|
العرب يشتركون في ابادة غزة
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 14:27
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد ايام من المجازر الصهيونية في غزة انبرى مسؤول احدى الدول الخليجية بالدعوة لعقد اجتماع لوزراء الخارجية ، ووجدت حكومات العرب انه بادره لأمتصاص زخم الغضب الشعبي العربي ان وجد والذي ربما يبرز في الشارع بفعل مخربين في دولهم . ان الأجتماع عقد في القاهرة التي ترتبط مع الصهاينة بمعاهدات كامب ديفيد ويجلس سفير الصهاينة على مقربة من الوزراء المجتمعين ولانعتقد انه يعير أي اهتمام لأجتماعهم كون العبرة بالنتائج وان اغلبهم ينسقون اعمالهم مع كيان الصهاينة وبالتالي فلا خطر من صدور أي قرارات وحتى لو صدرت تصريحات بمساندة مالية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للأبادة الجماعية بتوقيع عربي ،فأن هذه المبالغ ستبقى حبرا ً على ورق وهذا ما اعترف به قادة حماس في العدوان السابق على غزة ،مع انهم يرتبطون بمعاهدات للدفاع المشترك ،وان عليهم ان يقفوا بوجه العدوان بكل السبل المتاحة بما فيها الوسائل العسكرية ، الم يجيشوا على العراق في العام 1991 فلماذا لايفعلون ذلك ضد الصهاينة ،لقد اجتمع وزراء الخارجية ولكننا وكما هو متوقع لم نرى او نسمع أي فعل يذكر ،وقد مضى العدو قدما ًفي الأنفراد بغزة وابادة اهلها بما فيهم الأطفال والنساء وكأن لسان حاله يضحك منهم ومن اجتماعهم لأنه يدرك اكثر من غيره ان لاوجود اليوم للعرب انه عصر انقراض العرب . العرب مشغولون بولادة داعش واخواتها : العرب اليوم مشغولون جدا ً جدا ً فالوحوش التي استولدت بأموالهم في المختبرات الصهيونية تقوم بأعمال جبارة لتسهيل صهينة البلاد العربية وهم يخوضون جهادا ً قل نظيره سيذكر التاريخ قادة العرب في صفحاته التي لاتنسى ، لقد مزقوا دول العرب المهمة وحولوها الى ساحات للقتال والفتنة الداخلية وهاهي ليبيا وتونس وسوريا والعراق واليمن والبحرين والقائمة مرشحة لأن تطول، كلها مشتعلة في ملهاة تخريبية يقتل العرب والمسلمون فيها انفسهم فيها ،وتحطم فيها البنى التحتية ،وقـادة الـعرب و بشــغف بالـغ يتابعون النتائج المتحققة بدون ( دوخة راس ) ،فقد اصبحت تنقاد بسهولة فائقة بسبب وقوف اطراف اللعبة جميعهم صفا ًواحد كأنهم البنيان المرصوص ضد دول العرب وبأتجاه تدميرها وتقزيمها ان لم يكن ابادة العرب عن بكرة ابيهم ،فالأموال متوفرة والسلاح موجود والفتنة قد اشتد اوارها والحقد يأكل الأخضر واليابس ،ولابأس في كل ذلك فالصهاينة يريدونها ومن الأفضل ان تكون خالية من العرب الذين لم يحسنوا التصرف بثرواتهم ولم يحسنوا الدفاع عن انفسهم . ان الصهاينة المدللين اليوم من القوى الكبرى يدعون انهم لايحتلون ارض من احد بل هي ارضهم المذكورة في خرافاتهم : يدعي اليهود ومن ورائهم الصهيونية العالمية أن الله تعالى قد ملكهم الأرض بوعده لأبراهيم ( ع ) : ( لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات ) وهم يحققون هذه الخرافات على الأرض اليوم بأخراج العرب منها ،ففقط من العراق هناك اليوم مايقرب من سبعة ملايين مهئجر الى بلاد الغرب ، من جراء الفتنة التي يشترك فيها العرب ! ان الصهيونية اليوم تحقق الخرافات التي ابتدعها كهانهم واحبارهم وبأبسط وارخص الطرق والغريب انها تخلي الأرض بالأموال والدعم العربي ،اما العرب فيحولون الواقع الى شئ غريب لاتشبهه الأحلام ،انهم يدمرون بلدانهم ليتسلمها الصهاينة تحقيقا ًلخرافاتهم وتحت مسميات شتى . خرافة صهيونية صدقها العرب : ان الأنهزام النفسي والمعنوي الذي كان عليه قادة العرب جعلهم يتشبثون باحثين عن السلام مع الصهاينة ،ففي وقت يعلن فيه قادة العرب مجتمعين : ( ان السلام الحقيقي يقوم على الأنسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة ونبذ مفاهيم التوسع والتفوق والسيطرة ،والألتزام بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتأكيد الحقوق الفلسطينية والعربية والأسلامية والمسيحية القانونية والتاريخية والروحية في مدينة القدس ) . يكون الرد الصهيوني ان السلام لايأتي الاّ بالتفوق النوعي الحربي على جميع قوى المنطقة العربية والأسلامية . وهذا يأتي وفق الفكر الصهيوني بطرق عديدة أهمها اثارة النعرات الطائفية والمذهبية في بلاد العرب وجعلهم يخرب بعضهم البعض ويغزو احدهم الآخر كما كان اجدادهم في الجاهلية ،وهذا ما يحصل اليوم ! شعب محاصر من الصهاينة والعرب : اذا كنا نعرف لماذا يحاصر الصهاينة شعب غزة فأننا نجهل حقيقة لماذا يحاصرهم العرب ويغلقون عليهم منافذ المعابر ،وحتى عندما يلجئون الى انفاق يحفرونها في جوف الأرض فأنهم يدمرونها ويغلقون عليهم كل منفذ ،وحتى مبادرات العرب لفض العدوان فأنك تجد فيه رائحة المصلحة الصهيونية دون سد الحاجة لشعب غزة ،انهم يجدون انفسهم مستهدفون من العالم كله هذا العالم الذي يقف مع القوي حتى ولو كان ظالما ً ،ان العدوان الأخير الذي بناه الصهاينة على اتهام غزة بقتل الصهاينة الثلاث من دون أي دليل قاطع ،هو اخراج صهيوني بأتفاق مع العرب لأبادة شعب غزة ،والدليل على ذلك هو تخلي العرب عن غزة ووقوفهم متفرجين وكأن الأمر لايعنيهم بشئ مع تشديد الحصار على غزة حتى للحالات الأنسانية التي تأباها كل الأعراف والشرائع .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العودة الى الحيوانية والتوحش
-
تاج العرب وفخرها
-
السلام الصهيوني وحل مأساة فلسطين
-
العرب ..احتمال ان يبيض الديك
-
الفلسطينيون والهنود الحمر
-
فقدان النخوة لدى العرب
-
بوادر نشوء حلف دولي جديد
-
جنت على نفسها براقش
-
السحر الصهيوني الأمريكي
-
عبير وحب وفراق
-
بلد العجائب والغرائب
-
وضوح اولى خطوط اللعبة
-
العراق وامريكا حيرة وتساؤلات
-
السيناريوهات المحتملة في العراق
-
تزاوج الصهيونية والوهابية أولد داعش
-
أين العرب
-
التحدي بين الموت والحياة
-
الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق
-
داعش هل نزلت من السماء ؟
-
ليس داعش بل تقصيرنا
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|