نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 11:37
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ليس مستغربا أن "يتوب" قائد كتيبة سيف الاسلام التابع للواء التوحيد ـ محمد العليط، ويعود إلى "حضن الوطن". فقد سبقه إلى ذلك قادة ميدانيون أعلى مرتبة، ووجهاء، وشخصيات كانت في صدارة المشهد السياسي المعارض...
إن هذا ـ حسب رأيي ـ يمثل خيانة للشهداء، والأسرى، والجرحى، والمغتصبات، والمشردين والمهجرين، كما أنه خيانة عظمى للوطن الذي دُمـِّــر.
أسباب هذه الخيانة تكمن ـ حسب تقديري ـ في أن:
1 ـ هناك الكثير من المتسلقين الوصوليين، الذين ركبوا موجة الثورة ـ فــقــط ـ لتحقيق طموحات شخصية بحتة، مادية كانت أو معنوية (سلطوية) أو من النوعين. وتنقسم شريحة الوصوليين المتسلقين إلى فئات؛ تبعا لمستوى الطموحات، ولـ"طـول الـنَّـفَس". وعندما وجد هؤلاء أن "الشغلة مطولة" ومحفوفة بالمخاطر، نكصوا على أعقابهم.
2 ـ وهناك الرخيصون، ضعاف النفوس، الذين على استعداد لبيع كل شيء مقابل مبلغ يضمن لهم عيشا رغيدا.
3 ـ وهناك الثوار "القطـيـعـيـّون"، الذين انضموا إلى صفوف الثورة بصورة قطيعية غريزية، استجابة للشعور الثوري التحرري العام، في سورية والمنطقة العربية كلها، دون وجود دوافع من وعيهم الشخصي. وبعد أن وجد هؤلاء أن الأمر أصعب مما كانوا يتصورون، فضلوا العيش مهما كان ذليلا.
4 ـ وهناك من خاب أمله في الثورة نتيجة تصرفات فئات محسوبة على الثورة. وهؤلاء ـ في الغالب ـ ينسحبون ويبتعدون، ولا يعودون أبدا لأحضان العصابة.
هذه الظاهرة؛ ليست ظاهرة سورية بحتة، فهي حدثت وتحدث في كل الثورات والصراعات الاجتماعية.
وهي ليست خطيرة مطلقا، بل مفيدة!!! لأن خيانة هؤلاء (الفئات الثلاث الأولى) تجعل الثوار الحقيقيين أكثر حذرا، وتفتح طرق القيادة أما الثوار المخلصين.
#نصر_اليوسف (هاشتاغ)
Nasr_Al-yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟