أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الطبيعة والإنسان الكوني














المزيد.....


الطبيعة والإنسان الكوني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 08:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تريد أن تتوافق إنسانيا مع الطبيعة والواقع والحقائق الوجودية عليك أولا أن تتخلى عن انحيازك الأعمى لما تعرفه بديهيا بمعنى أن تمتحن كل ما تعرف بجعله موجها لك من الأخر ,خذ ما تقبل به لك وما لا تقبل أن يوجه لك أطمره في خانة النسيان الأبدي عندها تتحول إلى إنسان كوني إنسان متصالح مع الوجود وثق أنك ستشعر بالسعادة أنك تخلصت من الجزء الأسود من تفكيرك الجزء الذي يختبئ تحت مفهوم العزة الذاتية واعتزاز الأنا بما فيها , الجزء الذي يسمى سلوكيا مرض الأنانية المتضخمة التي تبيح لك أن تستعلي على الأخر لمجرد أنك أنت فقط .
الإنسان الطبيعي هو الإنسان المتوافق مع قاعدة أنه جزء من كل يتراكم من أجزاءه المتساوية والقاعدة الحاكمة هنا الفرد (الجزء) لا يمكنه أن يلغي بوجوده الأخر ولا الأخر مسموح له بذلك ,من كل هنا الإقرار بهذه الكلية تفتح له أبواب التعامل الطبيعي والإنساني مع الأخر سواء كان متفقا أم مختلف لأن في الأخر لا تعنيه من وجودية الأخر سوى وجوده التام الوجود الذي تتساوى فيه الموجودات دون أن تتزاحم على أنتزاع الحيز الحيوي أو الإطار المشترك بين الجميع ,فيضحى الرابط التشاركي بديلا على الوضع التزاحمي وهنا مكمن الشعور بالسعادة أن لا أجدا قادر على أن يلغي وجودك .
تطبيق نظرية حرية الجزء من حرية الكل في شقها المعنوي تشبه حركة مكونات الذرة في الحركة الوجودية الثابتة فهي وإن كانت تتحرك بإطار ثابت ومرسوم منضبط لكن بالأساس هي تتحرك لتنتج , فهي مقيده بقانونها المادي وحرة أيضا لكونها تتحرك , حيث لا يمكننا أن نصفها أنها مقيدة تماما لأن ذلك تعطيل لحركتها الجوهرية ولا يمكن وصفها بالحرة تامة لأن ذلك يعني تفلتها من قانونها الأساسي , الذات البشرية التي تمثلها الأنا المفردة يجب أن تتحرك في ظل وحدود ومحدودية الحيز الوجوبي لها فقط لتشعر بحريتها (لا تقيد ولا إنفلات) ضبط المعادلة يعني إطلاق الحرية المسئولة الحرية التي تتفاعل مع ذاتها لتكون قادرة ان تعط دون خشية من الإلغاء ومن مصادرة الوجود من قبل تضخمها ذاتيا حيث تدخل في صراعات تستهلكها أو من الأخر القامع والمصادر لطاقتها أيضا .
متى ما أستقر السلوك الإنساني على هذا المنحنى يمكننا أن نطلق صفة العودة للطبيعة على نمطية التعاطي , عندها يكون الإنسان طبيعي بمعنى أنه متوافق مع الطبيعة التي هي في النهاية صفة الكون ويمكن أن نطلق عليه صفة الكائن الإنساني الحقيقي الإنسان الكوني الذي يمثل حقيقة الإنسان في قوانين الكون التي تأسس عليها , أما الحديث عن التحرر والانسلاخ عن مسميات أخترعها أو فرضها التطور الخصيصي أو التخصيصي من قبل مفردات مثل القومية والدين والطبقية والعلم ليست انتقاله حقيقية نحو الإنسانية الكونية بل مجرد تلاعب بالشكليات دون الولوج في العلة الأولى , علة الأنا الذي تتحرك في مجال هلامي غير متفق على شكلية خاصة له ولا على نمطية تضبط الحركة فيه .
من يريد أن يتحول إلى إنسان كوني لا بد له من تحديد فلك الأنا تحديدا جماعيا وإجماعيا تتساوى فيه الذوات والأنا بدون فوارق وجوديه وحسب قانون الطبيعة قانون الكون , مثلا لا يمكن أن تتطابق مقاسات قيم مختلفة في جهة ومتساوية من جهة كالمرأة والذكر في تحديد الكونية لهما ,حتى في القياسات المادية علينا في المقايسات أن نأخذ بتساوي كل الأبعاد حتى يمكننا التصريح بالتطابق في الأشكال المتناظرة , المرأة من حيث هي إنسان تتساوى مع الرجل قطعا , لكن الطبيعة أفرزت حدود بينهما لا بد من أحترام قانون الطبيعة كليا قبل المناداة بالمساواة الكاملة طالما أننا ركنا في الكونية على قوانينها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة والإنسان الكوني
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج3
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج2
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج1
- المدنية السياسية وأساسها الحضاري
- الدولة الإسلامية والدولة السلفية
- نبي المدافع
- إلى كل من يريد أن يجعل من المالكي مشكلة الوجود الأولى .
- خيار السلام وطريق المقاومة
- جاء وذهب
- الإنسان وحلم السلام
- الدين والفقراء والعرش
- الفكر الإسلامي ونظرية الموت قتلا
- هل يموت الدين ح3
- هل يموت الدين ح4
- هل يموت الدين ح2
- هل يموت الدين ح1
- السياسة وجذر الدين
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح1
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح2


المزيد.....




- شون -ديدي- كومز يواجه ضحيتين أخريين في لائحة اتهامه
- ترامب يتحدث عن السبب في حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
- رئيس الوزراء العراقي يعلن القبض على قتلة المرجع الديني محمد ...
- معبر رفح: متى تخرج أول دفعة من الجرحى من غزة ومن سيدير المعب ...
- أول ظهور لتوأم باندا نادر في حديقة حيوان في برلين يثير إعجاب ...
- هل خطط المحافظين في ألمانيا بشأن الهجرة قانونية؟
- هل -يستعين- ميرتس بأصوات البديل مجددا؟
- استعدادات لفتح معبر رفح ونتنياهو يهدد باستئناف القتال مع حما ...
- إسرائيل تنفذ ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان وتقول إنها م ...
- -الويب تون-.. قصص مصورة نشأت في كوريا الجنوبية وتتطلع لغزو ا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الطبيعة والإنسان الكوني