أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد الهاشمي - الأساليب القذرة للإرهابيين في حروبهم















المزيد.....

الأساليب القذرة للإرهابيين في حروبهم


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 1280 - 2005 / 8 / 8 - 11:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من المفارقات المؤلمة أن يكون هناك بون شاسع بين النصوص الدينية (سواء السماوية منها أو الوضعية)، وتفسيرات كل منها، بل وبين هذه التفسيرات المختلفة، وبين تطبيقاتها. فالأديان كلها جاءت برسالات محبة وسلام وتآخ بين البشر من حيث المبدأ، مع أن المجادلين ضد الأديان، يعتبرونها سببا في الكثير من الحروب والكراهية بين البشر، وإثارة الانقسامات بينهم.
والمؤلم والمحزن أن نشهد في تاريخ مجتمعاتنا الإسلامية بين فترة وأخرى ظهور حركات تكفيرية دموية، لا تفرق بين المؤمن وغيره، فضلا عن تقاطع معتقداتها مع كل القيم الإنسانية. بل إن المتأمل في منهجها في الصراع يكتشف العجب العجاب من أساليب كسب الأعداء بل البحث عن أعداء، وتشويه صورة الإسلام والعرب، وحتى لتعادي المسلمين والعرب قبل غيرهم.
خذ مثلا في استهداف المدنيين في أميركا وأوربا، بدون تمييز، وفي تبنيهم لقضية العراق التي لا تهمهم أولا وأخيرا، فهي شأن عراقي قبل أن يكون شأن غرباء، بضاعتهم التي لا يحتاجها العراق هي الموت. أو هم تجار باحثين عن ارض ليموتوا ويميتوا فيها.
في العراق تحالف هؤلاء مع أذناب صدام المطلوبين لعدالة الشعب العراقي جراء تلطخ أيديهم بدمائه، طبق هؤلاء أساليبا في صراعهم مع عدو ليس له معالم ولا حدود، لا احد يعرف من هو عدوهم؟!
هل عدوهم الأمريكان؟، القوات الأجنبية؟، الأكراد؟، الشيعة؟ المسيحيون؟ السنة؟ أي عراقي ليس في صفهم؟
لقد ابتكر الإرهابيون من الأساليب البشعة في القتل ما هو بعيد كل البعد عن قيم الإسلام أولا ثم الفطرة البشرية. بل إن أساليبهم نسخ من أفعال بهائم وحشية.
كان رسول الله (ص) يوصي جنده إبان حملاتهم القتالية بما يلي: "لا تغدروا ولا تغلوا ( الغلوا : السرقة) ولا تقتلوا وليدا، ولا امرأة ، ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعه ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء".

ولكن ما جرى ويجري في العراق من الأساليب القذرة ما لم يحدث في أقذر الحروب لأقذر البشر وأحطهم خلقا وبعدا عن الحضارة.
ومن هذه الأساليب التي شهدتها الساحة العراقية والتي نود أن يطلع عليها العالم وخاصة قراء العربية، النماذج التالية:

- قتل المدنيين العراقيين مهما كان انتماءهم وبغض النظر عن عددهم، إذا ما تحقق في ذلك إلحاق الضرر بالمحتل. يعني إذا كان الضرر بالمحتل قتل جندي واحد، يقتل معه 100 عراقي فلا بأس بذلك؟!! وهذا طبقا إلى فتاوي نبيهم الزرقاوي، علما أن جميع علماء الدين المسلمين المعتبرين في مشارق الأرض ومغاربها قد استنكروا هذا الفعل الشاذ، الذي كان احد نماذج ضحاياه ذهاب 25 طفلا بعمر الزهور في بغداد الجديدة أشلاء ممزقة، مقابل قتل جندي أجنبي واحد فقط.
- تلغيم جسد احد المرضى المعتوهين، وإرساله إلى هدف ليتم تفجيره عن بعد، كما حصل في استهداف احد المراكز الانتخابية ببغداد.
- استخدام سيارة إسعاف في ضرب أهداف مدنية وإنسانية بحتة، مثل مستشفى الصليب الأحمر الذي يقدم خدمات إنسانية بحتة يعجز مثل هؤلاء الشواذ أن يأتوا بقرينها.
- تفخيخ جثث بعض الضحايا، أملا في إيقاع ضحايا أخر (حصل في بغداد).
- خطف واغتصاب فتيات ونساء لا على التعيين، لمجرد أثارة الرعب والفوضى، كما حدث في الموصل وبغداد والمدائن وغيرها.
- تفخيخ بعض الحيوانات (كلب وبقرة)، كما حدث في كركوك.
- استهداف مجالس التعزية التي تقام للمتوفين، بعمليات انتحارية، في سبيل قتل مسئول ما، كان حاضرا في هذا المجلس، كما حصل في الخالص بالعراق، وفي أفغانستان قبل أشهر أيضا.
- قطع رقاب بعض الضحايا المخطوفين. ومعظم هؤلاء الضحايا كانوا أهدافا سهلة لأنهم غير مسلحين أو يأخذون بالشبهة.
- استهداف أقرباء أعدائهم، أو حتى أقرباء من يشكون أو يشتبهون بهم، علما أن ديننا الحنيف يقول "ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربّكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون انه عليم بذات الصدور" (الزمر 7)، و"ولا تزر وازرة وزر أخرى وان تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى" (18 فاطر)، و"ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تختلفون" (الأنعام 164).
- استدراج مدنيين أبرياء من العمال الكسبة، إلى مناطق بعيدة ثم قتلهم من اجل إثارة الرعب والفوضى وادعاء الانتصارات. وقد حصل هذا حينما استدرج إرهابيون عمالا كانوا ينتظرون فرصة للعمل في بغداد ليؤخذوا إلى مناطق قريبة من الموصل ثم يذبحوا.
- قتل العلماء وأساتذة الجامعات والأطباء، محاولة لإفراغ البلد من كفاءاته ولإثبات أن العراق في حالة ليس أفضل من حالة العهد الدكتاتوري البائد.
- استهداف الدبلوماسيين والصحفيين والأجانب بصورة عامة، والقتل على الهوية والشكل.
- استهداف العمال الباحثين عن مصادر الرزق، (ربما لأنهم يرمزون لاستمرار الحياة التي يرفضها الإرهابيون) وبأسلوب بشع لا يمت للإنسانية بأدنى صلة، وقد حدث ذلك في تكريت حينما دخل إرهابي بسيارة ونادى على العمال ليخبرهم بأنه يحتاجهم جميعا للعمل، وحينما تجمعوا عليه فجر سيارته المفخخة بهم.
- استهداف الأبرياء من العراقيين وتسليبهم ثم قتلهم.
- خطف شباب مدنيين وقتلهم، ثم إلباسهم ملابس عسكرية ليدعوا إن هؤلاء عسكريون.
- خطف الأشخاص وطلب فدية مادية لغرض تمويل أعمالهم الإرهابية، وثم قتل اغلب المخطوفين بعد اخذ الفدية خشية أن يكشفوا أمرهم.
- قتل رجال دين ورموز من كلا المذاهب السنية والشيعية، واستهداف أماكن العبادة للمسلمين والمسيحيين، محاولة لإثارة فتنة طائفية في العراق.
- ضرب البنى التحتية للاقتصاد العراقي، والمرافق الحيوية الأخرى مثل الكهرباء والماء والقطارات ومحطات نقل الركاب، ومراكز التسوق المهمة، محاولة لشل الحياة وزرع اليأس في صفوف العراقيين.

إنها حقا أساليب عجيبة وغريبة ولا تدلل على قدرة فئة ما، إنما تدلل على الضعف، والوحشية، والهمجية وعداء الحياة والقيم السماوية، إنها أهداف سهلة، ولا تقارن بأفعال المقاومة في أي مكان من العالم. وتاريخ (المقاومات) في العالم الإسلامي لم يشهد مثلها إطلاقا.
هذه الأفعال كلها بشواهد وأدلة (سيدها) اعترافهم في بياناتهم، ودعواتهم ووعيدهم وتهديدهم بالمزيد منها. ولا حاجة لتبرئتهم أو تلميع صورتهم أو تبرير أفعالهم، ومن يبرر مثل هذه الأفعال ما هو إلا شريك ومناصر لهم وعدو حاقد للعراقيين اجمعهم.
ولازال أفضل رد عليها وعلى هؤلاء هو رفض العراقيين لمشروع وشعارات هؤلاء، وتكاتفهم مع قواهم الأمنية وصبرهم وإصرارهم على استمرار حياتهم والحفاظ على وحدتهم وتجاوز محنتهم، وهو ما يزرع اليأس والهزيمة في صفوف الإرهابيين ويخيب رجاءهم في دنياهم قبل آخرتهم.



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل السفير المصري شريك أم ضحية في هذه الطبخة؟
- هل ان بقاء القوات الأجنبية في العراق الآن شر لا بد منه؟
- الإرهابيون من خلال اعترافاتهم المتلفزة
- انشقاق في صفوف هيئة علماء المسلمين
- البرلمان العراقي الجديد ومسوغات التاجيل المتكرر
- التأزم العراقي - الأردني وتنامي وعي الشارع العراقي بمسؤوليات ...
- دائرة العنف ضد المرأة غريزية تاريخية
- قراءة في توجهات الناخب العراقي
- مراجعة الذات بحثا عن المسؤولية الوطنية والاخلاقية
- المسلمون المؤيدون للمرشح كيري ومأزق تشريع زواج المثليين
- الخوف الاجتماعي: المرض الذي تعاني منه الفريدا يلنيك الفائزة ...
- معنى ان يترك صدام العراق ترابا
- انتصار تيار الاعتدال في الشارع العراقي
- مشكلة اختبار السيادة الداخلية للدولة العراقية - المليشيات ال ...
- اختبار السيادة الداخلية للدولة العراقية - مشكلة المليشيات ال ...
- المشهد العراقي - سلبية المواطن ايضا
- الهولندي ينظر الى المسلم نظرة سلبية - 14 % فقط من الهولنديين ...
- العراق ومقولة الكاريزما
- عندما يكون الجهل ايدولوجيا والتجهيل منهجا
- سؤال العنف في الشخصية العراقية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد الهاشمي - الأساليب القذرة للإرهابيين في حروبهم