أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - هل يجري العنف في عروق المتخلف فقط ؟














المزيد.....


هل يجري العنف في عروق المتخلف فقط ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 08:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الحياة الاجتماعية نلتقي يوميا بانواع من الناس بمن فيهم الهادي الرزن، المتهور العجول، العنيف القاسي، المنعزل المنطوي، الاجتماعي المشارك، الغيور الرجولي ، و عند تقيم كل منهم نرى انهم وان تربوا في بيئة اجتماعية يمكن ان تكون متقاربة الا انهم من سلالات وراثية مختلفة و من عوائل لها سمات و مميزات تختلف بشكل و اخر عن بعضها البعض . لقد درس الباحث الكبير علي الوردي الطبيعة البشرية للفرد العراقي و تعمق في عمق الشخصية العراقية و يمكن تعميمها بشكل عام و بفروقات حتما على شعوب المنطقة . ما وضح لنا العالم الوردي هو وجود التناقضات الكبيرة في شخصية الفرد العراقي و توجهاته و نظرته الى الحياة بكل تفصيلاته، بحيث اعلن عن وجود اختلافات في ادعائاته و حقيقة نظرته الى المواضيع بشكل مطلق، واعطانا امثلة واقعية جميلة بحيث اثبت علميا جوهر الفرد و سلوكه و كلامه و عقليته . و لم يدخر جهدا في تحليل نفسية الانسان الشرقي و ما يؤمن مع ما يحمل في داخله وما توارثه من الفكر و الفلسفة، و التزاماته اليومية بعقائده اعتمادا على العادات قبل العبادات .
و عليه يمكن ان لا نكون على الخطا اذا قلنا ان الفرد العراقي بشكل خاص افتخر بالقوة و المكانة الاجتماعية و ما التصق به من الصفات من باب الشهامة و العزة بالنفس و الهيبة و الافتخار بالذات و مدحها، و النرجسية التي يتمتع بها، بحيث غامر في اكثر الاحيان من اجل تغيير نظرة الاخر اليه و عاش من اجل الاخر دون قناعة ذاتية بما فعل .
كانت الصفات التي يتميز بها تختلف من طبقة لاخرى و من موقع لاخر بشكل و اخر، على سبيل المثال، كان ما يدعيه اهل بغداد مختلفا عن اهل الجنوب و الشمال العراقي، وللاسف لم يتطرق الوردي في بحوثه الى الشعب الكوردي لاسباب اعلنها بانه لم يتعايش معهم و لا يريد ان يطرح ما لا يمكن ان يكون دقيقا فيه من باب الامانة العلمية .
عند المسح الدقيق عن طبيعة الانسان العراقي، و بعد القاء النظرة عن ممارساته في تاريخه القديم و الحديث، نكتشف بان مستوى معيشته و خصائص و سمات عائلته و ثقافته و من في دائرته و وضعه الاقتصادي السياسي الفكري و خلفيته العقيدية، هي التي تكون من المقومات الاساسية لكيفية معيشته و لطبيعته واخلاقه و سيرته الذاتية اليومية و تعامله مع الاخرين .
من منا لا يعرف حتى تاريخ بغداد الحديث و زمن الشقاوات و سيطرتهم على الحياة الاجتماعية و كيفية استغلالهم من قبل السلطات المختلفة و تنفيذهم لاجندة الحكومات المتعاقبة . انهم كانوا بالمطلق من الاسر الفقيرة الكادحة على العموم، و كانوا مختلفين من حيث النظرة الى الحياة و كيف تعاملوا مع محيطهم، منهم من كان محبوبا و محبا للطبقة الكادحة و منهم من استغلها السلطات و كرهته في اعين الشعب، و منهم اعترض و عاند من اجل اهداف اعتبرها انسانية لكونه حُرم منها . و كان اكثرهم للحق مطالبين و مدافعين و بوسيلة و سلاح عنيف، و كانوا يتمتعون بالشهامة التي اعتبرت من خصال الانسان الخلوق، في الوقت الذي استعملوا افتك الاساليب لانهاء العدو . و منهم من لم يكن يحمل صفات العزة و الكرامة فتعامل مع الاحداث باخبث الطرق والاساليب و امتهن السرقة التي لم تكن من عادة اكثر الشقاوات و العنيفين .
أُعتبر مثل هكذا افراد شاذا اي ليس كغيره في كافة النواحي المعيشية و العقلية و الاخلاقية، و اكثريتهم توارث هذه الصفات ابا عن الجد . اما بقية المحافظات لم تكن خالية منهم الا انهم كانوا بنسبة اقل من حيث العدد و نسبة العنف و الصفات الملتصقة بهم .
لو درسنا اسباب بروز مثل هذه الشخصيات بنسبة كبيرة في العراق مقارنة بالدول الاخرى يمكن ان نلقى عوامل مناخية و ثقافية و اجتماعية تاريخية متوارثة لم تكن موجودة في دول و مناطق اخرى .
ان الانقلابات الكبيرة في ظروف و اوضاع العراق تاريخيا من الامان و التقدم الى الفوضى و التخلف دفعت الى ايجاد الشخصيات المختلفة المظهر و الجوهر لدى الشعب العراقي . لو كنا اكثر صراحة، وتكلمنا استنادا على التاريخ و مجرياته، فيمكننا ان نقول ان النسبة الكبيرة من العنف و العنف المضاد كان مسيطرا على المراحل المتعاقبة من تاريخ العراق، ولو تعمقنا في عوامله لوجدنا ان التغييرات الكبيرة سواء نحو الامام او الخلف كانت السبب الرئيسي في هيمنة العنف كصفة دائمة في طبيعة الفرد العراقي و كان في اكثر الاحيان بعيدا عن الهدوء، و لم تكن الاحتلالات المتعددة له شرقا و غربا و انهيار حضاراته وكيف تهاوت حاله من التقدم الى الحضيض نسبة الى الدول الاخرى في حقبات من تاريخه الا سببا للتخلف العارم للشعب العراقي في مراحل مسرته . وان نظرنا من زاوية ما كان موجودا من العنف، فان المرحلة التي كانت تتسم بالعنف الشديد كانت اكثر تخلفا من كافة المجالات، و عليه يمكن ان نربط العنف بالتخلف في الفرد و المجتمع ككل، و كاول الاسباب لانتشار العنف في كل مرحلة، و الا ايام الزمن الجميل و المراحل التي هدأ فيها العراق و تطور في مجالات عديدة خفَ العنف بشكل كبير . و هذا ما يدلنا على ان العنف يمكن ان يولد في حضانة غير متمتعة بوسائل العلم و المعرفة و غريغة في التخلف، و عليه يمكن ان نتاكد ان العنف لا يمكن ان يتوارث بشكل كبير و لا يمكن ان يجري في عروق الانسان و انما هو عادة مكتسبة من الحاضنة التي تتوفر فيها عوامل سيطرته على عقلية الفرد و من ثم الشعب، وفق تصرف القيادات و الحكومات التي سيطرت على السلطات المتعاقبة و العقليات التي فكرت و امرت .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بقى العراق كدولة كي يقاوم؟
- متى و كيف تنتهي داعش ؟
- ايٌا كان رئيس الوزراء العراقي، ما الحل ؟
- داعش تكمل مهام الفتوحات الاسلامية
- مجلس الامن يحظر شراء النفط من الاسلاميين فقط ؟؟
- لا تلقوا كوردستان في دهاليز القدر
- عادات الجزيرة العربية و افعال داعش
- انتفض هذا المكون ام احتلته داعش ؟
- السياسة ليست فن القتل
- البنية الشعبية لتقبٌل داعش
- تُستاصل داعش بانتفاضة مَن في بيئتها
- هل ولٌى زمن الحرابي السياسة في العراق ؟
- الفرصة الذهبية امام السلطات العراقية الجديدة
- هل خفت حدة طوفان داعش ؟
- ان لم ترض بكله سوف تنحني لجله
- القوى العالمية و الموقف المخجل مما يحصل للمسيحيين !!
- هل يتحمل الكورد صعوبات مابعد الاستقلال
- شردوا حمامة السلام من عشها
- من حقي ان ارشح لرئاسة الجمهورية و لكن؟
- موقف مصر من استفتاء اقليم كوردستان


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - هل يجري العنف في عروق المتخلف فقط ؟