جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 22:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بغياب الورقة الكردية
العالم ديناميكي يتغير لذا نقرأ سيناريوهات مختلفة للمستقبل و لكني اقوم هنا بصياغة فرضية فقط لأسأل و لا اقوم بتنبؤات مستقبلية. يقول النشيد الوطني الكردي: لا تقل ان الكردي مات - الكردي حي و تبقى رايتنا عالية– هذا هو الواقع الذي يستعد الشعب الكردي لدفع ثمنه غاليا بالدم منذ امد طويل كما قال المرحوم جواهر لال نهرو الرئيس الهندي الملحمي السابق.
تخيل فرضية مستقبلية للشرق الاوسط بدون اكراد لنفرض قمنا بقطع كردستان بجميع اجزائها من مكانها الحالي و زرعناها بين دول تحترم الانسانية و حقوق الشعوب المغبونة ماذا سيكون مصير الشرق الاوسط ياترى؟
في الحقيقة لايعرف الانسان قيمة الحاضر الموجود بل يحس عندما يغيب الحاضر. الجواب: لربما تأكل الوحوش نفسها. لم يكن الاكراد فقط ورقة بيد دول مغتصبة لاجزاء كردستان و خيراتها و ثرواتها بل استعملت الورقة الكردية ايضا للضغط على الاخر و محاربة الاخر و تستعملها اوربا لابعاد الاتراك عن الاتحاد الاوربي.
والان لنقول ان الورقة الكردية انتهت و اصبح الاتراك و الفرس و العرب في مواجهة مباشرة بعد سقوط الحائط الكردي ما هي النتيجة؟هذا النوع من التغيير في تركيب الشرق الاوسط مهما كان صغيرا يعني صياغة معادلات جديدة.
اولا و كلما قل عدد الاوراق بيد السعودية و ايران و تركيا اشتدت المواجهة. تنتهي علاقات حسن الجوار كليا و تسقط الاقنعة و تبدأ المجازر و تتضارب المصالح اكثر و تشتد المواجهة على الماء و النفط بغياب نفط و مياه كردستان. لن يبق الا خلط الاوراق من جديد و ايجاد اسلوب للتعايش مع البعض modus vivendi و لكن الشرقي لم يتعلم الا التهديدات و الثأر و لا يجنح للسلم الا بعد حمامات من الدم. يمكن ان اتخيل تعايش كردي مع عربي او فارسي او تركي و لكني و قسما بجميع مقدساتي لا استطيع ان اتصور التعايش الثلاثي العربي – الفارسي – التركي ابدا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟