أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هل ندرس عملية الفرافرة؟














المزيد.....

هل ندرس عملية الفرافرة؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الوا ضح أن جماعة "أنصار بيت المقدس" مُصابة بعماء الإبصار، عطفًا على عماء القلب الذي تعاني منه منذ مولدها السفاح، فهداها عماؤها إلى أن "بيت المقدس" محلّه مصر، لا القدس الشريف، وأن أعداءه الذين يودون نُصرته عليهم هم الجنود المصريون، وليسوا الصهاينة، كما علّمتنا كتب التاريخ. فهم أُسودٌ علينا وأمام إسرائيل نعاجٌ. ومن الواضح أن الإرهاب لن يضع أوزارَه في أمد منظور، كما نأمل؛ بالرغم من حال الاستنفار الأمني المشهود الذي تقوم به قوّاتنا المسلحة والشُّرطية والاستخباراتية، ورغم العمليات الإجرامية العديدة التي طُوِّقت قبل إنفاذها فحُقنت دماءٌ ذكية غزيرة كان يُمكن أن تُهرق على تراب الوطن. ومن الواضح أن يد الإرهاب السوداء تودُّ أن تؤتي الإثمَ كاملاً غير منقوص، ليكون شاهدًا عليها في الدنيا والآخرة. ومن الواضح أن الإرهابيين من أزلام الإخوان الدمويين لن يكفّوا حتى يحملوا الوزرَ كاملا، ووزرَ من يتبعهم من المُضلّلين الحمقى، من دون أن يُنقص ذلك من وزرهم شيئًا؛ كما قال تعالى في سورة النحل: “ليحملوا أوزارَهم كاملةً يومَ القيامة ومن أوزار الذين يُضلّونهم بغير علمٍ ألا ساءَ ما يزِرون". فنحن في حال حرب أبشع من حروبنا مع إسرائيل؛ لأن حربنا مع عدو خارجي، لها أدبياتٌ معروفة نفتقر إليها في حربنا الضروس مع العدو الداخلي: الإخوان. فجبهة الحرب بيننا وبين إسرائيل حدوديةٌ، بينما تمتد يدُ عدو مصر الإرهابي لتنخر داخل جسد مصر الجغرافي، فلا تعلم أين ستبطش إذا أشرق الغد. كما أن العدو الداخلي الفاجر، من أسف، يشبهنا في ملامحنا ويتكلم بلساننا العربي، فلا تستطيع تمييزه، عكس العدو الصهيوني الذي تتمايز ملامحه ولسانه فنأخذ منه حذرنا، ونتأهب للقائه فنفوت عليه المباغتة.
وبالرغم من أننا نشهد ونُثمّن الضربات الأمنية الموجعة التي تقوم بها قوّاتنا العسكرية حتى كادت تقصم يد الإرهاب وتجتثها من خاصرة مصر، إلا أنه فيما يبدو أن لليد السوداء أزرعًا عنكبوتية سرطانية ما تلبث أن تظهر هنا وهناك كلما خِلنا أنها في طريقها للخمود. كما أنه من الواضح أن يد الإرهاب قد بدأت تأخذ خطًّا معلوماتيًّا نوعيًّا مختلفًا عن الخط العشوائي البدائي، الذي ينتمي لحروب العصابات، الذي كانت "تلوّش" به حتى الأمس، قبل حادث الكيلو 100 بالوادي الجديد، بالقرب من واحة الفرافرة، فحصدت أرواح جنود وضباط مصريين يقاربون الثلاثين عددًا، كانوا يرابضون على إحدى نقاط الحرس الحدودية ويؤمّنون جبهتنا الجنوب-غربية، إثر ضرب مخزن ذخيرة بقذيفة آر بي جي، كما أعلن التقرير الأمني. ومن ثَمّ علينا البدء في توسّل خبرات الفقهاء الأمنيين والمُنظّرين العسكريين لرسم خطط تأمينية نوعية، بدلا عن النهج الأمني القائم على "رد الفعل".
فاستهداف كمائن أمنية مصرية، ومخازن ذخيرة تخصّ بلادنا، يعني أن تلك الخلايا الإرهابية تقوم بدراسة أهدافها بدقة قبل تنفيذ العمليات الممنهجة، وأن ثمة اختراقات لسياجات أمنية مصرية مكّنتهم من الوصول إلى معلومات دقيقة تخص أمننا القومي تكشف عن أماكن سرية لمخازن ذخائرنا، وأن هناك تدريبات احترافية خضع لها الإرهابيون؛ مكنتهم من ضرب تلك الأماكن العسكرية السرية بقذيفة آر بي جي واحدة، فتأتي ثمرها، وتحصد هذا العدد الضخم من أبنائنا الشهداء، كان يمكن أن يتضاعف لولا رحمة الله.
فهل آن الأوان لكي ندرس تلك العملية دراسة علمية تمكننا من مكافحة الإرهاب بنهج المعلوماتية الاستخباراتية الذي يكشف استراتيجيتهم وتكتيكاتهم المستقبيلة، بدل الاكتفاء بالنهج العسكري الأمني؟ اللهم ارحم شهداءنا، وأحسن عزاء ذويهم، وقوِّ شوكتنا ونجّنا من الضالين المُضليّن.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجينات الفقر
- أيها الشيطان، قرّ عينًا
- الدراما، آمرةٌ أمّارةٌ، أم مرآة؟
- ميرفت التلاوي، جبلُ الكريستال
- أستاذية العالم الداعشية
- لما كنا صغيرين
- سرقوا التلاجة يا محمد
- دريّة شرف الدين.. شكرًا
- -الشاعر- هاني عازر
- هل يعرف الداعشيون جبران؟
- العنف ضد المرأة
- الكاتب الداهية
- المجد للنباتيين يا آكلي اللحوم
- الفئران أول من يشعر بالخطر فتغادر السفينة قفزاً في الماء، يل ...
- متى ينام إبراهيم محلب؟
- ثاني رمضان، بلا إخوان
- المايسترو
- المتحرشون لم يفسدوا فرحتنا
- وجدي الحكيم، وحلم لم يكتمل
- الروث في مياه الشرب!


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هل ندرس عملية الفرافرة؟