أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - سِلال الطماطة .. ما أشبه اليوم بالبارحة .














المزيد.....

سِلال الطماطة .. ما أشبه اليوم بالبارحة .


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 08:53
المحور: كتابات ساخرة
    


لنعود مرة أخرى الى ما جرى ويجري في البرلمان العراقي من شد وربط وإرخاء على مدى السنوات العشر الماضية والتي كانت تصب كلها في مصلحة الأقوياء من الأحزاب السياسية التي تصدرت الواجهة في العراق الجريح , ولم يكن همها مصلحة الوطن بقدر بحثها عن المكاسب الضيقة على حساب الغالبية من أبناء الشعب الذين يعيشون في أزمة حياتية خانقة من إنعدام الماء الصالح للشرب والكهرباء والدواء والغذاء الكافي والسكن الملائم والتعليم الذي إنخفض مستواه الى أبعد الحدود والأمن الذي أصبح حلماً لأبناء الشعب الذي لم يستطعموا به من أيام الدكتاتورية البغيضة وبعدها دخول القوات الأمريكية والأجنبية العراق وإحتلالة عام 2003 . ولو عملنا خط بياني على مدى العقد الأخير من الزمن لوجدنا النزول والهبوط المريع في كل مناحي الحياة الإنسانية حيث صُنف العراق على ضوئها بالمراتب الدنيا عالمياً رغم ما يملكه من ثروات نفطية هائلة وغاز طبيعي ومعادن أخرى . ولو أُعطيت هذه الثروات الضخمة بأيدي أمينة ونزيهة وحريصة لكان الأمر يختلف , ولكان العراق الآن في مصاف الدول التي يعيش شعبها في بحبوحة ونظام حكم مدني عادل ونزيه وحقوق إجتماعية وإقتصادية وسياسية تحرص على تقديم الأكفاء والمخلصين لقيادة دفة البلاد , لكن للأسف ما جرى هو العكس وتصَدر من ليس لهم غير المصالح الحزبية الأنانية الضيقة , فأضاعوا العراق وأضاعوا ثرواته الضخمة .
واليوم وبعد الإنتخابات البرلمانية الأخيرة والتي جاءت رغم المثالب الكثيرة عليها وعدم نزاهتها , يقفز الى السطح من جديد نفس النهج القديم السائر على المحاصصة الطائفية والتي سارت عليها الحكومات المتعاقبة والتي أدت الى تمزيق الوطن وسيطرة العصابات الداعشية والمتعاونين معها على أجزاء مهمه منه ( الموصل , تكريت , صلاح الدين وأجزاء من ديالى , الى جانب الفلوجة والأنبار وغيرها ) . فماذا ينتظر السادة المسؤولون أكثر من هذا الخراب .
جاءت نفس الوجوه مرة أخرى مع إختراق بسيط من قوى خيرة للتحالف المدني الديمقراطي وعناصر وطنية نزيهة , لكن الأقوياء هم الأقوياء , أقوياء على شعبهم ضعفاء أمام الأعداء , وليس هناك أمل في إصلاح الحال لما هو موجود على أرض الواقع من تعصب وطائفية والركض وراء المناصب والمصالح الذاتية فأضاعوا الوطن بما فيه , وسيضيع الباقي إذا إستمروا على نفس النهج التحاصصي المقيت .
سباق محموم بين هذه الكتل وإستعصاء دائم في ما بينها , وإختلاف في الروئية التي تتعارض مع مصالحها الذاتية لتمسكها بمواقفها المتشنجة وعند عدم الإتفاق يجري خلف الكواليس وضع الأمور في ( سلة واحدة ) , حيث يُجمع فيها الزين والشين كما يُقال , ويخرج الشعب خالي الوفاض .
وتُذكرنا هذه الظاهرة مع الإعتذار للمقارنة بما يجري في الأسواق من بيع وشراء , ففي سوق الخضار مثلاً نجد ( السِلال ) الكثيرة مطروحة للبيع فهذه ( سلة الطماطم ) وهذه ( سلة الخيار ) وتلك ( سلة التفاح ) , و ( سلة البرتقال ) وأُخرى للأعناب والأرطاب وغيرها من الفواكه والخضراوات بما فيها المستوردة , ففي هذه ( السِلال ) نجد الأنواع الجيدة والمتوسطة الجودة والرديئة وهي ما تُسمى بـ ( السلة المشكلة أو المخلوطة ) , وعلى المشتري أن يقبل بها على عِلاتها , وحين نقلها الى البيت يجري عزل الردئ منها وعزاؤه أن يجد فيها ما يمكن قبوله .
وعلى كل حال هذا ما يمكن قبوله في أسواق الخضرة , وكذلك في أسواق الدواجن والطيور حيث نجد أنواع مختلفة من(سِلال البيض ) كثيرة ومتنوعة بإختلاف أنواع الطيور , ففيها بيض الدجاج من مختلف الأحجام وبيض الطيور المختلفة والبط والوَّز والدَراج وطيور الحُب وحتى العصافير وغيرها موضوعة كلها في ( سلة واحدة ) , فيستهويك نوعاً منها ولكنك تضطر بأن تأخذها كاملة على علاتها , وحين تضع هذه البيوض في ( جهاز التفقيس ) يخرج منها العجب , أشكال مختلفة ليس فيها ما يشبه الآخر , وكأن النكتة الدارجة عن ( الببغاء ) الذي يتكلم تجعل من بيوضه الوهمية من النوادر التي يتناولها أصحاب النكتة الطريفة , حيث تُباع ( سلة كاملة ) من مختلف البيوض على أنها ( بيض الببغاء الناطق ) , وعند التفقيس تخرج أشكال مختلفة من الطيور لا علاقة لها بـ ( الببغاء ) وعليه يجري توصيف الببغاء المسكين بأوصاف لا تليق بمقامه العالي بين الطيور !! . ويُطعن بشرفه ونزاهته وحُبه للإنسان .
هذا كله يجري التداول به في الأوساط الشعبية ويذهب البعض على توصيف الحالة بـ ( ولاية الأقوياء ) , حيث يجري فيها كل شيء معكوس ويتوالف مع رغبات من يملكون القرار , فنرى الكثير من الأمور تقف على رأسها وتعُط منها روائح الفساد والسرقة والمحسوبية والمنسوبية , ولا تجد أحداً يقف بالضد منها طالما تجري الأمور على قاعدة ( إسكت عني , أغض الطرف عنك ) , وهذا ما يدفع ( سفينة العراق ) أن تسير في محيط مترامي الأطراف تتقاذفها الأعاصير ولا سبيل أن تصل إلى بر الأمان بسلام .
لقد جري غمط حقوق الكثير من شرائح المجتمع وكذلك المكونات القومية والأثنية لعدم وجود من يدافع عنهم في ( البرلمان ) وذلك للقصور الحاصل في قانون الإنتخابات الذي حرم أطرافاً سياسية عديدة من الوصول الى ( عتبة البرلمان ) التي قال عنهم من قال أن وجود ( الأحزاب الصغيرة ) في البرلمان سيؤدي الى ( وجع رأس وصخب !! ) .
الوطن في خطر ودخل في أسوأ حال , فهل لكم أيها السادة المتنازعون على الكراسي أن تعيدوا إليه هيبته وتضمدوا جراحه وتلملموا أجزاءه المفقودة .
إن مكيال الـ (سلة الواحدة ) يجب أن يُلغى من قاموسكم , وأن تكون هناك سِلال يساهم فيها أبناء الوطن الغيارى بكل طبقاتهم وأطيافهم القومية والدينية والمذهبية , مليئة بالخير لأبناء الشعب بكافة ألوانه ومكوناته . وهذا لا يتم إلا ( بتشكيل حكومة وطنية جامعة تستطيع مواجهة التحديات والمخاطر الكبرى التي تحيق بالبلاد , وأن تعتمد بتشكيلها برنامجاً سياسياً وإقتصادياً يستجيب لحاجات البلاد ) .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تموز ... هل عاد إلينا التتار من جديد ؟!
- حسن سريع لك المجد ولرفاقك الأبطال .
- بيان من التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند بشأن الخطر ال ...
- لائحة أخلاقيات وشرف المهنة - قَسَّم المهنة .
- جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة تحتفل بعيد الأم ...
- تقرير سريع عن نتائج الإنتخابات البرلمانية العراقية في نيوزيل ...
- من أجل عراق أفضل , من أجل عراق مدني ديمقراطي , لنساهم جميعاً ...
- محاضرة حول موضوع الإنتخابات للأساذ ( صبحي مبارك مال الله ) م ...
- تهنئة وتبريكات بمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد 2014
- من أجل عراق أفضل
- الكلمات التي أُلقِيّت في المؤتمر الأول للتيار الديمقراطي الع ...
- 14 تموز ... عذراً على التأخير
- الفجوة بين الأجيال The Generation Gap
- جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية تساهم بالإحتفاء ...
- الكهرباء في العراق مشكلة فنية أم سياسية !؟ .
- ناس تأكل ذهب ... وناس ما لا كيَّه الزغب !!
- نصف قرن على استشهاد المناضل ( ابراهيم الحكاك ) .
- الإعلان عن تسجيل التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند .
- الجالية العراقية في نيوزيلندة تحتفي بالكاتب عربي الخميسي وال ...
- توزيع ( الكرزات ) في أحد البرلمانات العربية !!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - سِلال الطماطة .. ما أشبه اليوم بالبارحة .