أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟














المزيد.....

هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 07:42
المحور: الادب والفن
    


عندما بدأت فكرة اقامة مهرجان جبلة قبل سنوات، كنت أقول لأصدقائي في جمعية العاديات، أن هذا غير ممكن ، لعدةأاسباب، لسنا الآن بصدد الخوض في تفاصيل أوجاعها، ولكن كان أهم تلك الأسباب، هو عدم امكانية وجود نشاط أهلي مدني، بعيداً عن احتكار السلطة، أو جهة ممولة من آولئك الذين يسرحون ويمرحون في البلد ، وكأنها قعطة أرض موقعة بسند تمليك لهم و لأبنائهم. في سنته الأولى ورغم شح الامكانيات، والظروف الصعبة ، وعدم رعاية الدولة له، حقق مهرجان جبلة، نجاحاً لافتاً، رغم بعض الأخطاء التنظيمية، وكان الضيوف الذين ودعوا جبلة في السنة الماضية، وكما كتب الكثير منهم في الصحف العربية، يشعرون أنهم غادروا عائلاتهم، لأى مكان أخر، أو كما قال لي صديقي الصحافي المصري سيد محمود " احنا كلنا من عيلة مهرجان جبلة " ، هذه السنة تجاوز المهرجان، العديد من العقبات التي وقع فيها، وفي الفترة الواقعة بين 21 و25 من شهور تموز المنصرم غادرت جبلة المهملة ، المنسية، مكانها الى عوالم الشعر والموسيقا والمسرح والرواية والسينما، ولن أقوم بعرض تفاصيل أخرى كتبت عنها الصحف، لأني الآن بصدد عرض النقاط التالية:
أولاً : هذا المهرجان لم يكن مهرجاناًلأدونيس، ولم يكن هو من صنعه، وصاغه، ولم يجتمع حوله مريدوه، ولم يكن عراباً له، كانت فكرة المهرجان، مشتركة لمجموعة من مثقفي جمعية العاديات النشيطة في جبلة، وعندما عرضت الفكرة على ادونيس ، كان من أكثر المتحمسين لها، ومساهمته ونشاطه ورعايته، لايجعل من أفواه المثقفين الجالسين في المقاهي" بانتظار غودو" تختصر فعالية جماعية أهلية في شخص واحد، وهذا ليس بغريب عن سوريا، فدائما الأشياء تختصر بشخص واحد. لأن المجتمع هنا لم يعتد بعد على نشاط أهلي مستقل وحر. وهو ما كان يحاوله منمظو المهرجان.
ثانيا: لم تقدم السلطة السورية أي دعم مالي للمهرجان، ولم يكن المهرجان تحت رعايتها، رغم محاولتها احتوائه، بطرق مختلفة، التمويل- المتواضع جداً- الذي قدمته بعض الشركات أيضا ًربما لا يعني شيئا ً ، و لكن ربما أيضا ً يعني الشيء الكثير ...
شركة " شل " مثلاً وهي من أكبر و أخطر ملوثي البيئة في العالم تقدم دعما ً هائلا ً للأبحاث الخاصة بحماية البيئة وهذا جزءٌ من حملاتها لـ " تجميل " صورتها و لحماية نفسها من انتقادات هيئات حماية البيئة، و لكن هذا لا ينقص من جدية أو مصداقية العلماء و الباحثين أو الأبحاث التي مولت بهذه الطريقة ( كل ٌ يلعب اللعبة بشروطه هو ... ؟؟ ) ، طبعا ً في النهاية هنالك شروط ، فلا يعقل مثلا ً أ،ن تقبل الشركة أن يقول باحثوها هؤلاء بأن "شل" و غيرها من شركات النفط هي و هم ، من يقفون وراء رفض بوش لإتفاقية "كيوتو " لتحديد انبعاث الغازات الناجمة عن استهلاك النفط؟!
ثالثًًا: رغم دفاعي عن المهرجان ، وعن اخلاص منظميه وتفانيهم ، من اجل الوصول الى صيغة امثل لأيام ثقافية متميزة
( جهاد جديد، فايز عطاف ، محمد بدر زكريا ، أحمد اسكندر سليمان، ابراهيم اسعد واخرين ، من الشباب النبلاء المؤمنين بالفعل الثقافي في المجتمع) وهذا برأيي ما وصلوا إليه، فاني و بعد أن تأكد لي ، أن السيد رامي مخلوف ، قد قام يتنمويل ما و إن كان لايذكر (150 الف ليرة سورية )، هو ما جعلني أقف قليلا أمام هكذا سلوك ، الذي يثبت للعالم بأسره ازدراء عالم الثقافة ، ومحاولة تبييض الأموال والرغبة في وضع يد ٍ – غير نظيفة- في كل شيء يتعلق بهذا البلد ، حتى لوكان ، برمي القروش القليلة لهكذا فعالية ثقافية، و هذا ما يجعلني ، بعد أن علمت به ، أشعر بآسى وبحزن شديدين ، وأنا اتوجه هنا إلى أصدقائي الجميلين، أصحاب جمعية العاديات في جبلة ، عدم السماح بتبيض الأموال عبر نشاطاتهم، التي كانت دائماً و أبداً، نزيهة وعميقة وحقيقية، وأدعوهم للعودة الى فعالياتهم الثقافية البسيطة، والمحدودة، حتى يتنسى لنا جميعا المشاركة في تمنية النشاط المدني المستقل. الحر، النزيه الذي لايعتمد مبدأ : ( كل يلعب اللعبة بشروطه) أو على مبدأ ماكيافيللي الغاية تبرر الوسيلة.



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟
- سمير قصير ودموع اميرالاي
- الاعلام العربي: قلق الهوية وحوار الثقافات
- نحن السوريون:مالذي سنكتبه
- دمشق تدعوك
- المثقف بين الإتباع والإبداع
- سينما... يا بلدي
- الصورة التلفزيونية وفصام الواقع
- الطوفان في بلاد البعث
- سيناريو كاميرا:انطون مقدسي وخديعة الغياب


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟