كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 13:01
المحور:
كتابات ساخرة
من يحتل من؟
أنت المحتل أم أنا المحتل..
تصحّ فيك و فِيَّ العبارة
فكيف يجوز هذا الخللْ
أكلانا فاعل وكلانا به مفعول؟
هو ذا المعقول إذ يختل
أو
هي اللغة أحيانا حين تعتل
سأقترح الحل..
لنصحح الوضع و نعيد صياغة الجُمَلْ..
أنتَ العالم الحر و نحن العالم المحتل
أنت القوي بعلمك، بفنك، بنصرة
حقوق قومك من البشر
و نحن الأذلاء المقهورون بين البشر
نحن العورة و العار في تاريخ الحضر
قد عقلنا العقل و أطلقنا اللّحى و الهَبل
قد شوهنا الجمال و نحرنا أحلى القيم
رضينا بمصير الذل ثم نقمنا على من يحتل
نتباهى بالتاريخ، بالموتى و بالقبور،،
نعبد ماض نريده أن يكون مجيدا
قد كان قهرا، قد كان ظلما، قد كان علينا مشئوما...
أنت الآن تطغى و تتجبر و تستفز
و نحن ننحني و ننتحب ثم نَعِدْ ونعدْ..بأن يوما سننتقمْ...
كيف ننتقم؟
أنت الحاكم بأمرك
و نحن بأمرك نأتمر
هنيئا لك التفوق قد وطئت القمر
فكيف لا يدوسنا حذاؤك
نحن الذين منذ عهد الأُوَلْ
لم نعرف إلاّ التغزل...ثم التغزّل بالقمر!
هكذا كنا و هكذا نستمر
و هكذا احتلالك يستمر
لا لوم عليك ليس لك أن تعتذر
إذا كنت في احتلالك
لا تستثني فينا البشر من الحجر
وكنا على الحلبة أمامك
رضينا بدور المهزوم المحتل
فلأننا نحمل عجز تاريخنا
و لعنة أرض عليها الثروة تستقر
هل لنا بعد أن نحتج؟؟
ها أنت تنهش فينا، تروع ،تدمر
ثم تمر
و نحن ننتظر و ننتظر
ننتظر نصرا يأتينا من وراء الحجب
نحن البدو يريد أن يفني الحضرْ
بالعصي و بالحجر،
بالبشر نرسله لحما حيّا
في الأرض و في الجو لينفجر
ثم نغني و نهذي ككل مقهور اختل
سننتصر، حتما سننتصر
يوما سيمل و يُحرّرنا المحتل‼-;-
*كتبت في تونس عام 2004 ...من وحي مهانة العربي في سجن أبو غريب بالعراق المحتل.
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟