|
خاتم أمي الوحيد وتسريحة كوندليزا رايس
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 07:38
المحور:
الادب والفن
لمن سأهدي هذه القصيدة ؟ لا أدري ولكني سأهديها إليك أنت يا مالك بن الريب .. فكلهم صعاليك الأرض .أولئك الذين أتونا من كوكب زحل ..
1 ـ كلكم تملكون أمهات ..أرواحهن طيبة كثمرة المانجا . أو مثل دمعة في فم ظمآن أمهات لهن سحر مونليزات دلمون . تلك اللائى سرقهن العريف شارلي من المتحف وأهداهن للسيدة ذات التسريحة الفخارية في عيد ميلادها الألف .. كم ألف فقدنا من حضارتنا نحن هنود حمر الضفة الشرقية ..سكان أطلانطا وأوروك* والزقازيق .. أمهاتنا تشرب عصير العمر بدون سكر .. فيما جعة نساء أيسلندة ..ينابيع براكينها وزيت الفقمة وجهالة أن قارة تدعى أسيا موجودة على الكرة الأرضية .. وهي هيه ..تلك البنية . وضعت في أذنيها ترجية* .. وحين سألوها ..أقراطك ذهب أم فضة ..؟ قالت : عظام جداتنا .. نعلقها قرب مسامعنا كي نسمع نحيب شهداءنا .. كم وردة فقدنا ..؟ سأعدها بأصابعي وستساعدني النجوم على ذلك .. ومتى أنتهي . سأفاخر بها سكان مدينة شنغهاي أمهاتنا .. عصرتن قلوبكن الإسفنجية .. فتقاطر دم الفقراء وتبللت وسائد العرس فماتت كل مضاجعتنا على شفتي مات المعذب .. كان متصوفاً وعازفاً ونادل مقهى .. حين قدم ألينا من زحل كان يرتدي كيوة* كردية وقميصاً شيشانياً ..وملابسه الداخلية الريح .. رأينا أغراضه كلها في زحل لا يعرفون الخجل لهذا تركوا الهمر تعبث بما فينا .. مالذي فينا ..؟ متحف لسياط الرؤساء والملوك وبياعي الخردة فروش* أحبك ياوليفي* .. أنت أعذب من ثمرة الرقي.. وأعذب من ذلك الذي يقول على الربابة دقي .. فلقد مللنا قيثارات البتيلز ونحن‘ إلى صوت زهور حسين* وأسمهان الخطابات لانتفع .. لقد ‘أطلق المدفع ..
2 ـ خاتم أمي ..أزرق كالصبح على عيون العاطلين من العمل .. أرى العصافير نحيفة كأصابع محتضر . وأرى وطناً يفتح ذراعيَ الأمل لدموعه المسفوحة على خد الزمان . أتأمل عاطفتي الخضراء . وأطبخ لعائلتي مرقة بامياء ، لكن من دون لحم ! جاء الشتاء وليس في بيتنا نفط ولافحم .. كرهنا شركات الغرب ..وذهبنا حفاة الى الرب بعصى موسى نضرب الكسلا .. وبعصا موسى نقطف البرتقالا.. وبعصا موسى نطوع الأجيالا .. جنوداً لمحرقة بابل .. تلك التي سبانا بها عهد البساطيل والأناجيل والأراجيل وفقدان الموبايلات والأيميل كان تيه في صحراء العزلة .. أمي افترشي نبؤتك أمي أفترشي شهوتك .. وصيري المطر كمأ .. صيريه شمعاً لنهارات الثقافة لقد غيرنا القرن العشرين وصرنا ثعالب في مملكة الدجاج تصفعنا الديكة ونجبر على أيقاظ الفجر كل يوم ونحن عراة زمن هذا ..أم مشبك لتسريحة كونلديزا رايز ؟
3 ـ أمي .. أيتها الخارطة الوردية .. أمد‘ يدي بتضرع كاذب أطلب رحمة لخجلي تمدين أناء الرز وشهادة موتي في حروب الله لو كان علي يقود المعركة لما أصابت القنابر أهدافها الحروب تخاف من علي .. لكن علي يخشى خديعة أبتسامة بن العاص .. وأبن العاص يحب أغاني شاكيرا وشاكيرا تدخل فمها في فم بورخيس وبورخيس يمدح اليهود لأنهم يفطنون الى اللحظة واللحظة : أنا أشرب يأس التأريخ وأحصد الأمل .. كان خاتم أمي مرسوماً في الصفحة الأولى من الواشنطن بوست وقربه يقف مدير ناحية اللطيفية* يعلن موت حرس وطني آخرين الموت عبارة بنفسجية يصنعها قوس قزح أحدب وأعرج وبعين واحدة أيها القرصان اللتواني أذهب بنا الى أهلنا في العمارة فهم يصيدون السمك ويعلكون الجنوب لباد حلو كشفتي لطيفة التونسية بورخيس أيها العجوز الأرجنتيني .. أعرنا مارودنا لمباراة واحدة ..فنحن نريد أن نهزم القهوة البرازيلية ونريد أن نعيد للستينيات فضيحة مذاهبها تلك التي لبست معاطف خجلها وصارت تطبع دواوينها في دار الجمل آه .. من تفارقه العزلة ..يضاجعه الضجيج ومن يشارك في حرب ..تحرسه فيزياء الغرب ومن يتزوج يتأدلج ومن يتمنى أمه .. يأتيه خاتمها .. تركي خطب سنغالية ماهو لون الولد القادم ؟ بني أم ازرق ؟ قلب أمي تمزق أن وطني يبتسم .. وهي تفسر أبتسامته حزن فيما يفسرها ميلان كونديرا ..فيدرالية جيكية أو تلك التي بناها لينين وحطمها غورباتشوف بمعاول الالهة السومرية!
4 ـ مقطع رابع ..يقطعنا . رؤاه شعاع الزمرد الكاذب الذي تخنصر في أصبع أمي مثل أرتعاشة برئ قبل الصلب .. ينبغي أن يدفع الثمن من أجل أحدهم .. من هو ..؟ ربما أرمسترونغ الذي جعل أبولو حصاناً وذهب إلى القمر قمر أحلامي أنت ياسيدة الوردة .. والمخدة ..يا سيدة مكة ..يا راقصة الدبكة حذاري منهم ..أولئك الذي يستغفلون البساطة ويصممون أعلامنا على هواهم لقد تعودنا منذ آشور التي تذبح بالسيف كل القرى والولايات أن يكون الأحمر موجوداً هو العقيق الذي نسفحه على خواتم الجان : والذي نبارز به الشيطان ونمنح ولاياتنا للأمريكان أمي ينبغي أن يدفع الثمن أحدهم .. حتى لو بسطال* الوالي مدحت باشا أو ختم الملك السعودي عبد العزيز ، وربما يرغبون ببحة حنجرة عبد الناصر في خطاب صبيحة حزيران .. تلك رؤاك سيدة الخاتم .. مالك مع رفقته يجوب الصحراء يفتش عن بناية لائقة لمنظمة أوبك فيما ضحايا لكوربي يطالبون بعقال أبي وطاقية عمر المختار .. وبين المشهدين .. بلاد تذهب لقدريتها ..وتسريحة لزنجية ستصبح وزيرة خارجية بعد حين والشعر ؟ أمي تقول . افتديتك برامبو وبودلير والأعشى ومالك الأشتر وسلفستر ستالون وعبدون صاحب فرن الصمون .. أمي تقول : لا تضحكوا ..لأن الضحك ..بكاء ولأنا صنعنا الأنبياء وليتركونا تحت رحمة تطور الفيزياء والكيمياء والحق نحن حقل تجارب ، أو خيام بلا مضارب معلقين في فضاءات عروبتنا نفتح باباً للأمل ينفتح أمامنا انقلاب آخر لولي العهد أمي : أتراك تحبين القمر ؟ هذا الذي بكى يوم سقطت بغداد ذات عماد ..تلك التي حكمها الأوغاد وخربها منفى العناد .. وصارت تحن الى الماركيز دي ساد .. قف ..أمامك أشارة مرورية لحين يشتعل الأخضر أقرا في الهايكو الصيني
5 ـ تسريحة يا مديحة .. أكتمل نصاب الحلم ..دعوا الليالي تتلقى دروساً في التربية الوطنية دعونا نمشي على السحاب ونمطر قصائداً على نزهة البط في الهور المجفف متحجر هذا البط ..كحصى العرافات ببابل بابل التي قرأت خوف التوراة وتنحب الآن من مصير عجيب هرتزل الطيب يأكل اللحم المشوي ويطلب ثاراً ..يشعل ناراً .. ويفكر أن يعلن بوابة عشتار أرث توارتي .. وأنت يا متي ..سأقودك إلى زاوية الصمت الى بحيرة وان نعود وعلى جبال حيكاري* سيبني الأرمن قريتهم الحجرية فيما قضاء الشطرة* يلتحق بقضاء شيكاغو .. مدير البلدية صاموئيل بيكت وغودو مختار حي المعلمين أما أنت ياحسون بن قادر مظلوم فآية الكرسي ستشفيك من الأنفلونزا ..والروماتيزم سيذهب بعيداً وسيعطوك الجنسية السنغالية ! مرحى أيتها السنغال .. طاردنا الشعر حتى هرر..فقطعنا ساق رامبو ..وجعلنا ميريل ستريب مديرة مدرستنا الأبتدائية أين ؟ في مدرسة الثورة بمحلة الصابئة .. أهلنا الغنوصيون الذين يبدعون في الحلم مثلما تبدع عارضات الأزياء في مشية القماش الموهير هم علمونا الرؤى .. ونحن علمناهم الطريق إلى لاهاي عندهم سوق للصاغة هناك وفي الكحلاء* لهم قرى بناها الله بأغماضة جفن ونساها التأريخ متعمداً قالت لهم رايز : هل عندكم زنوج ..؟ قالوا كلا : عندنا صنوج وبها نبدل دوران الزمنيين ، الليل والنهار ولأنها لاتفهم بالغنوص ، أمرت فيلق هاملتون بتمشيط الأعظمية* كلها كانت الحكومة تتناول الإفطار وأمي عند العطار تشتري دهن الخروع ..وزهر خفرع . دواءاً لذاكرة العرب المفقودة غير ذلك ..خاتم أمي شاشة للرؤى .. به أدير الزمان ..فلا أجد أيام الديمقراطية تلك التي وعدنا بها لورنس صاحب أعمدة الحكمة السبعة وتحدث عنها بإسهاب مفرط إدوارد سعيد وسيد موشنه ..
6 ـ هواي أنت علتي المستديمة أيها القدر البنفسجي ، كم داخت بك دروبنا الطويلة ؟ كأنك مثل ماو الصيني تنكسر وتلحم أشلاءك بيديك ثم تخاصم روسيا وبعدها تقول أن أبن لادن هو الإحراج بعينيه ! أسألها عن حلول مفترضة ..أمك الغارقة باللبن المصنوعة من نحيب الشهداء ..والمدافة بعجين الفقر قل لها : أي المعاني تعاني ؟ ستقول لك شهقات الوطن .. وكم عددها ؟ بعدد حبات قدر التمن .. الرياضيات لانحبها .. فكم َعددنا .وأ‘تهما . و‘صمنا . و‘سجنا . وضاجعنا !!!!!!!!!! والمحصلة : عالم ثالث .. يا صاحبة التسريحة .. أيتها الوزيرة السمراء أتحل علينا الشفقة حين ‘تعلقنا العولمة فلقة ؟ بعدد حبات قدر التمن .. متصوفة وطني يأجرون شققاً في مدينة كان ويحضرون المهرجان ويكتبون الشعر من أجل روح الإنسان والزمن الذي فاته الأوان …………………………………!
هوامش : ــــــــــ
* أوروك : المدينة التي حكمها الملك الأسطوري جلجامش وفيها اكتشفت الكتابة لأول مرة بالتأريخ . تقع اليوم قرب مدينة السماوة العراقية . *الترجية : هوا لقرط بالعامية العراقية . * الكيوة : حذاء مصنوع من خيوط القطن يمتاز بخفته يصنع في منطقة كردستان العراقية . كان الفارين من الجيش يرتدوه لأنه خفيف أثناء جريهم عند مداهمتهم من قبل الانضباط العسكري . وكان من الحرف التي يتفنن بصناعتها نزلاء السجون العراقية وخاصة السياسيين . *الخردة فروش : وهي مفردة فارسية تعني يبيع أغراض مختلفة وغير متجانسة وهي من المهن المتداولة في العراق. * ياوليفي : بالعامية العراقية : يا حبيبي . *زهور حسين : مطربة عراقية شهيرة امتازت بجمال صوتها . قتلت في خمسينيات القرن الماضي بحادث سيارة بين بغداد والديوانية . * اللطيفية : ناحية قريبة من ضواحي بغداد الجنوبية . * البسطال : الحذاء العسكري كما يطلق عليه في العراق . ربما أصل الكلمة تركي أو فارسي . *جبال حيكاري وبحيرة وان : الموطن الأزلي لطائفة الأرمن وهجروا منها قسراً من قبل الترك إلى العراق وباقي المناطق . * الشطرة : أحد اكبر أقضية محافظة ذي قار العراقية . *الأعظمية : أحد أحياء مدينة بغداد العريقة وفيها مرقد والشيخ عبد القادر الكيلاني و الأمام أبو حنيفة وهو أحد أصحاب المذاهب الأربعة وتلميذ الأمام جعفر الصادق ع .
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قمر يولد من رحم وردة .أمي تصفق لتلك الندرة
-
وطني ومعطف غوغول
-
وخزة دبوس
-
الفهارس في تصوف الأطالس أو رحلة السعيد الى القبرالبعيد
-
رومانس لايعطله حزن امرأة او ذوبان وردة الثلج
-
من جلب الشيشان الى سوق البزازين ؟ شيء من تسمية القماش وتأريخ
...
-
حوار مع السيد عبد الهادي مرهون نائب رئيس مجلس النواب البحرين
...
-
الشعر وأنكيدو ومفاتن صاحبة الحانة
-
الشعر والمتغير الحضاري ..غيمة في بنطلون لمايكوفسكي إنموذجا..
-
غيوم حمر لوطن أزرق وعيون خضر
-
مزامير ومسامير وقلوب كاهنات وموسيقى
-
هايكو بالعسل ..وهايكو بالخل ..وهايكو بالقبلات
-
ماركس ليس فلسفة فقط ..أنه رغيف مقسوم بالتساوي
-
هل يكفي أن تقول لأمراة أنت رائعة ..ثم تذهب بعيداً؟
-
حوار مع الكاتبة السعودية وجيهه الحويدر ..أمراة دأبت على أشعا
...
-
قصائد للعلم الأحمر والرغيف الأحمر والخد الأحمر .. قلبي قوس ق
...
-
من أجل صديقي عبد الله الريامي ..رسالة الى السلطان ..ليكن مرس
...
-
المثقف وأيام الآن العراقي
-
يوتيبيا خضراء ..وجفن أمراة ترتدي قمراً بلون المقصلة
-
حكم مأخوذة من متن كتاب الحياة
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|