أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - أحذروا مؤتمر باريس المشئوم














المزيد.....

أحذروا مؤتمر باريس المشئوم


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 01:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


التهدئة التي يجرى الحديث عنها اليوم والتي تُطبخ على نار هادئة من أطراف مؤتمر باريس المشبوه ، تختلف عن تهدئة 2012 وتهدئة 209 ، بل قد تكون الاخطر على مستقبل القضية الفلسطينية ، وفي هذا السياق نورد الملاحظات التالية :
1- لأول مرة في تاريخ العدوان الإسرائيلي وما يعقبه من هدنة او تهدئة ، يتم عقد مؤتمر دولي (مؤتمر باريس) ، الذي جمع الاوروبيين والولايات المتحدة وحليفتيهما الاستراتيجيتين قطر وتركيا ، مع استبعاد الاطراف المعنية وخصوصا الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . مؤتمر باريس يوم السادس والعشرين من يوليو 2014 ، يجب أن يبقى عالقا في أذهان الفلسطينيين ،لأنه ليس مجرد مؤتمر لعقد هدنة عادية ، أو مؤتمر لجهات مانحة ، بل هو أخطر من ذلك بكثير ، ويستحضر للذاكرة المؤتمرات الاستعمارية في بداية القرن الماضي حيث كان مصير الشعوب يتقرر في مؤتمرات تغيب عنها الشعوب المعنية وممثلوها .
2- بالإضافة إلى ما سبق حول مؤتمر باريس ، إلا أن هناك هدف آخر وعاجل ، وهو أن إسرائيل وأطراف مؤتمر باريس كانوا معنيين بتحرك فاعل للتوصل لهدنة مؤقتة ولو تحت عنوان هدنة إنسانية ، ليس لحماية الفلسطينيين من الإجرام الصهيوني ، وليس لأن إسرائيل مأزومة عسكريا في حربها على غزة ، بل خوفا من الحراك الشعبي المتصاعد في الضفة والقدس والذي يمكن أن يتحول لانتفاضة ضد الاحتلال وقد تُطيح بالسلطة الفلسطينية نفسها ، وقد يمتد الحراك إلى الاردن الذي يعيش اوضاعا صعبة بسبب تداعيات الاوضاع في سوريا والعراق ، وهو ما لا ترغب به كل الأطراف .
3- إذا استحضرنا ما قاله الرئيس الامريكي اوباما في العام الماضي وكرره رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو ، من أن مفاوضات التسوية تستثني قطاع غزة ، وربطنا ذلك بمؤتمر باريس الذي استبعد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ، تصبح الصورة واضحة وهي إيجاد حل أو تسوية ما لقطاع غزة منفصلة عن الكل الفلسطيني ، مما يسمح في حالة العودة للمفاوضات الاقتصار على موضوع الضفة الغربية فقط .
4- تفرد واشنطن بمفاوضات الهدنة على حساب تراجع دور مصر أو تأجيل دورها لمرحلة قادمة . هذا التراجع لدور مصر في التعامل مع هدنة تخص القضية الفلسطينية وقد تحدد مصير فلسطين وقطاع غزة مستقبلا ، وسواء كان هذا التراجع للدور المصري بطلب مصر وبرضاها أو جاء كرها عنها ، فإنه يتعارض مع ما سبق وأن اعلنه الرئيس السيسي ومناصروه من أن مصر ستعود لتأخذ دورها القومي الريادي في العالم العربي ، لأنه لا ريادة دون تبني القضية الفلسطينية العادلة .
5- دخلت مفاوضات التهدئة ومصير قطاع غزة في دهاليز المحاور والمخططات العربية والإقليمية والدولية ، صحيح أن هذه المحاور والأجندات كانت موجودة قبل ذلك ، إلا أنها الآن أكثر وضوحا وتدخلها أكثر فجاجة ، بل إن ممثلي هذه المحاور صادروا الدور الفلسطيني الشرعي والرسمي .
6- منذ ان طرحت مصر مبادرتها ، والتي قبلت بها إسرائيل مخادعة ومناورة ، وتم رفضها من حركة حماس بطريقة فجة ومتسرعة ، في مراهنة منها على تحرك تركي قطري وأمريكي يُخرجها من خطر تفرد مصر بها ، وبعد الاتصالات والمباحثات التي أجراها الرئيس أبو مازن مع كل الاطراف واستشعر من خلالها ما يُحاك ضد غزة وفلسطين ، مما دفعه للعودة إلى رام الله وإلقاء خطابه الذي تبني فيه مطالب المقاومة وأوحى لأهلنا في الضفة بالتحرك لنصرة غزة ، منذ تلك اللحظة ونحن نتخوف من مرحلة صعبة ستعيشها غزة ، وستكون على حساب المشروع الوطني .
كل ذلك يثير القلق حول ما يُحاك للمشروع الوطني الفلسطيني ولوحدة اراضي السلطة ولقطاع غزة . لقد سبق وأن حذرنا منذ اليوم الأول للعدوان على غزة من هدنة تُرَسِم حدود (دولة) غزة منزوعة السلاح ، مما يضع هذه الجولة من العدوان كالعدوانيين السابقين في سياق مخطط إسرائيلي مرسوم بدأ مع انسحابها من قطاع غزة عام 2005 مع استمرار الحصار.
في آتون الحرب ومع قصف المدافع والصواريخ الصهيونية من البر والبحر والجو ، ومنظر البيوت التي تهدم على رؤوس اصحابها ، ومنظر اشلاء الاطفال والنساء والشباب والشيوخ ، ومع وضوح التآمر الغربي والعجز العربي ... ، لا يسع المرء إلا أن يتكلم بلغة العاطفة ويمجد ويُعظم كل فعل مقاوم ، سواء كان إطلاق صواريخ أو اشتباك أرضي للمقاومين مع الجيش الإسرائيلي ، بل تمنينا لو أن جبهات عربية أخرى تم فتحها على العدو ، من جنوب لبنان وسوريا والأردن وسيناء ، ولِما لا يكون من إيران والعراق . ولكن هذه الـ (لو) لا مكان لها في عالم عربي لا يفكر إلا بمصالحه .
لكن بعد أن تصمت المدافع ولو في هدنة مؤقتة مشبوهة ، يجب إعمال العقل ، ليس فقط بما جرى من حرب ، وكيف جرت ؟ و لماذا انزلقت فصائل المقاومة لها ؟ ولكن أهم من ذلك التفكير بعقلانية في كيفية مواجهة ما يُحاك لفلسطين من مؤامرات ، بعيدا عن أي حسابات حزبية ومصلحية ضيقة ، لأن الدم الذي سال دم كل الفلسطينيين والدمار الذي جرى مس كل الفلسطينيين في القطاع ولم يقتصر على حزب دون غيره .
حسابات النصر والهزيمة لا تكون اثناء المعركة ولكن بعد ان تصمت المدافع . لا شك أنه في حالة حرب او مواجهة بين جيش احتلال وشعب خاضع للاحتلال يتم تقييم النصر والهزيمة بحسابات غير حسابات الحروب بين الدول ، ولكن لا قيمة لنصر إن كان نصرا لحزب وكان ثمنه تكريس الانقسام ونزع سلاح المقاومة مقابل سلطة هزيلة في قطاع غزة بحماية وضمانة اطراف مؤتمر باريس المشئوم .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب غزة الكاشفة
- شكرا للمملكة المغربية ... ولكن
- صمود غزة يختزل مسيرة شعب
- غزة ضحية عدوان إسرائيل وصراع المحاور العربية والإقليمية
- الحرب والهدنة في فلسطين : التباس في المواقف والأهداف
- حتى لا تحصد إسرائيل بالهدنة ما عجزت عنه بالحرب
- ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب
- عدوان إسرائيلي متعدد الاهداف
- إشكالية الرواتب : بين حقوق الموظفين وحق الوطن
- ما زال بالإمكان إنقاذ المصالحة
- ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل
- الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري
- الهويات الفرعية كتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة
- إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الوحيدة المتبقية في العا ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط توافقية لا يعني نهاية الانقسام
- البرنامج السياسي لحكومة (التكنوقراط) لا يُلزِم إلا الحكومة
- في ذكرى النكبة : انهزم العرب فانتكب الفلسطينيون
- الخلل ليس في وجود سلطة وطنية بل في وظائفها ومرجعياتها
- المصالحة الفلسطينية بين الإرادة والقدرة
- ضرورة تحرير حركة فتح من استحقاقات السلطة والتسوية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - أحذروا مؤتمر باريس المشئوم