رحت أستفسر من عقلى وهل يدرك
عقلى
محنة الكون التى استعصت على العالم قبلى
ألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى
لأجلى
وإذا كان لكل من فيه حق: أين حقى؟!
(2)
فأجاب العقل فى لهجة شكاك
محاذر
أنا فى رأسك محفوف بأنواع المخاطر
تطلب العدل وقانون بنى جنسك
جائر
ان يكن عدلا فسله عن لسانى: أين حقى؟!
(3)
أنا ضيعت كما ضيعت جهدا فى
هباء
باحثا عن فكرة العدل بكد وعناء
وإذا بالناس ترجو العدل من حكم
السماء
وسماء الناس كالناس تنادى: أين حقى ؟!
(4)
أترانى أرتئى ما يرتئيه
الناسكونا
وأجارى منطقا يعتبر الشك يقينا
وأقر الوهم فيما يدعيه الوهم
دين
افسيعود العلم يدعونى بحق: أين حقى ؟!
(5)
ان أنا أذعنت للخلق وحاولت
التعامى
كان شأ،ى شأن من يطلب غيثا من جهام
فنظام الخلق لا يعرف وزنا
لنظامى
ونظامى لم يزل يصرخ مثلى: أين حقى؟!
(6)
ما لبعض الناس لايحسب
للتفكير فضلا
ومتى ناقشته الرأى تعداك وولى
زاعما ابقاء ما كان على ما كان
أولى
من جديد يعرف الواقع منه: أين حقى ؟!
(7)
ليتنى أسطيع بعث الوعى فى
بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوى تحت
العمائم
من مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقى؟!
(8)
يا ذئابا فتكت بالناس آلاف
القرون
أتريكنى أنا والدين فما أنت ودينى
أمن الله قد استحصلت صكاً فى
شؤونى
وكتاب الله فى الجامع يدعو: أين حقى؟!
(9)
أنت فسرت كتاب الله تفسير
فساد
واتخذت الدين احبولة لك واصطياد
فتبلبست بثوب لم يفصل بسداد
وإذا
بالثوب ينشق ويبدو: أين حقى؟!
(10)
بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب
البصائر
فاستعار القوم ما يستر سوءات السرائر
هو ثوب العنصريات وهذا غير
ساتر
وصراخ الأكثريات تعالى: أين حقى؟!
(11)
كيف تبقى الأكثريات ترى هذى
المهازل
يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل
وملايين الضحايا بين فلاح
وعهامل
لم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقى؟!
(12)
أمن القومية الحقة يشقى
الكادحونا
ويعيش الانتهازيون فيها ناعمونا
والجماهير تعانى من أذى الجوع
شجونا
والأصولية تستنكر شكوى: أين حقى؟!
(13)
حرروا الأمة ان كنتم دعاة
صادقينا
من قيود الجهل تحريرا يصد الطامعينا
وأقيموا الوزن فى تأمين حق
العاملينا
ودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقى؟!
(14)
يا قصورا لم تكن
الا بسعى الضعفاء
هذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساء
وبنوك استحضروا الخمرة من
هذى الدماء
فسلى الكأس يجبك الدم فيه: أين حقى ؟!
(15)
حاسبينى ان يكن ثمة
ديوان حساب
كيف أهلوك تهادوا بين لهو وشراب
وتناسوا أن شعبا فى شقاء
وعذاب
يجذب الحسرة والحسرة تحكى: أين حقى؟!
(16)
كم فتى فى الكوخ أجدى من
أمير فى القصور
قوته اليومى لا يزداد عن قرص صغير
ثلثاه من تراب والبقايا من
شعير
وبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقى؟!
(17)
وفتاة لم تجد غير غبار
الريح سترا
تخدم الحى ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كى تملك بعد الموت
قبرا
واذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقى؟!
(18)
ما لهذى وسواها غير
ميدان الدعارة
لتبيع العرض فى أرذل أسواق التجارة
وإذا بالدين يرميها ثمانين
حجارة
وإذا القاضى هو الجانى ويقضى: أين حقى؟!
(19)
أين كان الدين عنها
عندما كانت عفيفة
ومتى قدر حقا لضعيف وضعيفة
ولماذا عدها زانية غير
شريفة
الان العرف لا يسمع منها: أين حقى؟!
(20)
كان من واجبه يمنحها عيش
كفاف
قبل أن يضطرها تبتاع عيشا بعفاف
ولماذا أغلظ القاضى فيها وهو
مناف
للنواميس ولا يسأل منها: أين حقى؟!
(21)
كم زنى القاضى وكم لاط
بولدان وحور
واحتسى أوفر كؤوس من أباريق الفجور
أين كان الدين عن اجراء قاضيه
الخطير
ولماذا لم يصارحه كسجان: أين حقى؟!
(22)
القاضى الدين تميز على حال
الجماعة
أعليه الحكم لا يرى وان يأبى أتباعه
أقضاة الدين أدرى بأساليب
الشفاعة
واذا الدين ارتضاها لم يطالب: أين حقى؟!
(23)
برياء ونفاق يخدعون
الله جهرا
أين مكر الله ممن ملئوا العالم مكرا
ان صفا الأمر لهم لن يتركوا
لله أمرا
وسيبقى الله مثلى مستغيثا: أين حقى؟!
(24)
ليس هذا الدين دين
الله بل دين القضاة
لفقوه من أحاديث شياطين الرواة
وادعوا أم من الله نظام
الطبقات
ان يكن حقا فقل لى يا الهى: أين حقى؟!
(25)
ليس فى وسعى أن أسكت
عن هذى المآسى
وأرى الأعراف والأعراف من دون أسى
بين مغلوط صحيح وصحيح فى
التباس
وكلا العرفين لا يفهم منه: أين حقى؟!
(26)
خطأ شاع فكان العرف من
هذا الشياع
صواب حكم العرف عليه بالضياع
وسواد الشعب مأخوذ بخبث
وخداع
لقطيع يلحق الذئب وينعى: اين حقى؟!
(27)
ليس هذا الذنب ذنب الشعب بل
ذنب الولاة
وجهوا الأمة توجيه فناء لا حياة
وتواصوا قبل أن تفنى بنهب
التركات
واذا الحراس للبيت لصوص: أين حقى؟!
(28)
دولة يؤجر فيها كل أفاك
عنيد
أجره لا عن جهود بل لتعطيل الجهود
لم يواجه نعمة الأمة الا
بالجحود
واذا النعمة تغلى فى حشاه: أين حقى؟!
(29)
من فقير الشعب بالقوة
تستوفى الضرائب
وهو لم يظفر بحق ويؤدى ألف واجب
فعليه الغرم والغنم لسراق
المناصب
أيسمى مجرما ان صاح فيهم: اين حقى؟!
(30)
من حفاة الشعب والعارين
تأليف الجنود
ليكونوا فى اندلاع الحرب أخشاب وقود
وسراة الشعب لاهون بأقداح
وغيد
وجمال الغيد يستوجب منهم: أين حقى؟!
(31)
عائشا عيشة رهط لم يفكر
بسواه
همه أن ينهب المال لاشباع هواه
أين من يفتح تحقيقا يرى عما
جناه
ويريه بانتقام الشعب جهراً: أين حقى؟!
(32)
أيها العمال هبوا وارفعوا
هذى البراقع
عن وجوه ما بها غير سحاب ومصانع
واصرفوها عن عيوب عميت عن كل
دافع
وترانى صادقا عنها بقولى: أين حقى؟!
(33)
أيها العمال أين العدل من
هذى الشرايع
أنتم الساعون والنفع لأرباتب المصانع
وسعاة الناس أولى الناس فى
نيل المنافع
فليطالب كل ذى حق بوعى: أين حقى؟!
(34)
كيف يقوى المال أن
يوجد فى غير جهود
أين كان النقد لولا جهد صناع النقود
ومتى يقدر أن يخلق طيرا
من حديد
فلهذا الجهد أن يدعو جهرا: أين حقى؟!
(35)
أين كان المال قبل
الجهد أو قبل الطبيعة
وهما قد سبها فى غابر العهد شروعه
واذا بالمال لا يذكر
للعهد صنيعة
وإذا بالجهد يستجدى صهبانا: أين حقى؟!
(36)
لم يؤثر بيقينى ما
أقاسى من شجون
فشجونى هى من أسباب تثبيت يقينى
ولتكن دنياى ما بين اعتقال
وسجون
وليكن آخر أنفاسى منها: أين حقى ؟!