أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - المثقف هو وسيط وليس بقائد















المزيد.....


المثقف هو وسيط وليس بقائد


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 14:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(المثقفين العرب الذين يتعاملو ن مع مقولاتهم بمنطق الحراسة والمحافظة , تكون النتيجة عجزهم عن الاتيان بمعنى جديد او مبتكر من معاني العقل او التنوير ).
المفكر اللبناني علي حرب

يشهد العالم اليوم ازمات بنيوية عميقة في الاقتصادالراسمالي وفشل في مشاريع التنمية , ونزاعات وحروب عرقية ودينية وطائفية وقومية , وكوارث اجتماعية . كل ذلك يحيلنا الى العودة حول دور المثقف بالدولة والمجتمع ,حيث كانت هذه العلاقة في اغلب الاحيان سلبية واحيانا مدمرة . حيث تعاطى المثقف مع السلطة والسياسة بعقل اسطوري حالم ,غير واقعي , او بمنطق ايديولوجي منغلق على ذاته,مما دل على جهله بالعالم وبالمتغيرات الحاصلة وهذا قاده الى عزلته وهشاشته .

يؤكد المفكر علي حرب في كتابه :

(اوهام النخبة او نقد المثقف ) – ط5 – 2012 – الناشر: المركزالثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب ,بيروت – لبنان .

( ان المثقف فقد فعاليته لانه لم يعمل بخصوصيته. واعني بالخصوصية هنا ,اضطلاع المثقف بدوره الخلاق في انتاج الفكر وصناعة المعرفة . فهذا هو رهانه : خلق واقع فكري جديد ,بانتاج افكار جديدة او بتغيير نماذج التفكير , او بابتكارممارسات فكرية جديدة , او اعادة ابتكار الافكار القديمة على ارض الممارسة وفي اتون التجربة ).

لقد كان المثقف ضحية اقحام مقولاته على الواقع بطريقة تعسفية وفق منطق الحتمية التاريخية ونهاية التاريخ لكنها ارتدت عليه .ان العلاقة بالافكار كما يؤكد علي حرب هي علاقة خلق وابداع .بهذا المعنى لايصح الحديث عن تطبيق ,بقدر مايصح عن اعادة انتاج او ابتكار هي ترميم متواصل للفكر في ضوءالاحداث المستجدة .

( وهكذا اكتفى المثقف الذي يمثل اهل الفكر بالترويج والاستهلاك , بالدعوة الى التبني والتطبيق , دون الخلق والتوليد,توليد الافكار وخلق المفاهيم حول المجتمع والعالم ,بما يؤدي الى خلق الواقع بالفكرة على صعيد المفهوم . فالواقع لايتغير مالم ننسج معه علاقات جديدة , بتغيير افكارنا حوله , او باعادة صياغته على مستوى الفكر , او بجعله مجالا للابداع الفكري).

في الواقع كان المثقف هو الوجه الاخر للسياسي : كلاهما وجهان لعملة واحدة تجعل من المثقف البديل السيء للسياسي المحترف, كما تجعل من السياسي مجرد مثقف رديء وفاشل . من هناا فان المثقف الذي ينتقد بعنف الانظمة والسلطات السياسية , يفعل ماتفعله هي بالذات عندما يقوم مقامها , بل هو يتصرف على النحو الاسوا . ان العلاقات بين المثقفين تقوم غالبا على التسلط والاستبعاد وممارسة العنف بالكلام الجارح .
ان السلطة هي ليست فقط سلطة الملوك والحكام بل هي شبكات من علاقات القوة مبثوثة على طول الساحة الاجتماعية.
لعل المثقف كما يؤكدعلي حرب الاقل ديمقراطية من سواه ,فكراوممارسة, والا فكيف نفسر تراجع الديمقراطية على يد الديمقراطيين انفسهم ؟ان العالم يصنع اليوم بطريقة مختلفة , من حيث قواه , او من حيث منطقه وآليات اشتغاله .
المثقف هو فاعل اجتماعي في الدرجة الاولى ,بما يخلقه من بيئات فكرية تتضاعف معها امكانات التفكير . فهذه هي مهمته الاصلية :ترجمة الواقع الى اشكاليات فكرية .ان مشكلة المثقف تنم بالدرجة الاولى عن عجزه عن الابتكار في مجال الفكر بالذات .
الاجدى بالثقف ان يشتغل على ذاته وفكره , لكي يتحر رمن اوهامه النخبوية . ليس المثقف قائدا للامة والمجتمع .انه فاعل فكري يسهم في عقلنة السياسات والمعلومات والممارسات .,انه يعمل بين الواقع وصنع القرار, او بين المعرفة والسلطة ,انه وسيط بين الدولة والمجتمع الاهلي لكي يسهم في عدم سحق الدولة للافراد.

المثقف وسيط للحد من الاستبداد والطغيان . اما الدور القيادي والنخبوي , فقد افضى بالمثقف الى المؤخر ة والى الهشاشة والعجز .المثقف الغى دوره , اذ عمل على نفي الوقائع لكي تصح اوهامه.لقد انكر الوقائع والمستجدات . يحتاج المثقف الى ان يلعب دورا مختلفا والاضطلاع بمهام جديدة .

مقولة ان المثقف يلعب دور ( الوسيط الفكري ) ليست جملة اعتباطية ,لانه اذا كان العالم يتعولم اليوم من جراء ثورة الاتصالات ومضاعفة امكانيات التواصل , فالا تصال يحتاج الى وسط , والتواصل لايتم من دون وسط . خبرة الانسان لكي يمارس علاقته بنفسه وبالعالم لاتقوم دون توسط . واهم مايتوسط بين المرء ونظيره هو الفكرة والكلمة او المفهوم والخطاب . من هنا يشكل المثقف( وسيطا )بامتياز .وهو لايسعه ان يمارس دوره هذا بصورة فعالة الا اذا كان منتجا وخلاقا في مجاله الخاص , اي مجال الفكر وصناعة الكلمة .
المثقف انتهى دوره بصفته صاحب وكالة فكرية تجيز له ان يفكر بدلا عن الناس . ان العالم يتغير بطريقة تشهد على فشل المشاريع الثقافية وعجزالنخب المثقفة .

ان قيام المثقف بدور الوسيط يتيح له التخلي عن دور المثقف الرسولي او النخبوي او الطليعي , وهي ادوار لم تعد تنتج اليوم سوى الهشاشة والعزلة .
ان التفكير يصبح عائقا معرفيا ووجوديا , اي اداة حجب للواقع بقدر مايتحول الى نماذج متعالية على الواقع وعلى الممارسة التاريخية والاجتماعية .

ان مصطلح ( الوسيط ) بحسب علي حرب , يعني ان يتخلى المثقف عن دوره الفاشل كضمير للامة اوكحارس للوعي , او كوصي على القيم , لكي يمارس دوره بوصفه فاعلا في ميادين الفكر والثقافة , مهمته الاولى هي الخلق والانتاج لصنع عقلانية ومناخات حوارية تواصلية تسهم في بلورة قيم مشتركة او افكار وسطية .
ان بعض المفكرين العرب تستبد بهم عقدة الابوة واوهام الالوهة , فيتوهمون انهم قابضون على زمام الفكر , وانهم هم الذين صنعوا غيرهم .

ان المثقفين العرب الذين يتعاملون مع مقولاتهم بمنطق الحراسة والمحافظة ,تكون النتيجة عجزهم عن الا تيان بمعنى جديد او مبتكر من معاني العقل والتنوير .ذلك ان الابتكار يبدا باعادة النظر في مانفكر به , للكشف عن لامعقولية الاقوال او عن فضائح الممارسات والافعال .لذا يجب الحذر من التصنيفات الجاهزة بعد ان تكشفت مشاريع الاستنارة عن لامعقوليتها .بهذا المعنى التصنيف هو ضدالتنوير , بقدر مايصدر عن فكر احادي وعقل دوغمائي .
ان المثقف عندما يتحول الى داعية , انما يمارس الحجب اكثر مما يمارس الكشف . وهذا يعني ان المثقف الذي ينصب نفسه وصيا على عقول الناس , هو اولى بان يعمل على تنوير عقله بنقد دوره و فضح ممارساته .

مقالات ذات صلة :

( المثقف والمفكر ومابينهما من فوارق ), وعلى الرابط التالي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=402016



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة محمد الى المدينة
- الاسلام بين الجامع والمسجد
- الاغتراب في الثقافة
- فتح الستارة عن حجاب المراة
- نحو مجتمع اسلامي علماني
- نهاية دولة لينين
- دبلوم في الخطيئة
- الجنس والكبت الجنسي
- نحو وطن عالمي كوني - انساني
- الانقلاب والثورة ينفيان الديمقراطية
- زعماء العالم النموذجيون
- الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية
- تاثير الجنس في الحركات الاسلاموية التكفيرية
- الجنس بين الاثارة وشحة الامكنة
- جدلية الدين والنص والتاريخ
- الانظمة الشمولية واصابعها الخفية
- اشكالات استعادة الفعل السياسي في العراق
- الشمولية البعثية وصناعة شخصية صدام
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 5


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - المثقف هو وسيط وليس بقائد