أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!














المزيد.....

العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 13:48
المحور: كتابات ساخرة
    



العيارون..سلطة العدل خارج القانون (1 – 3)
(بغداد..بين تاريخين!)

تقترن السلطة في تاريخنا العربي بالاستحواذ على الثروة،التي تفرز بالضرورة قلّة من الاغنياء تعيش حياة الرفاهية وكثرة من الفقراء تعيش حياة بائسة.وكانت بغداد قد شهدت زمن الخليفة هارون الرشيد احدى اشد مراحل هذا التباين حدة بين هاتين الطبقتين.كانت هنالك حياة بذخ وترف سفيه ومجون لقلة تمتلك السلطة والثروة والقانون ،وكثرة من معدمين وجياع وعاطلين طحنهم الفقر بسبب انشغال الزعماء والحكام بالملذات و(انهماك السلطان في القصف والعزف واعراضه عن المصالح الدينية والخيرات السياسية) على حد تعبير ابي حيان التوحيدي.
من هذا الجمع الغفير من الجياع والفقراء والمعدمين والمهمشين،ظهرت جماعة اطلق عليهم (العيارون)..والعيار تعني لغويا..الكثير التجوال والطواف الذي يتردد بلا عمل ،ويتصف بالذكاء عادة..غير انهم كانوا يشكلون مع الشطار واللصوص جماعة منبوذة اجتماعيا..ولهذا فانهم كانوا في صراع مع المجتمع الذي نبذهم، تطور تدريجيا من التمرد عليه الى القيام بالثورة ضد السلطة وكبار الاثرياء..والحصول على حقوقهم الشرعية باساليب غير شرعية..
ومع ان المصادر التاريخية وصفتهم بانهم (غوغاء من السفلة والأوباش والحثالة العامية)فانهم وصفوا ايضا بأنهم كانوا اصحاب قضية سدت في وجوههم السبل المشروعة فلم يجدوا الا اللصوصية والشطارة والعيارة وقطع الطريق سبيلا للتعبير عن انفسهم وقضيتهم..وكانوا في واحد من اساليبهم مثل روبن هود..يسرقون المال من الاغنياء ليوزعوه على الفقراء والمحتاجين...ولهذا وصفوا بانهم (سلطة العدل خارج القانون).
ومع ان العياريّن يذكروننا بالصعاليك زمن الجاهلية من حيث التشابه السيكولوجي والاجتماعي الا انهم كانوا اكثر شأنا وأشد فعلا لاسيما زمن الفتنة بين الأخوين الأمين والمأمون حيث شكلّوا ظاهرة سياسية وعسكرية ووطنية ايضا!.فحين اقتربت جيوش المامون من بغداد عام 196 هجرية،وحاصرتها ورمتها بالمجانيق ثم دخلوها..فقتلوا وهدموا واحرقوا..حصل ان معظم قواد الأمين هربوا ولم يصمد في هذه المعركة الا عامة بغداد (والأوباش والرعاع..اي العيارون)بحسب الطبري..وانهم(العيارون) هم الذين جعلوا قائد جيوش المأمون (طاهر بن الحسين)يعجز عن دخول بغداد.بل انهم استماتوا في الدفاع عن بغداد بعد ان استسلم قائد جيش الامين وصاحب شرطته...ما يعني انهم كانوا اكثر حبا لبغداد من سادتها..وان فقرائها اكثر تعلقا بها من اغنيائها .
والمفارقة ان جند الأمين وجند المأمون شرع كل منهما في تدمير وحرق الجانب الذي اعتصم به خصمه،وكانت النتيجة تدمير بغداد وحرقها وهدمها لأول مرة في تاريخها ..وهي الوقعة التي رثى فيها الشعراء بغداد لأول مرة رثاءا مرّا يفيض حسرة على مصير بغداد ..وأن العياريين انفسهم رثوها كما ينقل الدكتور محمد رجب النجار عن الطبري، فيما لم يرثها من حكامها وأغنيائها أحد!
اكيد انك سحبت حسرة على ما جرى ويجري لبغداد..وفي الحلقات المقبلة ما يجعلك تؤمن اكثر ان الوصول الى السلطة يؤدي الى الاستحواذ على الثروة حتى لو كانت ديمقراطية..وانها تفرز قلة تعيش حياة الرفاهية وكثرة تعيش حياة بائسة..والفرق ان العياريين ايام زمان كانوا قوة تخشاها السلطة والاثرياء الفاسدين فيما (عياريي) زمن الديمقراطية لا يملكون سوى التظاهرات والترديد..(نواب الشعب كلهم حراميه)!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا كاس العالم
- هيبة الحاكم حين تتضعضع..نصيحة لمن يعنيه الأمر مع التتقدير
- كتابات ساخرة:نكتة لها حكاية موجعة
- الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك
- العراقيون..في يوم الحساب! فنتازيا
- مهدي الحافظ..محرجا
- كتابات ساخرة:العاض والمعضوض في كأس العالم..والعراق!
- الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي
- الخيارات صعبة..ومبادرة للحل
- العراقيون ..وكأس العالم
- الحاكم الفاشل..تحليل شخصية
- ليلة سقوط الموصل!
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (2-2)
- الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك
- وسائل السيطرة على التشاؤم لدى العراقيين
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!