أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سوريا العواصف والمذابح (3)














المزيد.....


سوريا العواصف والمذابح (3)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تراكم فساد العلويين العسكريين والمدنيين واتسع ليشمل جوانب كبيرة من النظام والاقتصاد، وما عاد من الممكن إصلاحه إلا بانهيار شامل.
اختارت الطبقةُ الحاكمةُ الجانبَ الفاشيَّ من الثقافةِ الغربيةِ منذ أن كانت الفاشيةُ خلايا صغيرةً في وعي البعث، وتغدو(العلوية) كمذهبٍ يمثلُ أقليةً شديدة، عنصراً شديدَ المفارقةِ بين هذه النخبة وتراث المسلمين عامة، ولهذا تبدو عملية التضاد الكبيرة بين المذهبين السني والعلوي، كشكلين محافظين مهمةً، فيغدو الأولُ مُعبراً عن الأغلبية الشعبية سطحية الوعي التي تعيشُ خارجَ الهيمنةِ الحكومية القاسية وأرستقراطيتها العلوية وربما تشارك في جزء من فسادها، وتتوجه الطبقةُ الحاكمة في نظامِ الاستغلالِ الذي تقومُ به إلى التطرفِ بعد تفاقم هيمنتها ودخول سيطرتها في أغلب الشبكة الاقتصادية الاجتماعية وهي التي كانت في أولِ أمرِها متوازنةً في الصراع الاجتماعي، بسببِ طابعِ قيادة حافظ الأسد المتوازنة، لكن عنصرَ الفاشيةِ كان موجوداً في عهدهِ كذلك، عبرَ مذبحةِ حماة، وهو أمرٌ يشيرُ إلى طابع الصدام الأولي في شكلية الدينيين، وفي تأثيراته البشرية التالية.
(معنى الفاشية هنا: أنها الأرهابُ الدموي الجماعي).
كانت عناصرُ الفاشية موجودةً في هذا النمط من الوعي القومي، ويبدو ذلك من (عسكرة) الفكرة السياسية وجعلها مليشيات مسلحة عنيفة مع وجود عنصر الفساد وخراب (الذمم)، وهو أمرٌ يشيرُ إلى إلغاءِ الدين كقيمٍ إنسانية وكنسيجٍ وطني بين الناس.
والأفلاسُ(العلماني) البعثي هنا يبدو في هذا الدهسِ للتراثِ الديمقراطي الديني الإنساني وللقيمِ الماركسية التي حدثَ تقاربٌ أولي معها، وكذلك لقيمِ البرجوازيةِ الديمقراطية، فهذه المصادرُ كانت تقوي الحكمَ العامَ الدستوري والصلاتَ بين النخبةِ الحاكمة والشعب، ولكن مجيءَ الأسد الابن، وتصاعدَ الطبقةِ الفاسدة وحكمها المباشر، دفعها نحو الاثناعشرية التي تتصاعدُ بشكل فاشي في إيران، حيث وَجدت فيها إمكانيةً لحشدِ السكان الذين من الممكن تجنيدهم لسياستها وهم في حالةِ هوسٍ ديني.
ليس ثمة هنا تقدير للأئمة ودورهم الإنساني السابق بل يُؤدلجون ويجري الاعتماد على التحشيد الجماهيري العسكري العنيف وربطه بقضايا مشحونة زائفة، وهي أشكالٌ قامتْ عليها الفاشية، ويجري هنا تأجيجُ العداوات المذهبية وبين البشر عامة، واستخراج المخلفات العتيقة من الماضي، أي بعث جميع أشكال الوحشية، وهو ما تتوَّجَ في توجيهِ السياراتِ المفخخة لقتل المسلمين والمسيحيين واليهود والبشر عامة في المنطقة وخاصة في العراق ولبنان، ولم تواجه هذه الفاشية المتصاعدة بتحالف دولي ديمقراطي ومحاربتها.
ووضعت كلُ هذه المواد سوريا على فوهة البركان الاجتماعي الذي كان محتدماً مستعداً لقذف حممه.
الوعي السني السائد المعارض ظهر بشكل وعي الإخوان المسلمين كما تشكلت عملياتهم في أحداث حماة وبهذا اختاروا الطريق الطائفي، في حين وصل العلويون إلى الاستقطاب ولم يعودوا قادرين حتى على الإصلاح فكانت مواجهة طائفية بامتياز تحققت من مسار الأحداث، وتصاعدت عسكرياً، وكان لدى العلويين جيش كبير متمرس على الحروب والأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران الحاسم فكانت قدرات ضربه كبيرة على العامة المجندين الثائرين المختلفين فكرياً وسياسياً فكان يذبح ويتقدم في المعركة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا العواصف والمذابح ( 2)
- سوريا العواصف والمذابح (1)
- أي رقابة هذه؟!
- الجيتوات والمذبحة
- أهو اقتصاد حر أم موجه؟
- تحويل الثقافة إلى خرافة
- فوضى كارثية
- العلمانية كخطٍ سياسي حاسم
- مشروعُ الدولة الوطنية العلمانية
- جذورُ الكتابة الفارغة
- الناقد ذو الرأسِ الفارغ!
- حاوي ومناضل عالمي!
- معارك كبرى لقوى التخلف
- عسكر شمولي
- مثقفو الأكاذيب والتزوير
- الإخوان وتجميد حياة المسلمين
- مقاطعتهم نعمةٌ وبركة
- كلمات فاشلة
- ورقةٌ عماليةٌ واحدة يتيمة فقط!
- التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (4-4)


المزيد.....




- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...
- السيسي يعقد اجتماعا بشأن عبور قناة السويس والوصول إلى سيناء ...
- ربما كان لشمسنا توأم ذات يوم، ماذا حدث له؟
- أسعار شوكولاتة عيد الميلاد ترتفع بسبب أزمة الكاكاو
- 38 قتيلا جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة
- مسرح الشباب الروسي يقدم عرضا في نيابوليس
- بوتين: ملتزمون بإنهاء الصراع في أوكرانيا
- شاهد عيان يروي فظائع ارتكبتها قوات كييف في مدينة سيليدوفو بج ...
- المدعية العامة الإسرائيلية تأمر الشرطة بالتحقيق مع زوجة نتني ...
- لافروف: الغرب يضغط على الشرع ضد موسكو


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سوريا العواصف والمذابح (3)