أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح1














المزيد.....

من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر السياسي باعتباره منظومة متكاملة من القواعد والأسس والمرتكزات التي تشكل منسجمة ومعا موضوعا قابلا للتعايش مع واقعه ومنتجا للهدف والغايات التي يطمح صاحب الفكر من وراء الممارسة السياسية المعتمدة على هذه المنظومة ومحتكمة لها وعليها , وبالتالي فكل خروج عن دائرة الفكر هو خروج عن الأسس المنطقية التي تستمد موضوعيتها من مبررات مهمة وأساسية كانت قد صاغت الفكر وبلورة اتجاهاته , وبدون اسس الفكرية الواضحة والمحددة والموصوفة يكون العمل السياسي مجرد تخبط وأنتقائية وأعتماد كلي على فعل ورد فعل قد لا تنسجم فيما بينها ولا تترابط وتتوحد في مجموعة أهداف أو في وحدة الوسائل .
تميز العمل السياسي فيما بعد 2003 بالارتجالية والتخبط وعدم التخطيط المستند على فكر أو مجموعة أفكار تنتمي إلى روحية معينة يمكن التنبؤ بما يأت في مرحلة لاحقة ولا قراءة توقعية محددة يمكن أن تساهم في رسم إستراتيجية مقبلة للواقع العراقي , برغم أن جميع من مارس السياسة بعد هذا التأريخ أما ينطلقون من فكر سياسي أيديولوجي أو هم من بقايا أيديولوجية فكرية كانت سائدة في الفترة السابقة , لكن التحولات الدراماتيكية وتضعضع الرؤى وتواضع القراءات وافتقاد الكفاءة السياسية والمنهجية وتضارب المصالح الفئوية وتداخل مع هو سياسي بما هو أجتماعي وفكري وديني غيب على الجميع فرصة حقيقية لصياغة رؤية سياسية عراقية تستند لمنهجية محددة ومرتبطة بجملة من الأهداف البعيدة المدى والقصيرة .
إن غياب الوعي السياسي ورسوخ فكرة الإقطاع السياسي وغياب منهجية تترافق مع أستقرار سياسي وتنازع المصالح بين أطراف الصراع التي وصلت حد التناقض الفكري والديني ألقت بضلال ثقيلة على مجمل الفكر السياسي وغاب الوعي العلمي والممارسات التطبيقية للنظريات السياسية الواقعية والعلمية وأصبحت المعالجات مجرد ترقيعات أنية وحلول مرتجلة الهدف من ورائها أمتصاص حالة التذمر أو كسب القاعدة الجماهيرية قليلة الأهتمام إلا بالمصالح المطلبية المعيشية الآنية التي يمكن تحقيق نتائج أفضل منها لو أعتمد المنهج العلمي والتخطيط السياسي وإدارة الأزمات وفق فن متكامل مع منهج إداري متكامل يعيد للمجتمع القدرة على المواصلة والتواصل مع العالم الخارجي والإقليمي وفق مصالح متبادلة ومتزنة.
ان تحديد موضع الإشكالية واكتشاف العيب التكيفي والتكويني لها وإقرار ذلك واحدة من أهم المعالجات التي يمكنها أن تعيد للواقع السياسي العراقي أهميته الجادة ومنه ينطلق الدور لاكتشاف المعالجات المهمة والجذرية لأزمة السياسة والفكر السياسي العراقي ,كما أن الأعتماد على أهمية الخبرة المتأتية من التجربة الحسية والعملية لا تغني من أهمية بناء مؤسسات تعليمية وتدريبية وتطورية واستشارية للسياسيين ولعالمين بالحقل السياسي بل أن الفكرة الثانية هي الأشد توعيا وأكثر تحفيزا للوعي السياسي وخاصة في حالة أعتماد السياسيين على المستشارين المدربين الذين يملكون قاعدة غنية من المعارف والعلوم السياسية والفكرية من الأكاديميين والباحثين وتجنب الاستماع للهواة ومتزلفي رجال السياسية من الأقارب والمعارف , فهؤلاء لا يمكن أن يضيفوا شيئا بقدر ما يضيفوا الوهم والإصرار على تملق السياسي والإيقاع به في خانة الوهم والنفخ الكاذب .
السياسة اليوم علم متشعب وتخصص كامل يمارس عبر الكثير من النظريات والأفكار والمناهج وليس مجرد هواية ممكنة لكل من هب ودب أو أنتمى لجهة سياسية من خلال آليات فوضوية يصبح قادرا على التعامل الحقيقي والناجح مع عالم السياسة , قد تنجح أن تكون إداريا سياسيا أو تكون سياسي تنفيذي أم كونك سياسي تتعامل بمجموعة مركبة ومتشابكة من العلاقات المتشابكة والمتناقضة أحيانا بل والمتصارعة التي تحتاج إلى عقلية قادرة على التجاوب والاستجابة , والتعامل مع الكثير من المزالق والمنحنيات والمتعارضات التي تعترض عمل السياسي بحس توفيقي أو بروح العلم المجرد , وبالتالي على السياسي أن يجيد فن التعامل مع هذا الكم من المشاكل ليخرج منها بأقل الخسائر الممكنة ليس على الصعيد الشخصي بل على المصالح والأهداف والفكر الذي يمثله وهذه العملية ليست سهلة لمحدودي التجربة ومحدودي الوعي العقلي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية حزينه في قبر محزون
- رسائل حب متبادلة
- تداعيات وادعاءات
- أمريكا والسيرك العراقي
- محاكمة آدم _ قصة قصيرة
- الحكومة العراقية القادمة والمهمات العاجلة
- مستقبل العراق وصراع الماضي
- رحلة هابيل والحسين
- في طريقي لموضع القتال _ قصة فصيرة
- أجراس صامته
- تعميق أزمة الدولة ح1
- تعميق أزمة الدولة ح2
- الإنسان والإسلام والدولة ح1
- الإنسان والإسلام والدولة ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح1
- قرعان أم عبد _ قصة قصيرة
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح2
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح2


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح1