|
رؤية سياسية للإبادة الأرمنية مع رباب كمال عضو حزب المصريين الأحرار المصري
عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 08:47
المحور:
مقابلات و حوارات
-هل تتوقعين أن تعترف تركيا بالإبادة الأرمنية.....؟ ................................................................ هناك ضغوط دولية على تركيا للاعتراف بالمذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية في حق الأرمن و يتزامن ذلك مع تحديات تواجهها تركيا التي تشهد موجة متزايدة من القمع والتسلط على حساب الحريات الأساسية. قد يشكل الضغط في هذه الآونة ذريعة لتقديم اعتذارات على طريقة المواساة التي قدمها شخص " رئيس وزراء تركيا اردوغان " في الذكرى رقم 99 إلا إن هذه الاعتذارات بعيدة كل البعد عن اعتراف رسمي بجرائم الإبادة التي وقعت قبل ما يقرب من قرن فائت . ................................................................................................. تري...هل اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية سيجعلها عضوا بالاتحاد الأوروبي ...؟ .............................................................................................. عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي مرهونة بعدة قضايا ولا سيما أن ممارسات حكومة الحزب الحاكم في تضاد تام مع أسس الديمقراطية خاصة بعد فرض الممارسات الرقابية في الأونة الأخيرة على الانترنت و تضييق الخناق على القضاة و محاولة إخضاعهم لسلطة الدولة من خلال وزارة العدل مما يضرب باستقلالية القضاء عرض الحائط و محاولة فرض رقابة على الإعلام ومحاولات تأميمة ...وازدياد النعرة الطائفية في تركيا بل ان مشهد ركل مستشار رئيس الوزراء لأحد المتظاهرين احتجاجًا على كارثة انفجار منجم الفحم و التعامل مع هذه التظاهرات يقلل من رصيد تركيا لدى الاتحاد ... كلها قضايا شائكة لن يتغاضى عنها الاتحاد الأوروبي في قبول عضوية تركيا ..اعتراف تركيا بجرائم الإبادة الأرمينية إحدي العقبات العثرة التي تحول دون انضمام تركيا للاتحاد .. و عليه فإن الاعتراف قد يقربها خطوة كبيرة في هذا الاتجاة ،ولكن لن يتغاضى الاتحاد عن الممارسات غير الديمقراطية التي تنتهجها تركيا . ........................................................................................... هل تتوقع أن يزيد عدد الدول التي ستعترف بالإبادة الأرمنية ..؟ ............................................................................................ عدد الدول التي ستعترف بمذابح الأتراك في حق الأرمن ستزيد بالتأكيد خاصة مع الحشد الإعلامي المتزايد في السنوات الأخيرة تزامنًا مع اقتراب مئوية الابادة والذي نتج عنه اعتراف وإصدار فرنسا قانونا يصفها بأعمال الإبادة وإقرار قانون يجرم الإبادة و هو الأمر الذي أثار غضب أردوغان عام 2012 ..لا شك أن تركيا تحاول التصدي للأمر من خلال علاقاتها الخارجية و قد كان هذا جليًا في خطاب أوباما الأخير و للمرة السادسة على التوالي يصف احداث 1915 بامذابح Slaughter و ليس الإبادة Genocide وهو ما يخاف تصريحاتة ووعودة في حملتة الانتخاابية عام 2008 إلا أن الضغط التركي في هذا الأمر لن يجدي نفعًا على طوال الخط، وإن تفحصنا عدد الدول التى اعترفت بالإبادة بشكل عام سنجد ازدياد في في العشرين عامًا الماضية . ................................................................................. تري ...متي ستعترف تركيا بالإبادة الأرمنية..؟ ....................................................................................... لا توجد أي مؤشرات ان تركيا ستقدم اعترافًا رسميا بالإبادة في هذه الأونة، لا يزال التعنت التركي في نكران الابادة مستمر ... ومحاولات الالتفاف حول الاعتراف بالإبادة ينحصر في تقديم اعتذارات لا تغني و لا تسمن من جوع من باب الدبلوماسية الدولية ... متى تعترف تركيا ...هذا أمر مرهون بازياد عدد الدول التي تعترف بالإبادة وهذه الدول لا تمثل سوى 10 بالمئة تقريبا من المجتمع الدولي الآن، إلا أن ازدياد ضغط المجتمع الدولي قد يجبر حكومات قادمة في تركيا على الاعتراف ،ولكن بالتأكيد لن تكون في ظل حكم اردوغان و حزب التنمية و العدالة ............................................................................... كيف سيستقبل العالم مئوية الإبادة ................؟ ................................................................................... الحشد الإعلامي و التركيز على الادلة التاريخية و الشواهد التي تؤكد وقوع جرائم الإبادة من شأنها أن تدفع العديد من الدول الاعتراف بهذه المذابح، وعمليات القتل الممنهجة والترحيل القسري . هولوكوست الأرمن و محرقة الأرمن اضحيا من المصطلحات التي انتشرت في السنوات الأخيرة في الاشارة لقضية إبادة الارمن و ستحتل القضية اهتمامًا دوليًا متزايدًا، والأهم هو التركيز على الوعي الشعبي لدول العالم ..فالأمر لا يجب ان ينحصر على مستوى الحكومات فحسب أو انتزاع اعتراف بالابداة بشكل رسمي ..وهذه بالطبع من المهام العتيدة الملقاة على عاتق لجنة المئوية لاحياء مذابح الارمن و الجهد المضني للجاليات الأـرمينية خارج حدود أرمينيا . ............................................................................... ما الجهود التي يقوم بها الحزب للتعريف بالإبادة الأرمنية ..؟ ......................................................................................... أتوقع كيف سيكون استعداد الحزب لاستقبال مئوية الإبادة...؟ حزب المصريين الأحرار مدرك تمامًا لأبعاد القضية ،و يدرك أن الوعي المجتمعي في مصر لا يعرف الكثير عن قضية الأرمن و مع قدوم العام 99 على الذكرى استضاف ندوة لاحياء ذكرى الابادة ..حضرها القنصل الأرميني و الملحق الثقافي لسفارة ارمينيا في مصر و د. محمد رفعت الإمام و هو غني عن التعريف و الذي قضى دهرًا من الزمان في البحث في قضايا الأرمن ... د. أيمن سلامة استاذ القانون الدولي العام . كان قد صرح د. محمود عزت من الهيئا العليا بالمصريين الأحرار و السكرتير عام الحزب السابق و الذي حضر الندوة السالف ذكرها و قال كلمة عبر من خلالها على أهمية تدشين نصب تذكاري بحلول المئوية ،وأعتقد ان هذا نهج واضح للتعبير عن رؤية الحزب في التضامن مع قضية الأرمن . ...................................................................................................... ماذا تمثل لك ذكري الإبادة الأرمنية ..؟ وما الأثر النفسي الذي تتركه فيك.....؟ ........................................................................................................ الذكرى و الأثر النفسي يمكن أن نلخصهما في كلمة الأم التي شهدت قتل و حرق أبناءها قبل 99 عامًا حين قالت " لقد جنت السماء " فلا يوجد تعبير أبلغ من هذا . جريمة الإبادة الارمينية جريمة ضد الانسانية ولا تسقط بالتقادم و اعتراف ما يزيد عن 20 دولة فحسب ليس أكثر من الأمم المتحدة و أعضاؤها الـ 193 دولة يشكل صفعة على وجة المجتمع الدولي الذي يقدم خطوة و يؤخر الأخرى في الاعتراف بالهولوكوست الأرمنى بالرغم من الشواهد و الأدلة التاريخية الواضحة . ........................................................................................ بماذا تتوقعين للقضية الأرمنية في الذكري المئوية .....؟ .................................................................................... لا يخفى على أحد جهود "لجنة إحياء ذكرى مئوية الإبادة الأرمنية" أمام الرأي العام العالمي أو العربي و الاخير مهمة ليست بالسهلة خاصة وأن الأمر لا ينظر الية شعبيًا على انه مأساة انسانية بقدر ما ينظر لقضية الاعتراف بمذابح الارمن كقضية تنال من المسلمين و الاسلام و هي الفكرة التي تعززها التيارات الأصولية الاسلامية المتطرفة في مجتمعات ترتفع فيها الأمية بشكل عام و الأمية الثقافية بشكل خاص . فنحن أمام رأي عام عربي يرى في الاعتراف بالهولوكوست و محارق النازي خيانة لقضية العروبة و قضية فلسطين فما بالك من قضية الاعتراف بمذابح ارتكبها أتراك في ظل دولة الخلافة الاسلامية ... و لهذا تجد التيارات الأصولية مرتعًا لها في تزييف الوعي و اللعب على وتر الطائفية أما عن استقبال الأرمن سيكون مزيجًا من إحياء ذكرى الابادة و مطالب دولية بالاعتراف بما اقترفة الأتراك في حق الأرمن منذ قرن من الزمان. ................................................................................................ هل يعد الاعتذار الذي أصدره رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول معاناة الأرمن «يمثل اعترافا صريحا من الدولة التركية بارتكابها مجازر ضد الأرمن العام 1915»....؟أم يعد التفافا علي عدم الاعتراف بها..؟ ................................................................................................... معاناة الأرمن " التفافًا حول الاعتراف بالابادة الأرمينية ، وإن دل على شيء فهذا يدل على وقوع تركيا تحت ضغوطات دولية كثيرة في الآونة الأخيرة فقدمت اعتذارًا واهيًا ليس أكثر ولا أقل . و ما يثير الفضول هو أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية اعتبرت ذلك اعترافًا تاريخيًا أو بداية لاعتراف حقيقي و عادل . ..الاعتراف بجرائم الابادة لا تتم عن تقديم خطابات اعتذار عما ارتكبة السلف و ما فعله اردوغان هو امتصاص للرأي العام العالمي ................................................................................................... تقول صحيفة مونيتور الأمريكية: إن اعتراف مصر بالمذبحة الأرمنية سيكون بمثابة "الكارثة" بالنسبة لأنقرة فماذا تعني بذلك..؟ و اعتراف مصر بمذبحة الأرمن من خلال ثقلها السياسي العربي سيشجع بدوره دولاً عربية أخري علي الاعتراف بتلك المذبحة. ..؟ ................................................................................................... مع عدم اعتراف تركيا بثورة 30 يونيو و هجومها المستمر على مصر و دعمها جماعة الاخوان الإرهابية وضعت نفسها في مأزق ليس فقط مع الحكومة المصرية و لكن مع الشعب المصري الذي ذاق الأمرين في عام حكم الإخوان و ظهرت حملات شعبية بالتوقيع علي وثيقة تدين مذابح الابادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية في حق الأرمن عام 1915..فلا ننسى أن اعتراف مصر إن تم دوليًا سيكون بمثابة المسمار في نعش حلم تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي ..فمصر كانت وقت ارتكاب تلك المذبحة ولاية عثمانية مما سيؤكد بدوره ارتكاب تركيا لتلك الابادة الجماعية كان جليًا اهتمام الإعلام المصري بشكل عام بالذكري الـ 99 لجرائم الابادة الأرمينية مصر لها ثقل سياسي كبير في المنطقة بتلك المذبحة اعترافها رسميًا و دوليًا بالإبادة قد يشكل تغيرًا سياسيًا ملموسًا لدى كثير من الدول العربية التي تعاني من توتر و تأرجح علاقاتها الخارجية بتركيا التي تكيل بمكيالين .
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكري اقتراب مئوية الإبادة الأرمنية عام 1915 - 3
-
في ذكري اقتراب مئوية الإبادة الأرمنية عام 1915 - 2
-
في ذكري اقتراب مئوية الإبادة الأرمنية عام 1915 - 1
-
القضية الأرمنية بعيون عربية
-
حان الوقت أن تعترف مصر بالإبادة الأرمنية
-
القضية الأرمنية بعيون مصرية -3
-
القضية الأرمنية بعيون مصرية -2
-
أنا إنسان -2
-
القضية الأرمنية بعيون مصرية -1
-
الإبادة الأرمنية بعيون مصرية
-
أنا إنسان
-
من المسرح المنهجي ( الالتهاب الكبدي الوبائي) -2
-
حول القضية الأرمنية مع الأديب المصري سمير الفيل
-
من المسرح المنهجي ( الالتهاب الكبدي الوبائي) -1
-
حول القضية الأرمنية ......مع الدكتور حسام عبد المعطي
-
حول القضية الأرمنية مع الأستاذ سيبو سركسيان رئيس جمعية الشبي
...
-
من المسرح المنهجي (الأفعال الخمسة)
-
من المسرح المنهجي ( الماء )
-
الدكتورعلي عفيفي ورؤية مصرية للقضية الأرمنية
-
مع الدكتور علي عفيفي ورؤية مصرية للقضية الأرمنية
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|