أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - قمر يولد من رحم وردة .أمي تصفق لتلك الندرة















المزيد.....

قمر يولد من رحم وردة .أمي تصفق لتلك الندرة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


علام يرتعش جسدي يا ترى؟
وعلام مثل دبيب النمل يتصاعد من كلّ مفاصلي؟
لم يبق في الوقت متّسع هذه اللّيلة
أهملت حساب مواعيد القمر.
سأغمض عيني, علّه يأتي
تعبت. لم يبق في الوقت متّسع.
سأنام....
كمال العيادي

دعك من كل هذا وأفترض لعمرك مساحة من التأمل ترى فيها مالا يراه الرائي ، مدن تفتح أشواقها لأدراك السعي إلى أزمنة توقع بين الهم والهدوء وتمضي بنا إلى أقاصي البلاد القريبة لنرى ما يفرضه الوقت والقوت والملكوت لأن عمري مدى واعتقادي خيار يدور في حلقة ممتلئة والفراغ زمن تاهت به ذاكرة أنشتاين لتأتي فيزياء روحي مكملة لرغبتي في معالجة الأمر وفق منظور الرؤى والتباين وهذا آت من قدرية حس لنفس أرادت أن تهيم بفضاءات لانهاية لها ، تلك التي نرى فيها ظلالنا الأخرى الهائمة في الافتراض بأن أخر لنا موجود في زاوية ما من أفق التخيل وهي التي نودع عندها أحلامنا والرؤى والقدرة على التخيل وافتراض الذي لا يفترض .
يحيلني نص كهذا الرغبة في كشف مواطن الذات الغائبة في ذاتها وهو ما يطلق عليه المتصوفة استشراق ما لا يستشرق ، أي وضع الشمس أمام عينيك في أول طلوعها ثم أقرأ ماذا سيحدث في النهار وعلي عبر الثقافة والمثاقفة أن تكتشف أن نهارك المتكون من صبح وظهيرة ومساء ليس سوى دورة يوم علينا أن نحقق فيها جزءا محدودا من رغبة العقل والبطن ، المتصوفة أخذوا جانبا واحدا وهو رغبة البطن ليتيه العقل في سياحة التكوين والتدوين فيما الجوف الجسدي لا يحتاج سوى شجر بحفيف وكسرة رغيف وهواء الريف وغيرها يؤطرنا الشعر بالمشادة ويقيم علينا حد الولادة فلا نسعى سوى لهمهمة الذات وسكن الفلاة لنكتشف مع طلوع النور الغاية والمنى لنهار بدورة شمس واحدة .
يذهب شكل التصور إلى احتفاء القيامة بل القيوم رغم أنه صانعها ومؤسس كل هواجسها من فردوس أو جحيم . أدرك في هذا رغبة صنع مفاضلة الحس على النفس لأني به أجد ما يخبئ ويتخبئ وفي كل المعنيين ثمة سعة للغة لتفرض كيانها على رغبتي بصنع التواصل مع الدهشة .
يقول المتصوفة : ( أنه راغب في إتمام بهجته على المبتهج والمبتهج يريد موتا أو صناعة قصيدة )..
هذا معنى يقود الحس إلى فتح بوابة النقاش على فرضية ( نكون أو لانكون ) وهي دالة قديمة للبحث عن الموجود بعد فصل السجود والقائلة : ما لذي أفعله وأقدمه في هذا العالم لتستقر روحي ولا يصاب حسي بمرض نفسي يرفع حالة القلق ويشعرني أنني لم أقدم شيئا بحياتي ، وأن قدمت ؟ ماهي الجائزة .
يرى أصحاب التكيات : أن الجائزة هي أشتعالك معه .
وبذا يكون الشاعل والمشتعل قد جسدا روحا غير روحيهما وحياتنا غير حياتهما تلك التي قلنا إنها تظهر لنا في مساءات التخيل تطوف في الزرقة الأبدية كما تطوف ورقة الصفصاف على ماء بحيرة صافية .
مرات تحيلني الذكرى إلى بيت شعري كتبته في صباي ولا أدري لماذا هو الباقي الوحيد في خزانة الذاكرة ، ولماذا كتبه ولم ازل مثل مهر يعدو مع الضوء كل المسافات الذاهبة إلى الخيال والتخيل ولكني بحكم ما في أدركت أنه ليس وليد شطحة إنما كان الباطن يكتب صورة لغد آت لامحال وعلينا ان ندرك ان العمر ليس سوى قفزات عصفور من غصن إلى غصن وفي النهاية يكون العصفور قد وقف على الغصن الذابل :
( وقفت أبيع الدمى للصغار المسافرين
كل طفل كان يتمنى الشباب
وأنا أدغدغ خاصرتي أتمنى الطفولة )
يحيلني هذا الاستباق الزمني إلى خشية الباطن الذي في من عدم أدراك العمر بكامله . والكامل هنا ليس عمر آدم أو نوح عليهما السلام بل العمر المثالي لأنسان القرن الحادي والعشرين فيما كان هذا حس يؤبد في لحظة أن أكون مكتشفا لعبارة تظل معي مثل ظلال شمس أول لحظة انتظار عشق ، فمفردة أدغدغ وهي تعني تحريك الخاصرة بأطراف الأصابع وهو ما تفعله الأم عندما تريد إضحاك رضيعها تحيلي إلى شعور أيروتيكي تسقط فيه ذاكرتي بآنية الشهوة فأتذكر أن مساحات روحي متوجهة الى هكذا أيام مشحونة بشهوة الأمنية ومقاربة الى روح الضوء الذي تشع بها رؤى قصيدة كمال العيادي فأتذكر تلك الأيرتوكيا القيروانية وأحساس أميرة بن أدريس وهي تقف على حافة الذاكرة وهي تغرف من بئر الأنوثة بهجة الكشف فيما يمد البحر لها ذراعيه ويقف غصن الزيتون على طرف دمعة القمر الذي شدته خاصرة الليل الى دغدغة النسمة فصار يبكي مع شعور طاغ ببهجة آسره .
لهذا تحيلني قصيدة العيادي مرثية القمر الأخير الى هكذا مرجعيات من رؤى التودد لشئ يقول عنه هولدرن في مآسيه الدائمة ( أنه قيثارة تنقطع أوتارها بسهوله لأنها مصنوعة من شرايين قلب حزين ) ..
بين هولدرن والعيادي ينسل قمر أور ، يذهب لغابات تسكنها أجنة البدء وربما أمهاتنا هناك يحركن أطراف أصابع الطبيعة على وجدان ذلك الصراع الذي حمله الذئب علامة في جيد قميص يوسف فستحيل مراثي القمر الى أكثر من هاجس للتذكر وتخيل ما كان وما قد يكون .
( لماذا تأخر القمر هذه الليلة ؟ ) .
وهكذا ينجمع الشعر والأستشعار في كأس نذري واحد ، يبددني سعي من تراجيديا تخيل الأمر . القمر والحب ، ذاكرة الضوء وهي تكتب بقلم سيمون دي بوفار : ( نحن نكون عنما لانكون ) .
هاجس صعب ولكنه في منطق صناعة يوتبيا حياتنا المتمناة يصير فعلا دراميا لحصيلة لاتنتهي من الأخيلة وهي قادرة على صناعة النص بأي شكل ، قصة ، قصيدة ، خاطرة أو هذيانات ثمالة أن الأمر هو عودة لنأي أشتباك ظلالنا مع خطواتنا السائرة في الطريق الصعب ذلك الذي نفتش فيه عن حلمات أثداء الأمهات الذهبييات اللآئي كن يقلن : ( أحلامكم والقمر من عشيرة واحدة ، فلا تجعلوا الذئاب تسرق خروفا من خرفان حكايات تلك الليالي ، فأن يوسف سوف يغتاض ثانية ويمنع عنا بهجة وجهه الجميل الذي يبعث فيكم قوة كتابة الشعر ورسائل الحب وروايات أكثر سحرا من تأمل بورخيسي في متاهة ظلمة الكتابة حيث : ( تجلب المتعة وردة العاطفة الى الأصابع فيسقي ألاعمى حدائقة ببريق النساء .)..
لكل هذا وذاك سأطبع وجهك على طوابع البريدي الجوي وسأكلف سانت إكزبوري بأيصالها بطائرة شراعية الى أمي الساكنة في أور الكلدان هناك حيث يصبغ التراب الحمر خد اللوح فتتعرى اللألواح كما يرقات حلمنا الحريري الذي أنبثق بلحظة الشجن من رحم أسطورة بدأت بلحظة شوق من عشتار وأنتهت بدمعة شهيد قتلته رصاصة حرب .
دع الحب يغني على قارعة طريق رؤى متصوف ، دعه يمضي بعيدا الى حدود أبتسامة الله كي يبعد عن خواطرنا لحظات فقر تجوع فيها عيوننا والبطون فيتقابل الشوق الى الرغيف مع الشوق الى المرأة فيستعيد القمر توازنه ليبحث عن تداعيات النأي في ظاهرة أن نكون فقراء وعشاق في ذات الوقت عندها أمي تصير رسالة ممزقت الأوراق وأنت أغنية تحتج على كساد بطارية المذياع فلا تسمع من نغمة العشق سوى نحيب الكمان .
ليرفع للـقـمر، بـعـواء الــــــوداع الأخـيـر.
تماما, كما وعد أمه وهي تموت
هكذا يتعامل العيادي مع أمومة القمر في أدراك منه أن شجن الشعر يخلق رائيات تخيل ما حدث بالأمس ،الطفولة ، الصبا ، الشباب .عمر يذوي وذئاب تنهش وتمضي غير أن روح عطر الكرز سيظل قائما بين نهديك كقيامة المتصوف على سجادة الصلاة .
لتمضي روحك إلى بهكذا طريق . لتكن وعورته خربشة خطوط الكتابة الأولى ومتعتها في عالم السعي هو نضال من أجل الوجود .
حلمك أنك باق .لاأستباق يلحق خطوتك الذاهبة صوب كوخ الشمس وأنت تود اصطياد كومة من ضوء الحقيقة لتهديه أليها في عيد ميلادها ثم تعود إلى أمومة البهجة لتروي مسيرة جلجامش من أجل شراء السعادة لحزنك الأبدي يوم تفترش شفتيها إليك جائعة وتقول تعال : يا قمري .

أور السومرية 3 أوغست 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطني ومعطف غوغول
- وخزة دبوس
- الفهارس في تصوف الأطالس أو رحلة السعيد الى القبرالبعيد
- رومانس لايعطله حزن امرأة او ذوبان وردة الثلج
- من جلب الشيشان الى سوق البزازين ؟ شيء من تسمية القماش وتأريخ ...
- حوار مع السيد عبد الهادي مرهون نائب رئيس مجلس النواب البحرين ...
- الشعر وأنكيدو ومفاتن صاحبة الحانة
- الشعر والمتغير الحضاري ..غيمة في بنطلون لمايكوفسكي إنموذجا..
- غيوم حمر لوطن أزرق وعيون خضر
- مزامير ومسامير وقلوب كاهنات وموسيقى
- هايكو بالعسل ..وهايكو بالخل ..وهايكو بالقبلات
- ماركس ليس فلسفة فقط ..أنه رغيف مقسوم بالتساوي
- هل يكفي أن تقول لأمراة أنت رائعة ..ثم تذهب بعيداً؟
- حوار مع الكاتبة السعودية وجيهه الحويدر ..أمراة دأبت على أشعا ...
- قصائد للعلم الأحمر والرغيف الأحمر والخد الأحمر .. قلبي قوس ق ...
- من أجل صديقي عبد الله الريامي ..رسالة الى السلطان ..ليكن مرس ...
- المثقف وأيام الآن العراقي
- يوتيبيا خضراء ..وجفن أمراة ترتدي قمراً بلون المقصلة
- حكم مأخوذة من متن كتاب الحياة
- دمعة لندن ومنديل مفتي الديار الأسلامية


المزيد.....




- أعلان الموسم 2… موعد عرض مسلسل المتوحش الموسم 2 الحلقة 37 عل ...
- من كام السنادي؟؟ توقعات تنسيق الدبلومات الفنية 2025 للالتحاق ...
- الغاوون:قصيدة (نصف آخر) الشاعر عادل التوني.مصر.
- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الغاوون:قصيدة (جحود ) الشاعرمدحت سبيع.مصر.
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - قمر يولد من رحم وردة .أمي تصفق لتلك الندرة