عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 01:08
المحور:
الادب والفن
في الآخر الأرض
عبد الستار نورعلي
(كُتبتْ القصيدةُ بمناسبة اعلان الدولة الفلسطينية في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988 بالجزائر)
1- إعلان أميري:
أنْ تحملَ سيفاً ممنوع!
أنْ تحملَ حجراً ممنوع!
أنْ تحملَ قلماً ممنوع!
2- الـردُّ:
خرقوا الممنوعاتِ الكبرى،
صالوا النارْ،
شهروا سيفاً
حجراً
قلماً
إصبعَ طفلٍ ممزوجٍ
بالدمِ والنارْ،
حتى هُنَّ حملْنَ الطشتَ
مليئاً بالأحجارْ ....*
3- النتيجة:
هذا زمنٌ صارَ الصبيانُ عمالقةً
في أصدائِهْ...
يا أيها الزمنُ المُضمّخُ عطرُهُ
بالدمعِ والدمِ واللسانِ وبالصغارْ
قالوا عقمْتَ فما لهمْ مِنْ صحوةٍ
وولادةٍ تقتاتُ منْ ضوءِ النهارْ
قالوا:
هذا زمنٌ صار العصيانُ طفولاتٍ،
يا آباءَ الصبيان،
علِّقوا في سوقِ الاعلان
براءتكمْ!
علّقَ آباءُ الصبيانِ
براءتَـهم
منْ سوقِ الخصيانْ!
4- المتـن:
عزُّ الدينِ يفكُّ قيودَ العينينِ **
يلتقطُ الأخبارْ.
تروي الأشعارْ
أنًّ الواديْ قد ضمَّ سلالاتٍ،
وعيوناً،
والثوّارْ...
قالوا : الأحرفُ لاتجدي.
حملْنا السيفَ،
كسروهُ،
حملْنا الأقلامَ،
سجنوها،
واغتالوها،
زيّدوا في سوقِ الأقلامْ...
لكنّهمْ ما اسطاعوا أنْ يمنعوا
أحجارَنا أنْ تقتفي الأسيافْ
فاستيقظتْ أحجارُنا لعنةً
في جبهةِ الجائرِ والمِخوافْ
هذا زمنٌ صارَ الصبيانُ عمالقةً
في أصدائِهْ،
فتجارتُهمْ:
حبُّ الصخرِ،
وحبُّ التربِ،
وحبُّ الحبِّ،
فهمُ منْ سِفرِ الشُطّارْ....!
عبد الستار نورعلي
1988
* اشارة الى ثورة الحجارة، التي شارك فيها الأطفال، فسموهم أطفال الحجارة، وهي الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى التي اندلعت في 8 كانون الأول/ديسمبر 1987 . و(هنَّ) اشارة الى النساء الفلسطينيات، اللواتي كنا نشاهدُهنَ على شاشة التلفزيون يحملنَ على رؤوسهن طشوتاً مليئة بالأحجار، يناولْنَها الى المنتفضين ليقذفوا بها جنودَ الاحتلال.
** المقصود هو عزّالدين القسّام
*** اسميتُ القصيدة (في الآخر الأرض) ارتباطاً بقصيدتي (في البدء الأرض)، التي كتبتها عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى (ثورة الحجارة) حال اندلاعها، وقد نُشرتْ في مجلة (اليوم السابع) الفلسطينية، التي كانت تصدر في باريس ثمانينات القرن الماضي، ويرأس تحريرها الصحفي الفلسطيني ومستشار المرحوم ياسر عرفات السياسي حينها الاستاذ بلال الحسن.
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟