أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إغتيالات وإغتسالات وعلاقات تجمعهم وتفرقهم المصالح















المزيد.....


إغتيالات وإغتسالات وعلاقات تجمعهم وتفرقهم المصالح


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 01:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إغتيالات وإغتسالات وعلاقات تجمعهم وتفرقهم المصالح
مروان صباح / علاقة طردية ، ليست حديثة العقود الأخيرة بقدر ما هي غامضة حدّ التعقيد ، كون سياساتها شُيدت من أحكم نظرية المصالح التى في النهاية ، أصحابها يتفرقون ، تماماً ، مغايراً للمبادئ التى تجمع المتمسكين بها ، ما يعني ، أن لا يوجد في قاموسها أو أدبياتها عداوة دائمة ولا صداقة دائمة وإنما هناك مصالح دائمة ، هكذا عودتنا الدبلوماسية الأمريكية عبر سلوكها الطويل وانتهاجها الحافل بالمتقلبات التى تتذرع بأن الحاجة تجبرها إلى اللجوء للبراغماتيات الخالية من المبادئ ، من فترة إلى أخرى ، كي تسوقها إلى نظيِراتها من الدول الحليفة أو تلك التى تضطر أحياناً الخضوع بالتعامل معها بنظام القطعة ومن ثم القطيعة ، وبالرغم ، من حالة البروتوكولات التى قد ارتهنت الشعوب إليها وتوقفت منذ زمن عند تفاصيل الشخصنة ، إلا أن ، هناك مفاهيم تتوارى خلف الكواليس يتعذر لمن استغرق في مشاهدة المرئي والاستماع للمسموع التقاطها أو حتى استشعرها ، بل ، تحتاج إلى استقراء قادر على أن يتخطى المحاذير كون القرائن عُتمة حولها وليس أمام المرء ، إلا ، استعاضة الحاضر بالماضي واستطالة اليد في التاريخ كي يترجم ما يجري اليوم .
لم تكن أزمة العراق جديدة العهد ، بل ، على امتداد خمسة قرون ، خصوصاً ، بعد سقوط الدولة العباسية في 1258 م ، خلا العراق من أي حكومة قوية بما فيه الكفاية ترميم منظوماته الواسعة وإخضاع مكوناته المختلفة بعملية انصهارية يحشد مزيج قواه حول الدولة المركزية ، مما ساعد في أوقات مختلفة إلى رخاوة جغرافيته ، وأحياناً ، إلى تطاول من الجوار وقد يكون السبب الرئيس الذي سهل ظهور الصفوية الشيعية في ايران عام 1501 م ، وفي جهة اخرى من العالم كان قد حصل بتزامن ملفت ، انشقاق ، ابتدأ يخط مساره السيد مارتن لوثر الذي سيصبح في المستقبل مؤسس المذهب البروتستانتي ، حيث ، وضع رسالته الشهيرة من خمس وتسعين نقطة تعلقت بنودها بلاهوت التحريري وسلطة البابا وضريبة الخلاص ، كون الخلاص بالأصل هدية مجانية ونعمة الله من خلال الإيمان وليس من حق أي كائن أن يكون أن يعيد لنفسه المِنّة على الأخر به ، وعلى الرغم من تزامن يثير التعجب ، إلا أن ، قبل هذا التاريخ كانت إيران مستغرقة بسنيتها ، فمعظم أهلها باستثناء بعض المناطق ، سنية المذهب ، التى خضعت لقرار اسماعيل صفوي بعد تتويجه ملكاً على البلاد الذي سارع إلى إلزام من فيها بالمذهب الشيعي كمذهب رسمي للدولة دون أي مقدمات مسبقة ، استقبل الجموع قرار صفوي بعدم رضا ولقى الكثير من المواطنين حتفهم على يد الملك الجديد ، الذي يعود انتسابه إلى سلالة صفي الدين الأردبيلي الجد الخامس ، حيث ، استطاع المؤسس اجتذاب اتباع حوله في اذربيجان ، هو ، يعتبر أول من غير مذهبه إلى المذهب الشيعي ألاثني عشري ، ومنذ ذلك الحدث تحول العراق ، جغرافياً ، إلى نقطة حدود صراع بين جموع السنة والشيعية في العالم ، حيث ، طرأت متغيرات في نهاية القرن السادس عشر على المجتمع العربي الشيعي ، كان قد سجل التاريخ نزوح ممنهج لبضعة آلاف من الفرس إلى المدن مثل النجف وكربلاء والكاظمين وبغداد ، قُدر عددهم لغاية 1919 م ، بثمانين ألف ، لكن تُلقِ أحياناً الضرورات أن يعود المرء بالبحث عن أصول بقت عصية على الانصهار والاندماج وحافظت على امتدادها القديم وترابطها القومي ، فهي مجموعات استوطنت لا سواها ، أواخر القرن السادس عشر عند عتبات ومزارات الشيعية في العراق ، وكما تشير التوثيقات البريطانية ، أنها كانت قد بدأت منذ 1772 م ، بهجرة متواضعة لا تتجاوز بعض أفراد مثل عائلة النواب ، إلا أنها أخذت منحاً أخر في عهد الاستعمار البريطاني للعراق والهند ، خصوصاً ، بعد ضم البريطانيين للمملكة أوذه ، ازداد سيل الهنود العارم بالتدفق نحو مدن العتبات بشكل جماعي ومقصود الرؤية ، إلى أن بات التغيير ملحوظاً ، اولاً ، بين الشيعة العرب ، ثانياً ، بين عموم العراقيين .
لم يتوقف الاستعمار ، لإنصاف دوره التاريخي ، عند حدود جلاءه من المنطقة العربية ، بل ، اعاد ترتيب اوراقه الإستكمالية وعلى الشكل السريع بإعطاء الأولويات حسب تقديرات الواقع الجديد ، استطاع بلورة تفاهمات مع أنظمة ديكتاتورية راغبة ، إن لم تكن متعطشة بالبقاء في سدة الحكم مهما كلف الأمر ، لهذا ، كان طبيعياً ومع مرور العقود من الاستبداد وإفرازاته أن ينقلب حال المجتمعات طالما تُسيطرعليها فئة الجيل الشاب ، لديهم طموحاتهم وطاقاتهم لا يمكن اختزالها في خطابات واهية ، وبصراحة تامة ، لم تترك الأجيال المتعاقبة طريقة إلا ولجأت إليها من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، بل ، عادت إلى تلك السوالف التى حفظها التاريخ دون أن تؤثر اطلاقاً بأي تغيير بسلوك النظام العربي أو النظام العالمي ، كلاهما ، تجاهل الأعداد الهائلة ولطاقاتهم التى لا تعرف حدود ، حيث ، يسجل التاريخ في موقع أخر اصطفافاً مشهوداً بجانب المقاهي وطوابير الجامعات وصفوف المساجد وانتشار كثيف للعاطلين بين الطروقات بالإضافة لأماكن أخرى لا تعد ولا تحصى ، في وقت ينفرد الخطاب الجهادي المتجدد بكامل المنطقة رغم حجم الاختلاف حوله وبعد ما كان محاصر خلف جبال تورا بورا وقبلها عند عتبات مدينة قم الإيرانية حيث تطور الخطابين وخاصة خطاب الثورة الإيرانية بقيادة الأمام الخميني ، حسب متغيرات المراحل وحاجتها وبالطريقة التى تلامس واقع التجمعات الشيعية في المنطقة العربية وصولاً إلى جنوب اسيا والدول الست السابقة لاتحاد السوفيتي التى تفصل بين أوروبا الشرقية واسيا الغربية وبأداء بالغ الصرامة والتنظيم وبصبر دؤوب إلى حد عجزت الكثير من الحركات والثورات بلوغ ما بلغه المنهجيين ، تفاعلت المجتمعات الشيعية ونشطت من خلال دعم مباشر وتسليح وارتباط كلي بمرجعية ، قمّ ، وغيرها مثل نجف ، أقل تأثيراً ، عبر منح دراسية مستدامة وأخرى أخذت شكل الدورات التأهيلية ، لكنها ، دورية ، كما أنها راعت الناحية الخدماتية التى عانت منها الطائفة الشيعية أينما كانت موجودة مثل الخدمات الطبية والبنية التحتية والتعليمية والاقتصادية وغيرهم ، ولكن ، اخفقت أو بالأحرى ما تكشف لاحقاً بأن الامتداد الثوري الذي كان ينظر له حالة انقاذية يصل إلى الانخراط ، اتضح بأنه حالة مقتصرة على التجمعات الشيعية التى هي خارج الجغرافية الإيرانية ، ولم يستطيع المشروع ، رغم ، انطلاقته المؤثرة وانعكاسه على الجماهير ، أن يتسع للجميع أو التنوع .
بقت العلاقة الأمريكية والجماعات المسلحة تراوح بين مزاج أعمى وعمى البصيرة ، حيث حملت ضرورات دون شروط تحديد البداية والنهاية ، لهذا اخفقت ، تماماً ، عندما ارادت إنهاء مهمتها ، لكنها ، نجحت بتغذيتها عندما اضطرت اللجوء بالتعامل معها ، وبالرغم من محاولات الاغتسال المكرورة عبر جملة اغتيالات بحجم حركات أو أفراد ، إلا أن الواقع لم يقبل يوماً من الأيام الفراغ ما دام يسجل لنا التاريخ بدايةً من اجتياح لبنان عام 1982 م ، الذي انهى وجود حركة فتح السنية في لبنان ليحل مكانها حزب الله الشيعي وكما اغتالت الولايات المتحدة ابومصعب الزقاوي في عملية معقدة ببساتين النخيل في بغداد ليحل مكانه ، ايضاً ، ابو عمر البغدادي ويعلن دولته على نصف مساحة العراق وجزء كبير من سوريا إلى أن شهدنا مؤخراً خروج الشيخ الصرخي عن طوق المالكي الذي ارهق شيعة العراق ، العرب ، بعلاقاته المزدوجة بين واشنطن وطهران .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضفة الغربية سياقات وحدتها وانقسامها
- درويش عصي على النسيان
- فلسفة الاسترداد
- انتحار مذهبي بعينه
- معالجة الانفلات وتهذيب الاختلال
- البابوية المتجددة والإسلامية المتجمدة
- المعركة الطامة ، قادمة لا محالة
- مسرح النوباني
- الى من رحلوا لهم دائماً بريق الصمت ... رحمك الله يا أبي .
- مقايضة عفنة
- جمهورية اردوغان ،،، الثانية
- استعادة جغرافيات ، ونتائج انتخابية تفتح عدة احتمالات
- يمتنع البحر عن هضم السفيه
- تقليم الخيانة
- الدول الحديثة على المحك
- الحقيقة ... رغم مرارة واقعيتها
- الإضهاد الطويل
- مزيج أبومازن
- سُلالة ، أبداً ، لا تنقرض
- قراءة طبوغرافية


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إغتيالات وإغتسالات وعلاقات تجمعهم وتفرقهم المصالح