أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - حروب الألفية السهلة














المزيد.....

حروب الألفية السهلة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 18:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يُعاني العالمُ اليوم كسادا في سوق الدماء، فلم تعد الدماءُ في الألفية الثالثة غاليةً وعزيزة، كما كانت فيما سبقها من سنوات، فقد غدا منظر الدم المسفوح، لا يستثيرُ كثيرين، وانتشرتْ البلادةُ أيضا، وهذا يتضحُ فيما مارسه الحكامُ الطغاة في عصور القتل، في قرونِ الظلام ، عندما كان الحكامُ في القرون الوسطى لا يكتفون بقتل المخالفين في العقيدة والفكر، بقطع رؤوسهم، أو بشنقهم، بل بتقطيع أجسادِهم وحرقهم، وتعليق جثثهم في الساحات العامة، أو حتى سحلها في شوارع المدن!
ظلتْ قصص حرق الجُثث والتمثيل بها قصصا مشهورةً في تاريخ العالم، يذكرها أهلُ القرنِ العشرين ليُبرِزوا تحضرهم وشجبهم لما حدث في تلك المجازر، ويفتخرون بأن تلك المجازر كانت آخرَ مجازر التاريخ!
وما أن انقضى القرن العشرون، حتى ظنَّ الناسُ بأن تاريخ المجازر قد انتهى! غير أن الألفية الثالثة، ألفية الحضارة الإلكترونية أعادتْ سيرة المذابح والمجازر بطريقة أخرى، أكثر جاذبية، فجعلتْ ما يجري من مذابح أمرا مستساغا، ما دام يجري بعيدا عن الدول المتقدمة، دول التكنلوجيا!
فكل مجزرة تجري بعيدا عن منظومة الدول الكبرى، ربحٌ صافٍ لها، ربحٌ تجاريٌ، وربح معنوي، عندما يُستجارُ بها كمنقذة للأرواح، وناشرة للحريات والديمقراطيات! لتظلُّ هذه الدولُ كبيرةً سيدةً، لها الهيمنةُ والسلطة، وكذا تمكَّنتْ هذه التكنلوجيا من اختراع أحدثِ منظومات الإرهاب والقتل، وهي الحروب السهلة (Soft War )، وهذه الحروب السهلة التي تديرها تكنلوجيا العصر، لا تدخل ضمن قوانين جرائم الحروب، لأن القاتلَ أو القاتليْن، يقتلون بأزرار إلكترونية، عن بعد، فمُسيِّر الطائرات غير المأهولة،هو نموذجٌ صارخٌ لهذه الحرب، فهو الذي يُحاكم المقتولين، ثم يُصدرُ عليهم الحكم بالقتل، بلا لوائح اتهام أو شهود. وكذا الحال مع طائرات الأباتشي والإف 16 التي تُبيدُ بلمسةٍ، عن بُعدٍ عائلاتٍ فلسطينيةً بأسرها، ثم تَدَّعي بأنها أهدافٌ إرهابية!!
وكذا الحال مع الصواريخ والقنابل التي تُطلقها البوارج والدبابات هذا اليوم ،20/7/2014 في غزة، في حي الشجاعية، وتدفن مئات الأطفال والأمهات والآباء والشيوخ، تحت الركام، ثم تدَّعي بأنهم إرهابيون!
إن القتل السهل الذي يجري الآن أمام سمع وأنظار العالم في غزة ، ليس سوى مقدمة تجريبية فقط، لما تملكه منظومة القتل في الألفية الثالثة، وتشير أيضا إلى عودة منظومة القتل والإبادة الإلكترونية، على يدِ مُحدِثَةِ هذه المنظومة ومُسيِّرتها، إسرائيل.
إن أبشع ما في هذه الحرب السهلة، أنها جعلتْ القتلَ والخرابَ والدمارَ ، ليس جريمةَ حربٍ، بل جراحةٌ تجميلية لوجه المنتصرين والمهيمنين، وأباطرة التجارة، وعمليةٌ ضرورية لاستئصال أعراقٍ وأجناسٍ بعينها، لترسيخ العنصريات العرقية والإثنيَّة، وقد رفعتْ حكومةُ إسرائيل التي تُدير هذه الحرب، الشعار الجديد، شعار حرب الإبادة، في غزة، وهو :(إسرائيل دولة اليهود، فقط، لا غير)!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتحول شهداؤنا إلى أرقام؟
- ليلة وسط أربعة قنابل
- الفلسطينيون يقفون على الأطلال
- غزة مدينة العماليق الصلعاء
- الفلسطيني سلحفاة هذا العصر
- كيف تصبح معلقا وخبيرا؟
- شكرا لكنيسة برس بتيرينز
- غزة مدينة المن والسلوى
- 150 دبابة لإسرائيل بنكتة واحدة
- أبقار بيرس الصهيونية
- ما سبب نكبة العرب الفكرية والثقافية؟
- كراسي توفيق وكرسي الحاخام
- مرض عسر النقد الحزبي في غزة
- إلى سفرائنا في دول العالم
- لا يحدث إلا في غزة
- نوابغ ومجانين العرب
- من أسرار زيارة البابا
- إسرائيل الوريث الوحيد للجنس السامي!
- أين نحن من إفريقيا؟
- اغتيال وتصفية عاموس عوز


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - حروب الألفية السهلة