ابنتي فرح وقد حصلت على 84.9 علمي

ابو زيد حموضة

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 10:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

اي بنيتي
الف مبروك اولا ..
العلامة ليست ذات قيمة واعرف أنك تستحقين أكثر.
لكن العلامة لا ُتقيّم طالبا من طلاب العلم .. فالعلم بحر كبير ونحن لسنا اكثر من نقطة من مياهه.
" فكم منجب في تلقي الدروس تلقى الحياة فلم ينجب "
كما ذكر أمير الشعراء أحمد شوقي

حبيبتي فرح
النجاح في الثانوية العامة خطوة صغيرة في مسيرة الحياة.
ويبقى لك خطوة صغيرة لتطأي بقدمك مدرجات وباحات ومكتبة الجامعة التي تضم بين ظهرانيها 300 ألف عنوان،
آمل أن تنهلي من بطون أمهاتها علما حتى الثمالة،
فاقتصدي في كل شيئ الا الثقافة وخاصة الوطنية والانسانية منها.
بالامس كنت متسربلة في شرنقة الزي الاخضر الرتيب،
ومن اليوم ستخرجين الى رحاب عالم جديد، عالم بلا قيود،
لكن على زيه وشكله وأشكال بويا الوجه والبرفانات العالمية،
لكنه عالم مصفد في عقله وفكره وأولوياته وحرياته وخياراته ومن هنا وجب التغيير.....
اي بنيتي
ليس المهم أن يراكم الانسان خطوات نجاحه.
المهم كيف يوظفها .. وكيف يحقق ذاته .. وكيف ينمي مجتمعه .. وكيف يدافع عن شعبته وامته وكيف يعمق انتماءه لوطنه.
يا فروحتي ...
ان تطور وتحقيق الذات مهم، بل مهم جدا في الحياة،
لكنه يفقد معناه اذا لم يتوج بالانتماء الى قضية انسانية ما ..
وما معنى الانتماء يا حبيبتي .. الا من مكونات " أنت ماء " نعم انت ماء
ولا أخالك لا تدركين قيمة ومعنى الماء الذي تستحيل الحياة بدونه.
تخيلي أنك ستربحين كل الشهادات وكل المناصب، وستتوجين بكل التيجان والمداليات والنجوم .
هل من قيمة لذلك بدون قضية تدافعين عنها؟
هل من قيمة للحياة بدون انتماء لقضية انسانية محددة ؟
فما قيمة مئات المثقفين والمفكرين والاكادميين وحملة الشهادات الذين لم يتخذوا موقفا لجانب قضيتهم المقدسة.
مثل هؤلاء ليسوا أكثر من ناس عاديين، غثاء سيل سلبي، وسائبة تتكاثر أرنبيا،
بل أكياس بلاستيكية يلقى بها اذاء حاويات القمامة.
نعم هم هكذا ، لانهم بلا موقف اذاء ما يجري، او بما يكون ، أو سيكون

فروحتي ..
فرحت لك كثيرا لأنك تستحقين.
سأحترم خيارك فيما تقررين.
اتمنى لك التوفيق.
وكوني على ثقة سأكون دوما بجانبك ما حييت
لكن كوني نبية الوطن المنتظر

والدك
ابو زيد

#ابو_زيد_حموضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات