أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - ألتعبيرية.. صرخة تنذر بالخطر














المزيد.....

ألتعبيرية.. صرخة تنذر بالخطر


عمر مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 02:16
المحور: الادب والفن
    


ألتعبيرية.. صرخة تنذر بالخطر

كان للتطور العلمي الذي أحرزه العالم, ألأثر البالغ في تحطيم الصور المتماسكة للحياة, وطمس الأنسان, وإشعاره بضآلته.
فظهرت في مفتتح القرن العشرين مذاهب فنية عدة, وصار يصعب تحديد انتماء الفنان إلى إسلوب معين, بل صار عمل الفنان ينتمي لأكثر من إسلوب..
وهناك من أعلن عداءه للنظريات والمذاهب الفنية كما فعل ( بن نيكلسون ).
لكن الظاهر هو استشراء الحركة المستقبلية في إيطاليا, والتعبيرية في إلمانيا, والأنطباعية في فرنسا, والتكعيبية في إسبانيا..
وهذا لا يعني أن هذه الحركات كانت حكراً على بلد معين, ولا حتى للفنان نفسه..
بل كانوا يبحثون في كل الأساليب, مع طغيان إسلوب معين..
وقبل أن يموت ( سيزان ) قال:
إني مازلت أبحث.
وأستعير نص ما قالته زيزيت أبو خضرا من الجامعة الأردنية:
في الوقت الذي ظهرت الوحشية في فرنسا ظهرت في ألمانيا الحركة التعبيرية متأثرة أيضاً بجوجان وفان كوخ، وقوي التأثير بالتراث القوطي بتهاويله وأشباحه وتخيلاته الموحشة الغربية، والتعبيرية النقيضة للانطباعية، فالانطباعية تعتمد كثيراً على الإحساسات البصرية والانطباع الأول عن كل ما يقع عليه بصرك، أما التعبيرية فتنبع من انفعال باطني (أي تأثير بحدث أو بشيء ما وانفعالك به).

وإذا ما نظرنا الآن في تطور الفن الأوروبي منذ واقعية أواسط القرن التاسع عشر حتى ظهور هذه الاتجاهات الجديدة..
نجد أنه يشبه إلى حد ما تطوراً آخر حدث في ميدان العلم وهو الانتقال من مفهوم الكتلة أو المادة إلى مفهوم (الطاقة).

فالفنان لا يصف الأشياء وإنما يعبر عن معان نفسية وذهنية.
ومن أهم فناني الوحشية ماتيس
(Matisse) أبرع ملون في العصر الحديث، أما أهم فناني المدرسة التعبيرية فهو جيمس انسور insor) ) والبلجيكي كوكوشكا (kokoschka) , والنمساوي فرز مارك (Mark)
وتسعى التعبيرية جاهدة إلى توضيح القيمة التعبيرية في العمل الفني، وتحقق ذلك بطرق عدة منها:
المبالغات والتحويرات الكثيرة في الخطوط والألوان.*
الإهمال المعتمد للاتجاه نحو الطبيعة، والذي يتبناه التأثيريون.*
*استعمال الألوان المتكاملة.
إذاً..
المذهب التعبيري يعيد بناء عناصر الطبيعة بطريقة تثير المشاعر.

ومن فروع التعبيرية:
جماعة القنطرة أو الجسر
تأسست في عام 1905 إذ رأت أن العنف الثوري ضرورة علمه على الرغم من ارتباطها بتيارات سبقتها كالرمزية، والفن الجديد، ومن ممثلي هذه الجماعة كيرشز وهيجل، اللذين لجآ إلى الفن الخطي معتمدين في ذلك على ما تقدم لهم من (قيم تشكيلية) فنون القرون الوسطى والبدائيين، وقادوا التعبير عن هذا الشعور العاطفي القلق المتناقض مع المفاهيم الكلاسيكية وما تسعى إليه من جمال مثالي، غير أن الحركة التعبيرية الألمانية لم تنم وتأخذ أبعاداً جديدة إلا مع فناني الفارس الأزرق وقد تفرق أعضاء هذه الجماعة في عام 1913
جماعة الفارس الأزرق التي
أسسها في عام 1911 في ميونخ كل من (واسيلي كازرنسكي وفرانز مارك 1916)، وتبعهم كل من اوجستال ماك وبوك كلى.

أقام الفارس الأزرق في سنتي 1911-1912 معرضين كبيرين شارك فيهما حشد كبير من أهم الفنانين الأوروبيين المعاصرين.
وفي سنة 1913 شهدت ألمانيا أكبر تظاهره فنية أوروبية من خلال معرض الخريف الألماني الأول, وهو معرض شامل ومنفتح على مختلف التيارات العالمية، وفي هذا الإطار تكونت جماعة الفارس الأزرق.

كانت معارض الفارس الأزرق لا تتوقف عند أسلوب فني محدد، بل تلتقي فيها مختلف التيارات الفنية على تناقضها وتباينها كالتعبيرية ومختلف الاتجاهات التجريدية، وعلى الرغم من تعدد اتجاهات ممثليها إلا أنها تلتقي ضمناً حول مسائل الفكر والفن.

تحاول التعبيرية أن تعيد طرح موضوعات كان الفن قد فقدها منذ زمن بعيد وصاغها بأسلوب مبتكر يقوم على استعادة القيم الرمزية من خلال الخط واللون والشكل، أخذت هذه الحركة أبعاداً جديدة وانتشرت على نطاق واسع في أنحاء العالم، ولم تقتصر على الرسم والتصوير بل شملت مختلف الانشطة الثقافية.

وكما أسلفت..
أن الحركة الفنية الأدبية التعبيرية عُرِفَتْ في مستهل القرن العشرين, متفقين مع بعض ما جاء به الإنطباعيون, فمن عنف ( سيزان ) إلى الأجواء الفطرية لـ ( غوغان ) إلى اهتمام ( فان كوخ ) بالبسطاء.

لكنها رأت أن عملية توصيل المشاعر المحتدمة غاية عظمى..
غير مبالين بالشكلية, وما قد يصيب الشكل من تشويه..
فأصبحت الخشونة إسلوباً معتمداً لدى التعبيريين, وكذلك الأنحراف عن الطبيعة بقصد الحصول على تعبير أوقع في النفس, وانفذ إلى القلب..
فالفنان التعبيري..
يريد أن يقول من خلال لوحاته كلاماً معنياً, وينقل رسالة شجب لكل تعاسات الحياة, بأسلوب غير مرتبط بمنطق أو محددات..
بل هي صرخات تنذر بالخطر, فخرجوا عن التقاليد الأكاديمية للشكل وحرّفوا الأشكال بطريقة متعمدة..
واستبعدوا عنصر الظل من الصورة, مستعيضين عنه بالأيحاء بالعمق من خلال اللون.

يقول ( مارسيل برييون ):
إن أفضل طريقة يستطيع الأنسان أن يفهم بها المذهب التعبيري بوصفه حركة فنية هي أن ينظر إليه بوصفه معارض للمذهب الأنطباعي, ففي حين تكون الحركة في الأتجاه الأنطباعي من الطبيعة إلى الفنان, نجد الفنان التعبيري يسقط عالمه الباطني أي صور معاناته وأحلامه على الواقع.

والناقد الداعي للتعبيرية ( هرمان بار) يقول:
لم يوجد عصر من قبل, هزّه هذا الرعب, وهذا الفراغ المميت..
وهذا الصمت الذي يشبه صمت القبور, والحرية أكثر موتاً..
ها هي ذي المحنة تصرخ, والعصر كله أصبح صرخة واحدة تنطق بالمحنة.
أن الفن كذلك يصرخ معه, يطلق صرخته في أعماق الظلام, يستغيث, يستنجد بالروح وهذه هي التعبيرية..



#عمر_مصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاسم حميد فنجان.. بين الميتا والواقع قايين إنموذجاً
- قضية انتحار
- رسالة إليَّ
- قصة قصيرة جداً - دم -
- سكتة موسيقية
- صعلكة
- قراءة في نص -سيادة النهد- للشاعر فائز الحداد
- إنطباع عن مجموعة -سانتظرك- ل سهام الطيار
- نقوش على وريقات خريفية
- قراءة في نص للشاعرة وقار الناصر
- ثمن.. لاوريث له في دستور الألم الدائم


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - ألتعبيرية.. صرخة تنذر بالخطر