أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل عطية - في قبضة الأرق!














المزيد.....


في قبضة الأرق!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 4527 - 2014 / 7 / 29 - 22:29
المحور: كتابات ساخرة
    


ما أن أستوي على فراشي؛ حتى يتملكني الأرق ـ وكأنه ما صدق ـ، ويمنعني من أن يأخذني النوم اللذيذ إلى عالمه الفريد!
الأرق، بالنسبة لي، هو الرد على التحدي الصعب لفكرة موضوع من الموضوعات، التي تريد الأنفلات من رأسي!
ولذلك، فأنا دائماً مستعد لهذا اللقاء مع الأرق على مائدة السرير المستديرة؛ فتجدني أضع على الطاولة الملاصقة لوسادتي: ورّاقة وقلم رصاص (رغم كل أنواع الأقلام المستحدثة، وكأن على كل إنسان أن يقاتل بطريقته الخاصة: بقلم رصاص، أو طلقة رصاص)!
فكل بضع دقائق، تدفع فكرة ما برأسي؛ فأرفعها، واتحسس في الظلام الورّاقة والقلم، وأدوّن بعض الكلمات التي قد تكون نواة للبنية التحتية لكتاباتي، أو بعض الأقوال المأثورة التي تدعم فكرتي!
ولأن هذه الكلمات اكتبها على عجل، قبل أن تطير على جناح الألزهايمر، واكتبها على ضوء الظلام ( يبدو أن الظلام من قدر الكلمة التي نكتبها؛ فهي تخرج من ظلام جمجمتنا إلى ظلام حجرتنا، وتظهر في حروف سوداء)؛ فحين أقرأها في النهار، أجد في تداخل حروفها، وأنقلاب بعضها رأساً على عقب، ما يجعلني أبتسم، أو أضع يدي على قلبي.. فعلى سبيل المثال، كانت بعض الكلمات تبدو هكذا:
.. أنا أكتب اذن أنا "موءود" أقصد: "موجود"!
.. كل الطرق تؤدي إلى "روءا" أقصد: "روما"!
و "روءا" هذه، ويا للمصادفة (أرجو ألا تحسبوا ذلك من قبيل مخارج عقلي الباطن)، هو اسم الدلع لجارة لنا. ولو وقعت هذه الكلمات في قبضة فضول زوجتي؛ لقدمتني إلى محكمتها المتشددة، التي شعارها: "الغيرة أساس الحكم"!
قال الكاتب الأمريكي ديل كارنيجي: "دع القلق وابدأ الحياة".. فقلت لنفسي، متحدياً الأرق: "دع الأرق وابدأ الكتابة"، كنوع من الفذلكة، ومحاولة الامساك ـ كطفل ـ بتلابيب هذا الكاتب العبقري!
فالكتابة، كما تقول مقولة فرعونية، هي: "حاسة مقدسة يهبها الإله للكاتب؛ فيرى ويسمع ما لايراه أو يسمعه غيره"!
وهنا حضرني تمثال "الكاتب المصري"، الجالس القرفصاء.. ربما لأنني كنت جالساً القرفصاء على سريري، وربما لأنني جئت بسيرة اجدادي الفراعين، الذين كادوا أن يعلنوا لنا عن نظريتهم المدهشة: "أن الأفكار أصلها قرد"، قبل أن يبوح عالم التاريخ الطبيعي البريطاني تشارلز داروين، بنظريته المثيرة للجدل، والتي تقول: "أن الإنسان أصله قرد"!
فالاديب، وكاتب المعرفة، والحكمة ـ عند الفراعنة ـ، رمزوا له بالكاتب الجالس، وقد استوى على كتفيه قرد، وهو ـ أي القرد ـ يرمز للإله تحوت أو توت إله الحكمة والكتابة والوحي، معتقدين أن القرد هو الذي يبتدع الكلمات، ويلقن الإنسان: وحي الفكر، والمعرفة، والحكمة!
لا أعرف كيف تمكنت أخيراً من النوم، بعد أن كنت أتنطط ،كالقرد، من على فراشي؛ لأكتب كلمة أو كلمتين. ولكني، على كل حال، غير نادم على أفكار مبعثرة، بدأت من الأرق وانتهت بالقرفصة، تماماً كتمثال الكاتب المصري القديم!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صائم السنين!
- طريق المعدة!
- عقدة الخواجة!
- غزوة الملصقات الدينية!
- إنتخبوا خوفكم!
- الفانوس!
- ثقافة الاعتذار!
- الجميل قبيحاً!
- مراثي القلم – الاصحاح الثاني
- أصنع يومك!
- اكرهني!ِ
- نبضات في اسبوع الآلام!
- مراثي القلم
- قطوف من الأشواك!
- عار الحرية!
- هل من إعتذار في الأول من إبريل؟!
- خواطر شائكة!
- كثير بالمئة!
- أحزان القمر..
- الوجه الآخر للإرهاب!


المزيد.....




- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل عطية - في قبضة الأرق!