أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحميداوي - عقدة المالكي














المزيد.....


عقدة المالكي


محمد الحميداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عقدة المالكي!
------------
يكثر الحديث هذه الأيام وفي ظل سخونة المشهد الأمني والسياسي في العراق عن عقدةٍ اسمها ( نوري المالكي) تتلخص هذه العقدة في إصرار الرجل على الترشح لولاية ثالثة على أساس انها استحقاق طبيعي لنتائج الانتخابات الاخيرة الامر الذي يعده خصومه عقبة كأداء في وجه إيجاد متنفسٍ للاختناق السياسي والطائفي والقومي الذي بدأت شرره تتطاير في الأفق منذرة ً بخطر محدقٍ يحيط بالعراق وأهله .
يعتقد خصوم المالكي ومناوؤه ان تنحيته عن سدة الحكم سيكون الباب الذي يفتح منه ألف باب لحلحة الاحتباس السياسي بتجلياته الأمنية والخدمية والاجتماعية ...الخ.
ان هذا الاعتقاد ينطوي على تبسيط شديد لأمراض الواقع العراقي وإفرازاته التي طفت على السطح بعد العام 2003م فان اي متابع لهذا الواقع يعلم ان مشاكله اعقد وأعمق من ان تتمحور حول شخص بعينه على مستوى بقائه او رحيله سواء أكان المالكي هو ذاك الشخص او غيره .
أم المشاكل السياسية في العراق هي عدم وجود سقفٍ اعلى للخلاف بين كتله السياسية وبالتالي يكاد يكون العراق البلد الوحيد في العالم الذي يختلف لاعبوه السياسيون على البديهيات السياسية !
ان هذا الاختلاف هو نتيجة طبيعية املتها المنطلقات الفكرية والسياسية التي شكلت مظلات آيديولوجية لعمل الكتل والأحزاب في هذا البلد وطبيعة المشهد السياسي الذي أوجده الاحتلال الامريكي وهو مشهد طائفي بامتياز يقوم على أساس المحاصصة الطائفية والقومية فترتب على ذلك ان نفخت الطوائف والقوميات بمجملها في حجمها الاجتماعي رغبة منها في قضم اكبر مقدار ممكن من المكاسب السياسية الى الحد الذي صارت فيه بعض الطوائف تأبى القبول بحجمها المفترض وتحاول جاهدةً وبما أوتيت من قوة زيادة نسبها السكانية ادراكاً منها بترتب استحقاقات سياسية على ذلك ،وربما أشار اسامة النجيفي الى ذلك وفي اكثر من مرة في معرض حديثه عن الأغلبية السكانية.
وبالعودة الى المنطلقات الفكرية والأيدلوجية التي تعاطت من خلالها الكثير من المكونات القومية والمذهبية مع المشهد السياسي ( ان تسليط الأضواء عليها كفيل بفهم أعمق للمشكل السياسي والامني الذي لازم هذا المشهد منذ رؤية النور في ألغام 2003م ) نقول :
لم تنطلق المكونات سالفة الذكر عبر واجهاتها السياسية من إيمانها الاستراتيجي بأصل الواقع الذي نتج عن إسقاط النظام السابق ولا تعاملت مع افرازاته ومخرجاته والتي أهمها الدستور كمحددات موضوعية تمثل خطوطا حمراء لايمكن تجاوزها ومرجعيات قانونية يحتكم اليها عند الخلاف والاختلاف الامر الذي أدى الى تحول إفرازات هذا المشهد السياسي التقنينية والتشريعية الى مادة هلامية يسهل قولبتها بالشكل الذي يريده هذا الطرف او ذاك انطلاقاً من عدم ( قدسية) النص القانوني والدستوري اوالطعن بمؤسساته التي تتكفل مهمة تفسيره وبيان مراداته عبر إلباسها ثوب التسييس ومحاباة أطراف سلطوية نافذة .
ضم الزعيم الكردي مسعود برزاني للمناطق المتنازع عليها وتفسيره الشخصي لمادة دستورية يُفترض ان المؤسسات القانونية كفيلةٌ ببيان مضامينها وإصرار عرب السنة على تطبيق الإقليم السني دون المرور بالمقدمات الدستورية شاهد صدقٍ على الادعائين السابقين .
ان جميع الاخطار التي تحدق اليوم بالعراق تجد لها مبررات آيدلوجية سياسيةً او دينية لذا فان إحلال شخص مكان آخر لا يلغي هذه المبررات ولا يبطل مفعولها على الارض ليتوافق السياسي والامني على عدم تنغيص المشهد الأمني والسياسي كما يفترض البعض .
ان تغيير السيد نوري المالكي يمكن ان يكون متنفساً للاختناق السياسي الذي يعيشه البلد ويفسح مجالاً وممرا آمناً لمن اراد الرجوع عن ركوب موجة الأحداث الأمنية الاخيرة بحفظ البقية الباقية من ماء الوجه الا ان هذا كله سيكون بمثابة ( بنج موضعي) سرعان ما يتلاشى أثره ليعود الوضع معقداً من جديد .
لا اقول هذا القول دفاعاً عن المالكي فالرجل له أخطاؤه السياسية بل خطاياه لكني ضد من يسطح المشكلة ويعصبها برأس شخص بعينه فان مشاكل العراق مزمنةٌ ولن يكون رحيل شخص مهما كان سوءه المفترض سببا في اقتلاعها من جذورها او تخفيف نوعي لحدتها بحيث لا ينجلي الليل الا عن رحيل القاعدة وتفرعاتها وغياب البعث ومشتقاته وحلحلة المعضلة الكردية العابرة للحكومات والنظم السياسية في إطار عراق واحدٍ موحدٍ وقطع يد التدخل الإقليمي والدولي وووو الخ !
ان حل حزمة المشاكل التي يعانيها العراق وعلى جميع الأبعاد يكمن في تغيير منهج التعاطي مع الواقع السياسي فان إصلاح الخلل المنهجي السياسي هو بوابة الدخول لاقتلاع تلك المشاكل او التقليل من آثارها بمستوى معتدٍ به ،وغير خافٍ على مطلع ان اغلب الكتل السياسية متفقة ولو نظرياً على هذا التشخيص بيد ان كل واحدة منها تمتلك رؤية خاصة عن طبيعة هذا المنهج وترى ان هذه الرؤية هي افضل تعبيرٍ عنه، وربما تأتي الإشارة الى ذلك في مقال مستقل .

محمد الحميداوي - بغداد



#محمد_الحميداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحميداوي - عقدة المالكي