|
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (رد على تعليقات):
بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 17:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (رد على تعليقات):
فواتح السور (الحروف المقطعة)، آيات الله البينات المحكمات XII:
ألآن،، سنواصل عرض فصول "السرقة الكبرى" بالرد على إفتراءات ذاك الباحث، الشاذ الذي عكس صورة مأساوية بغيضة للتجني على الآخرين وإستفذاذهم.
وسنواصل تعقبنا وتفنيدنا ثم ردنا على كل إفتراءاته وزمرته، لنثبت له ولكل من حاول إضلالهم وتضليلهم أنَّ (الله شديد المحال)، وأنَّ هذا الكتاب بكل سوره وآياته لن يبقي على باطل قابع في ظلامه، بل سيشع حوله بنوره ليحدد معالمه ويكشف زيفه قبل أن يزهقه زهوقاً، من قلوب ووجدان الذين يحبون النور ويسعون إليه، ويكرهون ظلمة الباطل وظلامه وظُلْمِهِ. وقد وقفنا في موضوعنا السابق، على الجزئين الآخرين من إدعاءات الباحث في مجموعته (السادسة) البائسة المفتراة على آيات الله البينات ("يس" و "طس" و "طه").
وقد تناولنا هناك الحديث عن الآيتين الكريمتين المعجزتين (طس، و طه)، وإستمعنا فيه لشهادة سورتي "النمل، وطه"، التين شهدتا لنبيين كريمين هما داود وسليمان عليهما السلام،، وقد نزهتهما تماماً عما رميا به من مآخذ هم أبعد الناس عنها، وأثبتت في حقهما صفاتهما الحميدة وصفحاتهما الناصعة المضيئة، ليس إدعاءاً ولا إجتهاد أو تأويل،، وإنما تدبر مباشر لآيات أوثق كتاب عرفته البشرية وهو القرآن الكريم الذي يضم بين دفتيه خير الدنيا والآخرة ويقضي على شرهما بمثاني تقشعر منه قلوب الذين آمنوا ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله. أما بعد.
إذاً،، وقبل أن نستأنف مواجهة الباحث بسوأة وزيف مجموعته السابعة التي تجنى فيها على آيتين كريمتين معجزتين مفحمتين هما (كهيعص، و حم عيق)، فَمَاْ أنْ شَطَحَ حَتَّىْ نَطَحَ. ولكن قبل الدخول في هذا المشوار الطويل المتشعب علينا تصفية بعض الأمور أولاً، ثم معالجة بعض المفاهيم الخاطئة التمهيدية.. ثانياً حتى يسهل على القاريء الكريم والقارئة والمحاور والمعارض على حد سواء التعامل مع الموضوع وهو في صورته المتكاملة الموثقة والمؤيدة بالأدلة والبراهين والحجج. والله تعالى وحده من وراء القصد، وهو رب كل شيء، وهو رب العرش العظيم.
الرأي الحر لا يباع ولا يشترى!!!:
نقول ذلك لأنه قد وردتنا مجموعة تعليقات من أخ كريم، عن موضوعنا السابق (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (طس، طه))، وكانت تحت عدة عناوين أولها قوله لنا: (وفسر الماء بعد الجهد بالماء).
فأول ما لفت نظرنا هو أسلوبه الذي جاء بغير ما إعتدناه من أغلب المعلقين ذوي الآراء المخالفة لما كتبنا عنه إما جزئياً أو كلياً. خاصة وأن أغلبهم يعلن صراحة أنه لم يقرأ الموضوع كاملاً، ومع ذلك يحاجج فيه ويماري،، لأن الدافع الأساسي له في الغالب الأعم يكون لكراهته الحق أينما وجد، وحبه للباطل بشغف، لذا يكون الحرص دائما على إيصال أكبر قدر ممكن من السباب والإستخفاف والتهديد،،، الخ بالكاتب أو الباحث بخلاف ما لاحظناه "عموماً" في هذه التعليقات التي (على الرغم من خلافنا معها في كثير مما تضمنته من أفكار)، إتسمت بالتركيز على أطروحات محددة يمكن مناقشتها والرد عليها، بغض النظر عن مضمونها، لذا نعتبر هذا الأسلوب إيجابياً ما دام أنه في إطار إبداء الرأي "الحر" وإلتزام الحوار. على أية حال،، قد بدأها بالتحية وختمها بالمودة للجميع، وضمنها في الداخل الطرح الهاديء والإعتذار،، وأشياء أخرى بالطبع، سنناقشها معه بالتفصيل لأن منهجنا هو إحترام الرأي الآخر وحسن الظن به والله أعلم بالسرائر.
أولاً: طلب منا عدم الزعل منه، وقال إنه يجب عليه أن يقول الذي يعتبره حق، وأنا أقول له أيضاً: الحق دائماً هو غايتنا ومسعانا لأنه أقصر الطرق للقلوب، وأمهد المسالك للعقول، ولأنه ليس لدينا هوى ولا أجندة خاصة نناضل من أجلها على حساب الآخرين، فإن كل ما نرجوه من خير لأنفسنا نتمنى أن يشاركنا فيه كل البشر الذين يسعون إلى الحق. ولكن الأهم لنا جميعاً أن نعرف كيف نفرق بين الحق والباطل بشفافية ومصداقية وتجرد من التبعية والعنصرية المريضة.
الأمور الجادة ليس فيها مجال للهزل أو الدعابة والسفه،، فلا يكون (تفسير الماء بعد جهد بالماء)، كما يقول إلَّا في هذا الإطار الذي نحن نربأ بأنفسنا من أن نوصف به لأنه لا يكون إلَّا في أحدى حالتين،، فإما أن يكون صاحبها هزلياً عبثياً،، أو يكون جاهلاً لا يملك ناصية التعبير وملكة البيان وأمانة ومصداقية الفكر، وإحترام عقول الآخرين, فينطبق عليه ما قاله بعض الشعراء من نماذج لهذا السلوك،، فمثلاً: 1. قال أحدهم: (فَكأنَّنَا والمَاءُ مِنْ حَوْلِنَا *** قَوْمٌ جُلُوْسٌ ومِنْ حَوْلِهِمْ مَاءُ)، 2. وقال آخر: (أَقَامَ بِجُهْدٍ أيَّامَاً قَرِيْحَتَهُ ***وفسَّرَ المَاءَ بَعْدَ الجُهْدِ بِالمَاءِ)، 3. وقال ثالث: (وشَاعِرٌ أوْقَد الطَّبْعُ الذَّكَاءَ لَهُ *** أوْ كَادَ يُحْرِقُهُ مِنْ فَرْطِ إذْكَاءِ أقًامَ يُجْهِدُ أيَّامَاً رَوِيَّتَهُ *** وفَسَّرَ المَاءَ بَعْدَ الجُهْدِ بِالمَاءِ).
فالموضوع الذي كتبنا فيه هو رد على أحد المنتمين إلى النصارى تطاول على القرآن الكريم، وإدعى أن الحروف المقطعة في فواتح بعض سور القرآن (نصرانية) موروثة من راهب لهم إسمه "بحيرا"، فجاء بفواتح ثلاث سور من القرآن (يس "من سورة يس")، و (طس "من سورة النمل")، و (طه "من سورة طه")، فحرفها وأعطى حروفها أرقاماً مستخدماً حساب الجمل، وصاغ منها عبارة مناهضة للقرآن وماحقة للتوحيد. فقمنا بعمل كل ما يلزم لإظهار إفكه ثم وضعنا أمام القراء حقيقة هذه الآيات فلك أن تراجع موضوعينا السابقين المعنيين بهذا الرد على الروابط التالية: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=423029 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=423451 ثم لك أن تجاوب على سؤالنا التالي (إن شئت): 1. هل ما عرضناه من تفصيل دقيق لنصوص مؤكدة،، لم نحد عنها قيد أنملة يساوي كل هذا المجموع الرقمي للآيات المبينات (يس + طس + طه = 70 + 69 +14 = 153)؟؟؟ فإن كان حوابك (نعم)، نكون فعلاً قد فسرنا الماء بالماء. أرجوا أن ترجع إلى الرابطين أعلاه وأنا في إنتظار ردك (إن وجدت لذلك سبيلاً).
ثانياً: يقول الأخ،، هذا المثل (يقال للذي فسر تفسيرا ولف ودار وطلع بنفس النتيجة)، ولكن حسب علمي فإنه يقال حقيقةً (للكلام التافه الذي لا معنى له). أنا لن أزعل، لأنني في الأساس أتوقع الكثير ليس من أصحاب الرأي وأصحاب القضية،، فهؤلاء دائماً يكون تركيزهم على تسوية قضيتهم في المقام الأول،، وأمثال هؤلاء يسهل التعامل معهم مقارنة بالآخرين الذين لا قضية لهم سوى إبلاغ أقصى درجات الضرر والمهانة للآخرين، فإذا سألتهم لماذا كل هذا لن تجد لديهم إجابة أو مبرر. وقد صورهم الله في سورة التوبة قال: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ 65)؟
ثالثاً: يقول بأنني أدَّعِي انَّ الانبياء معصومون مطلقاً، فأنا لم أقل ذلك، ولكن لا بد لنا من التفرقة ما بين "الخطيئة" و "الخطأ"، إذ أن الخطيئة يقع فيها الإنسان "متعمداً"، وهذا لا يليق بالأنبياء ولا بالرسل، فهم معصومون فيه، أما الخطأ فيقع عفواً دون قصد منهم "كبشر" ليس كأنبياء ولا كرسل، وبالطبع من غيرهم دون فارق كبير، ولكن في النهاية فإنَّ ("الخطأ" غير "الصواب")، وقد تترتب عليه مظالم أو مضار بالنفس أو العين أو بالآخرين، حينئذ قد لا يكون الإستغفار أو الإعتذار كافياً إزالة تداعياته أو آثاره عنهم وعن غيرهم. ولكنهم (في حالة الوحي الذي يوحى إليهم "كأنبياء"، والرسالة إليهم من الله تعالى "كرسل") فهم فيها بلا أدنى شك "معصومون تماماً من أي خطأ أو ذلل أو لبس" لسبب بسيط لأنهم مُتَابَعُونَ من الوحي خطوة بخطوة.
وهناك أمثلة كثيرة تثبت وقوع الخطأ من الأنبياء والرسل دون "الخطيئة" التي تستحيل في حقهم، منها، مثلاً: 1. آدم عليه السلام، حين غَوَىْ وأكل من الشجرة المحرمة، لم يكن يقصد الغواية ولا العصيان أو إتباع الشيطان، ولكنه وقع في ذلك لقلة تجاربه وتمرسه في الحياة والتعامل مع بشر من نوعه، وقد قال الله عنه (ولم نجد له عزماً)، ولكن، هل عاملة الله تعالى كما عامل الشيطان الذي قصد المعصية وعمل "الخطيئة"، وأصر عليها؟ أم أنه "عفا عنه" ولكنه لم يقل "غفر له"، وترتب على ذلك أن أبقاه على الأرض ولم يعده إلى الجنة مرة أخرى رغم التوبة من جانبه والعفو عنه من الله تعالى،
2. وموسى عليه السلام،، عندما وكز القبطي فقتله،، هل كان ذلك قصداً منه وعزم بالفعل على قتله "خطيئةً" أم أن ذلك كان نتيجة خطأ منه غير مقصود لذاته،، ولكن هل إستغفاره وتوبته إلى الله تعالى أعادت لذلك القبطي المقتول نفسه التي أزهقت؟
3. وأيضاً يونس عليه السلام، إذ ذهب مغاضباً لله تعالى، فركب البحر فإستهم فكان من المدحضين فألقي به في البحر فإلتقمه الحوت "عقاباً له"، هل قصد أن يغضب الله تعالى أم أنها كانت لحظة ضعف منه، فوقع في الخطأ لضعف فيه؟،، ولكن عند الإستغفار والتسبيح (الذين ينزهانه عن قصد "الخطيئة")، ماذا كانت النتيجة؟ هل تركه الله على ذلك الحال في بطن الحوت إلى يوم يبعثون،، أم أخرجه من بطن الحوت ونبذه بالعراء، بل وأرسله نبياً كريماً إلى مائة ألف من قومه أو يزيدون، ليس ذلك فحسب، بل وسهل عليه مهمته بأن جعل قومه يؤمنون به فجازاهم الله على ذلك فمتعهم إلى حين؟
4. نبيا الله داود وسليمان، في حكمهما بين خصمين أحدهما صاحب مزرعة والآخر أصحاب الغنم، فالخصومة هي أن الأغنام دخلت المزرعة فأتلفتها، فحكى الله تعالى عن حكمهما، في سورة الأنبياء فقال: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ « إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ » وَ « كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ » 78)، فحكم فيها نبي الله داود (ببشريته) وبحكمته وعلمه وتجاربه، بأن يأخذ صاحب المزرعة الغنم تعويضاً لزرعه الذي أتلف.
ولكن سليمان كان له حكم آخر، لأن الوحي قد تدخل هذه المرة لصالح حكم سليمان، قال تعالى فيه: (« فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ » - وَ « كُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا » وَ « سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ » - وَكُنَّا فَاعِلِينَ 79)، وحتى لا يظن المتدبر للقرآن أن سليمان أكثر علماً وحكماً من أبيه داؤد عليهما السلام، بين الله ذلك صراحة في الآية بأن حكم سليمان لم يكن "ببشريته" كداود، لأنه قد دعم بالوحي، وإن كان ببشريته لما إختلف الحكمان، وقد ركز على فضل داود وعلمه الذي طال الجبال والطير،،. 5. ونبي الله محمد نفسه، عندما كان منهمكاً مع أحد زعماء القبائل في موسم الحج يعرض عليه الإسلام، فإذا بأحد أصحابه (الأعمى ابن مكتوم)، الذي كان يحاول سؤال النبي عن بعض الأمور التي أشكلت عليه، ولم ير الموقف الذي كان النبي حريصاً عليه، فتضايق النبي لهذه المداخلة التي لم تكن في وقتها فخشي أن تضيع عنه فرصة الدعوة التي ظنها كانت سانحةً ومتاحةً، فعبث بعض الشيء.
وبالرغم من أن (إبن مكتوم لم يره يعبث) ولكن الله تعالى رآه، ولم يفوتها له بل عتب عليه بسورة كاملة باقية إلى يوم القيامة تذكر الناس بهذا (الخطأ غير المقصود)، بل وسماها الله بإسم الحادثة (سورة عبس)، قال له ولغيره فيها: (عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ-;- 1)، (أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ-;- 2)، (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ-;- 3)؟، (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ-;- 4)؟، (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ-;- 5)، (فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ-;- 6)، (وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ-;- 7)، إلى أخرى السورة الكريمة،
6. ألم تر ماذا قال الله تعالى لنبيه محمد في سورة الإسراء: (وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا 73)، كان خطأ منه أن صدق إفكهم، لشدة حرصه وصعوبة التضييق عليه من كل جانب، ولكن تَدَخَّلَ الوحي فَثبَّتَهُ، قال تعالى: (وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا 74). وحتى هذا الشيء القليل لم يمرره الله له، بل عاتبه عليه، وقد بين له الله تعالى فداحة الخطر الذي كان يمكن أن يتعرض له لو عمل "ببشريته" فقط، قال: (إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا 75).
وكشف له جانباً من ذلك الخطر الذي كان محدقاً به من مكرهم به وعظيم خبثهم حتى أوشك النبي أن يصدقهم ويركن إليهم قليلاً ظناً منه أنها قد تكون خطوة إيجابية تدفع بالدعوة للأمام، ولكنها عند الله تعالى "علام الغيوب" لم تكن كذلك، فقال، مبيناً لنبيه الكريم ما خفي عنه: (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا 76).
فالخطر لن يكون عليه هو وحده، وإنما عليهم هم أيضاً لأن الله تعالى لن يبقيهم بعده إلَّا قليلاً (كقوم صالح، قد أمهلهم ثلاثة ايام جاءهم بعدها العذاب الماحق)، ثم لم يتركه عند هذا الحد، بل أكد له بأنه ليس هو الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه المواقف، بل كل الرسل الذين كانوا قبله، فهذا ليس عيباً فيه أو خطيئة إرتكبها، بل "الخطأ" العفوي، الذي لا ولن يستطيع إحتواءه "ببشريته"، مهما كانت قدرته على الإجتهاد دون "العصمة من الله تعالى بالوحي"، قال له عنها إنها: (سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا 77).
7. ألم يحاول "ببشريته" أن ينقذ عمه من سوء العاقبة، وقال له يا عماه قل كلمة أحاجج لك بها يوم القيامة، وقد إجتهد كثيراً في ذلك حتى عندما كان عمه أبو طالب يحتضر، ولكن الله تعالى تدخل بالوحي ليصحح خطأه في التقدير وليس في المسعى الكريم،، قال له في سورة القصص: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰ-;-كِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ 56)، فقد زهد في الهداية فحرمه الله تعالى منها فمات على دين آبائه الذي يعلم أنه باطل وأن النبي محمد كان على حق.
إذاً،، إن كان هؤلاء الأنبياء الكرام معصومين مطلقاً حتى من "الخطأ الطبيعي العفوي" الملازم للإنسان مهما كان حريصاً، لما وقع أي منهم في هذه الأخطاء البينة التي لم يتغاضى الله تعالى عنها، وهو يعلم أنهم لم يقعوا فيها قصداً لأنه في هذه الحالة تكون "خطيئة وذنب" وليس خطأ أو زلة. والمتدبر في حدود القتل يجد الفرق ظاهراً (فالتقل العمد عليه القصاص،، والقتل الخطأ عليه الكفارة ).
فلم يسقط العقاب المغلظ على القاتل بالخطأ بل حمله جزء كبير من المسئولية، لأن القتل عند الله تعالى في الموبقات السبع يأتي بعد الشرك بالله مباشرةً رغم أن السحر قد سبقه، لكن السحر يعتبر قتل مركب (معنوي ومادي). فكان تعالى يتولى تربية أنبيائه ورسله وتقوية وتفعيل قدراتهم بالتجارب وتصحيح الأخطاء والتدخل في الوقت المناسب بالوحي لوضعهم في الطريق القويم الذي أعده للبشرية.
أما العصمة المطلقة للأنبياء والمرسلين تسقط عنهم ميزة (الأسوة) لإستحالة التأسي بهم، فكيف يعقل أن يتأسى غير معصوم "خَطَّاءٍ"، بمعصوم لا يشبهه في تعرضه للخطأ أو الخطيئة الملازمات لسلوكه البشري؟؟؟ لذا،، جعلهم الله نماذج ومشاعل تضيء للآخرين رغم أنها تحترق في ذاتها كالشمعة،، عليهم جميعا الصلاة والسلام، وجعلنا في أثرهم والإقتداء بهم حتى نلقاه فيجمعنا بهم، كما وعد بجمع الأحبة فهم أحبتنا.
إن الخطأ سمة طبيعية ملازمة للبشر، ولن تجد أحد من الناس لا يخطيء أبداً، لأن الخطأ دليل على أن صاحبه يعمل، والخطأ دائماً أساس تجويد العمل، وأيضاً محرك الحيطة والحذر وهو أهم عنصر في إدارة وتقدير المخاطر risk assessment and risk management. في عالم الإدارة الحديثة. والخطأ في الصناعة هو التطعيم ضد الفشل ومحور التنافس والتجويد،،، الخ.
ثالثاً: أما قولك عن ملك اليمين من النساء السبايا،، دعني أولاً أسألك سؤالاً مباشراً، وأرجوا أن تفكر فيه قبل أن تجاوب: 1. ما السبب الذي جعلك تختلي بزوجتك (التي كانت غريبةً عنك) قبل عقد الزواج، بصورة مستمرة، في السر والعلن، دون أدنى حرج، بل وكل أهلها (أبوها وأمها وإخوانها وأخواتها) سعيدون بذلك الإختلاء، ويسعدون أكثر وأكثر ويتفاخرون عندما يرون زوجتك قد حملت منك وإنتفخ بطنها، وهي تمشي بين الناس رافعة الرأس مطمئنة؟ فلماذا لم يدر بخلد أحد أن ما فعلته بها هو زنا وسفاح وخطأ؟؟؟
2. من الذي أذن لك بذلك؟ وما الذي فعلته مقابل أن تحصل على هذه الميزة الكبيرة، دون سواك؟ فهل تعتقد أن القسيس هو صاحب هذا الحق وهو الذي أذن لك به أو تصدق به عليك؟ أم أن هناك آخر سواه الذي يملك هذا الحق، وهو الذي أذن لك بهذا الحق وفق ضوابط وضعها هو بنفسه، ثم ألزمك بها طوال فترة بقاءها معك؟
بالنسبة لنا نحن المسلمين، فإن عقد الزواج يعني (أن الله تعالى هو صاحب الحق وهو الذي أذن للزوج بهذا الحق) إذا ما إلتزم بشروطه ومقتضياته،، فتصدر له قسيمة الزواج وفقاً لهذا التصريح. فلا أظن أنَّ هناك عاقلٌ يسأل من بيده هذه القسيمة الشرعية عن الذي يفعله مع زوجته أليس كذلك؟ إذاً،، ما دام أن الذي تفعله مع المرأة يعتبر "زناً، وسفاحاً حراماً"، مستهجناً من كل الناس وملاحقاً بالقانون، إن تم خارج إطار ضوابط هذه الوثيقة التي تحول نفس "الفعلة"، حلالاً، وبناءاً طيباً مباركاً ومشهوداً يتم في النور وعلى رؤوس الأشهاد، ويطلق عليه "زواج أو نكاح" أو عقد قران،،،؟
فما دام عقد الزواج هو تصريح وإذن من الله تعالى (وفق ضوابط إرتضاها) بأن يفعل الرجل مع زوجته ما يشاء ما عدا المحظورات (الدبر والطمس)، فهو نفسه صاحب الإذن بعقد من نوع آخر أوجبته الضرورة والحقوق الإنسانية المدنية في كل الظروف الإستثنائية، ذلك العقد الإنساني الرحيم هو (عقد ملك اليمين)، وهذا العقد هو رحمة من الله تعالى مهداة للسبية التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها تواجه حياة جديدة مختلفة عن حياتها السابقة، وسيترتب على ذلك تغيرات جوهرية يستحيل التغاضي عنها، ولكن لا بد من التشريع لها وعليها تحت ضوابط الشرع الذي أوحاه خالق كل شيء (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟).
تلك الضوابط التي قيد الله بها حرية الإنسان المطلقة فقال محذراً ومهدداً ومتوعداً للذين يكيلون بمكيالين، ويدعون بأنهم يراعون ويحافظون على حقوق الإنسان، وهم أول من ينتهكها، قال: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ 1)، أولئك الجشعين الذين لا تهمهم إلَّا أنفسهم وشهواتهم حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين بهضم حقوقهم والقضاء على كراماتهم، بل وذهق ارواحهم،
قال: (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ 2)، فيأخذون أضعاف حقهم إن لم يقفوا عند حد إستيفائه كاملاً غير منقوص،، وبالمقابل، إذا كالوا أو وزنوا لغيرهم لا يوفوفنهم الكيل ولا الميزان بل يحاولون بقدر المستطاع إنقاص حق الآخرين ظلماً وعدواناً وقهراً، قال: (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ 3)، أيظن هؤلاء أن الله تعالى سيمرر لهم هذا السلوك البشع الشنيع يوم القيامة دون حساب عسير؟؟ (أَلَا يَظُنُّ أُولَٰ-;-ئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ 4)؟، وهل صدقوا إبليس وأنفسهم الأمارة بالسوء بأن الله تعالى لن يبعثهم: (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ 5)؟، (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ 6)؟
إنَّ عَقْدَ مِلْكِ اليَمِيْنِ وفق الشريعة الإسلامية رحمة بالسَبِيَّةِ لأنه يراعي لها العفاف مع توفير مقتضيات حياتها كأنثى، في إطار شرعي، بعيداً عن البغاء والدعارة، والعلاقات السرية المضرة بجسدها ووجدانها وكرامتها وأخلاقها، لأن البديل هو الكبت أو الترمم القذر المهين على جيف ونفايات الرجال.
الأنبياء والرسل لا يعرفون المنكر، ولا الفحشاء ولا الزنا (حاشاهم)، وإلَّا لما إستحقوا إصطفاء الله تعالى لهم وتكليفهم بتطهير الناس والمجتمعات من شره العميم، وحثهم على مكارم الأخلاق. وقد رأيت كيف يدافع القرآن عن أنبيائه ورسله الكرام الميامين، رغم أن غير القرآن لم يتورع من إلصاق هذه التهمة البشعة بهم.
أما النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو سيد الطاهرين وإمامهم، ويكفي أن الله تعالى قال فيه (وإنك لعلى خلق عظيم)، فهو أرفع وأسمى من أن تذكر كلمة "زنا" في حضرته أو حتى في سيرته، ولكن الله تعالى سلط كثير من أشقياء الدنيا وتعساء الآخرة على أنفسهم فخاضوا في ما سيهلكهم وهم يعلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون،، وسبان الله هؤلاء قد وصمهم الله بما قالوه في الأخيار الأطهار فجعلهم مشهورين (بالمثلية، والزنا، والإباحية مع الدياسة).
فهم يعرفون أن حالهم قذر مقذذ، لذلك يحاولون وصف غيرهم به من الطاهرين الأطهار، لعلهم يستون بهم. قال تعالى في سورة البقرة: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ « لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا » - حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم - « مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ » فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ-;- يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 109).
إن ماريا القبطية رضى الله عنها وأرضاها كانت جارية لدى المقوقس عظيم القبط بمصر، أهداها هي وأختها سيرين بنتي شمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسلها له مع رسوله الذي أرسله له بالدعوة للإسلام، فرَدَّ المقوقس على رسالة النبي بالرسالة التالية، قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك". وكانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين.
وفي طريق عودة حاطب "رسول رسول الله" إلى المدينة، عرض على ماريه وأختها الإسلام ورغبهما فيه، فأكرمهما الله بالإسلام. وفي المدينة، أختار الرسول صلى الله عليه وسلم مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعره الكبير حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه.
ولأن ماريه رضي الله عنها كانت بيضاء جميلة الطلعة، أثار قدومها الغيرة في نفس أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بها. وقالت عائشة رضي الله عنها (وقد نالت الغيرة من قلبها كأنثى): مَا غِرْتُ عَلَىْ إمْرَأَةٍ إلَّا دُوْنَ مَا غِرْتُ عَلَىْ مَارِيَةَ، وذلك أنها كانت جميلة جعدة أو دعجة فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا أمر طبيعي منها، خاصة وأنها كانت صاحبة القدح المعلى من الإهتمام عند رسول الله، فجاءت مارية وأخذت حظاً وافراً من حظوتها، فإشتعلت نار الغيرة (الطبيعية) في قلبها،، ولم تؤاخذه عليها لأنها جاريةً أو إنتقدت علاقة النبي بها على أنها علاقة غير شرعية كما يروج شياطين الدنيا أمثال زكريا بطرس ورشيد المغربي الذين لا يرون امامهم إلَّا سواداً قلوبهم المجخية، ونتنها العبق،، قاتلهم الله أنى يؤفكون، وجعلهم يقولون لا مساس "بحق محمد عند ربه"، وبحق تجنيهم عليه،، آمين آمين آمين.
أما سورة التحريم، فهي تكفي دليلاً على عدم رضى الله تعالى من موقف نساء النبي من هذه القضية حيث قال تعالى فيها، معاتباً النبي على إلتفاته إلى مرضات أزواجه على حساب نفسه، قال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 1)، إن كنت قد أقسمت فهناك كفارة اليمين، قال: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 2).
فبيَّنَ أنَّ سبب هذه المضايقة للنبي، قال: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ-;- بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰ-;-ذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ 3)، فكان التهديد والنذارة واضحة من الله تعالى حيث قال لهن صراحةً: (إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ ظَهِيرٌ 4)، فالنبي لن يكون هو الخاسر، بل أنتُنَّ: (عَسَىٰ-;- رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا 5).
المرأة إنسان حساس وعاطفي، ولها متطلبات حياتية أساسية تفوق كثيراً في أهميتها وضرورتها مسألة الأكل والشرب والسكن والترفه،،، الخ، فأنوثتها ومقتضياتها تحتل القلب والمحور من إهتماماتها،، والرق والسبي ظاهرة طبيعية ونتاج طبيعة الإنسان قبل أن يُخلقُ آدمَ عليه السلام،، فكانت الحرب دائماً ضمن أولوياته،، ليس لأنه يحب الحرب ويعشق سفك الدماء، ولكن لأن الشر موجود في الإنسان بجانب الخير،، والمطامع تفوق القناعات،، والإعتداءات يتحرى أصحابها الدواعي والأسباب التي في الغالب غير منطقية، لذا تنشب الحروب بين الناس أحياناً لأتفه الأسباب أو بدون أسباب حقيقية.
وقد تكون في إطار الأسرة الممتدة، أو في الحي أو القبيلة، أو في أقاليم البلد الواحد أو حتى بين الدول والأمم. شاء الناس أم أبو،، فهذا قدرهم وجزء من طبيعتهم الحيوانية. فالمعتدى عليه لا بد له من التصدي للمعتدي بقوة أكبر من قوته أو موازية لها ليحقن الدماء ويصون الأعراض والأموال والكرامات. وعمل الجندي الشريف الأمين يعتبر مقدس على الرغم من أنه قد لا يصل إلى تحقيق حقن الدماء إلَّا بسفكها في الإتجاه المعاكس.
فالحرب لا تثمر زهوراً ورياحين،، وإنما تتمخض عن قتلى ومفقودين، وأيتام، وأرامل وسبايا وأسرى. ومعلوم أنه في كل الأعراف وعلى مر التاريخ أن مصير هؤلاء الضحايا هو الويلات والتعذيب والقتل والمهانة في التسخير والإستغلال جسدياً وروحياً ومعنوياً،، وقد رأينا ما حدث لأسرى دولة الحضارة "العظمى"، وتحت سمع وبصر ومباركة جمعيات ضياع حقوق الإنسان في ألألفية الثانية, وفوق ميثاق الأمم المتحدة ببندها السابع الذي لا يتحرك وينتعش إلَّا ضد الضعفاء والفقراء والمظلومين والمعتدى عليهم، كما نرى الآن ونسمع ونعجب!!!
ففي الشريعة الإسلامي، أن هؤلاء كلهم يشكلون مسئولية كبيرة وكاملة ومباشرة على الدولة والمجتمع في آن معاً وعلى حد سواء. خاصة وأن آداب الحرب وثقافته تمنع بتاتاً قتل كبار السن والصبيان دون البلوغ حتى لو كانوا محاربين، والمرأة بصفة عامة،، فالإنتصار على العدو لا بد من أن يخلف هذه الأنواع من الضحايا أو المعتدين المهزومين،، من أسرى وأرقاء وسبايا.
فالسبي ليس غاية في ذاته، وإنما إفرازات طبيعية للحروب ولا مفر منها، ولكن المهم هو: ما النظام الإجتماعي المتكامل الذي أعده له الإسلام وألزم به المسلمين وغلظ عليهم في تطبيقه وفق الشرع؟. دعني أطرح عليك سوالاً آخر:
تُرى لو خيرت المرأة السبية بين خيارين: أتفضل أن تكون عرضة لكل من هب ودب، يطمع فيها ويتحرش بها أو يسافحها من يشاء ومتى شاء وكيفما شاء،، دون حماية لها أو تقنين أو حق إعتراض أو مرجعية قانونية شرعية،، أم تفضل أن تُكْفَل لها كل حقوقها الطبيعية ومتطلباتها الإنسانية "بموجب عقد شرعي" يرفع عنها حرج السفاح، ويجعل كل من يقترب منها (غير صاحب عقد التملك، "المقيد بضوابط شرعية") زانياً يقام عليه حد الزنا كاملاً، كأنه زنا بالحرائر؟؟
مع ملاحظة هامة، ألا وهي (مَا أنْ تلد الأمَةُ من سيِّدِهَا،، تصبح على الفور حرة "شرعاً"، كما أنه إذا أهداها لغيره تصبح حراماً عليه بعد إهدائها وحلالاً على من أهديت له، ولا يستطيع هو أن يقترب منها بعد ذلك لأن الإهداء يحول عقد التمليك الشرعي إلى "المهداة إليه". إلًّا إذا عادت إليه مرة أخرى بعقد تمليك آخر شرعي.
وبالنسبة للكفارات، قد حرص الشرع الإسلامي على التخلص من الرق عن طريق تبرأة الذمة "بالكفارات"، فجعل العتق أول الكفارات، فإن لم يجد فإطعام المساكين، فإن لم يجد فالصيام. فأنظر مثلاً إلى هذه الآيات: 1. في الظهار، قال تعالى في سورة المجادلة: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا «« فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا »» - ذَٰ-;-لِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 3)، (فَمَن لَّمْ يَجِدْ « فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ » مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ « فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا » ذَٰ-;-لِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ 4)،
2. قال تعالى في سورة النساء: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً - وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً « فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ » وَ « دِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ-;- أَهْلِهِ » - إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ « فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ » - وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ « فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ-;- أَهْلِهِ » وَ « تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ » - فَمَن لَّمْ يَجِدْ « فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ » تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا 92)، (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا 93).
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ « فَتَبَيَّنُوا » وَ « لَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ-;- إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا » - تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰ-;-لِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ « فَتَبَيَّنُوا » إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا 94). 3. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ « أعْتَقَ رَقَبَةً مُؤمِنَةً » - أعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إرْبٍ مِنْهَا إرْبَاً مِنْهُ مِنْ النَّارِ). أو كما قال، فهذا قمة الترغيب لأناس جل مسعاهم وذروة سنام مقاصدهم هو العتق من النار والفوز بالجنة.
بالنسبة لحديثك عن حيي، فقد كان رجلاً محارباً معتدياً،، غايته الأساسية هي قتل النبي صلى الله عليه وسلم، والقضاء على الدين الإسلامي،، وقد كان بينه وبين النبي عقد هدنة، ولكنه خائن للعهد والميثاق، وكذلك الحال بالنسبة لأخوها وزوجها الذين كانوا شركاؤه ومحاربين معه،، وقد قُتِلَ هؤلاء التعساء في الحرب التي قتل فيها مسلمون أيضاً، فكان هو من بادر بالعدوان، وأصر عليه وسعى له بكل الوسائل.
أما صفية بنته فكانت ضمن عدد من نساء قومها وقعت في السبي، وقُدِّمَتْ للنبي صلى الله عليه وسلم فخَيَّرَهَا (بين الإسلام والزواج منها)، وبين (عتقها دون مقابل) وإلحاقها بقومها، فإختارت بنفسها الإسلام والزواج من النبي صلى الله عليه وسلم،، فكان زواجها منه فاتحة خير على كل نساء قومها اللاتي وقعن في السبي،، فما أن علم الصحابة بزواج النبي منها إلَّا سارعوا إلى عتق من كن عندهم من نساء قومها، لقولهم،، (كيف نبقي عندنا نسائب النبي سبايا) فأصبحت كل النسا حرائر معها وبها، وشرفها الله تعالى بالزواج بمن هو خير من زوجها الهالك، ولم يتفق أن عاتبت النبي على قتل أبوها وأخوها وزوجها الهالكين.
ويقول لنا أيضاً: (... واخيرا لن اطول عليك ولكن ساعطيك النتيجة من الكتاب الذي تنقده)، فأقول له بأن هناك حقيقة يجب أن يتفكر فيها كثيراً،،، (لقد شَقِيَ وتَعِسَ مَنْ حَكَمَ على شَيءٍ مِنْ التوراة أو الإنجيل "بهواهُ")، فهذان كتابان منزلان (في الأصل) من الذي أنزل القرآن. أنزلهما على نبيين كريمين من (أولي العزم من الرسل) "من العيار الثقيل"،، وعدم الإيمان بهما أو بأي من أنبياء الله ورسله الذين ورد ذكرهم بالقرآن بصفة خاصة وبكل رسله الذيي لم يقصصهم الله تعالى على نبيه من أنبياء بني إسرائيل،، والإيمان أيضاً بكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره يخرج هذا الإنسان من الملة تماماً، لأن إيمانه يكون ناقصاً معيباً، ولن يقبل الله تعالى منه صرفاً ولا عدلاً. نحن ليس لنا في الدين هوى ولا رأي ولا أجندة خفية أو خاصة. فديننا منشور ومعروف ومفتوح ومتاح لكل الخلق على حد سواء، هو الدين الحق لله الواحد الأحد، يأخذه من شاء بإختياره ورضاه.
التحريف الذي حدث لهذين الكتابين، أمر مفروغ منه وقد ورد أيضاً بتفصيل أكبر بالكتاب المقدس مما ورد بالقرآن الكريم،، ولن يماري فيه عاقل،، ولكن معرفة كل ما هو مُحَرَّف وكل ما سَلِمَ من التحريف، هذا يعتبر غير وارد، لسبب بسيط جداً،، أن الله تعالى لم يحدد لنا ذلك "تفصيلاً" كاملاً، ولم يسمح لنا بذلك، بل أمرنا بأن لا نتعامل بهما لأنه قد نسخهما وأنساهما، وإنما نكتفي فقط بالإيمان بهما كتابين كريمين من عند الله تعالى، وعلى نبيين من أولي العزم من الرسل،، فإذا جاء الآن موسى وعيسى إلى الوجود مرةً ثانية لم يسعهما ولن يقبل منهما إلَّا ما جاء به النبي الخاتم محمد رسول الله.
ولكن،، هناك ما "تَعَارَضَ مع القرآن الكريم، وتناول مواضيع حساسة لها تأثير كبير في تَضْلِيلِ النَّاسِ، وبالتالي تولى الله بنفسه كشف زيفها حتى لا يختلط الأمر على الناس، لذا فأنا لا أتطرق إلى أي شيء من "كتابكم المقدس" إلَّا مضطراً، وعندما تكون الإشارة بالقرآن مباشرة بَيِّنَةٌ واضِحَة وقد قصد الله تعالى تفنيدها، وأمر بتدبرها.. فعليك أن ترجع إلى كل كتاباتي ستجدني ألتزم هذا المنهج لأن الغاية ليست تسفيه معتقدات الناس، ولكن كشف الحقائق ووضعها جنباً إلى جنب مقابل الإدعاءات الباطلة، ثم إقامة الدليل عليها. والهدف الأكبر هي إعطاء الإنسان فرصة أوسع وأوثق للإختيار عن بصيرةً لأن الإنسان كادح إلى ربه "كدحاً" فملاقيه، فمن لم يصدق ذلك فعليه بالإنتظار ليرى بنفسه (وسوف يرى)، حينما يجزيه الله الجزاء الأوفى، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم.
ولكن العيب في الطرف الآخر،، الذي عليه بدل الهجوم والسباب أن يقدم ما لديه من أدلة وبراهين يقنع بها الناس،، وفي حالة عجز الجميع عن إقامة الدليل والبراهين، يبقى من الأولى لهم إلتزام الأرجح والأوثق. خاصة وأن الرب واحد والغاية ينبغي أن تتركز على تبرئة الذمة أمامه قبل مفارقة الحياة الفانية المؤقتة. فالتعصب للهوى لن يفيد أحد.
جاءنا منه أيضا، تحت عنوان: توضيح أخير لأزيل الحجاب،: أولا قال لنا: القران يقول وانت فسرته هكذا ولنحكم العقل: قال في الآية: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ 21)، والتي قلنا فيها أن الخصمين الذين إحتكما إلى داود عيه السلام إنهم (لم يدخلوا عليه من باب المحراب، بل دخلوا عليه من فوق السور فأفزعوه، .... الخ)، فكان سؤاله هكذا: (ايعقل ان ملك وعنده الحرس والحجاب وياتيه اشخاص من على السور؟ وهل يقدر احد ان يقول لملك لاتخف لانريد ان نلحق بك اذى؟؟؟ ثم قال أيضاً: (وباعتراف اكثر الشيوخ ان ثقافتكم الاسلامية ماخوذة من الاسرائيليات).
نقول له: لا أدري من هم هؤلاء الشيوخ الذين تتحدث عنهم؟؟؟،، على أية حال أياً كان حجم وقدر مثل هؤلاء الشيوخ، فإن قولهم لن يتجاوز شحمة أذنهم،، ما دام أنه يتعارض مع كلام الله تعالى. وكما تلاحظ أنني لم أذكر شيئاً من كتب الشيوخ أو غيرهم، ليس إستهجاناً بهم أو تقليل من شأنهم، ولكنني في حضرة كتاب الله تعالى لم أجد ما يدعي إلى البحث في غيره وما به يفيض بيانا وتبيانا وتفصيلاً وإحكاماً،،، وكما ترى فالآيات أمامك،، وأعتقد أنك (من طريقة كتابتك وأسلوبك الذي أمامي تجيد اللغة العربية بما يكفي لفهم نص الآيات تماماً)، فالتدبر الذي ننتهجه ليس تفسيراً أو تأويلاً،، لذلك يستطيع أي شخص أن ينتقدنا ويقومنا إن خرجا عن النص بالزيادة أو النقصان أو التأويل، أو حتى إدخال الهوى والأجندة الخاصة، كما يفعل بعض من الشيوخ المحسوبين على الإسلام أو المندسين بين صفوفه من المنافقين والخونة والمارقين.
والغريب في الأمر أنه "مشكوراً" قد أتى إلينا بالإسرائيليات في تعليقاته هذه، وهي كما يرى الجميع إنها على النقيض تماماً من التصوير القرآني فأين ثقافة الإسرائيليات هذه؟؟؟ ولماذا إختلفت الروايتان تماماً ولكنهما إتفقتا في وقوع الحدث بصفة عامة؟
أولاً: لم يكن نبي الله داود ملكاً بالقدر الذي تتصوره كالطاغية فرعون أو أمثاله،، لقد كان رجلاً بسيطاً رغم سعة مملكته وتميزها وتميز سلطانه الذي تجاوز البشر إلى المخلوقات الأخرى كالطير والجبال،،، فهو في الواقع يعمل "حداداً" يصنع القدور والجفان والتماثيل، فيبيعها، ويصرف على نفسه من ثمنها، ولا يمس مال الرعية الذي إستخلفه الله فيه، وكان رجلاً عابداً، ملازماً لمحرابه، فلا حرس ولا هيلمانة، بالقدر الذي تتصوره.
ثانياً: لم يكن الخصمان من البشر، كما ظننت، وإنما هما مرسلان من عند الله تعالى لفتنة وإختبار داود عليه السلام، وبالتالي كان لا بد من أن يفزع حين يرى إثنان أمامه في مكان لم يكن يتصور أنه يرى مثلهما فيه، دون سابق علم أو تدبير وإشعار. ولكن لحكمة وعلم وورع داود عليه السلام أدرك أن الحادثة التي أمامه ليست طبيعية، وأنه أمام إختبار من الله تعالى له،، فكان ما كان منه.
عرض علينا الخ، تحت عنوان: هذه قصة داوؤد بعد قتله الاوريا،، قال (... بعض الأعداد من أنجيل صمؤيل الثاني، تحكي فيها قصة هذه الجريمة التي ألصقت بداود عليه السلام،، وبالطبع لن أخوض فيها، لأنها بكاملها تتعارض مع نص القرآن، وفي نفس الوقت ليست لها علاقة بالموضوع الذي كتبنا فيه وفي نفس الوقت لن تقدم هذه الرواية المفتراة أو تأخر أو تغير من الغاية المرجوة شيء،، لأن الذي يهمنا في المقام الأول هو نفي حادثة أوريَّا تماماً، والتأكيد من أن نبي الله داود، هو أسمى وأكبر من أن يذكر إسمه في حادثة خسيسة مثل هذه. لأن الذي أرسله هو الذي إمتدحه،، وأعتقد بأن تنزيه داود ولفت النظر إلى مقامه السامي، وكذلك سليمان إبنه عليهما السلام يفترض أن يسعدكم أكثر منا لسبب بسيط لأنهم أجداد عبد الله ورسوله عيسى بن مريم (من جهة أمه). على العموم هما أنبياءنا وندافع عنهم من هذه الزاوية بشدة.
وأخيراً، أشكرك إذ تراني انسان جيد (هذا مبالغ فيه)، ومؤمن أحب الله الحقيقي (هذا أملي ورجائي الوحيد من الله تعالى)، أما قولك بأن بحثي لم يكن كافيا عنه،، فإنَّ هذا المعتقد غير صحيح. كيف تقول بأنني أبحث عنه سبحانه؟؟؟ ..... لا والله إنني أعرفه حق المعرفة،، فإن لم أكن أعرفه فما هي فائدة المعرفة في الوجود كله إذاً؟؟؟ ألا يكفي أنْ أعرف أنَّهُ (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ-;- أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)؟ ألا يكفي أن أعرف: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ-;- يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَٰ-;-لِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّىٰ-;- تُؤْفَكُونَ)؟؟؟ ألا يكفي أن أعرف أنه: (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَٰ-;-لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)؟؟؟ الا يكفي أن أعرف فضله لقوله: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ)؟؟؟ ألا يكفي أنه قال عن نفسه، وقوله الحق: (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)؟؟؟ ألا يكفي أن أعرف أن (ناصيتي بيده، ماضٍ فِيَّ حُكْمُهُ،، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُهُ...)؟؟؟ إنه هو المعرفة الوحيدة في ما نعلم وفيما لا نعلم،، وما دونه نكرةٌ وإن عُرِّفَتْ مجازاً.
الله تعالى لا يقف بالباب ولا يتعشى مع أحد،، هذه أوهام صاغها الشيطان، فصدقها ضحاياه وإستيقنتها أنفسهم لأنهم غير محصنين بمعية الله خالقهم، فإستفرد بهم الشيطان الرجيم، فأصبحوا تحت قياده وإمرته يهلكون أنفسهم ويوبقونها. يقول تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان). فإن جاءك أياً كان وأوهمك بأنه هو الله، أو مرسل لك من عند الله تعالى، فاعلم إنه الشيطان الرجيم، جاءك ليستخفك، ويقفل أمامك أي معبر أو منفذ لطريق الرجعة إلى ربك الذي خلقك والذي إليه معادك،، إقبل أنت نصيحتي. إن جاءك من يتعشى معك فإختبره وأطلب منه بأن يخرج لك برهاناً يدل على صدقه، كأن تطلب منه مثلاً إخراج الشمس من جهة الشمال إلى جهة الجنوب، أو ليجعل لون ضوء الشمس أزرقاً بدلاً من اللون الأصفر، أو أطلب منه أن يصور لك خروفاً برأسين وثمانية أرجل،، فإن فشل في ذلك و (أقسم له أنه سيفشل)، لأن كيد الشيطان كان ضعيفاً.
فأعلم أن فرصتك فقط هي ما بقي من عمرك في هذه الفانية الزائلة، وستواجه حياةً أبدية سرمدية، فإن أردت دليلاً مصغراً على سرمدية الجحيم فأنظر إلى جحيم الشمس وطول عمرها المنقضي وما بقي لها من عمر،، وأنظر إلى سرمدية السماء بالمقابل، وكم مضى من عمرها وماذا بقي لها. ولتعلم أن الشمس والسماء والأرض لهما نهاية، ولكن الحياة التي تنتظرك ليس لها نهاية إلَّا ما شاء الله تعالى.
وأخيراً لي طلب (بل رجاء) عندك،، إذا جاءك زائرك الليلة للعشاء معك فعليك أن تخبره بما قلته فيه وتسلطه عليَّ، أو على الأقل أطلب منه أن يوقف الحرب في سوريا، أو حتى (يقفل فتحة الأوزون، التي تسبب فيها جشع وطمع المرضى من البشر) ذوي المكيالين، الذين أفسدوا الأرض ويبحثون لهم عن أرض أخرى بين الكواكب والنجوم لينشروا فيها تجربة فساد وإفساد الأرض،، أو أن يقدم لك برهاناً يشهده القاصي والداني، (ولن يفعل)، فأعلم بأنه الكذوب اللعين عدوك وعدو الإنسانية من لدن آدم إلى ما شاء الله تعالى. ما رأيك في ذلك؟؟؟
تحية طيبة للقراء الكرام
بشاراه أحمد
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (طس، طه):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ل):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القر
...
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (ياء):
-
حوار العقلاء2 (ردود):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ط):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ح):
-
حوار العقلاء:
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ز):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (د):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(أ):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ج):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ):
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:
-
سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|