أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح طافش - عبث اضافي














المزيد.....

عبث اضافي


كفاح طافش

الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقفت حائرا امام كلمات جون هنري حين قال " لاتخش أن حياتك سوف يكون لها نهاية،لكن مايجب أن تخشاه هو أن تمضي حياتك دون أن تصنع منها شيئاً عظيماً " فقد اثارت عاصفة من الاسئلة المتناقضة والمتباينة. متى يصبح الانسان غير مكترث لحياته؟ وحين يصل لذلك كيف يستطيع تاكيد انها تذهب في سبيل ما اقتنع بحيث لا يسقط دمه في سوق التجارة الرخيصة؟ وكبف لا نخشى موتنا ونحن نعرف ان النتائج ليست بحجم التضحيات؟ ومن منا يستطيع الوقوف امام حقائق تقول ان ما يحدث بغزة فصل من العبثية الغير مفهومة؟ وهل الانسان الذي يخضع للاحتلال مطلوب منه التضحية في ظل قيادة تاريخية مأزومة لا تشكل رافعة لتضحياته؟ ونحن اصلا كشعب كيف نتلمس تضحياتنا وكيف نتضامن فيما بيننا؟ وهل فعلا سقوطنا المدوي في هوة الفراغ العبثي لمنهجان يسودان ساحتنا الفلسطينية مقاوما او مفاوضا عرانا قيميا واخلاقيا حتى غدونا دون قدرة على تلمس واقعنا باننا شعب تحت الاحتلال؟
ان كل الاسئلة التي ثارت في اعقاب ملاحظة السياسي جون هنري تركتني ابحث في ثلاث مسائل اساسية تشكل اركان الصورة الحالية والتي تكثف المشهد القائم،فمن جهة الاحتلال وهو السبب الرئيسي لكل الازمات التي نعايشها ودخولنا نفق الانهيار القيمي والاخلاقي، ان أي قوة احتلال لا تسعى فقط للسيطرة على الارض فهي تعي تماما انها وبدون السيطرة على الوعي لا يمكن لها ان تثبت احتلالها للارض، كما ان مشروع السيطرة على الوعي يحتاج لمجموعة كبيرة من الادوات والبرامج والتي تدخل في تركيب البناء الاجتماعي للشعب المحتل وبالتالي لا يمكن ان نقيم سلوكنا الجمعي كفلسطينيين تجاه ما يحدث بدون تلمس دور الاحتلال في اعطابنا، فمن طريقة احتفالاتنا بالصواريخ واساليب المقاومة التي فيها من الادعاء اكثر من الحقيقة، الى احتفالاتنا بفوز المانيا بكأس العالم وحتى وصولنا الى الاحتفالات التي لا تنتهي بنتائج الثانوية العامة،هذا كله يؤشر اننا امام ازمة قيمية حادة لايمكن تجاوزها دون اعادة فهم مسبباتها ومقتضياتها.
كما ان الاحتلال وان كان عدوا لابد وان تخلق معادلة قيمية معه هتى وان كان منزوعا من القيم فالمقاوم حتى يستطيع ان يثبت مفهومه كذلك عليه ان يثابر على منظومة قيمية تضبط سلوكه وأداءه، وما لنا بتجربة حزب الله في لبنان- حتى وان اختلفنا معها- خير مثل على القيم التي فرضت نفسها كمعيار مهم في المعركة وهذا اهم المعايير التي ساهمت في 2006 حين استطاع حزب الله تسجيل جولة لصالحه بالواقعية والعملية والقيم التي بنيت على المصداقية والفعل الحي، ان هذا المثل يضعنا مباشرة امام ركن ثاني في المشهد القائم حيث دور الحقل السياسي الفلسطيني بكل مكوناته وكيف يتعامل مع الازمة.
ان الانقسام العمودي الذي جزء الحقل السياسي الفلسطيني بين منهجين اختلفا بالشكل ولكن للاسف مضمونهما واحد، فالمنهجان عبثيان وغير اخلاقيان، فمن جهة منظمة التحرير وما تعنيه من تعبيرات تتجلى صورة ازمتها المركبة والمستفحلة في اوضح صورها فهي تتعامل وكانها تدير ازمة وليست جزء منها وكما ان خطابها عقيم لا يؤشر حتى لاحقيتها قيادة شعب تحت احتلال، اما النهج الذي يدعي المقاومة فهو كاذب مبني على الادعاء والاسطرة اكثر منه واقع حقيقي، وهو وان يلهث بكل قوته فهو يطلب اخذ دور الاولى ولن يكون خارج سلوكها او بديلا عنه ولنا بالتجربة الحية خير دليل، فمن يجرؤ على الادعاء والتعامل مع الدم الفلسطيني كانه رخيص لا ثمن له غير تحسين شروط بقائه وتثبيت وجوده لا يمكن له ان يكون خارج البنية الفكرية للمجتمع وهذا ما اشار له الكاتب مهدي عامل حين شخص ازمة الواقع العربي في كتابه بالتناقض.
والمركب الثالث الشعب الفلسطيني، ضحية الضحية، فالشعب وقع بين فكي كماشة الاول الاحتلال وكل تعبيراته الفكرية والأيديولوجية والثاني الحقل السياسي المعطوب قيميا، ما كان من ارتدادت عملية تغريب الشعب عن قضيته وبلده غير ضهور انزياحات حادة بالهوية والثقافة علينا الاعتراف بها، فحين نقتل بغزة وتسمع السيارات تجوب الشوارع وهي تضع الاغاني العبرية ابتهاجا بنتائج الثانوية العامة عليك الاعتراف بحقيقة الاغتراب الحاصل، وحين تسمع الناس يتفاخرون بالصواريخ والمقاومة وينظرون للمجتمع الاسرائيلي بانه جبان حين يختبئ في الملاجئ دون الاكتراث باعداد الشهداء وكيف سقطوا اعلم انك امام حقية اغتراب الانسان عن انسانيته، وحين تقف عاري امام عجزك وتعلم ان اغلب الشعب لم يعد يكترث لكل ما يحدث على قاعدة " بدنا نعيش" اعلم ان المؤامرة اكبر من كونها حديثة.
ان كل التشخيص الانف الذكر يدعونا الى البحث عن المخرج من المازق الحاد الذي نعيشه وهذا لا يكون عبر اقتراحات محددة نابعة من فرد بقدر ما يجب ان تكون ارادة شعبية يحددها عقل جمعي واعي للضرورات ومحيط بكل التحديات والاهم من هذا ان يكون واقعيا بعيد عن الادعاء والشعارات الفارغة ورفض الخطاب الشعبوي، ان هذا وان توفر يحتاج لورشة مجتمعية كبيرة قد تحتاج جهد وعمل لسنوات كثيرة، ولكن وبرأي الفذ فيصل دراج " ان لم تلعن الظلام ستنطفئ الشمعة الاخيرة "، والى ذلك اعتقد اننا يجب الحفاظ على انسانيتنا وانساننا فلانتصارات الوهمية والدعائات لا تعيد الاطفال الذين يسقطون يوميا هناك تحت الانقاض بفعل القنابل، وان لم تقف اليوم سوف تقف بعد زمن فلا حرب تستمر للمالا نهاية وسنكون قد خسرنا ارواحا اكثر دون تغيير يذكر، ولهذا اوقفوا الحرب المجنونة بغزة باي ثمن ولنتوقف عن ممارسة دور الجلاد عكس منطقنا وضرورات حضورنا كضحايا.
كفاح طافش
جنين
17/7/2014



#كفاح_طافش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ عاجل


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح طافش - عبث اضافي