|
العالم العربي يغرق في جحيم الحروب بسبب عدم وجود فكر خلاق
صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 19:23
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
سألني أحد الدّيبلوماسيين السُّوريين بعد أن حضر أحد معارضي في ستوكهولم عام 2007 السُّؤال التَّالي: ما هو برأيك الحل الأمثل لمشاكل العالم العربي؟ نظرت إليه، فكّرتُ مليَّاً بسؤاله، ثمَّ صغت السُّؤال بصورة أخرى، أو بالأحرى طرحت على نفسي أسئلة متفرِّعة من سؤاله، ممكن أن نتساءل، ما هي أسباب تخلّف العالم العربي، وأسباب تفشِّي الحروب والخلافات المريرة بين البلاد العربيّة، وأسباب الصِّراع المميت بين الأنظمة والمعارضات والمذاهب الدِّينية، وعشرات الأسئلة الَّتي تصبُّ في جحيم الحياة الَّتي يعيشها المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، مع إستثناءات طفيفة بين دولة وأخرى؟ كان الدِّيبلوماسي ينتظر منّي تحليلاً طويلاً وشرحاً دقيقاً، لكنّي أجبته بجملة واحدة بسيطة بعيدة عن الدِّيبلوماسيّة وبعيداً عن الشُّروحات والتّحاليل الَّتي قادتنا أصلاً إلى الجَّحيم! قلتُ له، الحل يا أستاذ، يادكتور، ياديبلوماسي، هو بسبب عدم وجود فكر خلاق حضاري تنويري يسود في العالم العربي، فعندما يسود الفكر المتحجِّر وبدرجات متفاوتة ومتصارعة في التَّحجُّر، نزداد تحجُّراً، فسألني بل قاطعني، متسائلاً كيف ممكن أن نبني فكراً خلاقاً حضاريِّاً تنويريِّاً في العالم العربي؟ لم تتركني يا دكتور أن أستكمل فكرتي، لأنَّني كنت سأجيب عن سؤالك هذا، ولكن لا بأس أن أوضِّح لك وبكلِّ بساطة كيفيّة بناء وتأسيس فكر خلاق ومتنوّر وحضاري يسود العالم العربي، ولكن لا تقاطعني قبل أن أتمم فكرتي؟ تفضّل! شكراً، .. تابعت أجيبه، .. ببساطة يا دكتور، نستطيع أن نؤسّس ونبني فكراً خلاقاً حضاريّاً تنويريَّاً في العالم العربي وما يجاوره من أقوام وبلدان، من خلال بناء طفل بشكل سوي وطبيعي منذ أن تحبل به أمّه، أو بالأحرى قبل أن تحبل به أمّه، وذلك بأن نترك أمّه وأبيه يمارسان العشق بشكل إنساني وعشقي بعيداً عن استحقار المرأة كأنّها للمتعة فقط، كي يتمَّ تأسيس البذرة ــ الحبل بطريقة منبعثة من الحبِّ والإنسانيّة والعشق والسُّمو والنّبل والأخلاق الرَّاقية وإحترام الأنثى كإنسان، وبعد أن تحبل هذه الأم، علينا أن نرعى هذا الطُّفل من أوَّل يوم حبلت به أمّه، فنؤمّن له كل وسائل الرَّاحة، من هدوء له ولأمّه ومن مأكل وملبس ورعاية صحّيّة، ونؤمّن لهما بيئة صحّيّة، يوماً بعد يوم، وبعد أن يولد ولادة طبيعيّة أو حتّى قيصريّة علينا أن نهتمَّ به ونرعاه من حيث الطَّبابة والطَّعام والشَّراب والملبس، بحيث ينمو نموَّاً طبيعيّاً بعيداً عن أيّة طغوطٍ على أمّه وأبيه وعليه، ونؤمّن مسلتزماته يوماً بيوم وشهراً بشهر وسنة بعد أخرى، ويلتحق بالحضانة والمدرسة، على أن يكون لدينا تعليماً صحِّيّاً سويّاً طبيعيّاً، خالياً من الضَّرب والعقد والتّفرقة، وهكذا نحرص كلَّ الحرص على أن يعيش كلَّ الأطفال بعيداً عن الخلافات الطَّائفية والمذهبيّة والدِّينيّة والقوميّة، وعلى أن يتمَّ مسبقاً وضع مناهج تربويّة حضاريّة تنويريّة إنسانيّة راقية وسن دساتير وقوانين تكفل تحقيق هذه التَّطلعات الَّتي أنشدها، كي ينمو الطُّفل عبر سنوات عمره بعيداً عن العثرات والتَّخلف والتَّحجُّر والصِّراعات والتَّناحرات والعنف والعنف المضادّ الّذي نراه الآن متفشِّياً ومنذ قرون من الزَّمان، ونرعى الطّفل في كلِّ مراحله، مرحلة الطُّفولة والمراهقة والشّباب، ونؤمّن له كل وسائل الفرح والحبِّ والإنسانيّة والعدالة والحرِّية والمساواة والدِّيمقراطية الحقيقيّة، بحيث أن تكون هذه الحقوق منصوصة في دساتير وقوانين البلاد والتَّعليم، وهكذا سنجد أن هكذا طفل مبني ومؤسّس وموجّه بهذا الشَّكل الحضاري التَّنويري الطَّبيعي الخالي من عقد التَّناحر والصِّراعات والعنف، قادراً على قيادة البلاد عندما يصبح في موقع القيادة، بشكل سلس بعيداً عن أيِّ عنفٍ وأيِّ صراع وحروب لا طائل منها سوى الدّمار والخراب والتَّخلف والعودة إلى العصور الحجريّة بدون أيِّ سبب، وهكذا سنجد أنفسنا أمام مجتمع سوي وطبيعي، وستنتفي الصّراعات جيلاً بعد جيل، بسبب انتشار ثقافة الحوار والفكر الخلاق والتَّنوير والعدالة والمساواة وقبول الآخر، وبهذا الفكر الخلاق والتَّنويري الحضاري سنقود البلاد إلى قمّة الحضارة والتَّقدم والتَّنوير والتَّطوير، وإلا لو بقينا نربّي أطفالنا على العنف والصِّراع والحروب والدّمار والتَّكفير وعدم قبول بعضنا بعضاً وإلغاء بعضناً بعضاً، سنبقى في ذيل الحضارة كما ترى وسيكون مصيرنا العبور في متاهات الحروب والصِّراعات الَّتي لها أول وليس لها آخر، (وهذا التَّحليل قلته لمحاوري الدِّيبلوماسي في عام 2007)، وقلت له أيضاً، ألا ترى أنَّنا في العالم العربي على فوَّهة بركان، يسير نحو بوّابات الجَّحيم؟! جحظت عيناه، قائلاً، ماذا تقصد؟ أقصد أنَّ فتّاشة واحدة لو رماها طفل من الأطفال الَّذين تربَّوا على العنف والصِّراع والقتل والخراب وإلغاء الآخر وتكفير بعضنا بعضاً، كافية أن تشعل فتيل الحروب في العالم العربي، وهذا ماحصل الآن، حيث فتّاشة واحدة اشعلت النِّيران في دنيانا، ولا أرى أي طرف من القوى السِّياسية والمدنيّة من الأنظمة والمعارضات قد وضعت خططاً ووجهات نظر سليمة ودقيقة، لا سابقاً ولا حاليَّاً وعالجت الصِّراعات والتناحرات نحو الحلول العادلة ونحو التَّوجهات الإنسانيّة والحضاريّة والتَّنويرية الرَّاقية، بل ذهبت الحلول نحو المزيد من الحروب والمزيد من الصِّراعات والمزيد من الخراب والإقصاء، إلى أن وصلت الأمور إلى أن يكفّر المسلم أخيه المسلم، فكيف والحالة هذه سيرى أو سينظر هذا الذي يكفِّر بني جنسه وقومه ودينه إلى الدِّين الآخر المغاير له، هل سيكون للمسيحي أو اليهودي أو الصَّابئي المندائي أو اليزيدي مثلاً، محلاً من الإعراب والحوار في قاموس من يكفِّر بني دينه وجنسه وأصله وفصله؟! من هنا أقول، أنَّ خراب البلاد الآن جاء نتيجة التَّعليم المتخلّف للبنين عبر أجيال طويلة، نتيجة تفشّي الفكر الإنحطاطي المتحجِّر للأغلبية السَّاحقة، وتظلُّ الأقلّيات ممَّن يحملون فكراً تنويريّاً وحضاريَّاً سواء كانوا مسلمين أو من أديان أخرى في موقع ضعيف، غير قادرين على تثبيت أفكارهم ورؤاهم التَّنويريّة على أرض الواقع، نظراً لأنَّ صراع القوّة وقوة الصِّراع هو الّذي يحسم الأمر، وفي هذا الحسم خراب البلاد فوق رؤوس العباد، لأنّه ليس من الضُّروري أن يكون الطَّرف الَّذي يمتلك القوّة على الأرض أنّه على صواب، خاصّة عندما يكون قائماًعلى إقصاء الجَّميع، ويطرح نفسه هو الصحّ والأحسن والأفضل والبقيّة إلى الجَّحيم، طيّب، أتساءلُ هنا، لو كان السُّنَّة قادرين على إبادة الشِّيعة وغيرهم من المذاهب والأديان، فهل هذا الطَّرح منطقي أو طبيعي أو عادل، أو إنساني أو لصالح المسلمين والإسلام والعرب ومن يعيش في عوالمهم من بقية الأديان والأقوام؟ الجَّواب لا، ونسأل بالمقابل، هل لو إستطاع الشِّيعة أن يبدوا السُّنّة وبقيّة المذاهب المتصارعة معهم وبقيّة الأديان والطَّوائف والقوميات، هل هذا الطَّرح منطقي أو طبيعي أو عادل أو إنساني أو لصالح المسلمين والإسلام والعرب ومَن يعيش في عوالمهم من بقية الأديان والأقوام؟ الجَّواب لا وألف لا، إذاً من الغباء الكبير أي مذهب من هذين المذهبين أن يتصارعا بهذه الطَّريقة الخنفشاريّة الجُّنونيّة، فلا حل سوى الحوار والحكمة والنَّظر إلى الطَّرفين كبشر كمسلمين وحل المشاكل بينهما بطريقة تفيد الطَّرفين، لا يجوز انتهاك أي طرف الطَّرف الآخر لا في العقيدة ولا في إلغاء الآخر، على أن تكون التَّسوية والحل لمصلحة الطَّرفين وبشكل عادل وإنساني وقانوني، ثمَّ النَّظر إلى بقيّة الأديان والقوميات في المنطقة كبشر ولهم الحق في الإعتقاد والرأي المختلف في بعض قضايا الحياة، وبناء مجتمع متسامح قائم على العدالة والحرِّيّة والمساواة والدِّيمقراطيّة، بحيث أن يكون دستور البلاد وقوانين البلاد مسنون بطريقةٍ تحصّن وتحمي جميع مكوَّنات المجتمع دينيَّاً وقوميّاً، ومذهبيّاً وطائفيّاً والنَّظر للمواطن كمواطن، وليس من منظور مذهبي طائفي ديني، بل من منظور ماذا يقدّم هذا المواطن لوطنه من تقدُّم ورخاء ورفاهية وإبداع وخدمة لو كان في موقع القيادة، وبموجب هذه التَّوليفة ممكن بناء المجتمع والدَّولة والعالم العربي، على أن نعود إلى النقطة التي بدأتها بكيفيّة بناء طفل مسالم حضاري طبيعي سوي تنويري عادل، بعيداً عن الصِّراعات والتّناحرات الَّتي نراها، لأنَّ غياب الفكر التَّنويري الحضاري الرَّاقي، والتَّركيز على الخلافات السَّخيفة والعقيمة منذ قرون، جعل العالم العربي الإسلامي يمر في عالم ظلامي غيبي تحجُّري، فها قد فتّت هذا الفكر التَّناحري الإسلام والمسلمين أكثر ممّا يجمعهم، فأصبح الإسلام إسلامان، بل ثلاثة وعشرة وهناك من وصل من المسلمين إلى مرحلة أنّه خرج من جلده عندما يجد نفسه محاصراً بهكذا تحليلات وصراعات وفتاوى تصبُّ في الذَّبح على الهويّة: المذهب، وعلى كلِّ الأطراف المتصارعة أن تأخذ من الغرب درساً بليغاً ومفيداً وهو أنَّ الغرب أيضاً مرَّ بهذه المرحلة العقيمة في الصِّراعات المذهبيّة وتناحروا وتصارعوا وقتلوا من بعضهم بعضاً بالملايين لأسباب طائفية دينية مذهبية مقيتة، ولكنّهم في النّهاية لإكتشفوا أنّهم كانوا على ضلال، وعادوا ووضعوا دساتير وقوانين تصون الجّميع وتحقِّق أماني وطموحات الجّميع وبنوا طفلاً نقيّاً خالياً من التّرهات الّتي كانت عالقة ومترسّبة في أذهانهم على مدى عقود من الزَّمان! وأنا أرى في هذا السِّياق، إنَّ هذا الصِّراع والتَّناحر المرير بين المذهبين السِّنِّي والشِّيعي، قد دمَّر الإسلام ذاته بذاته، وحفر قبره بيده، وعكس صورة منحطّة في توجّهاته على أرض الواقع، مع يقيني أنَّ الدِّين الإسلامي كدين لا يدعو عبر مذاهبه إلى هذا التَّناحر والصِّراع والقتل فيما بينهم، وكلُّ ما نراه هو اجتهاد غبي من هذا وذاك في التّفاسير والفتاوى والحلول الَّتي يطرحونها، ولو كان الدِّين الإسلامي في جوهره قائماً على هذه الصِّراعات وهذه التَّناحرات والتّصفيات الجَّسديّة وتكفير وإلغاء بعضهم بعضاً، فيجب والحالة هذه إعادة النّظر في هذه الرُّؤى التَّناحريّة والصِّراعاتيّة والإقصائيّة، لأنّها لغير صالح الإسلام كدين ولغير صالح المسلمين كمسلمين، لأنّهم يطحنون بعضهم بعضاً ويذبحون ويقتلون ويحرقون بعضهم بعضاً بدون أيّة فائدة لأيِّ طرف من الأطراف المتصارعة، والرَّابح الوحيد هو أعداء الإسلام، هذا إذا كان هناك أعداءً للإسلام أكثر من الإسلام أنفسهم لبعضهم بعضاً! من هذا المنظور البسيط في التَّحليل، أتوجّه بالقول إلى جميع الأطراف المتصارعة، أنّكم عندما تقتلون بعضكم بعضاً، تعكسون صورة قبيحة عن أنفسكم وعن دينكم، فأي إنسان عاقل على وجه الدُّنيا، لا يقبل ولا يتقبَّل هذه الصِّراعات الّتي بينكم، فقط عدوَّكم يقبل هذا، لأنّكم تخدمون الأعداء من حيث تدرون أو لا تدرون، ولا تخدمون الإسلام ولا تخدمون العرب ولا من يعيش في كنف العرب من غير العرب، فبرأيي آن الآوان أن يقفَ المسلمون في كل بقاع الدُّنيا وقفة رجل واحد ويحلُّوا هذه الصِّراعات العقيمة والسَّخيفة والتَّافهة، لأنّها تعكس حالة انحطاطيّة وكأنّها تحصل في العصور الحجريّة، وإلا سيبقون في ذيل الحضارة، طالما تطلّعاتهم قائمة على هذه الرُّوية الإقصائية الحمقاء، والمدمِّرة للبشريّة ولبعضهم بعضاً!
عندما أنظر لما حصل ويحصل في الأونة الأخيرة في الموصل، أشعر وكأنّنا نعيش منذ قرون من الزّمان! وقبل قرون من الزّمان، لم يقم الإسلام والمسلمون بهذه الممارسات القميئة ضد بعضهم ولا ضد غيرهم، ولو قاموا في زمنٍ ما ليس بالضُّرورة أن يقوموا بها مرّةً ثانية، ولو قاموا بها ثانيةً كما نراهم الآن، على دول الكون أن توقفهم عند حدّهم، لأنّهم يمارسون صراعاً مميتاً ضدَّ بعضهم بعضاً وضدَّ الأديان الأخرى، فإذا كانت ما تسمى "الدَّولة الإسلاميّة في العراق وبلاد الشّام"، قد هدّدت مسيحيي الموصل بترك منازلهم والهروب إلى بلاد الله الواسعة، أو إعلان إسلامهم أو دفع الجّزية، فأي طرح هذا ونحن في القرن العشرين؟! طيّب، صراع هؤلاء مع النّظام العراقي، صراع سنّي شيعي عقيم، لأنّه دمار للطرفين ولكلِّ الأطراف المحيطة بهما!!!!! ما ذنب المسيحي، الصَّابئي المندائي، اليزيدي في كل هذا الجُّنون في الصّراع؟! وما ذنب المسلم المتنوّر، الّذي لا يؤمن بكلِّ هذه الصِّراعات العقيمة والمدمَّرة له ولكلِّ الأطراف؟! من هذا المنظور نخرج بنتائج مفادها، أنَّ هناك دولاً لها مصالح في اشعال فتيل الصِّراع السِّني الشِّيعي، أو صراع الشِّيعي السُّنِّي، وقد نجحوا في اشعال هذا الصِّراع، وكلا الطَّرفين المتصارعين يتصارعان ليس من منظور ديني، بل هو منظور سياسي عقيم، وتصبُّ في أجندات أغلبهاغربية وإقليميّة، وفي العمق لا تصبُّ في مصلحة أي طرف من أبناء البلاد الأصليين! ولهذا أيضاً أقول، على جميع المراجع الدِّينيّة الإسلاميّة للمذاهب الإسلاميّة، إعادة النَّظر في بعض تفاسيرهم الَّتي تقود إلى هذه الصِّراعات، والوقوف عند مسألة إيجاد حلول لها، ولو كانت صراعات تاريخيّة بين فلان وفلان، فكان هذا في الماضي، ومن العار أن يجدِّدوا الصِّراع، لأنّنا نعيش القرن الحادي والعشرين، ولو سألنا هؤلاء الَّذين في قبورهم، ما رأيكم بما ترونه الآن من صراعات مذهبية قائمة من أجلكم؟ على الأرجح سيردّون علينا نحن تصارعنا لأنّنا كنَّا في حينها على جهل في الكثير من الأمور، وأنّنا حلَّلنا وفسَّرنا بشكل خاطئ، ولهذا تصارعنا، وليس من المستبعد أن يتساءلوا في قبوهم، نحن تصارعنا منذ آلاف السّنين، ما قصَّتكم أنتم تتصارعون على قضايا حصلت منذ آلاف السِّنين؟!
نحن يا عباقرة آخر زمان، أبناء اليوم، وعلينا أن نحلَّ مشاكل اليوم بعقلية اليوم، وننظر إلى الإنسان ككائن عاقل ومن لحم ودم، لا أن ننظر إليه ككتلة بلا قيمة في الشَّارع ونقتله ونشوّه جثته ونقصُّ رقبته ونأكل قلبه وكبده ونتصرَّف كأنّنا من فصيلة الوحوش المفترسة! ألا يضاهي مَن يقوم بهذه الممارسات المتوحّشة، الوحوش المفترسة إفتراساً؟! صدقوني! هذه الممارسات لا تناسب الضِّباع والذِّئاب والأفاعي والنُّمور والوحوش المفترسة، وقلت في أكثر من مقال، هكذا نماذج بشريّة داست في جوف الوحوش المفترسة، لأنَّ الوحش المفترس لا يفترس من بني فصيله وجنسه، فلم أجد ضبعاً افترس ضبعاً، ولا ذئباً افترس ذئباً ولا ولا فيلاً افترس فيلاً، فقط نحن البشر أو بعض البشر أكثر اقتراساً من الوحوش الضَّارية، فلماذا لا يتصدَّى مفكِّرو وعقلاء وحكماء المسلمين والعرب وحكماء هذا العالم لحلِّ هذه الممارسات والصِّراعات والتَّوجّهات المنحطّة، الَّتي تتمُّ على مرأى من الجَّميع والجَّميع نيام وكأنّ المفترسِين في رحلة ترفيهيّة في الهواء الطَّلق؟!
.. وهنا أتساءل مئات الأسئلة، حول أسباب تفشِّي خراب ودمار البشريّة، لكن في المقال القادم!
سيحمل مقالي القادم بين طيّاته، تساؤلات مفتوحة موجّهة للمؤسّسات وهيئات حقوق الإنسان، وموجَّة للدول العظمى ولكلِّ دول العالم، كي أضع الإنسان على المحك، ممَّا يُدار حوله من إنحطاط وهو غافٍ في سباتٍ عميق دون أن يرمش له جفن!
صبري يوسف أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم محرِّر مجلّة السلام
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معرض الفرح الحب السّلام، تقليد سنوي متجِّدد للتشكيلي السوري
...
-
محاضرة للأديب التشكيلي صبري يوسف في المركز الثقافي العراقي ف
...
-
أكثر من 50 كاتب وشاعر ومفكر وباحث وفنان يشارك في مجلة السلام
-
لغة عابقة بأصالةٍ عريقةٍ ونكهةِ القرنفل والزّنبق البرّي
-
معرض للأديب الفنان صبري يوسف بعنوان الفرح الحب السلام
-
قراءة تحليليّة للوحات التَّشكيلي جان استيفو بأبعادها الحضاري
...
-
الفنّان التَّشكيلي الكبير صدرالدِّين أمين يبدع أسلوباً فريدا
...
-
الفنَّان التَّشكيلي السُّوري نزار صابور مشبّع بتقنياتٍ وتوهّ
...
-
دعوة للكتابة في مجلَّة السَّلام
-
تدمعُ عيناكِ شوقاً إلى جفونِ العراق إلى الفنّانة الأصيلة لب
...
-
رسومٌ بديعة كأنّها مستنبتة من شهقة الفنّان المعرَّشة بشموخ ا
...
-
كأنَّنا غيمتا عشقٍ نتهاطلُ من وهجِ الإنتشاءِ
-
حول اختطاف المطرانين وبدايات التَّخريف البشري
-
حالة انبهار
-
الحوار الخلاق يقودنا إلى واقعٍ خلاق! حول الأزمة السُّورية وو
...
-
لغةٍ شعريَّة كثيفة، جانحة نحوَ حداثة أصيلة، عميقة، لها فرادت
...
-
على خدِّيكِ أنقشُ مهمازَ بوحِ القصيدة
-
رسالة محبة وفرح وسلام عبر خمسين لوحة تشكيلية في ستوكهولم
-
إصدار مجلّة أدبيّة فكريّة عالميّة بعنوان: السَّلام
-
ثلاثون مقطع شعري 1 30
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|