أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر الناصري - صمت العالم














المزيد.....

صمت العالم


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 09:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الصمت المخزي الذي تبديه الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والتنديدات الخجولة والمتلعثمة التي تصدر من الامم المتحدة وأمينها العام أو من الإدارة الأمريكية والاتحاد الاوربي حول الجرائم المروعة التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي في العراق، إعدامات وقتل وتهجير قسري على أساس الانتماء الديني والمذهبي يهدف الى تغيير البنية السكانية لهذه المدينة وكذلك تدمير إرثها التاريخي والحضاري والديني بصورة متواصلة، يكشف عن قدرة هذه القوى والمنظمات الدولية الكبرى على التلاعب بوقائع الرعب التي تحدث على الأرض وتشتيت الأنظار عنها نحو مقترحات عصية على التحقق وتستهلك الوقت والقدرات.

يريدون إيهامنا أن العالم أصبح في مواجهة قوة إرهابية بقدرات مخيفة تنشر الموت والدمار وتريد تطبيق شريعتها ونهجها الدموي الأسود في العراق وأي مكان تصل اليه بعد أن تمكنت من اجتياح واحتلال العديد من المدن وتعلن إنّ هدفها اسقاط الحكومة بسبب نزعتها الطائفية وانفراد رئيسها بالسلطة والتحكم بمقدرات العراق و بالقرار الامني والعسكري وتعمل على تثبيت وجودها عبر ممارسات واجراءات ادارية وقانونية وشرعية متعددة.

إنّ مجلس الامن الدولي و"بان كي مون" والادارة الأمريكية التي تسعى للنأي بنفسها عن كل ما يحدث في العراق عبر تصريحات لعدد من المسؤولين الأمريكيين الذين ساهموا في إيصال العراق الى ما هو عليه الان، حول الدولة الفاشلة ومطامح نوري المالكي والانقسام الطائفي ومخاوف التقسيم وتوسيع الاتفاقيات الامنية.. الخ يرسمون لوحة مخيفة بأن ما يحدث في العراق أكبر من قدراتهم وطاقاتهم الامنية والعسكرية التي تعجز عن انقاذ سكان الموصل والمدن الاخرى من قبضة هذا التنظيم.

وإن ما يتم طرحه من حلول لا ترتقي الى مستوى الفظائع التي تحدث على الأرض ولا تعدو ان تكون مجرد مقترحات حلول هزيلة من شاكلة " تشكيل حكومة تمثل الجميع" أو "عدم تمكين نوري المالكي من البقاء في منصبه كرئيس لمجلس الوزراء لولاية ثالثة" وغيرها من الحلول التي باتت تضع العراق على مفترق طريق خطير ومخيف وتسهم في التغاضي عن الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية ودولته التي أعلن عن قيامها مستفيداً من هشاشة الوضع السياسي في العراق وصراعات الاطراف التي تريد فرض مطالبها وإن كان ذلك على حساب العراق ووجوده.

تحول تنظيم الدولة الإسلامية الى شماعة كبيرة لإثارة الذعر في العالم والخوف من امتداداته وممارساته ووحشيته وكأن العالم يكتشف ولأول مرة وجود تنظيم إرهابي بهذه الدرجة من الإجرام والاستعداد للقتل والتدمير واحتقار الإنسان وكرامته وتاريخه وابداعه وفنه وثقافته! وأصبح الخطر الذي يهدد سكان العالم ويقف على مسافات قريبة منهم ويتهيأ للحظة الانقضاض عليهم وتحويل حياتهم الى جحيم أو الى مجرد ذكريات حزينة يتبادلونها في أماكن الشتات ومخيمات اللجوء القسري.

داعش ومجمل التنظيمات الارهابية التي تقتل وتذبح وتفجر وتعدم وتهجر وتغتصب وتجلد....هي منجز العالم الذي يعيش اقوى ازماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، العالم الذي لا يستطيع الرد على قضايا ومطالب إنسان اليوم، فكل ما تمّ الترويج له حول الرفاه والأمان والحريات المتنامية، ترك مكانه للإرهاب والنزعات اليمينة وتزايد المد الديني الإصولي والصراعات الطائفية التي أصبح العالم كله مهيأ لخوض غمارها الكارثية.

هل إن انبثاق دولة الخلافة في العراق وسوريا وامكانيات امتدادها الى مساحات ودول عديدة وبما ينذر بكوارث وحروب دموية مروعة، يتماشى مع عصر الحقوق والحريات والعدالة وكرامة الإنسان وأمنه التي تسعى وسائل الإعلام الغربية لتصديرها ورسم صورة فضفاضة عن الغرب وعالمه وإنسانه ؟ لماذا تحولت دول ومناطق من الشرق الأوسط الى ساحة للحروب والقتل والتهجير ولتصفية حسابات وصراعات القوى العظمى في العالم التي بدأت في تفتيت الدول والدفاع عن تقسميها واعادة رسم ملامح خريطة جديدة قابلة للانشطار مرات ومرات حتى لو اصبحت الدولة مجرد بئر نفط أو حقل غاز، وفي خاتمة المطاف أصبحت بعض دول الشرق الأوسط العمق الاستراتيجي لهذه القوى والخط الاحمر الذي يحمي حدودها وأمنها الموهوم من أعدائها ؟



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الإعلام وإعلام الحرب!
- العراق: من داعش الى دولة الخلافة!!!!
- انهيار الدولة الشبحية!
- لاشيء سيحدث خارج أسوار القُشلة!
- الأحزاب في العراق: بين الدكتاتورية والرفض الشعبي
- لننقذ أرواح أبنائنا الجنود، لنوقف نزيف الدم
- التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم
- 8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق
- أزمة الأنبار: مفترق طرق
- الدولة والعشيرة في العراق*
- عن العطل والتعليم والمدارس الخاصة في العراق
- نحن واليابان: آمالنا وآمالهم
- أمريكا وإيران: مَن يروّض مَن؟
- تبريرك بائس يا دولة الرئيس!
- لماذا تخشى حكومة المالكي تظاهرات الغد؟
- السلطات العراقية تستلب حق التظاهر
- إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة
- بيان وزارة الداخلية : لننتظر أيام المحنة القادمة
- المالكي ذَب البراءة
- الرسالة التي تبعثها تظاهرات الناصرية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر الناصري - صمت العالم