أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - غياث نعيسة - عذابات الشعب السوري المتعددة الأوجه














المزيد.....

عذابات الشعب السوري المتعددة الأوجه


غياث نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 16:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



الحياة أسهل من عدة جوانب بالنسبة للناس الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها النظام من تلك التي خرجت عن سيطرته.
لسبب وحيد، فهذه المناطق ليست معرضة دائما للهجوم. وبشار الأسد يحاول تلبية المتطلبات الأساسية لتلك المناطق.
نسب التضخم والبطالة لا تزال مرتفعة، ولكن الناس يستطيعون تأمين الخبز والماء والاحتياجات المنزلية الأساسية.
فالنظام يحاول استقطاب المجتمع إلى جانبه بحيث يعتقد الناس أن حياتهم ستكون أسوأ حالا في مناطق الخاضعة لسيطرة الثوار.
وفي الوقت عينه تشهد المناطق التي يسيطر عليها النظام إجراءات أمنية مشددة للغاية. حيث تتوزع الحواجز الأمنية في كل حي والتنقل بين المناطق صعب للغاية.
وأصبحت هذه المناطق مكتظة سكانيا. وأي عمل سياسي مناهض للنظام هو عرضة لهجمات من الأجهزة الأمنية.
ولا يتعلق الأمر فقط بمهاجمة الاعتصامات، حيث يتعرض الثوار للخطف والاعتقال والتعذيب.
النظام لا يعتمد فقط على ميليشيات مثل حزب الله من لبنان، مثلا. فله ميليشياته الخاصة، مثل جيش الدفاع الوطني.
النظام يجند هذه المجموعات من الشبيحة، لكنها خرجت عن سيطرته.
يحاولون فرض حالة من الترهيب. في بعض الأحيان يطلقون النار في الشوارع لترويع السكان.
كما يجرون التحقيقات والاستجوابات الخاصة بهم، ويفرضون خوات مالية من السكان لتأمين “الحماية” لهم.
وعندما يحتل جيش النظام المناطق، فإن هذه الميليشيات هي التي تنفذ المجازر وجرائم الاغتصاب.
ولكن الحقيقة أن الوضع صعب للغاية في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار. فسنوات من قصف النظام دمر أغلبية تلك المناطق.
تبعثر
باستثناء حلب وحمص، معظم المناطق لا تزال تحت سيطرة الثوار هي مدن وبلدات صغيرة مبعثرة ممتدة على مساحة واسعة.
وعندما تعسكرت الثورة شهدنا بروزا لعدد من المجموعات الاسلامية مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).
وقد عملت هذه المجموعات ضد الثوار والمجموعات العلمانية وفي نفس الوقت ضد السكان المحليين.
لذلك سحق النظام وهذه المجموعات المجالس المحلية واللجان الشعبية- لجان التنسيق المحلية- التي صنعت الثورة. حيث تعرضت للاستهداف الممنهج وتعرض الثوار للخطف والقتل. ثم قامت باحتلال المناطق وحاولت إدارتها بنفسها.
على الرغم من كل ذلك تستمر المظاهرات الشعبية، لكنها أصبحت أقل بكثير وأصغر مما كانت عليه.
الناس يتحركون ضد وحشية النظام وهناك الكثير من المعارضة للمجموعات الاسلامية- خاصة عندما تقوم الأخيرة بخطف السكان المحليين.
ولكن التدمير المستمر خلق مساحة لنمو طبقة جديدة من أمراء الحرب. حيث يديرون اقتصادا موازيا للتهريب وتجارة الأسلحة.
وهذا يعني أنه حتى في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام يحتاج أي نشاط سياسي إلى الحماية. والثوار لا يمكنهم التحرك فيها.
على سبيل المثال قامت داعش بإطلاق النار على المتظاهرين في مدينة الرقة.
تقوم استراتيجية النظام على تدمير النسيج الاجتماعي للمناطق المحررة؛ حيث أنه يريد إرغام الناس على الفرار ومنعهم من إمكانية تنظيم أنفسهم فيها.
هذه البيئة هي التي تسمح لجماعات مثل داعش للنمو والاستقطاب.
فعندما تكون محاصرا تصبح فكرة الخلافة جذابة. لكن الأمر في مدن مثل حمص وحلب مختلف. فإذا أرادت داعش الذهاب إلى مناطق الطبقة العاملة في المدن الكبيرة فإن الناس سوف يرمون بها خارجا.

الكاتب: غياث نعيسة.

ترجمه‫-;- الى العربية‫-;-:‬-;- وليد ضو
المصدر: socialist worker



#غياث_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: انتخابات -على بحر من الدماء-
- جنيف 2: المهمة المستحيلة
- الطبقة البورجوازية السورية والثورة الشعبية
- سوريا ليست بخير ، الثورة المضادة تتقدم
- نعم لاستمرار الثورة، لا لمؤتمر جنيف
- حول قوى الثورة المضادة الرجعية في الثورة السورية
- سوريا: الثورة و تحولات الخريطة الاقتصادية – الاجتماعية
- اتفاق امبريالي وثورة شعبية يتيمة
- حول تسليح المقاومة الشعبية في سوريا
- الثورة السورية، وضعها الراهن وآفاقها
- حوار حول الثورة السورية بين العمل الشعبي والعمل المسلح
- سوريا: خطاب حرب
- ألف باء الثورة الشعبية السورية، عن الاسلحة الكيماوية والتدخل ...
- بحثا عن ممثل وحيد للمعارضة السورية
- -العدو الداخلي- و مواقف القوى الوسطية في سوريا
- سوريا : حرب ضد الشعب
- سوريا: مقايضات القوى الكبرى
- ملاحظات نقدية حول المعارضة السورية وضرورة بناء قيادة ثورية ج ...
- النظام السوري و علامات الانهيار
- كوفي أنان والمراقبون الدوليون في سوريا


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - غياث نعيسة - عذابات الشعب السوري المتعددة الأوجه