أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الغريب 1968 لوكينو فيسكونتي: اليوم بالنسبة لي هو شيء للمرور من خلاله ليس الا














المزيد.....

الغريب 1968 لوكينو فيسكونتي: اليوم بالنسبة لي هو شيء للمرور من خلاله ليس الا


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


الغريب 1968 لوكينو فيسكونتي: اليوم بالنسبة لي هو شيء للمرور من خلاله ليس الا
من المعروف ان هذا الفيلم مقتبس عن الرواية الوجودية الشهيرة،الخالدة الأدبية بنفس الاسم (الغريب) للكاتب الذي يعتبر الصرح الروائي الفلسفي الوجودي الثاني بعد سارتر...
مارسول (مارسيلو ماستروياني) كاتب شحن يسأله المحقق:
هل عملت اي ترتيبات من اجل محامي...يقول لا...لماذا؟
لأني اعتقد ان دفاعي سهل جدا...
ومن هنا سيعتمد فيسكونتي الملتزم لأبعد حدود بالمسار السردي للرواية،على سرد استرجاعي للحكاية يرويها ميرسول نفسه...
والدتي ماتت اليوم أو ربما في الأمس...أنا لست متأكدا....تلغراف من المنزل اخبر:والدتك قد ماتت والجنازة غدا.
المنزل بعيد 50 ميل عن الجزائر،أستقليت باصا لمدة ساعتين ومن ثم غرقت في النوم...الجو حار جدا
للجو المحيط بالشخصية اهمية كبيرة...هنا يجب التنبيه ان الجو الوجودي يعبر بقوة عن المزاج الذي تتمتع به الشخصية الوجودية...أمه ماتت...شيء عادي جدا
عند البير كامو الموت كحدث لابعني شيئا كبيرا لأننا في النهاية سوف نموت جميعا،وفي مسرحية كاليغولا يؤكد البير كامو على هذا المسار الفكري لما يعنيه الموت بالنسبة اليه...
كاليغولا كان يقتل وربما كان يستلذ في هذا القتل،ولكن البدعة الكبرى أن كاليجولا كان يقتل لأن الموت بالنسبة اليه شيء أكثر من عادي...الموت مثل الحياة ومثل شرب الماء ومثل التنفس..
ولكن حالة ميرسول هنا تبدو اعم...لأن الموضوع انه لايوجد موضوع بحد ذاته مهتم به ميرسول الذي يصوره الفيلم قد وصل الى قمة الملل والسأم...نحن لا نستطيع ان نحلل شخصية ميرسول من دون الاحتكام الى الفكر الوجودي خاصة ان رواية الغريب تعتبر من اشهر وافضل روايات البير كامو،مع رواية الطاعون التي حاز عنها جائزة نوبل..
ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه الآن:هل اضفى فيسكونتي شيئا ما على الرواية من خلال الفيلم...؟
في اليوم التالي لوفاة والدته هو على الشاطئ ويلتقي بماريا(آنا كارنيا) صديقته ويستمتعان معا بالسباحة والاستلقاء هذا على الرغم من ان والدته كانت قد ماتت البارحة...ومن ثم تأملات على الشرفة
القليل من البشر يمرون يموتون ولكنهم يبدو مسرعين...هل فعل شيئا غير التأمل في ذلك اليوم
أمي دفنت الآن...وغدا سأعود الى العمل كالمعتاد ولن يتغير اي شيء...اليوم بالنسبة لي هو شيء للمرور من خلاله ليس الا...
لنتأمل في هذا الحوار الذذي يعتبر حوارا وجوديا بامتياز:
تقول له ماريا:هل ترغب بالزواج مني
ميرسول:لا،ولكن اذا كنت ترغبين بذلك فلا بأس
هل تحبيني...لا ليس من المفترض بي ذلك،ولكن اذا كنت ترغبين بالزواج فلا بأس بذلك
تقول:أنا اعتقد أن الزواج شيء جدي....يرد بكل اصرار وهدوء:لا
يقول ميرسول في سرده:ثم قالت اني غريب بطريقة ما،وهي احبتني لأني غريب،ولكن في ذلك اليوم ربما ستكرهني ربما من أجل نفس السبب...
(زهد محسوس اتجاه كل شيء...الاحساس بتفاهة بشرية عامة)
نحن هنا في خضم تحليل فيلم،وليس تحليل رواية،لأن رواية الغريب لاقت من الشروحات والتفسيرات والتأويلات ما يكفيها وربما اشهرها وافضل ما كتب عنها هو ما كتبه كولن ولسن في كتاب اللامنتمي الذي اعتبر بشكل أو بشكل آخر الشخصيات الوجودية مريضة نفسيا...السؤال المهم:
ما الذي حققه فيسكونتي من خلال هذا الفيلم...ما الذي اضافه الغريب الى مسيرة فيسكونتي الفنية؟
في الحقيقة هناك التزام كبير من فيسكونتي بالنص الأدبي للرواية،والاحساس السينمائي لايستطيع ان ينقل الحس الروائي والعكس صحيح،بينما روح الرواية تبقى في الرواية المكتوبة بيد الكاتب الاصلي وليس في الرواية المرئية،واختصار فيسكونتي السابق في الليالي البيضاء عن الكاتب الذي لايقل شئنا ابدا (دوستيوفسكي) كان ناجحا من ناحية سينمائية أكثر من هذا الفيلم على ان فيلم الغريب بالتزامه الروائي هذا ليس فيلما سيئا على اية حال...
قام ميرسول بقتل شاب عربي في لحظة من الممكن أن نسميها بفقدان الوعي...هو غير متعمد في الحقيقة على الرغم من انهن اربع طلقات،والآن هل الحدث له اهمية؟...هل اعاد ميرسول الى الواقع...الى الحياة
ميرسول شخص يعيش خارج الحياة...هو لايستطيع ان يغادر ذلك العالم الذي يعيش فيه.
فكرة عدم الاكتراث البشري بالنسبة لموت امه تعامل في المحكمة على انها خطيئة كبرى،وهو عندما يسأل عن سبب اقترافه لهذه الجريمة...يقول: ربما بسبب الشمس وهو الأمر الذي يثير عليه الضحك من قبل الحاضرين.
ونحن نعرف بانه لايجوز الحكم على ميرسول بناء على احكام خارجية...هو غير مفهوم داخليا...هو رجل ضحية المجتمع الذي يحكم عليه بالأعدام،ونراه على الرغم من عدم اكتراثه متشبث بدقائق تأملية أخيرة من الحياة تعكس مجددا عدم ايمان هذا الرجل بأي شيء،والتسوية الحقيقية لهذا الرجل مع الحياة هو الموت حقا...
استطاع فيسكونتي ان ينقل شيئا من المزاج الوجودي وهو الشيء الأهم من الحبكة بحد ذاتها،وقضية الحكم على الفيلم تبقى معلقة بين المفاضلة بين قراءة الرواية او مشاهدة هذا الفيلم.
بلال سمير الصدّر26/3/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم الموت1962(برناردو برتولوتشي):بين برناردو برتولوتشي وبيي ...
- Sandra1965(لوكينو فيسكونتي):عقدة اوديب الأنثوية
- الفهد 1963(لوكينو فيسكونتي
- روكو واخوته 1960 (لوكينو فيسكونتي):-عن الواقع الاجتماعي الذي ...
- الليالي البيضاء 1957(لوكينو فيسكونتي):شخصيات تقبع في مناطق ذ ...
- نحن النساء 1953 لوكينو فيسكونتي:عن الحب والحياة
- قصة جندي1958(للمخرج الروسي Grigori Chakhraj):مقدمة نقدية لأي ...
- الأجمل 1951(لوكينو فيسكونتي):عندما يحقق فيسكونتي فيلما وعظيا
- الأرض تهتز 1948(لوكينو فيسكونتي):الوثائقية كافضل حل لتصوير ا ...
- عن لوكينو فيسكونتي وفيلم استحواذ والواقعية الجديدة مرة اخرى
- المرأة خلف الباب 1981(فرانسوا تروفو): السينما هي اسلوب سمي ب ...
- المترو الاخير 1980(فرانسوا تروفو):فيلم عن كل شيء
- الحب الهارب1979(فرانسوا تروفو):عن فيلم بطله الاسترجاع
- الغرفة الخضراء 1978 فرانسوا تروفو:تروفو والقدرات الأخرى
- الرجل الذي احب النساء1977(فرانسوا تروفو):تروفو والاحتفاء الع ...
- قصة اديلا1975 فرانسوا تروفو:لعبة الكبار
- النهار من أجل ليلة 1973(فرانسوا تروفو):قطع مونتاجي
- فتاتان انجليزيتان1971(فرانسوا تروفو):عن جولي وجيم وفيلم خارج ...
- رواية الضائعون
- طريق مولهولاند2001ديفيد لينش:ديفيد لينش مخرج أدق التفاصيل


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الغريب 1968 لوكينو فيسكونتي: اليوم بالنسبة لي هو شيء للمرور من خلاله ليس الا