أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - الهزيمة














المزيد.....

الهزيمة


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 19:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اتدرك أيها القارئ معنى الهزيمة .. ربما يرى المتمسكون بالحياة انها الموت .. وربما يراها أبناء الدنيا انها خسارة المال أو الولد أو الأرض ..
الهزيمة ياسادة ليست هى ماانتهيتم اليه أو تخشون الانتهاء اليه .. الهزيمة هى استمرار لحظة الاحتضار ، والاحتضار هو أن تُسلب حياتك ولا يتسلمها الموت، فيصبح الموت هو طوق الخلاص من هذه اللحظة .
هل تعلمون معنى أن يصبح وجودك كله لحظة احتضار.. هل تعلمون معنى أن تصبح كل الكائنات المحيطة بك مسوخ لا تنتمى الى مبتدأ الحياه أو الى منتهى الموت .. هل تعلمون معنى فقدان القيمة والاحساس بالآخر حتى لو كان غير موجود .
الهزيمة ليست الموت أو خسران المعركة أو خسران المال أو خسران الأرض .. الهزيمة هى الضياع بين الحياة والموت ..
الهزيمة هى مانعيشها الآن لا نملك إلا مشاهد مشوهه غير مرتبه تتواتر على ذاكرتنا تؤكد كل لحظة مرارة الهزيمة التى لم تنتهى ..
من المشاهد المغيمة فى ذاكرتى لحظات صبا فى المدرسة كنا نتسابق وقتها على جمع دوريات المجلات الخاصة بأعمارنا والاحتفاظ بكل أعدادها مرتبة من العدد الأول حتى العدد الأخير ، وكان كل صبى منا يضع علامة على كل مجلة من مجموعته لتمييزها ، وكثرت العلامات وحدث أن وضعت النجمة السداسية لتمييز مجموعتى ،فما كان لى إلا عزوف زملائى عنى ، واستدعاء ناظر المدرسة لوالدى لمناقشتة فى تصرفى ومعنى وضع أحد ابنائه علامة الصهيونية على مجلاته فى وقت كان العداء للصهيونية وللعنصرية هو جزء من انسانية الوطن .!
ويشرح لى والدى معنى الرمز والشعار وأهميته ولا يتطرق الى شرح معنى الصهيونية والعنصرية فقد كانت بديهيات فى المكون الأول من وعينا .. يتواتر هذا المشهد فى ذاكرتى ويصطدم بمشاهد أشلاء أطفال غزة وسوريا والعراق وشباب مصر وجنودها ، وبواقع العرب المميز بعلامات صهيونية واضحة تتلاعب بأقداره ، ويصطدم بمسوخ داخل حدود الوطن ترفع القبعات للقتلة وتطارد المدافعون عن وطنهم بالحجارة وبقايا كلمات مخنوقة فتؤكد داخلى الهزيمة وتمد من لحظة الاحتضار التى تدفع بالحياة والموت بعيداً.
أيضاً من المشاهد التى تتواتر فى ذاكرتى مشهد مدرس التاريخ وهو يشرح لنا أهمية دراسة التاريخ ومعنى كلمة الوطن ومعاناة المصريين من اجل الحرية والاستقلال ورفضهم لمخططات الاستعمار للتفريق بين عناصر الأمة بتمييز المسلم عن المسيحى ، وكيف وأن أدمعت عينه وهو يسرد لنا قصص من خارج المنهج عن قساوسة ومشايخ وحدوا جهودهم لمواجهة الاستعمار ودمجوا الهلال مع الصليب فى رمز واحد ... تصطدم هذه الذكريات بمشهد معاصر لورقة أجابة ابنتى فى مادة التاريخ وعلى أحد الاجابات علامة " خطأ" ، رغم صحة الاجابة ، وكان السبب أن أحد عناصر اجابتها بها عبارة " ورفع المصريون شعار الدين لله والوطن للجميع " ( كما شرحت لها ) ، وهى اجابة صحيحة ولكنها غير موجودة فى المنهج ولا متفقة مع ميزاج المدرسة التى رأتها عبارة علمانية كافرة .. ولم اجد تفسيرا لأبنتى سوى صمت اشبه بصمت الاحتضار .
الهزيمة هى ان تصبح كل لحظات الوطن لحظات احتضار بين الحياه والموت .. لحظات يفقد فيها الوطن ملامحه وهويته وطرقه فيضيع ابناءه بين ثنايا التشوه والدمار ويتحولوا الى مسوخ فقدت الحياه وتتوق للموت .



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبتسرون
- حجاب المرأة لرأسها أم لعقلها
- 1946- 2014 .... -الاستقلال التام أو الموت الزؤام-
- شعبنا دائمًا يريد حكم الفرد
- ثورة مصر فى الفخ
- على من نذرف الدموع
- داستور يا...إخوانا
- القضية الوطنية بين التطبيع والاستطباع..التعامل مع العدو الاس ...
- بالعامية الفصحى ..إعلام المُحن الميرى والشعبى
- ثورة مصر لم تقم بعد
- من استبدل الوطن بمئذنة أوصليب فقد كفر
- الإخوان ولافون
- الشعوب لا تحرق أوطانها .. فتش عن المستفيد
- الأباحة والإباحية
- خليفة الصحفيين المصريين
- وقيعة الاخوان وانتقام الشعب
- شيماء والريس مرسى العترة
- مؤامرات الإخوان والإعلام المستباح
- وقائع مسروق بن مسروق - مزة المطنش -
- توتكتوك الرئيس


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - الهزيمة