أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - النازحين .. وأحفادي ، هُم السبب في كُل المشاكِل














المزيد.....


النازحين .. وأحفادي ، هُم السبب في كُل المشاكِل


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 23:40
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا مّرَ يومان ، دونَ أن أراهُم ، فأنني أتصل ببناتي وأطلبُ منهُنَ زيارتنا بمعية الأحفاد .. لكي " ألعب " مع أحفادي ، حيث أنني أمُرُ في " المرحلة القِردية " الشهيرة ! . وبالطبع ، فأنهم أي الأحفاد ، وأنا معهم ، نقلب أمور المنزل رأساً على عقب ، في الفترة التي يتواجدون فيها ، ولا نترك زاويةً مُرّتَبة ولا مكاناً نظيفاً ، عند مُغادرتهم في منتصف الليل . وعادةً تظهرُ تأثيرات مثل هذه الزيارة الميمونة ، في صباح اليوم التالي ، عندما ننخرط أنا الجِد والجِدّة ، في عملية تنظيف وترتيب تستغرق ساعات " وفي الحقيقة وللإنصاف ، هي التي تقوم بمعظم الشُغُل الفعلي ، وأنا أكتفي بالمُراقَبة وإبداء المُلاحظات ! " . على أية حال .. تبدأ المشاكل ، عندما أبحثُ عن نظاراتي الطبية ، فلا أجدها .. فتقول لي الجِدّة : انها رأتْ حفيدتنا تلعب بالنظارات ليلة أمس ! . ثم بعد دقائق يرتفع صوتها من المطبخ ، وهي تقول مُستنكرة : مَنْ كَسرَ هذا الأناء الصغير الجميل ؟ .. فأقول لها : انه حفيدنا ! ، قالتْ بغضب : وكيف وصلَ حفيدنا الى هذا الإرتفاع ؟ ومَنْ الأحمَق الذي كانَ يحملهُ ! ؟ فأقول بإرتباك : لا أدري .. رُبما تكون أمهُ أو خالهُ ! .
المُفارَقة ، أننا أصبحنا ، نلقي اللوم على الأحفاد ، في كُل النواقص والفوضى وعدم الترتيب الموجود في المنزل .. وحتى في المسائل التي لاعلاقةَ للأحفاد بها البتّة ! .
والطريف أنه في كُل مّرة .. نُقّرِر ، بأننا سنكُف عن دعوة البنات والأحفاد لزيارتنا ، بسبب " الفوضى والتخريب " الذي يحدثونهُ . فيمرُ يومٌ ويومان .. ونشعرُ بالوحدةِ ، وننتظرُ بفارغ الصبر ، فإذا لم يأتوا من تلقاء أنفُسهم ، نقومُ نحنُ بالإتصال بهم ودعوتهم !.
......................................
في أقليم كردستان ، كانَ لدينا الكثير من المشاكل والسلبيات والأزمات والفساد ، منذ أكثر من عشرة سنين . لكنهُ منذ سنةٍ ونصف السنة ، بدأتْ ظاهرة جديدة في الظهور والإتساع تدريجياً .. وهي ظاهرة اللاجئين الى أقليم كردستان . حيث بدأتْ باللاجئين السوريين ، الكُرد خصوصاً ، الهاربين من جحيم الحرب . ثم وقبل ثمانية أشهُر وصلتْ الى الأقليم ، موجةٌ من نازحي محافظة الأنبار ولا سيما من الرمادي والفلوجة ، الهاربين من العُنف والمعارك . وتُوِجَتْ هذه الظاهرة ، بأعدادٍ كبيرة من النازحين من الموصل ومحيطها ، الهاربين من عُنف وجرائم داعش ، منذ ستة أسابيع .. بحيث وصل مجموع اللاجئين والنازحين الى الأقليم ، الى أكثر من مليون ! . ومن الطبيعي ، انه الى جانب ، الوضع المأساوي الصعب ، للكثير من هؤلاء ، في المُخيمات البسيطة ، المُفتقرة الى الخدمات الكافية .. فأن هذه الأعداد الضخمة ، تُشكِل ضغطاً كبيراً على حكومة الأقليم ، إنسانياً وخدمياً وأمنِيا .
....................................
لكن من ناحيةٍ أخرى ، فأن تواجُد أكثر من مليون لاجئ ونازح في الأقيم ، وّفَرَ ذرائع مُمتازة لحكومة الأقليم والأحزاب الحاكمة ، لإلقاء مسؤولية السلبيات والنواقص والفساد ، المتفشي في الأقليم ، على عاتق ، هذه الجموع من النازحين ! . فأزمة السكن وإرتفاع الإيجارات ، سببها النازحون .. والبطالة والمُزاحمة على العمل ، القليل أصلاً ، بسبب اللاجئين والنازحين .. السرقات والمشاكل الإجتماعية والفساد ، يتحمل مسؤوليتها النازحون .. الإزدحامات والحوادث المرورية ، سببها اللاجئون .. والمخاطِر الأمنية والتهديدات ، متأتية من وجود مندسين بين صفوف النازحين .. بل أن نقص الأدوية في المستشفيات وتأخُر الرواتب ، سببها اللاجئون .

فكما ان " أحفادي " هُم السبب في جميع السلبيات والنواقص والفوضى في منزلنا ، حتى إذا لم يكونوا موجودين ! . فأن اللاجئين والنازحين في الأقليم ، مسؤولون عن كُل السلبيات ورُبما هُم السبب أيضاً ، في إرتفاع درجات الحرارة والتبدُل المناخي ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرقُ بين ( الفَرض ) و ( السُنّة )
- جيش المالكي يُدّمِر ( المّزَة ) !
- مَخالِب حّادة .. وقفازات من حَرير
- الجَورَب الذهَبي
- ‌‌أيُ عِيد ؟
- الرئيس فُؤاد معصوم
- الى متى الهروب من الإستحقاق ؟
- إرحموا الطالباني ، ودعوهُ في سَلام
- أُذْنان ولسانٌ واحد
- بدون المسيحيين ، لايكون العراقُ جميلا
- الكُرد وإسرائيل
- هل علينا أن نَقلَق ؟
- حقول نفط كركوك
- حدود الدُوَل ليستْ ( مُقّدَسة )
- لو كانَ الأمرُ بِيَدي
- أقليم كردستان .. المَطالِب الشعبية والخَطَر الخارجي
- دولة كردستان . خطوات على الطريق
- التطمين .. ثُم التطمين
- حولَ ( دولة كُردستان )
- كوتا الأقليات .. وبيضة القّبان


المزيد.....




- عــرض مسلسل ليلى الحلقة 24 مترجمة قصة عشق
- نبض بغداد.. إعادة تأهيل أيقونة العاصمة العراقية شارع الرشيد ...
- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل
- شاهد.. مغني راب يصفع مصارعا قبل نزالهما في الفنون القتالية
- -أشغال شقة جدا- كاد ألا يرى النور.. مفاجآت صادمة عن المسلسل! ...
- معرض للفنان العراقي صفاء السعدون بين جدارن جامعة موسكو الحكو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - النازحين .. وأحفادي ، هُم السبب في كُل المشاكِل