|
الجيتوات والمذبحة
عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 08:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك مذهبان شديدا التضاد هما المذهب الحنبلي والمذهب الشيعي. يقيم كلٌ منهما جيتو يحبسُ فيه أتباعه سواء كان بلدة بدوية صحراوية أو قرية. المبادئ ذاتها تقيم سجناً للفرد منذ ولادته، وتمنع عنه التفتح والتنوع الفكري السياسي، الشعائر الحادة التي تنمو مع كبر الفرد أو نمو الجماعة في سلك الشمولية لا تتوقف ولا تعرف المرونة ولهذا قد تتداخل مع جماعات دكتاتورية أو دول عسكرية بحسب التطور التاريخي للدول وللمجموعات الاجتماعية. الفردُ مهيأ للانغلاق وخدمة القوى العسكرية التي تلوح بالشعارات الدينية، ولهذا فإن المذبحة الكبرى التي تجري في العراق وسوريا ليست غريبة بل هي نتاج لكل هذا التاريخ والمؤثرات الاجتماعية والأسرية والشعارية. تصادم الحنبلية والشيعة في العراق هو نتاج لكل هذه الخلفيات، حيث تخرج حشود مهيأة للصراع الدموي وهدم الدول. استغلت العسكرية الدينية الإيرانية هذه الجموع في عمليات توسعها حيث لا تقوم هذه العسكرية إلا ببناء برامج التسلح والتصنيع الحربي وهي بحاجة دائماً إلى القواعد المحدودة الوعي للهيمنة، وهذا يذكرنا بطبيعة روسيا وطريقة تطورها. ومن هنا غدا العراق ساحة توسع أساسية وقد قامت بعض القوى الوطنية العراقية بالتصدي للنفوذ الإيراني وإبعاد بعض الشيعة عن هذه الهيمنة لكن المالكي ونخبه السياسية والعسكرية التي ملأت المقاعد قاومت ذلك. جر أغلبية شيعة العراق إلى هذا الاصطفاف كان يعني استفزاز الأطراف الأخرى السنية المعتدلة والمتطرفة للصراع، وكانت قوى الحنبلية والبعث المعتمدة على العنف فرصة لها للانتشار والتمدد. إن القاعدة الشكل المغامر الأهوج من الحنبلية حصلت على فرص كبيرة للتوسع وضم المتضررين من التدخل الإيراني، وهيجت القوى القومية للرد على هذا التغلغل. هكذا انجرت عشرات ومئات الآلاف للصراع وفي الصور نرى الأفراد المتعصبين يقبلون القرآن من يد ملا ويدخلون الحرب. تبدأ السيطرة من داخل الجيتو، من زمنية الطفولة، وخلق الفرد المتعصب الأعمى. يتواجه الحنابلة والشيعة بأدوات قياداتهم وشحنها الطويل وعبر عشرات السنين الحديثة، وتصاعد الهياكل السياسية العسكرية في إيران وأفغانستان والصحارى العربية الواسعة حتى وجدتا ساحة مشتركة متضادة كل منهما يندفع إلى الآخر من خلالها! لكن الأساس يبدأ من الغيتو ومن عدم التفتح والعزلة الحجرية ورفض التعددية والديمقراطية.
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهو اقتصاد حر أم موجه؟
-
تحويل الثقافة إلى خرافة
-
فوضى كارثية
-
العلمانية كخطٍ سياسي حاسم
-
مشروعُ الدولة الوطنية العلمانية
-
جذورُ الكتابة الفارغة
-
الناقد ذو الرأسِ الفارغ!
-
حاوي ومناضل عالمي!
-
معارك كبرى لقوى التخلف
-
عسكر شمولي
-
مثقفو الأكاذيب والتزوير
-
الإخوان وتجميد حياة المسلمين
-
مقاطعتهم نعمةٌ وبركة
-
كلمات فاشلة
-
ورقةٌ عماليةٌ واحدة يتيمة فقط!
-
التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (4-4)
-
التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (3)
-
التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (2)
-
التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي
-
ولايةُ الفقيهِ وتمزيقُ العمال
المزيد.....
-
خلي طفلك ينبسط بكل جديد ومفيد.. طريقة تثبيت قناة طيور الجنة
...
-
الدفاع المدني السوري: انفجار سيارة مفخخة أمام المسجد الكبير
...
-
عاجل | الدفاع المدني السوري: انفجار سيارة مفخخة أمام المسجد
...
-
“صار عنا بيبي صغير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجدي
...
-
ابسطي أولادك ونزلي لهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 بخطو
...
-
ما ما جابت نونو صغير.. تردد قناة طيور الجنة على النايل سات و
...
-
نقيب الأشراف: اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى عمل إجرامي
...
-
عصا السنوار وجد روح الروح وفوانيس غزة .. «الشروق» تستعرض أبر
...
-
العالم يحتفل بعيد الميلاد ليلة الـ24 من ديسمبر.. هل تعلم أن
...
-
“صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|