أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - مسيحيو سهل نينوى ...( أصدقائي )














المزيد.....

مسيحيو سهل نينوى ...( أصدقائي )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 16:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



المسيحيون من أهل سهل نينوى هم أصدقاء طفولة الأحلام الرومانية في رمش صوفيا لورين أيام كانت السينما ( أم 40 فلساً ) هي سيدة احلامنا المطلقة ، وأكثرهؤلاء كان لي معه مودة أرض شنعار ودعابات السيف لدى آشور ، والبعض قضى معي وطر مودة البرد في حرب الأعوام الثمان ، وعلى أختلاف مذاهبهم ، كاثوليك وبروتستانت ، آثوريين ، وأرمن ، وضاربي أرغن يوم الأحد الكنائسي يمتلكون حس المكان بأزل يثبت لك فيه وبالخرائط إن الكنائس النصرانية في النجف والحيرة قبل الأسلام كان بعدد نخيل المدينتين يوم كانت النجف قبل أن يهبها الله قدسية المكان عندما سجي فيها الجسد الطاهر للأمام الشهيد علي بن أبي طالب ( ع ) مكاناً للقاء حضارتي بصرى الشامية والمناذرة العراقية ، وكان التنصر عند قبائل العرب علامة لتوحيد فكرها وروحها ، وبعضها تهود وهم قلة ، لكن السواد الأعظم واغلبهم قبائل الجزيرة العربية قد أشركوا مع الخالق القدير آلهة يعبدونها ويضعون تماثيلها في واجهة الكعبة ومنهم الات وعزى وهبل وغيرهم ..
والمسيحيون ( وأقصد أصدقائي من مسيحي سهل نينوى ) يمتلكون ذاكرة تأريخية عجيبة إذ يسجلون مع تواريخ القرى والمدن أحداثاً هي ليست تهم بشيء لتراثهم عندما يعتنون بتراث الآخر الذي من غير ملتهم ، ولكنهم يقولون إن رعايا الله ليسوا المسيحيون فقط ، وكأنهم يأخذون من فطنة وحكمة ومبدأ الأب الانستاس الكرملي خطوطاً عريضةً لتعاملهم في طبيعة الأنتماء لوطن لم يلدوا بمكان غيره. وكان الكرملي يرد على قول احد تلامذته عن سبب هذا الغور بالتراث العربي واسرار لغته بدلاً من التوجه الى اللاتينية عندما كتب في مجلته الشهيرة ( لسان العرب ) : النبتة التي لاتبحث في جذورها وتصل الى مكمن الماء هي نبتة غير مثمرة .
أذن علينا أن نعترف ونعلم وفي المسار التأريخي إن العروبة أنتمت للمسيحية قبل ان تنتمي للأسلام لسبب إن الله سبحانه وتعالى بعث عيسى بن مريم قبل البعثة النبوية المحمدية ، وكذلك قبل السلام كانت منتمية الى الوثنية والجاهلية وعبادة الآلهة الحجر كما في الأصل العربي للأقوام الأكدية التي أسس لها سرجون الأكدي امبراطورية كبيرة أمتدت من بطائح الجنوب العراقي وحتى أعالي الفرات شمالاً ،ودلمون الخليج العربي جنوباً ، وكان الأكديون قد أخذوا من تراث من سبقهم من الأقوام وخاصة السومريون ، اخذوا عبادة الهتهم ، بالرغم من ان هذه الفترات التاريخية قد شهدت بعثات نبوية وتبشرية كما في بعثة نوح ( ع ) صاحب الطوفان ، وإبراهيم ( ع ) الذي ذكر في توراة إنه ولد في اور الكلدان ، وأيوب ولوط ، ويونس الذي بعث الى قرية نينوى التي أمتدت بها عصور التمدن والتحضر وعاشت عهوداً متباينة في الحكم والولاء والأنتماء ومنها اعتناق بعض قبائلها النصرانية بعد امتداد الديانة المسيحية من فلسطين الى ماجاورها من المستعمرات الرومانية بعد اعتناق احد اباطرة الروم الديانة المسيحية.
منذ تلك الأزمنة التي هي أقدم من دموع جداتنا ، عاش المسيحيون دفء وحنان وصدق المواطنة العراقية ، ومثل غيرهم من أقليات البلاد كانوا يميلون الى السلم والأنضباط والأتجاه الى تلبية المتطلب الحياتي في الوظيفة والعمل دون ان يكون لهم دورا كبيراً في الأحداث الساخنة التي عصفت بالدولة من خلال ظواهر التمرد والأنقلابات والفتن حتى الطائفية منها ، وكان يقع عليهم ذالك الجور كما حدث لهم في عهد الدولة العثمانية إلا إنهم يتجاوزون محنهم بصبر الكاهن في صومعته ويمضون مع الحياة من جديد وهم ليس مثل غيرهم إذ ينسون احقاد الماضي بسرعة ويتآلفون مع الجديد ويُذكرون الاخر : إنهم من قوم عيسى وعيسى إبن الله.
كان مسيحو سهل نينوى هم من عشت معهم سنين الجيش ، سنين مشاركة قدح الشاي ورغيف الخبز وشظية المدفع ووجدان الصداقة الدينية والدنيوية ، والغريب إنهم لايظهرون اي ميل او سمة في محاولة البحث عن انتماء من يعيشون معهم ، كانوا ينظرون الى انسانيتك وعراقيتك اولاً ،وحتى المشاغبين من الجنود الذين يحاولون في بعض الأحيان استفزازهم لايجدون من أبناء سهل نينوى سوى الأبتسامة ،حتى قال احد الجنود من ابناء العمارة :إن ابتسامة يوحنا دوائي . ويقصد أن يوحنا طباخ السرية كان يضع ابتسامة الأمل بين عينيه في أشد اللحظات حراجة وصعوبة ،وكنا نقول له :ألا تخشى الموت .؟
يرد يوحنا :وهل كان المسيح يخشاه عندما سمروا يديه بالمسامير على صليب الخشب فتذكرت عبارة يسوع في لهجتها الآرامية والقائلة : أيلي ..أيلي ..لما شبقتني ..؟وترجمتها الى العربية هو : آلهي ..ألهي ..لماذا تركتني ...؟
ربما الآن مسيحو سهل نينوى يردوون ذات العبارة التي قالها يسوع قبل الآف السنين عندما يتعرضون الى حملات ابادة وتهجير ( يعرف ولا يعرف ) محركها والقائم بها .
وبالرغم من هذا ، هؤلاء البسطاء الطيبون من أبناء السهل الخصيب ، يدركون بعمق الأنتماء وفطرة التراب وشجرة الزيتون إن البيت لا يمكن أن يهد ويهاجر منه لمجرد رصاصة من ملثم او ورقة تهديد ، واذا لم يكن للدولة السلطة الحفاظ على وجودهم فثمة من يدرك من العراقيين من غير الدولة انهم يمتلكون الكثير فضائل وجود هذا الوطن وهذه الخارطة وهذا التاريخ . فقد عرفوا ازل الفرات ودجلة قبل ان يعرفه الكثير من مكونات البلاد .ولهذا من العار ان نجبر اهل البلاد على هجرها كما تفعل داعش اليوم ، ومن العار ان نجعلهم يكررون عبارة يسوع : آلهي ..آلهي ..لماذا تركتني...؟



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيماءات السندس والشعر عند وليد حسين
- قصص عن غرام المعدان
- العيون الخضر والماعون الصيني ( الفرفوري)
- المِعدان والمندائي يوحنا المَعمدان ...!
- الأهوار وموسيقى سمكة الشبوط..
- امرأة تكتب واللذة جنتها.....!
- مونليزا المعدان......!
- يوسف ( ع ) ، آية في الثكنة وليل الأهوار.....!
- شيء من التصوف المندائي....!
- النبي موسى ( ع ) ومعدان أهوار سيناء.!
- أحلام ليل الفخاتي ....!
- الاميرة السومرية الرسامة ( بتول آبي الفكيكي )
- كالكسي ( 5 ) وآي فون( 5 ) وصريفة* .......!
- أساطير الجفجير.....!
- السنونو هذا الطائر الشيوعي .....!
- طيري ياطياره طيري ...!
- المِعدان يعشقونَ أيطاليا وصوفيا لورين...........!
- ( الموت بالخازوق فقراً ومنفى )
- داعش لاتشبه مراكش ..ولا تشبه العش ..
- فاجينتي مالا.. اللون الأحمر والعنبر ..!


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - مسيحيو سهل نينوى ...( أصدقائي )