مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 18:13
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بلادنا موطن الأديرة والفكر والمكتبات - لوحة لبنان – 2 – 7
مقدمة
لا بد من تمهيد لهذا البحث الهام , لكي نعرف من هي الطوائف التي لجأت إليه واحتمت به وأعطته كيانه ولونه وديناميته , وأولى الأديرة والصوامع والمغاور التي أسستها وكيف زرعت جلوله بالصلاة والترنيم والعمل والأغنية والدبكة حتى يومنا هذا
مرّت المسيحية في مسار تاريخها ونشأتها وانتشارها بسلسلة من الإضطهادات والقتل والتعسف والقهر والعذاب في نشر فكرها ومبادئها وجذورها
فالكنيسة كنيسة الشهداء تجذرت بالشهادة " قوى الجحيم لن تقوى عليها "
- مرحلة الإضطهاد اليهودي – والرومانية الوثنية
- مرحلة الصراعات العقائدية السلمية أحياناً , والدامية أحياناً أخرى خلافات عقائدية بين (الجماعات المسيحية ذات الطبيعة الواحدة , والطبيعتين )
- مرحلة الإضطهاد والإحتلالات الفارسية والعثمانية والفتح العربي والحكومات والسلطات الإستبدادية التي توالت على حكم بلادنا بالظلم والتعصب والجهل والشوفينية .
***
يعتبر لبنان واحد من مواطن النسك والأديرة والرهبنات الأولى في منطقتنا والعالم , كما رأيناها في سوريا وفلسطين والأردن والعراق ومصر وشمال أفريقيا والسودان والحبشة واليمن والجزيرة العربية في بحوث سابقة ...
لبنان بلد القديسين والمزارات والأخويّات .. لبنان بلد الأديرة والكنائس وأولى المطابع والمدارس ودور النشر والمكتبات والجامعات اللاهوتية ( جامعة الكسليك – الروح القدس - , الجامعة اليسوعسة , وجامعة البلمند وغيرها ..) بلد الصلاة والشعر والأدب والِكتاب والحقوق ..
لبنان : الحبيس القديس مار شربل , والقديس أسطفان نعمة والحرديني , والقديسة رفقا
مار شربل حبيس دير عنايا , لقد أسمَيتَه وكتبت عنه بعد قراءة كتاب : القديس مار شربل مخلوف الراهب اللبناني – الكسليك :
- " مار شربل " شيخ القديسين " وقدوة الحبساء .. قديس الصلاة والتعبّد والصمت والسهر والصوم والعمل .. قديس التعفّف والإيمان الكلي .. ذاب في روح الله .. روح الكون وهو على الأرض حتى أصبح نوراً من أنوار الله على الأرض " .. لقد اتحد في روح الله ولم يفصل هذا الإتحاد بل ذاب فيه كلياً لم يعد للجسد وزن عنده بل الروح هي التي عاشت 70 عاماً على الأرض بوعيها وحضورها الرباني الذي يسكن فيها – القديس شربل برهن على قوة الروح وعملها في الانسان .." .
لبنان المطابع ودور النشر والمكتبات : المكتبة ( البوليسية - واللعازارية ) ,
بلد المفكرين والأدباء : جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وسعيد عقل والرحابنة وفيروز وفاخوري وجنبلاط وعامل ... ومئات بل اّلاف اّخرون ...
بين كل دير ودير في لبنان يوجد محبسة وكنيسة ومدرسة ومكتبة ومستوصف .
لبنان مزروع بالكنائس والأديرة والمكتبات والمخطوطات
--------------
قبل الخوض في القسم الثاني من هذا البحث لا بد لنا من استعراض بعض مقتطفات لباحث ومؤرخ لبناني حول موضوعنا هذا لِما له من تقديم وشرح لوحة ومشهد من لبنان قبل وبعد نشوء وانتشار المسيحية في هذا البلد , وأين بدأت وانتشرت هذه الأماكن الدينية من أدير ة وكنائس ومن بناها وأسسها ومتى وكيف أخذت أسماءها , والدور الذي لعبته في تمتين وانتشار المسيحية لاهوتياً وفكرياً وطقوساً , من فم مفكر وكاتب وعالم اّثار , أي يتكلم عن وثائق ملموسة ومكتوبة لنقرأ ما كتب وتكلم عن موضوعنا الجديد .. ولذلك سيكون هذا الجزء غير شكل , يختلف عن البحوث السابقة لأهمية معلوماته المدوّنة حجراً وبشراً وممارسة عملية على أرض الواقع اللبناني .
لبنان مهم في هذه الدراسة , سأستعير بعض مقتطفات من حديث الدكتور انطوان *خوري حرب , – برنامج الجذور المسيحية في لبنان - كنت قد سجلت ودونت أهم الأفكار فيه منذ زمن بعيد ونظرًا لأهميته لهذا الموضوع سأستعير بعضا منه / اّملة أن يحوز رضا القراء الكرام , كما أضفتُ أنا أيضاً الجديد إلى معلوماتي وقراءاتي التاريخية ..
البدايات
معروف أن المسيحية دخلت إلى لبنان عن طريق الجنوب الملتصق بفلسطين وجليل الأمم , الذي عاش وزار وعلّم فيها السيد المسيح التلاميذ والجموع الغفيرة التي سارت معه وسمعت بشارته وتعاليمه , ثم من بعده تلاميذه ورسله , حيث ملتقى وتجمّع شعوب وعمال المنطقة من بحارة وصيادين , المنطقة الإستراتيجية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب – وبتماس البحر الابيض المتوسط وموانئ بناء السفن والقوارب والبواخر, والجزر القريبة منه التي تمخر صوب اليونان وأسيا الصغرى و قبرس ومالطة وكريت والجزر اليونانية وجنوب أوربا وشمال أفريقيا , منطقة ضاجة بالموانئ والعمال والتجار والأفكار والثقافات ..
****
__ ( المسيح , ولبنان
لبنان كان قبل المسيح . كانت أرض إيمان وعبادة ومعابد شعب مؤمن : أفقا .. بعلبك ..
( المسيح ولبنان - البيئة الجغرافية – والحضارية والثقافية عند مجئ المسيح إلى لبنان .
حرمون – قانا الجليل – حرمون ..
تلاميذ المسيح كانوا من الجليل كلهم وليس من السامرة واليهودية . البيئة الطبيعية الطبيعية التي عاش بها المسيح ..
( أنتم ابناء الذين رأوا الله في الطبيعة البشرية ) , " إسمعوا واعملوا ... يعقوب " .
المسيح كإنسان بكتابه .. المسيح ولبنان
المسيح بنفسه أول من بشّر لبنان ( أسلاف اللبنانييين ) , المسيح إله وإنسان . المسيح إله كامل أيضاً , وإنسان كامل مثل أي إنسان اّخر ..
المسيح تعلم النجارة من والده كان عاملاً ,, تأثر بحضارة لبنان وثقافة لبنان وفكر لبنان ولغة لبنان - ( الفينيقية , الاّرامية ) إضافة من الكاتبة –
سترابون المؤرخ اليوناني كان معاصراً للمسيح وهو أكبر وأهم مؤرخ في اليونان هكذا يقولوا الصيداويين الفينيقيين .
الفينيقيون ليس فقط هم تجار وتجارة , بل من يريد أن يتعلم أي فرع من فروع المعرفة يجد في ( صيدا وصور ) ..
المسيح عاش أيام سترابون / وأقرب مدينتين في لبنان في الثقافة والعلم وعواصم للثقافة والحضارة هما صور وصيدا ..
تحديد البيئة الذي عاش فيها يسوع ( جغرافياً ) -
يتكون الجليل من قسمين الجنوب – السامرة
ومن الشرق الجولان وسفوح جبل الشيخ
ومن الشمال مدينة صور ومنطقتها
- لقد وضحتها بالرسم : جليل الامم – الجليل الأعلى – الجليل الأسفل – اليهودية في الجنوب . - الكاتبة
منطقة الجليل خصبة : أنهار جبال حرمون بجانبها أنواع الزراعات – بينما اليهودية صحراء ( النقب ) , البيئة تختلف بين الجنوب والشمال – السامرة نصف نصف ميالين أكثر للجليليين – الجليل الأعلى بمثابة الجذور بالنسبة للشجرة منطقة الجليل تختلف بكل شئ عن السامرة واليهودية بالخصوبة ومن الناحية الإثنية ..
داوود طلب من ( حيرام ) بإقامة معبد للرب يهوه لأنه كانوا يسكنوا الخيام –
أرسل له حيرام مهندسين وعمال وبنائين وشجر الأرز ووو الخ
يجب تصحيح الأمور لوضع الأمور بمكانها ومسارها الطبيعي )
---------
( من الناحية الإثنية الناس الذي عاش بينهم يسوع ( إن الجليل كان عامراً بالسكان والسكان كانوا كنعانيين كلهم وفينيقيين ) أي سكان الجليل هم من أهل الأرض لذلك استمر العنصر الكنعاني وتفوق على اليهود الجدد الذين دخلوا المنطقة – ولم يطردوا أهل البلاد –
الوحدة السياسية عند العبرانيين لم تتحقق إلا عند شاوول وداوود ثم سليمان /
مسيح التاريخ – جليل الأمم
إنتشار المسيحية في لبنان : المسيحية انتشرت في لبنان عن طريق بولس الرسول وبطرس تلميذ المسيح
- 1- الساحل - عن طريق الساحل أولاً ( مدينة صور ) . كان فيها مطران عام 60 ميلادي
حصل في مدينة صور مجامع – موقف مطارين لبنان من هذه المجامع كان يرفض إعتقاد أن المسيح هو إبن الله وإله معا/
عام 325 / وجود وحضور قسطنطين الكبير في المجمع أعلنوا ألوهية المسيح –
البطريرك اثناسيوس الأسكندري كان موجوداً فيها حينذاك , وكان عدة مطارين يدافعون عن عقيدة اّريوس بعدم ألوهية المسيح
هناك أسماء المطارين في صور وصيدا وبعلبك وغيرها ,,
إذاً المسيحية انتشرت في لبنان منذ القرون الأولى الميلادية
علاقة المسيح بلبنان وشعب لبنان :
طبيعي تلاميذه ينفذوا وصية وتعاليم معلمهم
" إذهبوا وتلمذوا كل الأمم ..... " أي كل الشعوب
انطلق التلاميذه والرسل من فلسطين إلى الجليل
اضطهدهم اليهود / رفضوا المسيح , والأباطرة الرومان أيضاً رفضوه ,
لأن السيد المسيح وقف ضد العبودية / إذاً خلخل في تعاليمه إمبراطورية الرومان وركائزها
حدث الإضطهاد أيام نيرون وأكبر شئ عام 60 ميلادي , وعام 300 – 305 كانت أكبر مجازر المسيحية على يد الرومان
من عام 300 –( 313)الإضطهادات مستمرة , قبل عام 313 الإمبراطور قسطنطين ما زال غير معترف بالمسيحية - أي حرية الدين المسيحي - وبقيت حتى عام 393 المسيحية حتى أصبحت دين الدولة الرسمي .
أول الشهداء في فلسطين كان : إسطفانوس , مات بالرجم , قال بالمحاكمة قبل استشهاده : " يا قساة القلوب أي نبيّ من الأنبياء لم تضطهدوه " ؟
بعدئذ حصل إضطهاد في السامرة واليهودية , ففروا المسيحيين إلى فينيقيا . . ثم قتلوا يعقوب / وسجنوا بطرس ( 44( ميلادي ثم هرب من السجن .
أهل صور وصيدا استقبلوا اللاجئين والمضطهدين المسيحيين . أول مدينة انتشرت فيها المسيحية وتنظمت هي مدينة صور –
لنقرأ معاً ما كتب الرسول بولس في أعمال الرسل عن تواجد وتجذر المسيحية في هذه المنطقة وخاصة في مدينة صور : " واتجهنا إلى سورية فوصلنا إلى صور .. ووجدنا التلاميذ هناك , فأقمنا سبعة أيام . وكانوا يسألون بولس بوحي من الروح ألا يصعد إلى أورشليم , ومع ذلك , فلما قضينا تلك الأيام خرجنا نريد الرحيل , فشيّعنا جميع التلاميذ مع النساء والأولاد إلى خارج المدينة فجثونا على الشاطئ وصلينا . ثم ودّع بعضنا بعضاً , فركبنا السفينة , وعادوا هم إلى بيوتهم , أما نحن فلما أنهينا رحلتنا من صور , وصلنا إلى بطلمايس .." . أعمال الرسل , فصل 21 : 1 – 7
إذاً لقد أصبحت مدينة صور ( متروبول ) أي عاصمة . متروبول ... يعني بنى 13 كنيسة فيها ( بروتوترونوس ) = أنطاكيا .
أول مطران فيها : كاسيوس كلمته كانت مسموعة .
ثم مورينو , عين مطراناً أيضاً , وعقد فيها مجمع نيقيا 325 / الذي وضع فيه قانون الإيمان .
" مجمع قيصرية " وُجِد فيه كاسيوس . ألمع أساقفة الشرق وأشهرهم من صور , أوسابيوس القيصري .
ثالث مطران من صور : ( متيدديوس ) كان رجلاً عالماً تصدّى إلى أكبر علماء العصر بورفيروي على صعيد الفلسفة واللاهوت له 15 كتاب .
متيوديوس استشهد على يد أعداء المسيحيين 18 أيلول ... على أيام دوقينيانوس حيث كانت فترة ظالمة على المسيحية من حركة يهودية متطرفة , ,, من أيام نيرون حتى اليوم , الذي يحرّك الكره ضد المسيحيين هم اليهود ..
صحيح وحتى اليوم !؟
فهذا الذي نتكلم عنه هو جزء من تراث أرضنا وشعبنا
بين صور وصيدا مدن ساحلية : مثل صرفند وعدلون انتشرت فيها المسيحية أما المدن المهمة هي صور وصيدا وقد لعبت صيدا أيضاً دوراً كبيراً تماما ًكما صور . صيدا هي مدينة أشمون ( الإله الشافي ) .
الأشمون = أش = الذي – فينيقي الله = الذي . صيدون كرّمت الإله أشمون وهو إله الشفاء , عند اللبنانيين . معبد أشمون خصص للأطفال المرضى بالفينيقي . أشمون هو نفسه أدون , وأشمون عند اليونان معناه أسكولاب = الصحة . فمعبد أشمون موجود في صيدا , حبذا لو يبنى فيه جامعة للطب تكريما لماضيه . فاشمون كان يتعبده الناس وينذرون له النذور يأتون من كل الجهات .
في نهاية القرن الثاني الميلادي كتب أحدهم ضد المسيحيين وهاجمهم رجل شرس حرّض الرومانيين كثيراً ضد المسيحيين ( سرسيوس فيلو روماسيوس) ردّ عليه أوريجانوس رد قوي : " ليروا ويسمعوا كم من الناس شفوا بأرواحهم أشمون ) , عم تتحدثوا عن المسيح شو عمل عجايب تعالوا شوفوا اشمون شو عمل , المسيح سمع عن هذا الإله أله اشمون .. السيد المسيح دخل صور وصيدا , لا سمع بها بل عاش فيها .
ميترا = الميترية , ما هي ميترا ؟ موجودة في متحف اللوفر في باريس ما هي أفكار ميترا ؟ مسترا إله يرمز إلى الحق والنور غسمه الضياء يمثل حواه النور – الإله ميترا يلقط ثورا ويضحي فيه تسيل الدماء أغراس كرمة وسنابل قمح فيتحول هذا النور غلى رمز للحياة .
في الطقوس الميترية :
أخويات الميتريات الإله ميترا , يتناولون من ذبيحة الور ويجتمعون كل يوم اليوم السابع العيد السنوي للميترا عيد النور هو 25 كانون أول / عيد انبثاق النور كانت الطقوس الميترية قوية
هنا كانت ديانة المسيح قد ترسخت يذكر مرقص : أن ابناء صيدا يقدمون لأشمون وميترا ...)
جاء في أعمال الرسل : " مرّ بولس في صيدا عام 60 أسيراً وفي اليوم الاّخر عملنا بالرفق , وقد اذن له ( يولبيوس ) أن يذهب إلى أصدقائه لينال مؤنة منهم " .
" انتقل بطرس إليها وهو في ذهابه إلى أنطاكيا وبقي فيها بضعة أيام بالمسيحيين في صيدا وصور – اختار أحد الكهنة أسقفاً على الصيداويين .."
المطران زينو بيوس مشهوراً
ثيودوروس المطران الصيداوي ( ساهم في وضع قانون الإيمان النيقاوي أله حق من إله حق..)
( مزار النبي يونس ) إسلامي اليوم قائم على أنقاض كنيسة مسيحية / النبي يونس هو النبي يونان , أصله كنيسة
الجيّة = أقدم مدينة على الساحل اللبناني وأشهرها بصناعة صباغ الأرجوان . فيها أيضاً كاتدرائية كبيرة مشغولة بالفسيفساء وكنيسة داخل المدينة أيضاً بيزنطية من القرن الخامس الميلادي .
كنيسة الزهراني في صيدا, اكتشفت على يد شركة التابلاين نفط الزهراني , طلبوا من اليسوعية المساعدة حول ذلك الأثر كنيسة رائعة موزاييك , لقد كانوا أصحاب السفن منذ القدم يحضروا إلى هذه الكنيسة ..
فأرضنا أرض مقدسة مزروعة بالكنائس والأديرة والقديسين والشهداء ..
هناك بعثة بولونية حفرت هناك بالكنيسة , والاّثار كُشفت في وسط المدينة , فلذلك تعتبر مدينة صورالأولى في عقد أول المجامع المسكونية فيها
وأول كاتدرائية بنيت
وأول محاضرات ألقيت
وأول من رسم مطارين فيها
وأول من رسم متروبوليت
318 مطران اجتمعوا في مجمع نيقية !
صور مغطسّة بالتاريخ .. معجونة بالثقافة ...
في صور أيضاً دعي " لمجمع اقليمي " فيها هو ( سبيروس) .. من حينها بدأت الصراعات الفكرية حول المسيحية
متروبوليت صور لم يكن من رأي ساويروس . )
إذاً نستطيع أن نقول من السنة الأولى 1 حتى سنة 600 ميلادي جذور المسيحية في لبنان .. )
- وهذا وسام للبنان , وفيه من المؤهلات أن يكون كذلك أشعاع نور وفكر وإيمان
من الذي بشر الحبشة بالمسيحية يا ترى ؟
يقول الدكتور أنطوان خوري حرب : " الذي بشّر الحبشة بالمسيحية هو أحد أبناء صور ( سان فريمونة ) ..الأبة سلامة = حابب السلامة ... الأبة = الأنبا ) .
لقد قدّمت مدينة صور شهادة كبيرة في تاريخ المسيحية , ومطرانيتها تعتبر عاصمة عريقة للمسيحية ) .
***
البدايات .......
عندما نكتشِف أو نقرأ ونسمع أحداث تاريخية لأول مرة نمتلئ فرحاً وراحة , ويغمرنا إشعاع من هذا النور نور الحقيقة , وكيفية تطور البشرية بفكرها ومعتقداتها المقدسة بالنسبة لها ولنا , هذا الطريق المتعرج الذي ساروا به قديسو الإيمان والفكر , حصلنا على مزيد من المعرفة التي كنا نفتقدها لزمن بعيد .. فيحق لنا ننقل ما قرأناه وسمعناه مجددًا .
( باولينوس = بنى أسقف ( مطران ) صور بنى أجمل كنيسة فيها . كاتدرائية كبرى وهي أقدم وأشهر كنيسة بإسم مريم العذراء في المسيحية قبل 10 سنوات من كنيسة المهد . وتعتبر ايضاً أول كاتدرائية في العالم رغم الإضطهاد والتدمير قبل سنة –
سياق تاريخي
اللبنانيين الفينيقيين لماذا تعلقوا بالعذراء مريم وتسمى سيدة البحار ؟
كاتدرائية صور ...
لدينا الجذور الحضارية والفلسفية والثقافية ..
أوريجين , أوريجانوس والده شهيد مسيحي كان من أكبر عباقرة التاريخ ( لاهوت فلسفة – تاريخ ) وغير ذلك ... وكان من المسيحيين الأوائل الأغنياء في الإسكندرية , كان مرجعاً للمسيحيين . أسّس مدرسة في أورشليم وكان يأتي إلى متروبوليت صور ويلقي المحاضرات هناك وقد مات بصور , بعدما حرق الرومان أرجله وقتلوه , يقال أنه دفن في كنيسة الكاتدرائية ودفن فيها واستشهد في صور , تعذب ومات , وعلى قبره بنيت الكنيسة ..) .
------
لبنان وطن الصلاة والإيمان والعبادة والمؤمنين من كل الطوائف .. والمجتمع الأهلي الناشط المُفعم بالعطاء والجديد والتطور والحريات , بلد السلام والأمان -مهما حصل فيه نبقى نردد : " نيال اللي عنده مَرقد عَنز في جبل لبنان " .
عندما نتكلم عن الأديرة في لبنان لابدّ لنا أن نعرّج قليلاً على التاريخ لنستحضر صورته البدائية , ولوحة التكوين لطيف قوس القزح وألوان الطوائف فيه ونشوئها العريق بين الصخور وفي أعالي قمم الجبال وتلالها وأوديتها ..
مَن قدّر له زيارة لبنان وعرّج على مغارة قاديشا ووادي قنوبين .. و دير مار أنطونيوس قزحيا , مهد الموارنة وموئل النسّاك القدامى , كان سيلقي بنظرة حميمة على منطقة في شمال لبنان . ولا نبالغ لوقلنا إنها تشبه الفردوس بخضرته وتكوين تضاريسه ووبناء أهله المصاطب , المدرجات ( الجلول ) للزراعة فوق سفوح وتيجان التلال والهضاب والجبال , بل وتقترب من مساكن الملائكة بروحانية فريدة جلبَها إليها أولئك النسّاك والأطهار المتعبدين الذين زهدوا بالدنيا وعلموا باكراً أن العمل من أجل اّخرة متسامية عما هو أرضي وباطل , لأهم وأغلى - إن قبِلنا ورضينا بهذا الإختيار أم رفضنا -
من يصل إلى ها هنا سيلقى تلك الصوامع المُطلة على الدير والتي حفرها المسيحيين الموارنة القدامى في قلب الصخور , فتشكلت مقرّات نسك وملاذات تَخفَ عن العيون المتربصة , سيندهش المرء , ويكفي هذا المشهد كي نعلم من هم الموارنة !
فهم باختصار جماعة مسيحية قديمة , تميزت بقوة الإيمان وقوة البطش فاختارت شظف العيش وقساوة الحياة أسلوباً للبقاء . فحملت الصليب إلى جانب السيف , ومضت تدافع بشراسة عن معتقدها الديني المسمى أرثوذوكسي وقتذاك , أي أنها اّمنت ولا تزل بمسيح ذي طبيعتين إلهية وإنسانية , متحدّية بذلك كل البِدع التي حاولت تشتيتها , كما واصرّت على استقلالها وحافظت على كيانها مجابهة هجمات الروم والفرس والنساطرة واليعاقبة والعرب . ومن حاول القضاء عليها , لكن المارونية ليست متحجّرة أو متقوقعة على ذاتها كما يراها البعض , بل تنزهت عن العصبية قروناً , وعرفت كيف تتعايش مع شرق بغالبية مسلمة فتاّخت معه , وكذلك عرفت كيف تنهل من حضارات غرب متقدّم , حتى قال عنها الحاكم التركي إسماعيل حقي باشا حاكم جبل لبنان : " المارونية معقل الطرائد , وموئل الحريات " .
ووصفها باباوات روما بأنها : وردة بين الأشواك " .
***
من هو مار مارون .. مار مارون " أبو الموارنة " ؟
مار مارون سوري الأصل من شمال سورية مدينة ( قورش ) .
هو مارون القورشي المعروف بأبي الموارنة سِيم ( رسم ) راهباً سنة 405 م , عاش في ذرى جبل قورش في منسك للأوثان , لكنه عاد وهدّمه مع السكان ليشيد مكانه أول كنيسة مارونية في الشرق , وكان يعظ الوثنيين أولاً ويدعوهم لنبذ عاداتهم الأسطورية , وعرف عنه إيمانه الأرثوذوكسي بالمسيح ( وهي التسمية الأولى لمسيحيي المجمع الأفسسي , ثم الخلقيدوني الذي اعتبر أن السيد للمسيح طبيعتين إلهية وإنسانية ) .
ذاعت شهرة مار مارون حتى عمّت أقطار الشرق كلها , وصارت صفوفاً من السوريين واللبنانيين , تتحلق حوله لتستمع بمواعظه وتلتمس بركاته , ولما اشتد ضغط النساطرة عليهم , يدعمهم ملوك بيزنطة , توجه الموارنة وبطلب من مار مارون إلى منابع العاصي وجبل لبنان , وما يؤكد على الهجرة تشابه أسماء الكثير من الأديرة وأسماء مقاطع الطرق والقرى والبلدات بين سوريا ولبنان :
عيناب اللبنانية وعيناب السورية , عمشيت اللبنانية وعمشيت السورية , ونيحا وسلعاتا وعين دارة .. في سوريا ونيحا وسلعاتا وعين دارة في لبنان ) .
لبنان قطعة سما .. وطن الأرز والتفاح والجوز والزيتون والسنديان .. بلد الصعتر والعنب والعرق والخمر , لبنان الشعر والزجل والجلول والقزّ ودودة الحرير والأرجوان , بلد الشرائع والحقوق والصحافة والكِتاب والمطابع ودور النشر والصحف والحريات والفنانين والأدباء .
***
إذا أردنا ان نأخذ فكرة ونتعرف على بعض أسماء البطاركة والمطارنة في لبنان للإطلاع فلا بأس أن نذكر :
أهم الأسماء السادة الاّباء البطاركة : يوسف بطرس حبيش - يوسف بطرس المعوشي – يوسف بطرس أسطفان – أنطوان بطرس خريش – الياس بطرس الحويك -
أيضاً البطاركة الاّباء : ( نصر الله بطرس صفير – بشارة بطرس الراعي ) ق 21 القرن الواحدوالعشرين
من أهم أسماء المطارنة في لبنان في القرن العشرين :
الإخوة الاّباء المطارنة : جورج خضر , الياس عودة , يوسف سلامة , إبراهيم الحلو , يوحنا شديد , بشارة الراعي , طانيوس الخوري , بطرس الجميّل , منصور حبيقة , سمير نصار , شكرالله نبيل الحاج , يوسف بشارة , منير خيرالله , سمير مظلوم , نبيل عين داري , غي بولس نجيم , فرنسيس البيسري , سمعان عطاالله , أنيس أبي عاد , جورج أبي يونس , شربل مرعي , بولس الصياح , يوسف سويف , فرانسوا عيد , إدكار ماضي , الياس سليمان , جوزج بو جودة , طانيوس الخوري , جون شديد , عاد أبي كرم .
*****
البحث في التاريخ ممتع وجميل والتعمق بالمعرفة وأصول وجذور المعتقدات والأديان وأولى ظهور وبناء الكنائس والمعابد والرهبنة في بلد غني بالإيمان والفكر مثل لبنان جدّ مهم , لأنه تاريخ موّثق بالصورة والمخطوطة وليس من الخيال إنها الحقيقة والأوابد تتكلم في كل مدينة وزاوية وحجر ..
للبحث بقية ..
تحية إحترام وشكر للقراء الأفاضل
--------------------
بعض المصادر :
- عن برنامج المنبر الحرّ للدكتور جورج رحمة – فضائية نور سات – مع د . أنطوان حرب خوري - عام 2010
- كتيّب القديس شربل – وغيره
مريم نجمه / هولندة
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟