|
23أكتوبر في مقاهي الهزيمة القرار، و الهزيمة المختارة
رضا كارم
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 13:04
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تحمّس فريق من الناس لشحذ الهمم الشعبية من أجل الخروج في مظاهرات عارمة "مساندةَ لغزة، و رافضة للعدوان الصهيوني الغاشم"... لقي القوم ما لقوْا من عبث و تجاهل و عدمية و لامبالاة... كتبوا نتائجهم فورا. رسموا على جدرانهم غضب المكلوم و حزن المقصيّ... أسكنوا آلامهم حروفا كالرصاص، توظؤوا بماء من أحقاد ، و صلوا صلاة مفردة في مساجد يؤمّها اللامبالون بشدّة... و تبولوا على شرف الشعب و جهله و انهزامه. كنتُ عابرا بين الصفحات، عندما فاجأني صياح مرّ و عويل قوميّ فاجع...هل هي الحرب ؟ هل أعلنوا أحزابا قومية ما ، حركات إرهابية؟ أ حزن لاستثنائهم من سفير أمريكا؟ (و هل كان ليستثنيهم لو حازوا ما يكفي من أصوات للسمسرة؟) مجرّد فشل آخر، هزيمة أخرى، فضيحة مجددا... لم يفهموا أن الناس ، حتى في مدينة غزة المحاصرة، معنيون بالخبز أكثر من القتال و أكثر من التضامن...لم يدركوا أن العقل انحدر الى درجة الغريزة، و أن الطعام خير من المساندة... و هب أنهمخرجوا معك مصطحبين شعاراتك القديمة و حزنك المقيم، ثم ماذا بعد ذلك؟ ستنظم حملات لجمع تبرعات الدم؟ او شراء أدوية، لن تعرف طريقا لإرسالها دون طرق باب حليفكم و زعيمكم السيسي؟ كتبت سيّدة عظيمة و صديقة مناضلة، لا مساندة لفلسطين دون مقاومة في تونس. "أيها العابرون بين " المواقف كعلامات التنقيط ، كفّوا عن السّخرية و جدّدوا التواصل مع الكون. أيها الكلاسيكيون ، أيها الموتى، لقد تغير العالم. المقاومة لا تتطلب طليعة و لا زعامة و لا قيادة و لا عسكرا ... ________ ليس هذا ما أردته من النص، ليس هذا...استرسلت فيما لم أشأ كتابته هنا... إنني يا أصدقاء المعنى و صانعيه عندي، متلذّذ بشدة لهزيمة العقل المساند "لغزة"... لقد تذوقوا بكامل الدقة و العناية آلامنا عشية قراراتهم المحشوّة خيانة و نذالة و جبنا، في 23أكتوبر تاريخ المجزرة و الانقلاب على 17 ديسمبر... شعب الانتخابات و جماهير التصويت، عادت إلى مقاهيها تردف القهوة السوداء،كأسا مشعشعة بماء بارد لإطفاء لهيب جويلية في حلوقهم... تفضلوا لكي"تحترقوا بنار الغدر" ...أمسكوا هذا...تفضلوا يا أكتوبريين...هذا مصير قوادي الحاكم، و الرابضين بسوق الاتحاد لكل بيع و شراء، هذا مصيركم، تُغتصب معانيكم و تصيحون"القدس عروس عروبت"نا...و تطالبون ضدّ عسكركم بأن يعلو صوتها كمغتصبة ليعلم الشعب بالجريمة،ثم يفاجئكم الشعب بإصرار على ملاحقة ميسي لمولر في نهائي كأس العالم... لقد صنعتم الرداءة و سيجتموها بالجبن و الانهزامية...كنتم تعارضون بن علي علنا و تناضلون لدوام ملكه حقيقة. إذن أيها المتلونون مثل زياد الهاني، هذا طعم الخيانة و العار، سحقا لكم. __________ الشعب الرابض بالمقهى، سيخرج الى فلسطين محاربا ،عندما يتحرّر من سلطات مقيمة في عقله تحجب عنه كل حرية. قديما تحدث أفلاطون عن ضياء النهار و شدّة إيلامه إبهارا، لعين داومت على الظلام... إن التدرّب على النور تدرب على المقاومة. و هو عمل مصحوب بمنهج لجعل التدرب فعلا تاريخيا على طريق التحقق...و على ضديد أفلاطون،ليس ممكنا للذات المفردة أن تنجز ذلك العمل المعقّد. كل تجميع للمناهج و الطاقات و الإرادات ، و توحيد للفعل دون تقييد للحرية، سيعني انتظاما مقاوما ضدّ العسف و الجهل و الانهزام الذاتي و الإحباط... _______ شرط المقاومة الانتظام الحر الطوعي الارادي التاسيسي البنائي. كيف نؤسس لفعل مشترك مقاوم و غير معني بالرسمي المفروض من راس المال؟ كيف نسقط أدوات القسر و الإرهاب في تونس؟ كيف ننتظم جماعيا موحدين السواعد و الإرادات ؟ ثمة مهام ل 17 ديسمبر مهام الحرية و الكرامة و الخبز الواعي لا الخبز الجبان... ثمة أرض نبدأ منها، إنها أرض 17 ديسمبر. دعوا ذواتكم خارجا، و انفلتوا من حمية الهوية و عصبية "الحومة" و خرافات شباب الثورة... تحرروا لننتظم و نشعل الارض مقاومة. قبل الحكم على فريق او فرد مفرد، لنتعرف اليه خارج ما يحكي عنه او يروى او يقال...كيف نكون ثوارا و نحن نصدر أحكاما ذاتية مقرفة على شخوص لا ندري عنها شيئا؟ لنهبّ الى فعل تأسيسي بنائي يبدأ بالهدم و يدرك مشروعه للبناء. 17ديسمبر يجمعنا، مختلفين ، لكل تصوره و لكل تأمله، و لكلنا مصير مشترك نختاره و نصنعه. إن واصلت اعتباري طرفا مؤدلجا و واصلت تعريتك من كل فضيلة، سيسحقنا البوليس جميعا، سنكون ضحايا النظام ، ضحايا مضافين . تذكروا ألمانيا روزا ليكسمبورغ، تذكروا ما شئتم ، تذكروا كل أولئك المقاومين الأفذاذ و كل تلك النهايات الفظيعة... فكيف ينتصر المشتتون ؟ قد يعتقد بعضنا أن الهزيمة مازالت بعيدة، و قد يرى غيرهم أنها أمر واقع منته. في كلتا الحالتين، ثمة عقل تبريري للخنوع و الصمت و الطمأنينة. و من يطمئن يضع أول علامات نهايته شنقا. ان التاريخ ليس قدرا متحققا بالضرورة يكون خلاله الإنسان مجرد عابر منفعل اي مفعول به. التاريخ خاصة، حالة إبداع إنسانية منجزة بالرصاص الموحد و الفعل التشاركي التشابكي الحر. لنؤسس تاريخنا يا ايها الديسمبريون . ______________ رضا كارم
_____________
#رضا_كارم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العشرون من مارس 56: بنود -استقلال دولة- أو شرعنة احتلالها؟من
...
-
لماذا هي كتابات أخرى؟ و لماذا يعلو الصّوت؟
-
التوافقات الطّبقيّة تشكيل من خارج دائرة الحرمان لموجبات عناص
...
-
لكن الكاميرا سقطت
-
المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا
-
17 ديسمبر يا 20 فبراير:معركتنا واحدة يا جماهير التغيير اللاط
...
-
فري كربول، فري عبد المجيد الشرفي
-
أيّ مشروع لأيّة صيرورة؟
-
ما معنى العمل بين الجماهير لتحريضها و تحريرها؟
-
الأول من ماي: ذاكرة الحرّية.
-
إرهابي بقناع قاض، إرهابي بمهنة بوليس
-
ثم صاح بأعلى صوته: حرّية، حرّية ،حرّية
-
الخبز و الماء أو نشيد الجوعى في محفل المقاومة.
-
السّياق و أزمة التّغيير
-
ديمقراطيّ دون أنسنة، زاهد دون محبّة
-
روايات -الوطن- ، واقع الاستعباد
-
أزف زمن التقاطعات، للهزيمة أصل
-
17ديسمبر مجدّدا
-
يمين الكاميرا، يسار الكاميرا
-
الصيروة تخدعهم
المزيد.....
-
لا سبيل لمواجهة السياسات اللاشعبية سوى بالمزيد من تنظيم وتقو
...
-
الجبهة الشعبية: تتوجه بالتحية إلى المقاومة والشعب اللبناني
...
-
الدفاع التركية: تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني شمال س
...
-
أكاديمي أميركي: وصف ترامب لهاريس بأنها شيوعية يظهر قلقه الوا
...
-
تجديد حبس للصحفي ياسر أبو العلا 15 يوم.. وممدوح والخطيب أمام
...
-
أحزاب يسارية تدشّن الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية تحت شعا
...
-
حبس 15 يوم لمعتقلي “بانر فلسطين”
-
افتتاحية: للجفاف أسباب اجتماعية وطبقية
-
الغارديان: المحافظون صنعوا مستنقعا معاديا للإسلام لكن حزب ال
...
-
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي
المزيد.....
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
-
الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|