أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فادي كمال الصباح - نفاق محرضي الشباب على الجهاد والاستشهاد















المزيد.....

نفاق محرضي الشباب على الجهاد والاستشهاد


فادي كمال الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 20:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شهدت السنوات القليلة الماضية تنافساً قوياً بين الشيوخ ,بتحريض الشباب المسلم على القتال والجهاد الطائفي ,وذلك باستعانتهم بمخزون كبير من التراث الديني المرغب بالجهاد والاستشهاد من خلال ما يحظى به المجاهد والشهيد من امتيازات و المكانة و مجموعات فائقة الإثارة من الحور العين و غيرها.

في حين عجت ميادين القتال الطائفي في سوريا والعراق من جهاديي شتى أقطار الإسلام والذين بمعظمهم من الشباب الصغير السن والمراهق, لم نشهد أي من هؤلاء الشيوخ ينافس أولئك الصبية على خوض القتال لنيل ما يوعدونهم و يرغبونهم به.
و الأنكى من ذلك ,أن الشيوخ تدعي الاعتقاد و تشدد على أن يعتقد المسلم إعتقاداً جازماً بأن عمر الإنسان قد حدد مسبقاً من قبل الله ,فلا يموت أحد قبل أجله و لا يحيا أكثر مما قدر له من عمر,بناءاً للعديد من الآيات القرآنية :
1- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا [آل عمران: 145].
2- وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا [المنافقون: 11].
3- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف: 34].
4- وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ [الحجر: 4، 5].
كما و أن تحديد عمر الإنسان وساعة موته حدده الله من قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كما ورد في "صحيح مسلم" عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعتُ رسول الله يقول: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشُه على الماء.
و يدعم الحديث السابق الآيات القرآنية 22و23 من سورة الحديد:
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * {الحديد:22-23}.

الارتياب من تناقض أقوال و أفعال الشيوخ لا يخفى على الكثيرين ,فليس كل الناس من البله البسطاء الذين يصدقون كل أقاويل الشيوخ , حيث يتبادر إلى أذهانهم العديد من الأسئلة ,هل الشيوخ يؤمنون فعلاً بما يرغبوننا للإقدام عليه ؟!, لماذا لا يسابقنا الشيوخ الى ميادين القتال والجهاد ولاسيما أن ذلك لن يؤخر أو يسرع بأعمارهم المقدرة مسبقاُ الهياً ؟!.
أمام هذه الأسئلة المحرجة يتسلح الشيوخ بمبررات دورهم الدعوي بدعوى أنه من أسمى الجهاد , لكن ذلك المبرر يسقط أمام أعداد الشيوخ الضخمة حيث أن المجتمعات الإسلامية متخمة بأعداد الشيوخ فلا تتأثر الضرورة الدعوية بخروجهم إلى القتال كما أي شخص يرغبونه به.

أما الجواب على السؤال لماذا لا ينافس الشيوخ الشباب على القتال والاستشهاد, هو, أن لأغلب الشيوخ شكوك يبطنونها ولا يعلنونها بأن ما يرغبون به الشباب الصغير للجهاد هي مجرد عقائد ظنية يحتمل عدم صحتها و ليست يقينية كالشمس في وضح النهار,بما تعلموه من مبادئ الاستدلال والمنطق فلا توجد لديهم من القناعة الكافية ليغامروا بحياتهم و مستقبل أبناءهم مقابل وعود دينية قد لا تتحقق, إلا أنهم غير مستعدين للتقدم خطوة جريئة للأمام في تفكيرهم خوفاً من إنعكاس التفكير النقدي و الآراء الناتجة عنه على مظهرهم و مكانتهم العرفية اجتماعياً و دينياً الأمر الذي سيفقدهم إياها لو قالوا للناس أن ما نوعدكم و نرغبكم به مجرد أمور ظنية تحتمل الخطأ ,كما أن ذلك لن يسعد الجهات التي تمولهم خدمة لمشاريعها السياسية و صراعاتها الطائفية.
و من الغير المستبعد أن يكون تفسير تناقض الشيوخ نظراً لابتعادهم عن التفكير النقدي هو طبيعة إيمانهم القائم على قناعات يراهنون عليها بشكل حذر جداً, بأنه لو صح ما ورد في الدين نكون قد نجونا و إن لم يصح نكون قد كسبنا الدنيا بمالها و جاهها.

لا يقتصر الارتياب و التناقض بين الأقوال والأفعال على الشيوخ , بل يمتد إلى زعماء الجماعات الجهادية الذين في حال وجود تهديدات على حياتهم من اغتيال و استهداف نجدهم يختفون عن الأنظار و لا يعلم مكانهم و يحيطون أنفسهم بأجهزة الحماية والحراسة للحفاظ على حياتهم, بينما كل خطاباتهم التي في الغالب على شكل تسجيلات مصورة أو صوتية تسرب إلى وسائل الإعلام عبر قنوات سرية, تحرض غيرهم على القتال والاستشهاد و التضحية بالغالي والنفيس, وقد شهدنا الكثير من هذه النماذج كإبن لادن والظواهري و الزرقاوي و أبو محمد الجولاني وأبو بكر البغدادي.
و ما يحير كيف لأتباعهم أن يصدقوا خلفية سلوكهم المتناقض هذا مع الاعتقاد بأن الآجال مقدرة و محددة مسبقاً و كذلك كيف يتصرفون بهذه الشاكلة و هم يعتقدون بالآية 78 من سورة النساء: { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ }, بحيث أن هذه الإجراءات الأمنية لن تحميهم إن أتى أجلهم المقدر مسبقاً .
لتبرير هذه التناقضات , غالباً ما يلتجئون إلى مبرر عدم إلقاء النفس بالتهلكة, كأن المطلوب منهم كي نقتنع بتوافق أقوالهم مع أفعالهم أن يرموا بأنفسهم فريسة سهلة لأعدائهم, بينما يكفيهم أن يساووا أنفسهم بالعناصر التي تقاتل تحت أوامرهم والذين يطلبون منهم بذل المزيد من الجهود والتضحيات و عدم الخوف من الموت و الترحيب بالشهادة والسعي لها.

ما يمكن ملاحظته من تصرفات زعماء الجماعات الجهادية أن أقوالهم تتناقض مع العقائد التي يظهرون الإيمان بها و يحثون غيرهم على سلوكها, فبينما يظهرون بأن الله هو الذي يميت بشكل مقدر مسبقاً نجدهم حريصون جداً على حياتهم كأن عدوهم قادر على تعطيل مخطط إلههم بأن يموت فلان في الزمن والمكان المعينين, أما هم من خلال التجربة الميدانية رسخت لهم قناعة بأنه لا حامي لهم سوى الحذر والتدابير الأمنية المبينة على السرية التامة.
في المحصلة النهائية من كل ما تقدم ,يمكننا القول, بأن المنابر يعتليها تجار الدين و الحركات الجهادية يقودها مرتزقة متعهدي حروب دينية خدمة لمصالح دول و من يدفع الثمن من حياته و مستقبله و مستقبل أهله ,الأبله البسيط التفكير الذي ينساق عاطفياً و غرائزياً وراء خطاباتهم التحريضية المغلفة بالعناوين والشعارات الدينية البراقة التي تعمي الأبصار و العقول برؤوس المؤمنين دون قائليها.



#فادي_كمال_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل هي من تتخذ أهل غزة دروعاً بشرية ورهائن.
- أوجه التشابه بين التجربة الصهيونية والداعشية في اقامة الدولة
- التذكير بدينية اسرإئيل و جيشها
- هل للصيام أهمية كبرى في القرآن الكريم؟
- داعش و وهم النصر بالرعب
- داعش تحي مجزرة بني قريظة
- اذبحوا البقرة الطائفية في رؤوسكم
- تهافت أدلة الاعجاز العددي في القرآن الكريم - دليل عدنان الرف ...
- ريهام السعيد المثيرة للشفقة طبعاً
- متفرقات بنقد الدين والمتدينين-5
- دعوة الى مشروع توثيق النصوص الدينية الغير اسلامية المتوازية ...
- متفرقات بنقد الدين والمتدينين-4
- سقطة الشافعي بإثبات وجود الله عبر ورقة التوت
- القرآنيون و تبرأتهم القرآن من بتر يد السارق
- الانتحاري و حبوب النشوة
- الجنس الموهوم مع الحور العين
- الله و الفرعون و حد الحرابة
- متفرقات بنقد الدين والمتدينين-3
- النفاق الوهابي بتحريض السنة ضد الشيعة
- متفرقات بنقد الدين والمتدينين-2


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فادي كمال الصباح - نفاق محرضي الشباب على الجهاد والاستشهاد