رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 23:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإبداع الفلسطيني
في كل مرة يخبوا فيها العرب نجد الفلسطيني ينهض بطريقة مذهلة، يجير خصومه العرب على احترامه، رغم العداء التاريخي بين النظام الرسمي العربي والثورة الفلسطينية. كانت المقاومة الفلسطينية تفرض احترامها على الأنظمة العربية، هذا الأمر حدث أول مرة في معركة الكرامة، التي استطاع الفلسطينيون فيها إلحاق أو هزيمة عسكرية بجيش الاحتلال، رغم ان منطقة الكرامة كانت ساقطة عسكريا، ورغم ضعف إمكانيات الثورة الفلسطينية في حينها، وأعاد الفلسطينيون هذا الانجاز عام 1982، في معركة بيوت تحديدا، التي صمدت لأكثر من ثمانين يوما في وجه اعتي قوة عسكرية في المنطقة، والتي لم تكتفي بقوتها بل عملت على التحالف مع القوى اليمينية الرجعية في لبنان حينها، وكرروا بطولاتهم أيضا في الانتفاضة الأولى التي سطر من خلالها الفلسطينيون مفهوما جديدا للشعب الذي يقاوم، وبعد ان شعر الجميع بان الثورة الفلسطينية قد خبت ونامت مع النائمين، بعد دخول السلطة إلى أجزاء من فلسطين، وجدناهم ينهضون من سباتهم من خلال ما سمية انتفاضة الأقصى، وهم اليوم يقدمون أنموذج فريد ولم يسبق احد ان قام به، مقاومة الفلسطيني في غزة، وما الطرق و الأساليب التي يقاومون بها إلا تأكيدا على إبداعهم في العمل المقاوم، فلم يعهد أحدا في المنطقة العربية حربا تدار من خلال الأنفاق، وتحقق انجازات كبيرة وملحقة العديد من الخسائر في صفوف العدو، وتظهره بهذا العجز والتخبط.
من هنا نجد بان الفلسطيني كان دائما وباستمرار يقدم أشكالا وطرقا للمقاومة تعد استثنائية على مستوى الشعوب، وهذا يؤكد الفكرة الأسطورية الكنعانية التي تتحدث عن طائر الفنيق الذي ينهض من الرماد، فها هو محلقا في السماء، باسطا جناحيه ساعيا نحو حريته.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟