أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - غزة ضحية عدوان إسرائيل وصراع المحاور العربية والإقليمية














المزيد.....

غزة ضحية عدوان إسرائيل وصراع المحاور العربية والإقليمية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 14:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن المفاوضات حول هدنة تضع حدا لنزيف الدم في قطاع غزة المستمر منذ 12 يوما ، دخلت في بورصة الصراعات والمزايدات بين المحاور وأصحاب الاجندات العربية والإقليمية ، بل يبدو أن أولئك المتلاعبين والمتاجرين بالدم الفلسطيني يريدون توظيف الهدنة لتسوية حسابات فيما بينهم أو مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني . صراع الاجندات والمصالح العربية والإقليمية أخرت التوصل لهدنة ومنحت إسرائيل المبرر والوقت لتنتقل لمرحلة الحرب البرية المُخَطط لها مسبقا .
بالرغم من أن الدم الذي يسيل دم فلسطيني ، وبالرغم من وجود نوايا وطنية صادقة لكل مواطن يقاوم العدو بما هو متاح من أشكال المقاومة ، إلا أن دولا وجماعات وجدت في فلسطين وتحديدا في غزة الفقيرة والمحاصرة ، تربة ملائمة لصناعة حروب بالوكالة ، ولتمرير أجندتها المتعارضة والمتصارعة ، وكلِّ من أصحاب هذه الأجندة والمحاور يريد أن يسجل هدفا لصالحه تجاه خصمه ، على حساب الدم الفلسطيني ومستقبل القضية الوطنية الفلسطينية.
لم تعد الهدنة التي يتم الحديث عنها مجرد مفوضات لوقف إطلاق نار يُوقِف حالة الدمار والخراب التي يُلحقها العدوان بأهل غزة ، بل باتت صفقة شاملة فيها ما هو عسكري وأمني ، وما هو سياسي محلي ،وما هو سياسي عربي وإقليمي ، صفقة تريد كل الاطراف الفلسطينية والعربية والإقليمية أن تجد فيها موقع قدم وتحقيق مصالح ،ليس للشعب الفلسطيني وتمكينه من مقومات الصمود و،من خلال التنافس على تخفيف المعاناة عن غزة والاستعداد لإعادة إعمارها بعد الحرب ، بل لتصفية حسابات متعددة : حسابات بين حماس وحلفائها من جانب وحركة فتح والسلطة من جانب آخر ، حسابات بين مصر وحركة حماس ، حسابات بين مصر من جانب وتركيا وقطر وجماعة الإخوان من جانب آخر ، والأهم من ذلك تصفية حسابات بين إسرائيل من جانب والمقاومة والشعب الفلسطيني من جانب آخر بحيث تريد إسرائيل كسر شوكة المقاومة وإذلال الشعب الفلسطيني .
في السياسة وخصوصا الدولية قد تتعدد التحالفات والمحاور وتختلط الأوراق ، ودوما كان هذا ديدن القضية الفلسطينية حيث لم يكن الفلسطينيون يوما أصحاب قرار مستقل تماما فيما يخص قضيتهم ، ولكن الإبداع الفلسطيني كان يتبدى في القدرة على توظيف المشاريع والأجندة العربية والإقليمية والدولية ذات المصالح المتصارعة في الشرق الأوسط لصالح القضية الوطنية ، والعمل قدر الإمكان لعدم إلحاق المشروع الوطني بأي من أصحاب الأجندات الخارجية.
في ظني سيبقى التداخل قائما ما بين القضية الفلسطينية ومحيطها العربي والإقليمي نظرا لطبيعة الصراع مع إسرائيل كصراع له أبعاد وطنية وقومية عربية وإسلامية ، ونظرا لواقع الشتات وضعف الاقتصاد الفلسطيني وحالة الفقر والبطالة ، وهذا ليس خاص بالفلسطينيين وحدهم بل موجود بدرجة ما في المشاكل والصراعات التي تعرفها الدول العربية ، من مصر إلى سوريا إلى ليبيا حتى اليمن، حيث يتداخل الوطني مع الإسلامي مع الإقليمي . لذا يجب عدم التحجج بتدخل الأجندة الخارجية لإبعاد المسؤولية عن الذات وإخفاء الخلل في بنية النظام السياسي الفلسطيني ، والاهتمام بدلا من ذلك في كيفية العمل وطنيا بما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني .
كان صراع الأجندات والمصالح في الماضي يأخذ طابعا أيديولوجيا وسياسيا ، وأحيانا عسكريا ولكن خارج الأراضي الفلسطينية ،كما جرى في لبنان لفترة من الوقت ، ولكن صراع المحاور والأجندة الخارجية هذه المرة يأخذ طابعا عسكريا ودمويا ، وعلى الأرض الفلسطينية وبالدماء الفلسطينية ، وعلى حساب القضية الفلسطينية . كل ذلك يتطلب موقفا وطنيا موحدا يحرر القضية الفلسطينية والدم الفلسطيني من صراع المحاور ، وعدم إعطاء فرصة لأية دولة لأن توظف الدم الفلسطيني كأداة لخدمة مصالحها وأجندتها ، وقد دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا في الفترة الأخيرة على خلفية العلاقة بين حركة حماس والإخوان المسلمين .
معركة غزة لها أبعاد استراتيجية ترمي لإعادة رسم الخريطة السياسية في فلسطين ، والحس الشعبي العام يدرك ذلك ، ولذا نجد هذه الحالة الجماهيرية الغاضبة على الاحتلال وضد العدوان ، والمتخوفة ليس فقط من الحرب بل أيضا من هدنة غير متوازنة قد يتم فرضها على الكل الفلسطيني. الفلسطينيون ورجال المقاومة في غزة يريدون هدنة تُوقِف العدوان اليوم قبل غد ، ولكنهم يريدونها هدنة تحافظ على حياة المواطنين وتحمي الوطن في نفس الوقت ، هدنة تعزز الوحدة الوطنية وليس هدنة تثير الفتنة وتعزز حالة الانقسام .
ننتظر حكماء فلسطينيين وأطراف خارجية ليس لها أجندتها الخاصة في المنطقة ، لتُعجل في التوصل لهدنة مشرفة ، وإلا ستستمر إسرائيل في عدوانها وقد تستدرج تدخلا عسكريا عربيا و دوليا لفرض كيان أو دولة مسخ في غزة منزوعة السلاح .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب والهدنة في فلسطين : التباس في المواقف والأهداف
- حتى لا تحصد إسرائيل بالهدنة ما عجزت عنه بالحرب
- ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب
- عدوان إسرائيلي متعدد الاهداف
- إشكالية الرواتب : بين حقوق الموظفين وحق الوطن
- ما زال بالإمكان إنقاذ المصالحة
- ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل
- الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري
- الهويات الفرعية كتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة
- إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الوحيدة المتبقية في العا ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط توافقية لا يعني نهاية الانقسام
- البرنامج السياسي لحكومة (التكنوقراط) لا يُلزِم إلا الحكومة
- في ذكرى النكبة : انهزم العرب فانتكب الفلسطينيون
- الخلل ليس في وجود سلطة وطنية بل في وظائفها ومرجعياتها
- المصالحة الفلسطينية بين الإرادة والقدرة
- ضرورة تحرير حركة فتح من استحقاقات السلطة والتسوية
- منظمة التحرير الفلسطينية أمام مفترق طرق
- هل نحن امام استراتيجية فلسطينية متعددة المسارات ؟
- في ذكرى يوم الأرض ؟ لماذا لا يكون يوم للأرض في مواجهة الاستي ...
- الأرض أهم من الإنسان


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - غزة ضحية عدوان إسرائيل وصراع المحاور العربية والإقليمية