أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عارف الماضي - داعش... وأيام الفِجار















المزيد.....

داعش... وأيام الفِجار


عارف الماضي

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 15:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


داعش... وأيام الفِجار.
____________
كانت المعارك التي تقع بين القبائل العربيه ايام الجاهليه تسمى ب(ايام العرب), وكانت اغلب الاحيان تنشب لأسباب تافهه, حيث وقعت (حرب البسوس) و التي استمرت نحو اربعين عاماً ,أثر قتل (كُليب وائل) ناقة لأمرأه كانت ترعى مع أبله, عندها هَمَ جساس بن مره من(بني تغلب) فقتل كُليب. واختلف نفر من (بني عبس) و(بني ذبيان) على سباق خيل! فوقعت حرب (داحس و الغبراء) ودامت اربعين عاما ايضا, و قد شهد ذلك العصر العديد من الصفحات الداميه للحربين السالفتي الذكر , وغيرها لايام اخرى مثل ( يوم البيضاء ) ويوم(مُنعج) , و( الكلاب الاول) ,ويوم(خزازى) و(رحرحان) و الكثير من الايام والواقعات.
ولكن ثمة امور انسانيه و اخلاقيه وعرفيه كانت تراعى في كل تلك الحروب والايام, فعلى سبيل المثال كان العرب لا يتقاتلون في الاشهر الحُرم(ذو القعده,وذو الحجه, ومُحرم ,ورجب) ,ولكن عدد من ايام العرب قد وقع فعلا في الاشهر الحُرم فسُمي "أيام الفِجار" وايام الفجار عديده منها" الفجار بين قريش وهوزان" عام 585م ,حيث صادف ذلك اليوم في شهر ذي الحجه, وبعد عام وفي نفس الشهر تصادف الفريقان في عكاظ وتقاتلا, ثم التقى الفريقان في (العبلاء) قرب عكاظ في 587 ثم في عكاظ في 588 ,ثم في العام الذي تلاه في (الحرير) قرب نخله في عام 589 وكل هذه الايام في شهر ذي الحجه!!.
ولكن التاريخ يحدثنا عن نمط اخر من الفجار! ,لايشترط ان تقع احداثه في الاشهر الحرم , ولكن مايميزه السلوك الشاذ والا اخلاقي و الذي يذهب اليه احد الفريقين المتقاتلين ومثلما وقع في بعض المعارك بين الأوس و الخزرج في يثرب, حيث قتل الاوس ثلاثة غلمان رهائن للخزرج ! , عندما عجز الخزرج عن دفع ديه أثر معركه سابقه.
وقد حصلت حادثه اخرى اكثر دمويه وبشاعه في يوم الفجار الثاني بين الاوس و الخزرج عندما طلب الاوس من بني قريظه وبني النضير (من اليهود) ان يحالفوهم على الخزرج . وسأل الخزرج اليهود عم ذلك فأنكره اليهود , فقال الخزرج: أعطونا رهنا على انكم لاتحالفون الاوس . فدفع اليهود اربعين غلاما الى الخزرج رهنا. ثم ان اليهود حالفوا الاوس على الخزرج , فقتل الخزرج الغلمان اليهود!, فجرى بين الاوس و الخزرج قتال.
هذا السرد الهام والمستعجل , لحروب دمويه وقعت في حقبه زمنيه تقصدنا اختيارها ولكي نحاول التوصل الى وشائج حقيقيه تربط بين ماتقوم به مؤخرا عصابات دولة العراق والشام الاسلاميه(داعش) , ومحاولة انتقاء تلك العصابات مايروق لها من وقائع تاريخيه في عصور ماقبل الاسلام ومابعده, ولغرض التأسيس لتلك الدوله الغريبة المقومات و الركائز, فمره نراها تنتقي مايروق لها من نصوص دينيه وتفسرها وفق مايتناغم مع اهدافها الشريره دون الاخذ بنظر الاعتبار عنصري الزمان و المكان, وفي مره اخرى تقول ان الاسلام هو دين المحبه والسلام وبنفس الوقت تقوم تلك الدوله, , بقتل الاسرى والتمثيل بجثثهم, غاضين الطرف عن المبادئ الساميه للدين الاسلامي و التي توجب حسن معاملة الاسرى واطعامهم , واكسائهم .
ولكن ماحصل بعد ليلة سقوط نينوى في التاسع على العاشر من حزيران 2014 احداث تستحق الدهشه والاستغراب ومن جوانب وحدود عديده منها, سيطرت تلك المجاميع الارهابيه على مدينة كبيره يزيد سكانها على المليوني نسمه ( نقصد سكان مركز المدينه فقط) , يحرسها مايقارب 56 الف عنصر امني وحسب ما ذكرته بعض المصادر الموثوقه او الحديث عن اربعة فرق عسكريه داخل وخارج المدينه, حيث اختفت تلك الطوابير البشريه بعدتها وعتادها وفي غضون ساعات قليله, بعدها شعرت تلك المجاميع بالفرح والنشوه, وبعد ان التحق بها , من كان مستائاً من سلوك بعض افراد الجيش العراقي داخل المدينه, وقبلهم من كان متضررا من النظام الجديد من بعثيي الموصل او بعض المتطرفين الاسلامين.
وكان لمفتين اسلامويين مأجورين , مسعورين , تكفيريين تدعمهم انظمه اُسريه خليجيه معروفه دورا غير خلاق في نشأت ونمو تلك الجماعات ولكي يعودوا بنا الى " ايام فجار"! حداثويه جديده , وباختراع طرق عصريه في الذبح و القتل و الجلد وقطع الايادي, وهدم وتفجير لمعالم دينيه عريقه كمرقد النبي يونس وشيت , وحرق وتهديم الكثير من الاديره و الكنائس ومساجد ومراقد لشخصيات دينيه مختلفه, قبل وخلال طلب تلك الجماعات من مسيحي المدينه وسكانها الاصليين من اعطائهم الجزيه(وفق العهده العمريه!) او اعتناقهم الاسلام, او مغادرة المدينه بملابسهم الداخليه و الخارجيه حصراَ دون أية مستلزمات , وحتى تكون مقتنياتهم ودورهم من املاك دولة الخلافه الاسلاميه!0
يجري هذا كله امام انظار العالم وفي باكورة الالفيه الثالثه حيث تشهد الكره الارضيه ثوره علميه ومعلوماتيه كبيره, تزامنت مع توقيع معظم دول العالم على اتفاقيات وعهود واعلانات دوليه , تتمحور في احترام حق الانسان بالعيش بحريه وكرامه وعدم التمييز بين البشر وعلى اساس تنوعهم الديني و المذهبي و العرقي او على اساس المعتقد او اللون او الجنس .
اننا وفي هذه اللحظه الحرجه من تاريخ العراق , وبعد اتساع الرقعه الجغرافيه و التي سيطرت عليها الدوله الداعشيه! في سوريا و العراق, وتهديدها الكبير لامن ووحدة البلاد, وقتل وتهجير وسلب كل مايخالفها في فكرها الهمجي ,وماقامت به من عمليات تغيير ديموغرافي لم يشهدها العراق قط, نرى ضرورة التأكيد على الحكومه العراقيه المرتقبه , للشروع بدور واقعي علمي حازم , يتطلب التخلي اولا من سطوة الهويات الجزئيه سواء كانت طائفيه او عرقيه او مناطقيه , على حساب الهويه الوطنيه العراقيه ,ويتم ذلك بتشريع قوانين سريعه وتحت قبة البرلمان ,تلزم الجميع بايقاف الخطابات الطائفيه ومن جميع المكونات,وان تغلق كل القنوات الفضائيه والتي ,تبث سموم وسُهك الطائفيه, وباعتبار القضيه في غاية الخطوره و الاهميه؛ اضافة الى اعادة تأهيل القوات المسلحه ومن جميع النواحي الفكريه و الفنيه, ولكي تكون قوات عراقيه مهنيه قادره على حماية البلاد و العباد!؛ وعلينا التنبيه بأهمية استثمار الموقف الدولي المناصر للعراق ولكي نُفعل سلكنا الدبلوماسي (الخامل), وخاصة بعد اصدار مجلس الامن الدولي قراره الاخير بأدانة ارهابيي داعش وباعتبارهم يشكلون خطوره كبيره على العراق, فليس من المعقول ان نرى دور المنظمات المدنيه و الجماهيريه في عواصم العديد من الدول الاوربيه وامريكا وقارات اخرى , اكبر من دور الحكومه و التي تقع عليها المسؤولية الاولى في الدفاع عن مصالح البلاد العليا ومستقبلها.
الكاتب: عارف الماضي



#عارف_الماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلدي... في احد مشارح بيروت
- في الذكرى الثمانين... لتأسيس حزب الكاحين
- عشية الذكرى الحاديه عشر للاحتلال ... العراق و الحرب الرابعه0
- تفجيرا بيروت... وعرقنة لبنان
- محمد مرسي .. ونرجسية الطغاة
- الأنبطاح
- أرشفة المراهقه
- بين طودين.. عبد الكريم قاسم.. وخوسيه موخيكا
- مبروك عليك .. يامصر ..آن لكِ هدم الأنصاب والأهرام
- مصر... والرئيس الخامس
- البعث و الثًعبْ.. في أربعاء الجريمة
- طير السنونو
- إطلالات ساخنة: عشية يوم المرأة العالمي
- لا للإرهاب .. حتى وأن كان رئاسياً
- العراقية.. الديناميكية الجديدة 00 وقصة التعليق0
- صورة المُثنى الناطقة.. تروي حكاية العراق الجديد
- كُردستان العراق.. وزَحفْ الخطاب السلفي0
- في الذكرى الاولى.. لمجزرة سيدة النجاة
- بعد الجواهري...أل(غو غل) يَحتفي بالملائكة0
- في الذكرى الثامنة لرحيل( سيرجيو دي ميللو)0


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عارف الماضي - داعش... وأيام الفِجار