|
بعد زوال حماس ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 11:16
المحور:
القضية الفلسطينية
لستُ بحاجة للإطناب في ألحديث عن موقفي من الإسلام ألسياسي ، وسبقَ لي أن كتبتُ عن ذلك الكثير من المقالات ، وما زلتُ أعتبر تنظيمات الإسلام السياسي على كافة أشكالها ، حصان طروادة ألمُعاصر . فهذه التنظيمات حاربت الليبرالية العربية الناشئة أوائل القرن العشرين ، حاربت حركات التنوير والعلمنة ، الإشتراكية والقومية ، التحديث والمُعاصرة . هذه حقائق ، وليست من نسج خيال "نظرية المؤامرة " ، ولن "أُحمّل " الإمبريالية ، الإستعمار ، لا ولا ألماسونية وزر نشوء هذه الحركات ، لا ولن أقول بأن مصالح الغرب الإستعماري قد تقاطعت مع مصالح الإسلام السياسي . وذلك بهدف مناقشة الموضوع بحيادية مُطلقة وتجرد علمي ، فقط . ولنفترض بأن حركات الإسلام السياسي قامت كحاجة موضوعية ،تستجيب لرغبات المُسلمين في "إستعادة " أمجادهم التاريخية ، ولبناء "خلافتهم " ألراشدة ، وشاهدَت من حولها بعض القوى والحركات السياسية الحديثة ، تعلمت واكتسبت اليات العمل السياسي ، وتغلغلت في اوساط المسلمين الذين يحدوهم الأمل ببناء "دولتهم " ألماضوية . وواجهت المُسلمين والعرب في العصر الحديث تحديات جسام ، وهي التحرر من الإستعمار المباشر ، وبناء الدولة الوطنية ، القومية أو الدينية ، لا يهم ..فماذا كان رد فعل الغرب الاستعماري ؟!! هل وقف المُستعمر مُتفرجا ؟؟ هل تنازلت قوى الرأسمال عن بحار النفط ؟ وهل تقاسمت الثروات العربية مع الشعوب ؟ وهل .. ؟ وهل ..؟ وهل ؟ ولنعُد إلى حماس ، فأنا وبصدق لا أرى فيها حركة تحرر وطني فلسطيني ، بل هي إبنة مُخلصة لفكر الإسلام السياسي أولا وقبل كل شيء . ولا أُبرئها من المصائب التي تحل بالشعب الفلسطيني .. وألأن ، لنفترض بأن الشعب الفلسطيني ، قام بثورة دموية على حماس وقياداتها ، ومزقهم إربا .. وفر الناجون بجلودهم وهاموا على وجوههم في أصقاع الأرض . ووقفت القيادة الجديدة للشعب الفلسطيني على كل منبر ، نابذة ورافضة للعنف ، ومُتبنية لفكر المهاتما غاندي والسيد المسيح عليه السلام ، فهل سيحصل الفلسطينيون على دولة في حدود الرابع من حزيران للعام 1967 ؟؟ سيثورون عليها ، خاصة وأن إسرائيل دخلت قطاع غزة لحماية المدنيين من النساء والأطفال وإنقاذهم من أيدي وحوش حماس ..ومن المعلوم بأن اليمين الاسرائيلي الحاكم ، لا يغمض له جفن وهو يرى الأطفال ألفلسطينيين ، الذي يحصدهم الطيران الحمساوي ..!! . لكن ، لماذا نبحثُ عن قيادة جديدة ؟ فها هو أبو مازن ، يقول بأن صراعنا هو من أجل دولة مستقلة (كانتون) ، وافق على تعديلات حدودية ، يهاجم العنف الفلسطيني الحمساوي من على كل منبر ، تنازل علنا عن حق العودة ، يفاوض سنوات طويلة، فهل حقق شيئا ؟ أنجز تغييرا على الأرض ؟ قد يقول قائل ، بأن وضع فلسطينيي الضفة أفضل بكثير من وضع فلسطينيي القطاع ، وهذا صحيح ، نوعا ما ، بينما سيقول أخر ، بأنه (أي أبو مازن ) خلق طبقة من المنتفعين فقط ، وبقي الوضع على حاله .. ما علينا .. فها هو مؤتمر القمة العربي في الجزائر1974 ، يدعو للسلام ، بين العرب وإسرائيل بشرطين غير تعجيزيين وهما : انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة (عام 67 ) وفي مقدمتها القدس
استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة.. ورغم أنني أعتقد بأن مؤتمرات القمة ، وقراراتها ، ليست لها قيمة فعلية ، ولا يتحلى "القادة " بالحد الأدنى من الذكاء ، إلا أنهم وفي ذات المؤتمر ، قالوا جملة حكيمة ، من ضمن الكلام الكثير والهذر الأكثر ..إذ قرروا بأن : "على الذين يتحدثون عن السلام ان يبرهنوا بالافعال عن ارادتهم في إنهاء وضع تزيده الايام خطورة وتفجراً" . فهل أزداد الوضع تفجرا وخطورة أم لا ؟ ونود أن نذكر بمبادرة الملك عبدالله ال سعود (مبادرة بيروت) لإنهاء حالة الصراع ، والإعتراف العربي الجماعي بإسرائيل في حدود 67 . فماذا كان موقف اليمين الإسرائيلي منها ؟ على الأقل وبشكل رسمي ، يُقر العرب بأن الصراع هو صراع حدود ، وليس صراع وجود ، فالخاسر الأكبر من تحويل الصراع الى صراع وجود ، هو الشعب الفلسطيني قطعا ..!! ولكن ، هل قال الفلسطينيون ذلك ؟ نعم فالمُمثل الشرعي والوحيد المُعتمد حتى هذه اللحظة للشعب الفلسطيني ، هي منظمة التحرير (رغم كل مساوئها ) ، والتي فاوضتها إسرائيل في أوسلو وما بعد بعد أوسلو ، أقرت عمليا بأن الصراع هو صراع حدود فقط لا غير ...!! في اليوم الذي يلي زوال حماس ، هل سيتوقف الإستيطان مثلا ؟ مصادرة الاراضي ؟ الإغلاق ؟ هل ستسمح إسرائيل بإنشاء ميناء في قطاع غزة ؟ مطار ؟ المُشكلة في إستمرار الإحتلال ، والخيار أمام الفلسطينيين إما الإستسلام بلا قيد أو شرط ، أو المقاومة اللا عنفية ، من أجل بناء دولة مستقلة . فقد أن لهذا الشعب أن يستريح ، ألا تتفقوا معي ؟ وإيهود باراك ، الغني عن التعريف ، فهو رئيس وزراء سابق وقائد اركان الجيش ، قال ذات مرة " لو كنت شابا فلسطينيا ، كنتُ سأنضم في مرحلة ما من حياتي إلى إحدى المُنظمات الإرهابية " ، في مقابلة مع جدعون ليفي ، شهر أذار 1998 . تُرى لماذا ؟؟ وهل كان باراك حينها "مسطولا " ؟ أم كان عضوا في حماس ؟ نحن لا ندعو للإنضمام الى منظمات ارهابية ، بل نستنكرها ونشجبها ، لكن هل تتوفر النوايا الحسنة عند الجميع ، وخاصة عند اليمين الإسرائيلي الحاكم ،لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ؟ وفي النهاية "كل عام وانتم بخير " للمحتفلين بعيد الفطر ، ولغير المحتفلين .. ورغم معرفتي الأكيدة بأن العيد القادم ،اي بعد سنة لن يتحقق السلام ، لكن لا بأس من أُمنيات بالسلام العادل لشعوب المنطقة ، بكافة أطيافها القومية والدينية .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية (3)
-
ألحرب وألأخلاق
-
الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية (2)
-
مردخاي كيدار : دكتور في -الإغتصاب -..!!
-
داعش : الإستثناء عن -القاعدة - ..!!
-
التنزيه لسياسات أليمين الإسرائيلي ..!!
-
أنا فلسطيني شريف .. نقاش هاديء مع الزميل ماجد جمال الدين .
-
حياة جدعون ليفي في خطر ..!!
-
الإعلام الإسرائيلي : لا صوت يعلو فوق صوت دوي المدافع .
-
ألشعب أليهودي بين التنظير والواقع ..
-
أخوية ألدم ..!!
-
-أفضال- الإسلام السياسي ..
-
الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية
-
أوباما ألواعظ ..!!
-
ألأحزاب -ألعربية - في إسرائيل : قيادات بلا جماهير ..!!
-
الأطفال الفلسطينيون ..لا بواكي لهم .
-
ألعقل نقمة ..!!
-
نتانياهو نصير الشعوب !!
-
قيمة أخلاقية جديدة ...كراهية ألعرب .
-
سلام الله على الأغنام ...مع الإعتذار للأغنام الحقيقية!!
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|