذنوب جميعـا ، أنـا لا ألـحد لأجـل أولئـك الذين أغرقـوه في الحروب و في اللصـوصيـة و فســاد في الأرض و يتكلمـون بإسمـه ، أنـا أفرق جيدا بين الله و المدعـي الإلوهية ،بين الرسـالـة السمـاويـة و الرسالـة الأمويـة ، بين التنزيل و التعليل ، لا ألـحـد لأنني أعــلـم أن الله أدى مهمتـه على أحسن وجـه و أنصرف لشؤونـه ،من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، لا ألحـد بسبب أولئـك أغــرقـوا الله في الظلمـات و زادوا على رسـالته و شـوّهـوا سمعـه و زوّروا تــعاليمـه و أشـاعـوا اليأس بين البشـر ، لا ألحـد !"
5/8/2014
#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إرحموا عقولنا يا دعاة الدين
-
الله في ضيافتي
-
أزقة الكتابة
-
كيس الخيبات (1)
-
كلام آخر عن حرية التعبير
-
النظرة الإستعلائية
-
حرية التعبير بين جواد بوزيان و حمار بوزيد
-
أنا و مول النخالة (2)
-
هكذا تكلم مول النخالة
-
رسالة لا تنطق عن الهوى
-
أتركوا الجزائر لشبابها
-
بإسم الدين ، لا خير في أمة أخرجت للناس
-
وزارة الثقافة الجزائرية و الغزو الوهابي
-
ماذا تنتظرون من الجماعات المتأسلمة ؟
-
تونس بخلفية سلفية
-
بين الولاء و الكفاءة
-
صداع إنتخابي
-
الهوية كقضية مؤجلة..
-
هل نحن فعلا بحاجة لأعظم و أكبر مسجد في العالم ؟
-
نيل أمسترونغ في أبعد من مرأى العين
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|