أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟














المزيد.....


لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 10:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



يقوم الإنسان بطبيعته على توازن عناصر ثلاثة: جسد، فكر وروح، كل عنصر من تلك العناصر يمدّه الآخر بالقوة والطاقة اللازمين لاستمرار التوازن. وليس الشعور بأنك ضحية وهو إحساس يمكن أن يلازمك لوقت طويل ويسبب لك إعاقات كثيرة في حياتك، إلا نتيجة خلل في التوازن بين هذه العناصر الثلاثة. فما السبيل للتخلص من "عقلية الضحية" تلك التي تسيطر علينا والتي تنتج عن تراكم سموم في فكرنا شبيهة بتلك السموم التي تتراكم في جسدنا نتيجة الغذاء والملوثات. تعلّم معي اليوم كيف نتوقف عن الشعور الدائم بأننا الضحية؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعب دور الضحية في حياتنا له سلبيات كثيرة ويمنعنا ذلك من التقدم في مسيرتنا. لماذا نصاب بهذا الشعور وما تأثيره علينا وما السبيل للتخلّص منه؟

ما عوارض الشعور بأنك ضحية؟

من العوارض التي تشير إلى أنك تلعب دور الضحية في حياتك هو التفكير دوماً بأمور سيئة حصلت لك، تأثير الكلام الذي تكرره على نفسك كرد فعل على تجربة سيئة، تأثير الكلام الذي تسمعه من الآخرين تعليقاً على تجربة سيئة والتفكير السلبي.
ويميل الكثيرون إلى الاستفادة من دور الضحية لجذب انتباه الآخرين والحصول على رعايتهم. فدور الضحية يحميك من أمور كثيرة ويجنبك أمور لا تريد أن تحدث لك منها. وغالباً ما يلعب الأفراد دور الضحية للأسباب التالية:
• تجنّب القيام بمخاطرات فلا خطوات نحو الحل وبالتالي لا مخاطرة بالفشل أو التعرض للرفض.
• عدم تحمل المسؤولية فالضحية لا تتحمل مسؤولية أي شيء يحصل في حياتها. السلبية الدائمة في التفكير.
• التذمر الدائم من ظروف الحياة.
• لوم الآخرين على كل شيء سيء يحصل لهم.
• تحميل الآخرين ذنب أو الإحساس بالذنب.
• الشعور بضعف الطاقة أو استنفاد طاقة الآخرين.
• شعور بالتشاؤم وميل إلى الاكتئاب واضطرابات مزاجية ونفسية.
• سرعة توتر وانفعال، خمول وتعب معظم الوقت.
• إرتفاع في معدل الضغط النفسي والإصابة بأمراض جسدية.


إلا أن من يلعب دور الضحية يجد دائماً أعذاراً لما يحدث معه في حياته أو المشاكل التي يواجهها، فيلقي اللوم على أمور أخرى ويحمّلها مسؤولية ما هو فيه. فإن كنت من الذين يلعبون دور الضحية في الحياة ستحجّج بالتوتر لأنك لا تتحكم بإنفعالاتك، وستلقي اللوم على المغريات الكثيرة والحياة الإجتماعية التي نعيش لأن وزنك زائد، وقلة الوقت لأنك لا تمارس الرياضة، وستحمّل زحمة السير الخانقة مسؤولية تأخرك دائماً عن مواعيدك، وتلقي اللوم على أهلك لأنك لم تكمل دراستك وعلى أولادك لأنك لا تهتم بنفسك وعلى الشريك لأنك لا تطور طاقاتك وعلى ظروفك لأنك لم تحقّق حلمك الكبير.


كيف نتخلّص من الشعور كضحية؟
والآن بعدما تناولنا عوارض المعاناة من عقلية الضحية ولماذا يلجأ الفرد إلى لعب هذا الدور في حياته. لا بد من حل للخروج من تلك المشكلة فكيف نتخطّى الشعور كضحية في حياتنا ونحكم على الأمور بموضوعية؟ إليك عزيزي خطوات عملية تساعدك في التخلّص من هذا الشعور:

• توقّف عن التفكير بأنك ضحية تدريجياً. كفّ عن تحميل الآخرين والظروف مسؤولية ما يحدث لك.
• لا تستسلم للشفقة على ذاتك وكفّ عن طرح السؤال لماذا أنا من يحدث له كل ذلك؟
• ثق أن الشخص الوحيد الذي يستطيع التحكم بك هو أنت.
• إعلم أن الشعور كضحية والتحدث كضحية والتصرف كضحية سيكلفك غالياً إذ سيخسرك الأصدقاء فلا أحد يحب أن يجالس شخصاً كثير التململ، وسيؤثر سلباً على مستوى المرح والفرح في حياة عائلتك كما ستخسر فرحتك وحريتك لأنك تقيّد نفسك بظروف وأشخاص لا تستطيع التحكم بهم.
• إعلم أن التفكير السلبي هو ما يجعلك تستهوي لعب دور الضحية! لا تستسلم للأفكار السلبية ولا تمكث في الزاوية الضيقة وتتحسر على وضعك. إبحث عن خطوات إيجابية تخرجك من هذا الوضع.
• سامح من أساء إليك: الخطوة الأهم في مسيرة التخلص من دور الضحية هي المسامحة. إذا لم تسامح تبقى الإساءة في بالك وتعذبك. إعلم أنك الرابح الأكبر من المسامحة وحوّل تركيزك عمّن تسبب لك بالأذية لتتمكن من المضي قدماً.
• ابحث عن الإلهام والقدوة في شخصيات معروفة.
• إعلم أنك في كل لحظة من لحظات حياتك أنت من يملك الخيار. دافع عن نفسك ضد كل ما يهدد سلامك وفرحك.
• راقب أفكارك اليوم الذي تستسلم فيه لمشاعر سلبية مثل الغضب، الغيرة، الحسد تتعرض لحادث ما: تقع، تخدش إصبعك، يحصل شجار مع شخص تحبّه... فلا تدع نفسك فريسة للأفكار السلبية.
• استيقظ مع الأفكار الإيجابية فذلك مفتاح مهم للتخلّص من الشعور كضحية. تمرّن على أن تبدأ نهارك بأفكار إيجابية ولا تسمح لكثرة الأفكار الصباحية أن تشوّش تفكيرك. أطرد أفكار القلق. استمتع بنصف ساعة من الهدوء وأصغِ إلى الصوت الذي في داخلك.

في ختام لقائنا اليوم إعلم عزيزي أن فكرك مثل المغنطيس. إذا كانت أفكارك إيجابية تجذب المزيد من التجارب الجميلة والإيجابية إلى حياتك، أما إذا كانت سلبية فستعلق بدوامة من الأحداث المزعجة والسيئة والطاقة السلبية التي لا تنتهي. ضع نصب عينيك دوماً أن الأحداث والظروف الصعبة جزء طبيعي من حياة كل شخص، إلا أن المهم هو كيف نتصرف مع هذه الظروف، هل نستسلم ونكون ضحايا أو نتحرك للأمام ونكون مسؤولين عن حياتنا لنحقق أهدافنا وننجح؟ قل لنفسك اليوم: لا لست ضحية ولا أريد أن ألعب هذا الدور في حياتي، فهو لم يجلب الراحة والسعادة!
اليوم قرارك بيديك فكّر قرّر غيّر



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!
- لا لم تنتهي حياتي ولن يضيع أبنائي بعدما قرّرنا الإنفصال!
- حياتي الزوجية أنا اخترتها... لماذا تحوّلت جحيماً؟
- الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟
- فكّر بعقل الأغنياء تصبح غنيّاً!
- معتقادتك وحدها تجعلك غنيّاً أم فقيراً!
- هل التأجيل يؤثر على إنتاجيتك؟
- عادات تجعلك تحقق النجاح
- سرّ الإدمان على التسوّق
- الشعور بالظلم يمنعك من التقدم
- أزيلوا الأفكار السامة من فكركم
- مشكلتك أنك لا تنهي ما تبدأه
- متى يجب رسم الحدود
- المعرفة لا تكفي.. تصرّف!
- 7 خطوات للتواصل الفعّال
- هل لك خيار في ما يحصل في حياتك؟
- عدم المجازفة هي المجازفة الكبرى
- لماذا تخشى أن تتألّق
- اجذب النجاح بدل أن تلاحقه
- التحديات فرص مُقنَّعة


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟